- المشاهدات: 435
- الردود: 1
تملك قاعة بارولاند للرقص الواقعة في الجهة الشرقية لمدينة كلاغسكو الساحرة بأسكتلندا شهرة واسعة و سمعة طيبة كأحد أكبر و أرقى أماكن الإستجمام في المدينة. هذه القاعة و التي فتحت أبوابها عام 1934 كانت ملفتة بشكل خاص نظرا لديكورها الجذاب الذي مزج بين الحداثة و العراقة، و رغم أنها دفنت تحت ألسنة اللهب عام 1958 إلا أنها عادت مرة أخرى للعمل بعد عامين فقط.
إشتهرت القاعة أيضا بسياسة غريبة حيث خصصت ليلتي الخميس و السبت للزبائن فوق 25 عاما، كانت هذه الليالي فرصة للعازبين في المدينة للتعرف على أشخاص جدد خاصة الرجال حتى أنه أطلق عليها تهكما ليلة "خذ عجوزا!".
باتريشا دوكر صاحبة الخمسة و عشرين عاما كانت من الوجوه المألوفة ليلتي الإثنين و الخميس. على أعتاب الطلاق من زوجها أليكس و الذي كان ضابطا في القوات الجوية متمركزا في الجنوب، وجدت باتريشا في تلك الليالي فرصة للتعرف على رجال آخرين إما بغرض الزواج مرة أخرى أو لغرض المتعة البحتة.
صورة قديمة لقاعة بارولاند.
ليلة 22 من فبراير عام 1968 تركت السيدة دوكر إبنها البالغ من العمر أربع سنوات في بيت العائلة رفقة أمها و أبيها أين كانت تمكث تمهيدا للإنفصال النهائي و إنطلقت صوب قاعة الرقص حاملة معها آمالا بقضاء وقت سعيد لكن الواقع كان مخيبا بالنسبة لها لحد كبير إذ وجدت باتريشا نفسها بين براثن ذئب لم يتوانى للحظة في إنهاء حياتها.
صبيحة الثالث و العشرين و الذي صادف يوم جمعة، إصطدم صانع خزائن محلي يدعى موريس جودمان بجثة ملقاة على ممشى فرعي كان يستعمله كطريق مختصر للوصول لمحله، للوهلة الأولى إفترض موريس أنه أمام حالة أخرى من السكر و الإحتفال غير المسؤول لكنه حالما لمس الجثة بقدمه سارع بالعودة لمنزله مبلغا الشرطة.
باتريشا دوكر.
"كان الأمر أشبه بلمس مكعب ثلج" قال موريس لاحقا في أحد التصريحات.
ظنت الشرطة في البداية بدورها أنها أمام حالة سكر غير مسؤول و إفترضت أن الضحية قد توفيت من البرد الشديد الذي ميز ليالي غلاسكو شتاءا فارسلت ضابطي دورية لحراسة المكان لحين وصول المحققين. في حدود الساعة الثامنة و من النظرة الأولى لمسرح الجريمة أدرك المحققون أنهم أمام جريمة قتل.
كانت باتريشا مستلقية على ظهرها، عارية تماما بإستثناء فردة حذاء، بعد فحص الجثة بشكل سطحي عرف المحققون أن آليس قد ضربت بعنف، إغتصبت ثم خنقت بحزام جلدي ضخم أو بقطعة ملابس أخرى نظرا للآثار الواضحة على رقبتها.
مسرح الجريمة كان خاليا من أي ملابس أو متعلقات تخص الضحية، لكن المحققين تمكنوا من العثور على فوطة صحية قرب الجثة. لاحقا إكتشف الطبيب الشرعي أن باتريشا كانت في فترة الحيض.
طرق الضباط الأبواب في محاولة للوصول لأي شاهد قد يساعد في التحقيق لكنهم عادوا خالي الوفاض تقريبا، أحد الأشخاص قال أنه سمع إمرأة تصرخ "دعني و شأني" لكن لم يتم تأكيد هذا الإدعاء من طرف أي شخص آخر.
خبر الجريمة وصل لمصحة فيكتوريا أين كانت تعمل باتريشا كمممرضة و تم عرض الجثة على إثنين من زميلاتها لكنهما لم يتعرفا عليها. بعد مدة قصيرة لاحظ سائق سيارة الإسعاف التابعة للمصحة وجود المحققين داخل المصحة فتقدم للمساعدة و أكد أخيرا و بشكل قطعي أن الجثة تعود لزميلته باتريشا دوكر.
