- التعديل الأخير بواسطة المشرف:
- المشاهدات: 1,356
- الردود: 7
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
العالم الآخر.
( الرابعة )
بيت بجوار المقابر.1.
------------------( الرابعة )
بيت بجوار المقابر.1.
* اسمي عائشة... من قرية من محافظة الغربية، سأحكي لكم أحداث حدثت لي من 32 سنة تقريباً ... منذ أن تزوجت، كانت شقتي كانت في بيت عائلة في قرية. البيت كله مكون من ثلاثة أدوار بناه والد زوجي منذ أكتر من خمسين سنة في أراضي زراعية على أطراف القرية، والد زوجي يسكن في أول طابق وأنا تزوجت في الطابق التاني. منذ أن تزوجت لفت انتباهي البيت الجميل، خلفنا توجد زروع وبجوارنا بيت قديم شبه مهجور، نادرًا ما كنت أرى فيه أحد وأمامنا ساحة كبيرة جداً في آخرها مسجد على بعد حوالي خمسين متر من البيت. المسجد كان مختلفًا عن باقي المساجد التي رأيتها في هذه القرية وفي القرية التي أنا منها أيضًا.
المسجد لا يوجد الكثير من الأشخاص يصلون فيه وخاصة صلاة الفجر والعشاء. فكرت في الأمر كثيرًا ، ربما لأنه في مكان بعيد على طرف القرية وهناك مساجد بداخل القرية نفسها، لكن أثناء النهار ألاحظ ان اهل القرية ذاهبين وعائدين من حقولهم في نفس الطريق ويدخلون للصلاة في المسجد بشكل طبيعي. ذات مرة سألت زوجي: من بنى هذا المسجد هنا؟ رده كان أول صدمة اتلقاها في حياتي في بيتنا هذا،
ببساطة قال لي: أهل البلد هنا هم الذين تعاونوا وبنوه من فترة، أصلاً مكان المسجد كان هناك مقابر منذ سنوات طويلة عندما كانت البلد صغيرة وأهلها عددهم قليل، لكن عندما زاد عدد الناس وضاقت المقابر عليهم وخاصة أن العمران امتد إلى هنا قرروا أن ينقلوا المقبرة لمكان آخر.
كنت أستمع وجسمي يقشعر من الكلام، تركته يكمل: المهم ان الشيوخ قالوا أن مكان المقابر لن يصلح لإقامة أي شيء آخر عليه سوى أن يكون مسجد وهذا ما حدث بالفعل.
سألته: - وهل نقلوا رفات الموتى التي كانت هنا أم بنوا فوقها المسجد؟
- لا طبعا نقلوا الرفات إلى المقبرة الجديدة لكن حدثت مشكلة.
هناك عظام ورفات لم يتم نقلها لأنهم لا يعرفون أصحابها .
- وتركوها ؟ - لا، حفروا حفرة كبيرة جداً ، قبر كبير ودفنوا فيها كل الرفات والعظام الغير معروفة خلف المسجد داخل السور.
شعرت بفزع وخوف كبير جداً ... بعد ما كنت أجلس في البلكونة أتأمل الطبيعة والسماء والمسجد، أصبحت أشرد كثيرًا جداً وأتخيل الموتى المدفونين خلف المسجد في مقبرة جماعية.
كثيرًا جداً ما كانت الكهرباء تقطع وزوجي أحياناً يكون في عمله أثناء الليل وتخيلوا وقتها حالتي كيف تكون. لكن لا اعرف هل لذلك علاقة بالأحداث التي حدثت معي في البيت طول عمري أم لا.
* من وقت ما دخلت البيت وأنا أشعر بضيق وخنقة غريبة وخاصة في غرفتي،
ذات ليلة حلمت حلم رهيب... ليس حلم كان كابوس.
حلمت أن هناك شخص يحمل على ظهره جوال ممتليء بأشياء لا أعرفها ودخل الحمام، وهناك ألقى الأشياء التي يحملها. عندما رأيت تلك الأشياء التي يفرغها الرجل في الحمام وقلبي وقع وشعرت بغضب واستنكار وفزع رهيب. لأن تلك الأشياء كانت...
---------------------
*مصاحف... نعم. الأشياء التي كان يرميها في بلاعة الحمام كانت مصاحف.
ارتعش جسمي من الخوف و الغضب عندما رأيته يلقي القرآن الكريم في بلاعة الحمام ، لم أتصور أبدًا أن هناك من يجرؤ على فعل ذلك.
صرخت بأعلى صوتي وقمت من النوم مفزوعة، استيقظ زوجي هو أيضًا مفزوع، بدأ يطمئنني ويسألني : ماذا حدث؟
أخدت وقت حتى استرديت أعصابي وتمالكت نفسي ثم أخبرته عن الحلم، استغربت رد فعله، لقد سكت قليلًا ثم نظر إلي بشفقة، بصراحة شعرت أنه يعرف شيء ما ويخفيه عني لكنه قال لي : لا تقلقي هذا مجرد كابوس،
استعيذي بالله من الشيطان الرجيم ، ونامي، ثواني سأحضر لك مياة لكي تشربي.
كنت متزوجة من بضعة أيام فقط وقت هذا الحلم ولكن كانت تلك مجرد البداية.
بعد ذلك بدأت أحداث غريبة تحدث في البيت كله وخاصة في غرفتي تلك. المشكلة أن عقلي كان يربط بين تلك الأحداث وبين المقبرة الموجودة أمام البيت.
وهذا سبب لي فزع أكبر كثيراً جداً عندما كنت أنظر من شباك غرفتي أثناء الليل على هذا المكان وأشعر أن هناك أطياف وأشباح تتحرك هناك.
يمكن أن يكون مجرد خيال صوره عقلي الباطن بسبب معرفتي بتاريخ المكان لكن ما كان يحدث في شقتي لم يكن أبدًا خيال... بل كان حقيقة... حقيقة لا جدال فيها...
يتبع.......
تحياتى.. أحمد عبد الرحيم
التعديل الأخير بواسطة المشرف: