- المشاهدات: 752
- الردود: 4
بعد إرتكاب الصهاينة لمجازرهم "الموسمية" في حق العزل و الأبرياء من سكان فلسطين يخرج حكام العرب أصحاب القوة و المنصب "منددين" بالعمل العدواني، و يعقدون خلف الأبواب المغلقة إجتماعاتهم الإفتراضية التي تفضي إلى قرارات أرخص من الحبر الذي كتبت به، و تحاول الشعوب العربية المغلوب على أمرها نصرة القضية بطريقتها الخاصة فتغير صورة الحساب على مواقع التواصل و تحاول نشر الأخبار الصحيحة و ربما بدافع الغيظ قد ترمي اليهود بكلمة مهينة كأن تدعوهم بالكلاب أو الخنازير مثلا فتستيقظ خوارزمية مواقع التواصل و تبلغ المستخدم أنه معاد للسامية، فماذا يعني هذا المصطلح و لماذا يطلق على اليهود تحديدا؟.
تاريخ العنف ضد اليهود في أوروبا:
إن جذور "معاداة السامية" أو بالأحرى العنف ضد اليهود ليست جديدة، إذ أصدر ملك إنجلترا إدوارد الأول في 30 من أغسطس عام 1920 مرسوما ينص على طرد جميع اليهود من أرض بريطانيا، و تعود قصة هذا الطرد للعام 1070 بعد وصول اليهود لإنجلترا بدعوة من ويليام الفاتح الذي كان بحاجة لإقتراض المال لتنفيذ برنامجه الخاص ببناء القلاع والكاتدرائيات، ولأن التعاليم الكاثوليكية لا تسمح للمسيحيين بالإقراض بفائدة فقد تم تشجيع اليهود على المجيء للعمل في هذا المجال حتى يستطيع إقتراض المال الذي تحتاجه حكومته.
وفي الوقت الذي تحول فيه بعض اليهود المقرضين مثل آرون من لينكولن وليكوريتشيا من أوكسفورد إلى أشخاص فاحشي الثراء فإن الكثير من اليهود عملوا في مهن مختلفة داخل طوائفهم بداية من الطب و إنتهاءا بتجارة السمك، وكانوا يعيشون في أنحاء عديدة من ويلز وإنجلترا حيث يمارسون طقوسهم في بعض الأحياء الكبيرة.
و مع صعود الصليبيين أو (crusaders) تزايد العداء ضد الأديان الأخرى الغير كاثوليكية وتزايدت الهجمات ضد اليهود والتي أثارها أحيانا رجال دين إتهموا اليهود بالمسؤولية عن قتل المسيح.
وعندما كانت الأوضاع تزداد صعوبة في البلاد يؤخذ اليهود، بإعتبارهم أقلية دينية، ككبش فداء ويلقى باللوم عليهم.
وفي ما إزداد إعتماد التاج في إنجلترا على البنوك الإيطالية قل الإعتماد على أثرياء المال اليهود وبالتالي قلت الحماية الممنوحة لهم وبالتدريج إنقلب عليهم الملك.
وفي عامي 1189 و1190 وقعت مذابح عنيفة ضد اليهود في لندن ويورك و فرضت عليهم قيود عديدة و منعوا من العمل في المجال المالي و القروض ما أدخلهم في فقر مدقع لينتهي الأمر أخيرا بطردهم نهائيا من البلد.
و نبقى في قارة أوربا و نتجه جنوبا لإسبانيا أين عانى اليهود عام 1391 من مجزرة عنيفة إعتنق على إثرها آلاف اليهود المسيحية بالقوة بسبب كره السكان المحليين لهم.
ذبح اليهود في إسبانيا عام 1931.
و إذا توجهنا شمال القارة سنجد أن اليهود عانوا من العنف و الإبادات الجماعية في منطقة القوقاز و روسيا التي ضمت بعد توسعها في القرن التاسع مناطق ذات أغلبية يهودية مثل بولندا و ليثوانيا و أجزاءا من الدولة العثمانية لنصل أخيرا للمحرقة التي نعرفها اليوم و التي كان هتلر و النظام النازي سببا مباشرا فيها.
أصل عبارة معاداة السامية:
و إذا أردنا العودة لأصل المصطلح أو العبارة فعلينا أن نعرج على فرنسا و نقف على فكرة الكاتب المحلي إرنست رينان الذي آمن بأن العرق الآري كان أسمى عرق بشري و أعلى مرتبة من العرق السامي، إدعى رينان أن العقل السامي كان محدودًا بالدوغمائية* ويفتقر إلى المفهوم العالمي للحضارة. بالنسبة له، كان الساميون "عرقًا غير مكتمل".
الرد على رينان جاء من الكاتب النمساوي موريتز شتاينشنايدر الذي إتهم رينان بأنه معاد للسامية و من هنا ظهر المصطلح و أخذ بالإنتشار، لكننا رغم فهمنا لتاريخ المصطلح إلا أننا لازلنا نجهل معناه، فماذا تعني السامية؟
إرنست رينان.
موريتز شتاينشنايدر.