والد باتريشا جون قرأ خبر العثور على الجثة في الصحف، و من الأوصاف المذكورة شك الأخير أن إبنته كانت الضحية خاصة أنها لم تعد الليلة الماضية، أخذ جون صورة إبنته معه للمخفر و هناك تأكدت شكوكه.
عقب إستجوابه أخبر جون المحققين أن إبنته ذكرت أنها ستذهب لقاعة ماجيستيك و لم يأتي على ذكر قاعة بارولاند قط. إستجوبت الشرطة بعد ذلك عددا من رواد قاعة ماجيستيك لكنهم ذكروا أنهم لم يروا أي إمرأة بمواصفات باتريشا في المكان.
بعد أسابيع من التحقيق إكتشف المحققون أخيرا أن باتريشا دوكر لم تذهب لقاعة ماجيستيك على الإطلاق، هذا الإكتشاف خلط الأوراق و صعب المهمة على الشرطة بشكل كبير بحكم أن التحقيق تحول من مكان واحد إلى ثلاث أماكن. قاعة ماجيستيك و قاعة بارولاند و الطريق بينهما ما يعني أن القاتل ربما إلتقى بالضحية في أي من هذه الأماكن الثلاثة.
إستجوبت الشرطة رواد قاعة بارولاند الذين كانوا حاضرين تلك الليلة و أكد معظمهم أنهم لم يروا باتريشا تغادر مع أي شخص لكنهم قالوا أنها كانت ترقص مع شخص أصهب. هذا الدليل لوحده لم يكن كافيا نظرا لأن أسكتلندا معروفة بالرجال و النساء أصحاب الشعر الأحمر.
إنخفضت وتيرة التحقيق في قضية باتريشا بسبب نقص الأدلة و زادت كذبتها بشأن ذهابها لقاعة بارولاند الأمر تعقيدا، قالت الشرطة أن باتريشا إلتقت بالشخص الخطأ في الوقت الخطأ في المكان الخطأ و تركت الأمر هناك.
الجريمة الثانية:
ليلة السادس عشر من اغسطس عام 1969 تركت جيميما ماكدونالد البالغة من العمر 32 عاما أبناءها الثلاث عند أختها مارغريت التي كانت تقطن بجوارها في شارع ماكيث و قصدت قاعة بارولاند أملا في قضاء وقت ممتع، جريمة قتل باتريشا دوكر و التي مر على وقوعها 18 شهرا لم تخطر ببال الأم العازبة على الإطلاق.
إعتادت جيميما أن تذهب بمفردها للقاعة بحكم أن جميع صديقاتها كن متزوجات لكنها كانت تتواصل معهن دائما بعد عودتها بيد أنها تلك الليلة لم تعد لأخذ اولادها و لم تتواصل مع أي من مقربيها ما أدخل الشك في نفس مارغريت التي سمعت صبيحة اليوم الموالي تمتمات من الأطفال حول "الجثة" التي عثروا عليها في مجمع شقق مهجور قريب إعتادوا الركض و اللعب داخله.
جيميما رفقة إبنتها.
حاولت مارغريت عدم التفكير في الأمر لكن مجمع الشقق ذاك كان ذا سمعة سيئة. رغم أن الأطفال كانوا يتخذون ذلك المكان كساحة لعب في النهار إلا أنه يتحول لوكر دعارة ليلا.
بعد يومين من إختفاء شقيقتها إستجمعت مارغريت قوتها و قررت زيارة مجمع الشقق المهجور الذي كان قريبا من منزلها، في الداخل و بعد جولة صغيرة عثرت على ما بدى لها في الوهلة الأولى أنه دمية خياط ملقاة على مرتبة سرير قذرة لكنها لمحت بعد الإقتراب قليلا دماءا على الأرض فسارعت لفحص الجثة لتجد أنها كانت أول الواصلين لمسرح جريمة قتل أختها جيميما.
طريقة قتل جيميما كانت مشابهة تماما لطريقة قتل باتريشا (ضرب، إغتصاب و قتل)، كانت ملابسها في حالة من الفوضى، حيث تمزق فستانها الأسود وبلوزتها البيضاء و مُزقت ملابسها الداخلية بطريقة جنونية، كان حذاءها ذو الكعب العالي ذو اللون الأبيض الفاتح حاضرًا أيضًا في المشهد، بالإضافة إلى معطفها الصوفي ذي الحزام البني، لكن الغريب أن حقيبة يدها الجلدية السوداء اللامعة ومحتوياتها كانت مفقودة، بما في ذلك الحجاب الذي كانت تستخدمه لتغطية مجعد شعرها.
مثل مسرح جريمة باتريشيا دوكر قبل عام ونصف، عثر المحققون على فوطة صحية مرمية بالقرب من الجثة، ومثل باتريشيا، كشف فحص الجثة أن جيميما كانت حائضًا أيضًا. وتمكنت الشرطة من تحديد أنها في ليلة إختفائها، ذهبت أولاً إلى حانة بيتي، على الجانب الآخر من الشارع من قاعة بارولاند، حيث إستمتعت ببعض المشروبات وشوهدت وهي تتحدث مع رجل ذو شعر أحمر.
تم رصدها لاحقًا في بارولاند وهي ترقص مع نفس الشخص الذي كانت معه في الحانة، وغادرت قاعة الرقص برفقته؛ وبحسب شهود عيان، كان شاباً نحيلاً يتراوح عمره بين 25 و35 عاماً تقريباً. كان طويل القامة، ربما يصل طوله إلى 6'-2'، ويرتدي بدلة زرقاء ذات طية صدر مخيطة يدويًا وقميصًا أبيض. كان لديه شعر محمر أو بني محمر، واعتقد البعض أن مظهره كان مصقولًا للغاية أو راقيًا بالنسبة للعملاء الآخرين.
صرح الشهود أن الرجل الأصهب لم يكن زبونا منتظما لقاعة بارولاند و حتى إن كان كذلك فإنه لم يكن شخصا محليا.
شوهد الإثنان يتجهان يمينًا إلى شارع باين، ثم يسارًا إلى طريق لندن، قبل السير نحو بريدجتون كروس؛ ومن هناك سلكوا طريقًا مختصرة عبر شارع لاندريسي وشارع جيمس. تم إعادة تمثيل المشهد لاحقًا في يوم السبت التالي من قبل شرطية ترتدي زيًا مشابهًا للضحية على أمل أن ينشط ذكريات الجيران الذين ربما رأوا شيئًا ما.
أبلغت إحدى المقيمات ضباط الشرطة أنها سمعت صراخًا من محيط المبنى السكني مساء يوم مقتل جيميما. لكنها لم تستطع تذكر الوقت المحدد لحدوث الحادث.
بحكم أن الجريمة كان مرتبطة بليالي بارولاند فوق 25 رفض العديد من الأشخاص التقدم للإدلاء بأي شهادة خوفا على سمعتهم. الشرطة أكدت للعامة أن الشهادات ستبقى سرية و أنه لن يكون هناك أي إطلاق للأحكام بأي شكل من الأشكال.
رغم الوعود المطمئنة من الشرطة إلا أن الشهادات القليلة التي أدلى بها بعض الرواد لم تضف الكثير للتحقيق، طيلة شهرين حاول المحققون تتبع الرجل الأصهب كما عرضت عائلة جيميما مكافئة قدرها 100 جنيه لكل شخص يدلى بمعلومات تساعد في التحقيق لكن دون جدوى.
بعد عشرة أسابيع من الجريمة، بدأ مسؤولو الشرطة في تجميع أوجه التشابه بين مقتل جيميما ووفاة باتريشيا دوكر قبل أكثر من ثمانية عشر شهرًا. بدا الأمر أكثر من مجرد صدفة إذ يبدو أن كلاهما التقيا بمهاجمهما في ليلة "أكثر من 25" في قاعة بارولاند. كلاهما كانتا أمهات ذوات شعر داكن في نفس الفئة العمرية. وقد تعرض كلاهما للإغتصاب والخنق، وكانت كلتا المرأتين في فترة الحيض وقت الوفاة، وتركت فوط صحية بالقرب من جسديهما. وكلاهما قُتلا وتُركا في المنطقة القريبة من منزليهما.
