- التعديل الأخير بواسطة المشرف:
- المشاهدات: 1,469
- الردود: 13
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
▪︎آنا هي حب حياتي. - العالم يتجمد في كل مرة أمسك يدها..
- يتلاشى الزمن وينتهي كل شيء كما لو كانت كل المشاكل خارج أيدينا المتشابكة غير موجودة.
لو كان هناك بالفعل جنة، لا أعتقد أنها يمكن أن تكون أجمل من الوقت الذي أقضيه معها.
مهما كنت قلقًا أو متوترًا لكن في نهاية اليوم عندما أراها، ينتهي كل قلقي وألمي ولا توجد مشكلة يمكن أن تحبطني طالما كانت هي بجانبي.
وجودها يكفيني سوف تتحقق أعظم الأحلام وهي بجواري.
كما يبدو فإن الكون يدور في وجودها بطريقة ما تجعل كل الأحلام يمكن أن تتحقق لكن كل ذلك تغير ذات ليلة.
▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎
▪︎اختفت آنا بعد يوم عمل طويل وشاق لي. عدت إلى المنزل أمني نفسي بها لكنها لم تكن موجودة.
سيارتها كانت متوقفة فارغة على جانب الطريق، كل متعلقاتها لا تزال هناك في البيت.
لا توجد علامات عنف أو اقتحام للمنزل ولا يوجد أي شيء تم سرقته منه.
أبلغت الشرطة على الفور، جاءت الشرطة إلى المنزل و قاموا بالتفتيش بدقة ثم فتشوا في الجوار وفي الغابة في البلدة الصغيرة التي عشنا فيها، عبثا حاولوا العثور على أي شيء .
لا دليل، لا طرف خيط، ولا نقطة صغيرة من الضوء تجلو ظلام وغموض اختفاء آنا. بعد أن استسلمت الشرطة، حاولت العثور عليها بمفردي، أقوم بالمشي يوميا في الغابة، والبحث عن أي علامة على ما حدث لها.
لكن أيضًا بدون أي جديد.
مع الوقت زاد يأسي وحزني كما اختفى أملي في العثورعلى آنا. كل جهودي كانت بلا جدوى، لذلك استسلمت بعد بضعة أشهر.
لقد انهارت حالتي النفسية، وأصبت باكتئاب شديد.
كنت أعمل أثناء النهار، وفي الليل كنت أشرب وحدي في المنزل.
لم أعد اخرج للتنزه مع أصدقائي، بل أصبحت أجلس طوال الوقت في غرفة المعيشة أنظر إلى الباب، وأتخيل تلك اللحظة التي سيتم فيها فتحه وهناك تكون آنا واقفة بابتسامتها الدافئة والتي تنشر البهجة.
لكن انتظاري طال .. أيام، أسابيع، شهور، عام، ثم عامين كاملين وبعد مرور العامين، كانت الشرطة قد توقفت عن البحث منذ فترة طويلة.
ذات ليلة مثل مئات الليالي السابقة كنت اقوم بالروتين المعتاد .
جالس على الأريكة، زجاجة البيرة في يدي، أحدق في فضا الغرفة. فجأة يضرب الجرس تردد صداه في جميع أنحاء المنزل الهاديء الكئيب.
كان شخص ما عند الباب. شعرت بدهشة كبيرة فقد تخلى الجميع عن زيارتي بالفعل منذ وقت طويل حتى أنني سئمت من التجاهل.
بعد كل المحاولات من أصدقائي الذين يتهمونني دائمًا بسوء المزاج.
لذلك، في النهاية عزلت نفسي، وأقول دائمًا : "لا لمغادرة مسكني لشيء آخر غير الذهاب إلى العمل" بسبب ذلك تخيلت أنني قد غفوت وأنا جالس وحلمت بالقرعات على جرس الباب.
لكن بعد مرور ثوانٍ قليلة، تكرر الطرق، فذهبت إلى الباب وأنا أترنح . فتحته. لأجدها هي في الخارج. هي آنا ولكن....... ............
كانت متوقفة هناك مثل أسعد أحلامي لكن كان شعرها أقصر من يوم اختفائها، و بخلاف ذلك كانت هي بالضبط ...آنا، حب حياتي.
ظللت اتأملها كالمبهور، فجأة جاءني صوتها الرقيق : "هل يمكننى الدخول؟" تجمدت مكاني، غير قادر على فك رموز الوضع، كنت غارق في مزيج من المفاجأة والخوف والنشوة. "ماركو، مرحبًا، هل ستتجاهلني حقًا؟" رجعت لرشدي وأجبتها: "عذرًا، بالطبع يمكنك الدخول. المنزل ملكك أيضاً." دخلت بهدوء، جلست على الأريكة وابتسامة خافتة تملأ وجهها.
كانت نظراتها متناوبة بين وجهي والأرض، كما لو كانت محرجة من التحديق لفترة طويلة في أومن مواجة عيني.
نظرت في حيرة إليها وكأنها شبح أمامي، شبح بداخله كل آمالي في الحياة. حتى لو كانت مجرد شبح على الأقل أنا أرى أحلامي تتنفس نفس الهواء الذي أتنفسه مرة أخرى. ألقيت عليها سؤالًا بطريقة فيها بعض الخشونة رغمًا عني : - "أين كنتي؟"
"دائما ما يكون كلامك مباشر ، هاه؟ لا أستطيع الشكوى، هذا هو أحد الأشياء التي جعلتني أقع في حبك." قالت ذلك وتوقفت لثواني ثم نظرت للأرض في لفتة منها للتركيز لتذكر ما حدث.
"حسنا، كنت عائدة من العمل عندما رأيت شخص يقف في وسط الغابة.
ابطأت السير بالسيارة إلى أسفل وتدحرجت النافذة.
الرجل كان يصرخ طلبا للمساعدة، ويبدو يائسا. توقفت بالسيارة وذهبت إليه ثم ... لا أتذكر أي شيء آخر. واليوم استيقظت في نفس المكان حيث فقدت وعيي، وحضرت إلى هنا. لا أعرف كم من الوقت مضى، ولكن من خلال لحيتك تلك النامية يجب أن تكون قد مرت شهرًا على الأقل." نظرت إليها بذهول .
ثم جلست بجانبها ممسكًا بتلك اليدين الرقيقتين، وواجهتها بتعبيرات وجه جادة : "آنا، أعلم أنه ليس من السهل عليكى سماع هذا، لكن أنتي اختفيتى لمدة عامين كاملين." بقيت صامتة، ويبدو أنها تحاول أن تفهم كيف حدث هذا. لم أقل أي شيء آخر، ربما انمحى ما حدث في العامين الماضيين من ذاكرتها بسبب الصدمة، ربما تم اختطافها وعانت كثيرًا.
عندما تكون مستعدة يومًا ما، وهي تعلم أنها تستطيع أن تثق بي للقيام بذلك فسوف نتحدث عن كل شيء. أخذت إجازة من العمل لمدة أسبوع كامل ، استعدت فيه سعادتي الضائعة من جديد.
كان الأمر كما لو أنها لم تغادر أبدًا كننا نتبادل الحب كما فعلنا دائمًا طوال الـ 14 عامًا الماضية.
هذا الحب الأبدي مكتوب في النجوم منذ ولادتنا. يوم الجمعة، دعوت بعض الأصدقاء إلى منزلي، لم أستطيع الانتظار لمشاركة الأخبار الرائعة معهم. لكن الغريب رغم ذلك أنه عندما وصل أصدقائي كانت آنا ذهبت ! بحثت عنها في كامل المنزل، لم تكن موجودة ولا أثر لها.
شعرت بالحرج لا أعرف ماذا أقول لأصدقائي لكن بعد قليل من أكواب البيرة رحل أصدقائي.
وبعد دقائق قليلة، ظهرت آنا أمامي، مع تعبير غاضب جدًا قالت: "لماذا لم تخبرني أنك ستدعو الناس؟" "أردت أن أفاجئك، إنهم يفتقدونك أيضًا." "أنا لا أحب المفاجآت. تحدث معي في المرة القادمة قبل أنتقوم بأي تصرف."
قالت ذلك وذهبت إلى غرفة النوم وأغلقت الباب. نمت على الأريكة في تلك الليلة.
وفي الأسبوع التالي عدت إلى العمل. اثناء سيري علي الطريق إلى المنزل، بفضول كبير نشأ في ذهني بعد قصة آنا، بدأت في مراقبة الغابة أثناء القيادة ببطء.
كنت أفكر أن الإجابة على ما حدث لآنا كانت في منتصف تلك الغابة الخضراء الضخمة. في أحد الأيام، كنت أحدق في الأشجار بينما أقود سيارتي ببطء، فرأيت رجل يحدق في الطريق. قال لي : "مرحبا؟! هل أنت تائه؟ نظرت له وتحركت بعنف بالسيارة فابتعد الرجل عني على الفور وهرب في وسط الغابة. بمجرد عودتي إلى المنزل، ذكرت سيناريو ما حدث لآنا.
لم يكن هناك منزل بالقرب من تلك المنطقة لكي يتواجد فيها أشخاص، وليس هناك ما يمكن القيام به هناك. قتل لها : "عزيزتي، في نفس المكان الذي اختفيت فيه أنتي. رأيت شخص يقف هناك. يمكن أن يكون هو الخاطف أو أحد المتواطئين معه، يجب أن نخبر الشرطة".
بدت آنا منزعجة بشدة منذ أن عادت في المرة الثانية، ردت علي : "لا تذهب إلى الغابة، المهم أنني عدت، فلا داعي لذلك. لا تنبش الماضي.
عدني أنك لن تدخل إلى هناك أبدًا، إنها منطقة خطيرة." معترضًا قلت : "ولكن...." لكني لم أستطع الجدال معها ولم أكمل كلامي ، لقد تركتني أتحدث إلى نفسي وذهبت. وجدت كلامها غريبًا، هل يمكن أن يكون ذلك؟ تذكرت شيئا. لم أواجهها، ولكن في كل مرة رأيتها، أمسكت نفسي عن السؤال ما هي المخاطر التي واجهتها في الغابة والتي تحذرني الآن بشأنها.
الآن يبدو أنه قد ذهبت السكرة وجاءت الفكرة. بعد السعادة الأولية الغامرة بعودة آنا، بدأت ألاحظ عليها بعض السلوكيات غير العادية. لم تغادر المنزل قط، ولم تتفاعل مع أي شخص آخر غيري، ولا حتى على وسائل التواصل الاجتماعي. لكن الأغرب جدًا بل والمذهل والذي جعلني أشعر بالخوف والريبة منها بعنف كان ذلك الموقف.
..............................
في أحد الأيام، بينما كنا نحضر طعام العشاء. أدخلت يدها في النار، ولم تنزعها إلا بعد أن سحبت أنا ذراعها. ثم نظرت إلى جلدها المحترق
بتعبير خالي من المشاعر، وكأنها لم تشعر بالألم، ولكن المدهش أنها
كانت مستمتعة برؤية جسدها.
بعد أن كسرت حاجز الصمت
قلت لها:
" سآخذك إلى المستشفى."
ردت :
"أوه! صحيح... أوه! هذا يؤلم بشدة. هاها!"
نطقت جملة هذا يؤلم ثم ابتسمت بشكل غريب وغير منطقي ثم أكلمت:
"لا! أنا بخير، أريد فقط بعض الثلج."
لدهشتي نظرت الى يدها وكانت حقا بخير. لم يكن هناك أي علامات على احتراق الجلد.
في صباح اليوم التالي شفيت بسرعة جنونية.
هناك شيء غريب آخر هو أن لدي انطباعًا أنها لا تنام، فهي تكمن بجواري وتبقى ساكنة.
قبل الاختفاء، كانت دائمًا تغط أثناء النوم، والآن، حتى بعد أسابيع، لم أسمعها قط تصدر ذلك الصوت.
في إحدى الليالي، عندما استيقظت فجأة، كانت عيناها مفتوحتين وتحدق في وجهي.
أغلقت عينيها على الفور، متظاهرة بأنها كانت نائمة.
الحقيقة أنني بدأت أشعر بخوف مبهم من تصرفاتها.
نفضت الغبار عن المسدس الذي كان بحوزتي، ميراث من والدي.
ثم أخذته معي إلى
العمل، وتركته في السيارة، على أمل أن أرى هذا الرجل الغريب في منتصف الغابة مرة أخرى، وقتها يمكنني أن أواجهه
بأمان، مسلح بذلك المسدس القاتل.
بعد بضعة أسابيع من القيادة ببطء والمراقبةفي الغابة، مرة أخرى رأيت ذلك الرجل الغريب يقف في وسط الغابة.
أوقفت السيارة على الفور ومشيت نحو الرجل بخطوات حذرة .
يتبع.
أحمدعبدالرحيم
يمكنكم قراءة الجزء الثانى
من خلال الرابط التالى..
آنا.. 2
- يتلاشى الزمن وينتهي كل شيء كما لو كانت كل المشاكل خارج أيدينا المتشابكة غير موجودة.
لو كان هناك بالفعل جنة، لا أعتقد أنها يمكن أن تكون أجمل من الوقت الذي أقضيه معها.
مهما كنت قلقًا أو متوترًا لكن في نهاية اليوم عندما أراها، ينتهي كل قلقي وألمي ولا توجد مشكلة يمكن أن تحبطني طالما كانت هي بجانبي.
وجودها يكفيني سوف تتحقق أعظم الأحلام وهي بجواري.
كما يبدو فإن الكون يدور في وجودها بطريقة ما تجعل كل الأحلام يمكن أن تتحقق لكن كل ذلك تغير ذات ليلة.
▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎
▪︎اختفت آنا بعد يوم عمل طويل وشاق لي. عدت إلى المنزل أمني نفسي بها لكنها لم تكن موجودة.
سيارتها كانت متوقفة فارغة على جانب الطريق، كل متعلقاتها لا تزال هناك في البيت.
لا توجد علامات عنف أو اقتحام للمنزل ولا يوجد أي شيء تم سرقته منه.
أبلغت الشرطة على الفور، جاءت الشرطة إلى المنزل و قاموا بالتفتيش بدقة ثم فتشوا في الجوار وفي الغابة في البلدة الصغيرة التي عشنا فيها، عبثا حاولوا العثور على أي شيء .
لا دليل، لا طرف خيط، ولا نقطة صغيرة من الضوء تجلو ظلام وغموض اختفاء آنا. بعد أن استسلمت الشرطة، حاولت العثور عليها بمفردي، أقوم بالمشي يوميا في الغابة، والبحث عن أي علامة على ما حدث لها.
لكن أيضًا بدون أي جديد.
مع الوقت زاد يأسي وحزني كما اختفى أملي في العثورعلى آنا. كل جهودي كانت بلا جدوى، لذلك استسلمت بعد بضعة أشهر.
لقد انهارت حالتي النفسية، وأصبت باكتئاب شديد.
كنت أعمل أثناء النهار، وفي الليل كنت أشرب وحدي في المنزل.
لم أعد اخرج للتنزه مع أصدقائي، بل أصبحت أجلس طوال الوقت في غرفة المعيشة أنظر إلى الباب، وأتخيل تلك اللحظة التي سيتم فيها فتحه وهناك تكون آنا واقفة بابتسامتها الدافئة والتي تنشر البهجة.
لكن انتظاري طال .. أيام، أسابيع، شهور، عام، ثم عامين كاملين وبعد مرور العامين، كانت الشرطة قد توقفت عن البحث منذ فترة طويلة.
ذات ليلة مثل مئات الليالي السابقة كنت اقوم بالروتين المعتاد .
جالس على الأريكة، زجاجة البيرة في يدي، أحدق في فضا الغرفة. فجأة يضرب الجرس تردد صداه في جميع أنحاء المنزل الهاديء الكئيب.
كان شخص ما عند الباب. شعرت بدهشة كبيرة فقد تخلى الجميع عن زيارتي بالفعل منذ وقت طويل حتى أنني سئمت من التجاهل.