السامية مشتقة من الإسم سام، إبن النبي نوح عليه السلام و العرب و العبرانيين و الفينيقيين و السريانيين و الآشوريين و الحبشيين كلهم أبناء سام ما يعني أن السامية لم تنطبق يوما على اليهود و حسب. و نسبها لهم في وقتنا الحالي بالخصوص ما هو إلا بروباغاندا غربية لإلهاء المجتمعات الأخرى عن فكرة الصهيونية و التي تعتبر الأساس الحقيقي للإحتلال اليهودي لفلسطين.
الصهيونية:
نشأت الصهيونية على يد ثيودور هرتزل الذي رأى أن التوراة ذركت أن أرض اليهود هي أرض كنعان أو فلسطين، و أكد هرتزل على أن اليهود لا يجب أن يختلطوا مع أي شعب آخر و أن يعيشوا في أرضهم التي وعدهم الله بها فإستنجد ببريطانيا و طالب بفلسطين و تم منحها له بوعد بلفور أو وعد الذي لا يملك لمن لا يستحق.
ثيودور هرتزل.
إن تكراري لكلمة أوروبا في حديثي عن تاريخ معاداة السامية ليس ضربا من العشوائية إنما هو لتوضيح فكرة مهمة، فبريطانيا و دول أوروبا عموما وافقت دون تفكير على إعطاء فلسطين لليهود بداعي الشفقة و كمحاولة يائسة للتكفير عن الجرائم المروعة التي إرتكبها الأوروبيون المسيحيون طوال سنوات في حق الأقلية اليهودية، و كأن بريطانيا قالت للفلسطينيين: " لقد تركنا فيهم تاريخا أسودا و لا خيار لنا سواء إعطائهم أرضكم لإرضائهم، نتمنى أن تتفهموا ذلك".
الخاتمة:
و يجدر في الختام أن نذكر بضرورة التفريق بين اليهود و الصهاينة و الإسرائليين، فاليهودي هو كل فرد يعتنق الديانة اليهودية و قد يكون ضد الصهيونية التي تؤمن بأن فلسطين ملك لليهود فقط أما الإسرائيلي فهو كل فرد يملك جنسية ذلك الكيان و قد يكون بدوره ضد الجرائم التي تحدث في فلسطين رغم أن ذلك مستبعد جدا. و لا ننسى دائما الدعاء لإخواننا و أن نتذكر أننا كمسلمين مطالبون بنصرة الأقصى لأننا لسنا جزءا من القضية إنما نحن أصحابها.
*الدوغمائية: التَّعسفية أو اليقينية أو الجزمية أو العَقَدِيّة أو الدوغماتية (أو دوغمائية) هي حالة من الجمود الفكري، حيث يتعصب فيها الشخص لأفكارهِ الخاصة لدرجة رفضهِ الإطلاع على الأفكار المخالفة، وإن ظهرت لهُ الدلائل التي تثبت لهُ أن أفكارهُ خاطئة
المصادر:
صفحة باب الشرق على فيسبوك.
تاريخ العنف ضد اليهود في أوروبا:
إن جذور "معاداة السامية" أو بالأحرى العنف ضد اليهود ليست جديدة، إذ أصدر ملك إنجلترا إدوارد الأول في 30 من أغسطس عام 1920 مرسوما ينص على طرد جميع اليهود من أرض بريطانيا، و تعود قصة هذا الطرد للعام 1070 بعد وصول اليهود لإنجلترا بدعوة من ويليام الفاتح الذي كان بحاجة لإقتراض المال لتنفيذ برنامجه الخاص ببناء القلاع والكاتدرائيات، ولأن التعاليم الكاثوليكية لا تسمح للمسيحيين بالإقراض بفائدة فقد تم تشجيع اليهود على المجيء للعمل في هذا المجال حتى يستطيع إقتراض المال الذي تحتاجه حكومته.
وفي الوقت الذي تحول فيه بعض اليهود المقرضين مثل آرون من لينكولن وليكوريتشيا من أوكسفورد إلى أشخاص فاحشي الثراء فإن الكثير من اليهود عملوا في مهن مختلفة داخل طوائفهم بداية من الطب و إنتهاءا بتجارة السمك، وكانوا يعيشون في أنحاء عديدة من ويلز وإنجلترا حيث يمارسون طقوسهم في بعض الأحياء الكبيرة.
و مع صعود الصليبيين أو (crusaders) تزايد العداء ضد الأديان الأخرى الغير كاثوليكية وتزايدت الهجمات ضد اليهود والتي أثارها أحيانا رجال دين إتهموا اليهود بالمسؤولية عن قتل المسيح.
وعندما كانت الأوضاع تزداد صعوبة في البلاد يؤخذ اليهود، بإعتبارهم أقلية دينية، ككبش فداء ويلقى باللوم عليهم.
وفي ما إزداد إعتماد التاج في إنجلترا على البنوك الإيطالية قل الإعتماد على أثرياء المال اليهود وبالتالي قلت الحماية الممنوحة لهم وبالتدريج إنقلب عليهم الملك.
وفي عامي 1189 و1190 وقعت مذابح عنيفة ضد اليهود في لندن ويورك و فرضت عليهم قيود عديدة و منعوا من العمل في المجال المالي و القروض ما أدخلهم في فقر مدقع لينتهي الأمر أخيرا بطردهم نهائيا من البلد.
و نبقى في قارة أوربا و نتجه جنوبا لإسبانيا أين عانى اليهود عام 1391 من مجزرة عنيفة إعتنق على إثرها آلاف اليهود المسيحية بالقوة بسبب كره السكان المحليين لهم.
ذبح اليهود في إسبانيا عام 1931.
و إذا توجهنا شمال القارة سنجد أن اليهود عانوا من العنف و الإبادات الجماعية في منطقة القوقاز و روسيا التي ضمت بعد توسعها في القرن التاسع مناطق ذات أغلبية يهودية مثل بولندا و ليثوانيا و أجزاءا من الدولة العثمانية لنصل أخيرا للمحرقة التي نعرفها اليوم و التي كان هتلر و النظام النازي سببا مباشرا فيها.
أصل عبارة معاداة السامية:
و إذا أردنا العودة لأصل المصطلح أو العبارة فعلينا أن نعرج على فرنسا و نقف على فكرة الكاتب المحلي إرنست رينان الذي آمن بأن العرق الآري كان أسمى عرق بشري و أعلى مرتبة من العرق السامي، إدعى رينان أن العقل السامي كان محدودًا بالدوغمائية* ويفتقر إلى المفهوم العالمي للحضارة. بالنسبة له، كان الساميون "عرقًا غير مكتمل".
الرد على رينان جاء من الكاتب النمساوي موريتز شتاينشنايدر الذي إتهم رينان بأنه معاد للسامية و من هنا ظهر المصطلح و أخذ بالإنتشار، لكننا رغم فهمنا لتاريخ المصطلح إلا أننا لازلنا نجهل معناه، فماذا تعني السامية؟
إرنست رينان.
موريتز شتاينشنايدر.
السامية مشتقة من الإسم سام، إبن النبي نوح عليه السلام و العرب و العبرانيين و الفينيقيين و السريانيين و الآشوريين و الحبشيين كلهم أبناء سام ما يعني أن السامية لم تنطبق يوما على اليهود و حسب. و نسبها لهم في وقتنا الحالي بالخصوص ما هو إلا بروباغاندا غربية لإلهاء المجتمعات الأخرى عن فكرة الصهيونية و التي تعتبر الأساس الحقيقي للإحتلال اليهودي لفلسطين.
الصهيونية:
نشأت الصهيونية على يد ثيودور هرتزل الذي رأى أن التوراة ذركت أن أرض اليهود هي أرض كنعان أو فلسطين، و أكد هرتزل على أن اليهود لا يجب أن يختلطوا مع أي شعب آخر و أن يعيشوا في أرضهم التي وعدهم الله بها فإستنجد ببريطانيا و طالب بفلسطين و تم منحها له بوعد بلفور أو وعد الذي لا يملك لمن لا يستحق.
ثيودور هرتزل.
إن تكراري لكلمة أوروبا في حديثي عن تاريخ معاداة السامية ليس ضربا من العشوائية إنما هو لتوضيح فكرة مهمة، فبريطانيا و دول أوروبا عموما وافقت دون تفكير على إعطاء فلسطين لليهود بداعي الشفقة و كمحاولة يائسة للتكفير عن الجرائم المروعة التي إرتكبها الأوروبيون المسيحيون طوال سنوات في حق الأقلية اليهودية، و كأن بريطانيا قالت للفلسطينيين: " لقد تركنا فيهم تاريخا أسودا و لا خيار لنا سواء إعطائهم أرضكم لإرضائهم، نتمنى أن تتفهموا ذلك".
الخاتمة:
و يجدر في الختام أن نذكر بضرورة التفريق بين اليهود و الصهاينة و الإسرائليين، فاليهودي هو كل فرد يعتنق الديانة اليهودية و قد يكون ضد الصهيونية التي تؤمن بأن فلسطين ملك لليهود فقط أما الإسرائيلي فهو كل فرد يملك جنسية ذلك الكيان و قد يكون بدوره ضد الجرائم التي تحدث في فلسطين رغم أن ذلك مستبعد جدا. و لا ننسى دائما الدعاء لإخواننا و أن نتذكر أننا كمسلمين مطالبون بنصرة الأقصى لأننا لسنا جزءا من القضية إنما نحن أصحابها.
*الدوغمائية: التَّعسفية أو اليقينية أو الجزمية أو العَقَدِيّة أو الدوغماتية (أو دوغمائية) هي حالة من الجمود الفكري، حيث يتعصب فيها الشخص لأفكارهِ الخاصة لدرجة رفضهِ الإطلاع على الأفكار المخالفة، وإن ظهرت لهُ الدلائل التي تثبت لهُ أن أفكارهُ خاطئة
المصادر:
صفحة باب الشرق على فيسبوك.
يجب تسجيل الدخول لمشاهدة الروابط
يجب تسجيل الدخول لمشاهدة الروابط
يجب تسجيل الدخول لمشاهدة الروابط
يجب تسجيل الدخول لمشاهدة الروابط