إستعانت الشرطة بلينوكس باترسون، نائب مدير مدرسة جلاسكو للفنون لرسم وصف تقريبي للمشتبه به بناءً على شهادة شهود العيان التي يمكنهم جمعها. لكن حتى مع نشر الرسم التخطيطي للمهاجم في الصحف الشعبية، لم تظهر أي أدلة قوية و أخذت حدة القضية تنزل تدريجيا حتى إختفت تماما.
يتبع ...
إشتهرت القاعة أيضا بسياسة غريبة حيث خصصت ليلتي الخميس و السبت للزبائن فوق 25 عاما، كانت هذه الليالي فرصة للعازبين في المدينة للتعرف على أشخاص جدد خاصة الرجال حتى أنه أطلق عليها تهكما ليلة "خذ عجوزا!".
باتريشا دوكر صاحبة الخمسة و عشرين عاما كانت من الوجوه المألوفة ليلتي الإثنين و الخميس. على أعتاب الطلاق من زوجها أليكس و الذي كان ضابطا في القوات الجوية متمركزا في الجنوب، وجدت باتريشا في تلك الليالي فرصة للتعرف على رجال آخرين إما بغرض الزواج مرة أخرى أو لغرض المتعة البحتة.
صورة قديمة لقاعة بارولاند.
ليلة 22 من فبراير عام 1968 تركت السيدة دوكر إبنها البالغ من العمر أربع سنوات في بيت العائلة رفقة أمها و أبيها أين كانت تمكث تمهيدا للإنفصال النهائي و إنطلقت صوب قاعة الرقص حاملة معها آمالا بقضاء وقت سعيد لكن الواقع كان مخيبا بالنسبة لها لحد كبير إذ وجدت باتريشا نفسها بين براثن ذئب لم يتوانى للحظة في إنهاء حياتها.
صبيحة الثالث و العشرين و الذي صادف يوم جمعة، إصطدم صانع خزائن محلي يدعى موريس جودمان بجثة ملقاة على ممشى فرعي كان يستعمله كطريق مختصر للوصول لمحله، للوهلة الأولى إفترض موريس أنه أمام حالة أخرى من السكر و الإحتفال غير المسؤول لكنه حالما لمس الجثة بقدمه سارع بالعودة لمنزله مبلغا الشرطة.
باتريشا دوكر.
"كان الأمر أشبه بلمس مكعب ثلج" قال موريس لاحقا في أحد التصريحات.
ظنت الشرطة في البداية بدورها أنها أمام حالة سكر غير مسؤول و إفترضت أن الضحية قد توفيت من البرد الشديد الذي ميز ليالي غلاسكو شتاءا فارسلت ضابطي دورية لحراسة المكان لحين وصول المحققين. في حدود الساعة الثامنة و من النظرة الأولى لمسرح الجريمة أدرك المحققون أنهم أمام جريمة قتل.
كانت باتريشا مستلقية على ظهرها، عارية تماما بإستثناء فردة حذاء، بعد فحص الجثة بشكل سطحي عرف المحققون أن آليس قد ضربت بعنف، إغتصبت ثم خنقت بحزام جلدي ضخم أو بقطعة ملابس أخرى نظرا للآثار الواضحة على رقبتها.
مسرح الجريمة كان خاليا من أي ملابس أو متعلقات تخص الضحية، لكن المحققين تمكنوا من العثور على فوطة صحية قرب الجثة. لاحقا إكتشف الطبيب الشرعي أن باتريشا كانت في فترة الحيض.
طرق الضباط الأبواب في محاولة للوصول لأي شاهد قد يساعد في التحقيق لكنهم عادوا خالي الوفاض تقريبا، أحد الأشخاص قال أنه سمع إمرأة تصرخ "دعني و شأني" لكن لم يتم تأكيد هذا الإدعاء من طرف أي شخص آخر.
خبر الجريمة وصل لمصحة فيكتوريا أين كانت تعمل باتريشا كمممرضة و تم عرض الجثة على إثنين من زميلاتها لكنهما لم يتعرفا عليها. بعد مدة قصيرة لاحظ سائق سيارة الإسعاف التابعة للمصحة وجود المحققين داخل المصحة فتقدم للمساعدة و أكد أخيرا و بشكل قطعي أن الجثة تعود لزميلته باتريشا دوكر.
والد باتريشا جون قرأ خبر العثور على الجثة في الصحف، و من الأوصاف المذكورة شك الأخير أن إبنته كانت الضحية خاصة أنها لم تعد الليلة الماضية، أخذ جون صورة إبنته معه للمخفر و هناك تأكدت شكوكه.
عقب إستجوابه أخبر جون المحققين أن إبنته ذكرت أنها ستذهب لقاعة ماجيستيك و لم يأتي على ذكر قاعة بارولاند قط. إستجوبت الشرطة بعد ذلك عددا من رواد قاعة ماجيستيك لكنهم ذكروا أنهم لم يروا أي إمرأة بمواصفات باتريشا في المكان.
بعد أسابيع من التحقيق إكتشف المحققون أخيرا أن باتريشا دوكر لم تذهب لقاعة ماجيستيك على الإطلاق، هذا الإكتشاف خلط الأوراق و صعب المهمة على الشرطة بشكل كبير بحكم أن التحقيق تحول من مكان واحد إلى ثلاث أماكن. قاعة ماجيستيك و قاعة بارولاند و الطريق بينهما ما يعني أن القاتل ربما إلتقى بالضحية في أي من هذه الأماكن الثلاثة.
إستجوبت الشرطة رواد قاعة بارولاند الذين كانوا حاضرين تلك الليلة و أكد معظمهم أنهم لم يروا باتريشا تغادر مع أي شخص لكنهم قالوا أنها كانت ترقص مع شخص أصهب. هذا الدليل لوحده لم يكن كافيا نظرا لأن أسكتلندا معروفة بالرجال و النساء أصحاب الشعر الأحمر.
إنخفضت وتيرة التحقيق في قضية باتريشا بسبب نقص الأدلة و زادت كذبتها بشأن ذهابها لقاعة بارولاند الأمر تعقيدا، قالت الشرطة أن باتريشا إلتقت بالشخص الخطأ في الوقت الخطأ في المكان الخطأ و تركت الأمر هناك.
الجريمة الثانية:
ليلة السادس عشر من اغسطس عام 1969 تركت جيميما ماكدونالد البالغة من العمر 32 عاما أبناءها الثلاث عند أختها مارغريت التي كانت تقطن بجوارها في شارع ماكيث و قصدت قاعة بارولاند أملا في قضاء وقت ممتع، جريمة قتل باتريشا دوكر و التي مر على وقوعها 18 شهرا لم تخطر ببال الأم العازبة على الإطلاق.
إعتادت جيميما أن تذهب بمفردها للقاعة بحكم أن جميع صديقاتها كن متزوجات لكنها كانت تتواصل معهن دائما بعد عودتها بيد أنها تلك الليلة لم تعد لأخذ اولادها و لم تتواصل مع أي من مقربيها ما أدخل الشك في نفس مارغريت التي سمعت صبيحة اليوم الموالي تمتمات من الأطفال حول "الجثة" التي عثروا عليها في مجمع شقق مهجور قريب إعتادوا الركض و اللعب داخله.
جيميما رفقة إبنتها.
حاولت مارغريت عدم التفكير في الأمر لكن مجمع الشقق ذاك كان ذا سمعة سيئة. رغم أن الأطفال كانوا يتخذون ذلك المكان كساحة لعب في النهار إلا أنه يتحول لوكر دعارة ليلا.
بعد يومين من إختفاء شقيقتها إستجمعت مارغريت قوتها و قررت زيارة مجمع الشقق المهجور الذي كان قريبا من منزلها، في الداخل و بعد جولة صغيرة عثرت على ما بدى لها في الوهلة الأولى أنه دمية خياط ملقاة على مرتبة سرير قذرة لكنها لمحت بعد الإقتراب قليلا دماءا على الأرض فسارعت لفحص الجثة لتجد أنها كانت أول الواصلين لمسرح جريمة قتل أختها جيميما.
طريقة قتل جيميما كانت مشابهة تماما لطريقة قتل باتريشا (ضرب، إغتصاب و قتل)، كانت ملابسها في حالة من الفوضى، حيث تمزق فستانها الأسود وبلوزتها البيضاء و مُزقت ملابسها الداخلية بطريقة جنونية، كان حذاءها ذو الكعب العالي ذو اللون الأبيض الفاتح حاضرًا أيضًا في المشهد، بالإضافة إلى معطفها الصوفي ذي الحزام البني، لكن الغريب أن حقيبة يدها الجلدية السوداء اللامعة ومحتوياتها كانت مفقودة، بما في ذلك الحجاب الذي كانت تستخدمه لتغطية مجعد شعرها.
مثل مسرح جريمة باتريشيا دوكر قبل عام ونصف، عثر المحققون على فوطة صحية مرمية بالقرب من الجثة، ومثل باتريشيا، كشف فحص الجثة أن جيميما كانت حائضًا أيضًا. وتمكنت الشرطة من تحديد أنها في ليلة إختفائها، ذهبت أولاً إلى حانة بيتي، على الجانب الآخر من الشارع من قاعة بارولاند، حيث إستمتعت ببعض المشروبات وشوهدت وهي تتحدث مع رجل ذو شعر أحمر.
تم رصدها لاحقًا في بارولاند وهي ترقص مع نفس الشخص الذي كانت معه في الحانة، وغادرت قاعة الرقص برفقته؛ وبحسب شهود عيان، كان شاباً نحيلاً يتراوح عمره بين 25 و35 عاماً تقريباً. كان طويل القامة، ربما يصل طوله إلى 6'-2'، ويرتدي بدلة زرقاء ذات طية صدر مخيطة يدويًا وقميصًا أبيض. كان لديه شعر محمر أو بني محمر، واعتقد البعض أن مظهره كان مصقولًا للغاية أو راقيًا بالنسبة للعملاء الآخرين.
صرح الشهود أن الرجل الأصهب لم يكن زبونا منتظما لقاعة بارولاند و حتى إن كان كذلك فإنه لم يكن شخصا محليا.
شوهد الإثنان يتجهان يمينًا إلى شارع باين، ثم يسارًا إلى طريق لندن، قبل السير نحو بريدجتون كروس؛ ومن هناك سلكوا طريقًا مختصرة عبر شارع لاندريسي وشارع جيمس. تم إعادة تمثيل المشهد لاحقًا في يوم السبت التالي من قبل شرطية ترتدي زيًا مشابهًا للضحية على أمل أن ينشط ذكريات الجيران الذين ربما رأوا شيئًا ما.
أبلغت إحدى المقيمات ضباط الشرطة أنها سمعت صراخًا من محيط المبنى السكني مساء يوم مقتل جيميما. لكنها لم تستطع تذكر الوقت المحدد لحدوث الحادث.
بحكم أن الجريمة كان مرتبطة بليالي بارولاند فوق 25 رفض العديد من الأشخاص التقدم للإدلاء بأي شهادة خوفا على سمعتهم. الشرطة أكدت للعامة أن الشهادات ستبقى سرية و أنه لن يكون هناك أي إطلاق للأحكام بأي شكل من الأشكال.
رغم الوعود المطمئنة من الشرطة إلا أن الشهادات القليلة التي أدلى بها بعض الرواد لم تضف الكثير للتحقيق، طيلة شهرين حاول المحققون تتبع الرجل الأصهب كما عرضت عائلة جيميما مكافئة قدرها 100 جنيه لكل شخص يدلى بمعلومات تساعد في التحقيق لكن دون جدوى.
بعد عشرة أسابيع من الجريمة، بدأ مسؤولو الشرطة في تجميع أوجه التشابه بين مقتل جيميما ووفاة باتريشيا دوكر قبل أكثر من ثمانية عشر شهرًا. بدا الأمر أكثر من مجرد صدفة إذ يبدو أن كلاهما التقيا بمهاجمهما في ليلة "أكثر من 25" في قاعة بارولاند. كلاهما كانتا أمهات ذوات شعر داكن في نفس الفئة العمرية. وقد تعرض كلاهما للإغتصاب والخنق، وكانت كلتا المرأتين في فترة الحيض وقت الوفاة، وتركت فوط صحية بالقرب من جسديهما. وكلاهما قُتلا وتُركا في المنطقة القريبة من منزليهما.
إستعانت الشرطة بلينوكس باترسون، نائب مدير مدرسة جلاسكو للفنون لرسم وصف تقريبي للمشتبه به بناءً على شهادة شهود العيان التي يمكنهم جمعها. لكن حتى مع نشر الرسم التخطيطي للمهاجم في الصحف الشعبية، لم تظهر أي أدلة قوية و أخذت حدة القضية تنزل تدريجيا حتى إختفت تماما.
يتبع ...