بعد كل المحاولات من أصدقائي الذين يتهمونني دائمًا بسوء المزاج.
لذلك، في النهاية عزلت نفسي، وأقول دائمًا : "لا لمغادرة مسكني لشيء آخر غير الذهاب إلى العمل" بسبب ذلك تخيلت أنني قد غفوت وأنا جالس وحلمت بالقرعات على جرس الباب.
لكن بعد مرور ثوانٍ قليلة، تكرر الطرق، فذهبت إلى الباب وأنا أترنح . فتحته. لأجدها هي في الخارج. هي آنا ولكن....... ............
كانت متوقفة هناك مثل أسعد أحلامي لكن كان شعرها أقصر من يوم اختفائها، و بخلاف ذلك كانت هي بالضبط ...آنا، حب حياتي.
ظللت اتأملها كالمبهور، فجأة جاءني صوتها الرقيق : "هل يمكننى الدخول؟" تجمدت مكاني، غير قادر على فك رموز الوضع، كنت غارق في مزيج من المفاجأة والخوف والنشوة. "ماركو، مرحبًا، هل ستتجاهلني حقًا؟" رجعت لرشدي وأجبتها: "عذرًا، بالطبع يمكنك الدخول. المنزل ملكك أيضاً." دخلت بهدوء، جلست على الأريكة وابتسامة خافتة تملأ وجهها.
كانت نظراتها متناوبة بين وجهي والأرض، كما لو كانت محرجة من التحديق لفترة طويلة في أومن مواجة عيني.
نظرت في حيرة إليها وكأنها شبح أمامي، شبح بداخله كل آمالي في الحياة. حتى لو كانت مجرد شبح على الأقل أنا أرى أحلامي تتنفس نفس الهواء الذي أتنفسه مرة أخرى. ألقيت عليها سؤالًا بطريقة فيها بعض الخشونة رغمًا عني : - "أين كنتي؟"
"دائما ما يكون كلامك مباشر ، هاه؟ لا أستطيع الشكوى، هذا هو أحد الأشياء التي جعلتني أقع في حبك." قالت ذلك وتوقفت لثواني ثم نظرت للأرض في لفتة منها للتركيز لتذكر ما حدث.
"حسنا، كنت عائدة من العمل عندما رأيت شخص يقف في وسط الغابة.
ابطأت السير بالسيارة إلى أسفل وتدحرجت النافذة.
الرجل كان يصرخ طلبا للمساعدة، ويبدو يائسا. توقفت بالسيارة وذهبت إليه ثم ... لا أتذكر أي شيء آخر. واليوم استيقظت في نفس المكان حيث فقدت وعيي، وحضرت إلى هنا. لا أعرف كم من الوقت مضى، ولكن من خلال لحيتك تلك النامية يجب أن تكون قد مرت شهرًا على الأقل." نظرت إليها بذهول .
ثم جلست بجانبها ممسكًا بتلك اليدين الرقيقتين، وواجهتها بتعبيرات وجه جادة : "آنا، أعلم أنه ليس من السهل عليكى سماع هذا، لكن أنتي اختفيتى لمدة عامين كاملين." بقيت صامتة، ويبدو أنها تحاول أن تفهم كيف حدث هذا. لم أقل أي شيء آخر، ربما انمحى ما حدث في العامين الماضيين من ذاكرتها بسبب الصدمة، ربما تم اختطافها وعانت كثيرًا.
عندما تكون مستعدة يومًا ما، وهي تعلم أنها تستطيع أن تثق بي للقيام بذلك فسوف نتحدث عن كل شيء. أخذت إجازة من العمل لمدة أسبوع كامل ، استعدت فيه سعادتي الضائعة من جديد.
كان الأمر كما لو أنها لم تغادر أبدًا كننا نتبادل الحب كما فعلنا دائمًا طوال الـ 14 عامًا الماضية.
هذا الحب الأبدي مكتوب في النجوم منذ ولادتنا. يوم الجمعة، دعوت بعض الأصدقاء إلى منزلي، لم أستطيع الانتظار لمشاركة الأخبار الرائعة معهم. لكن الغريب رغم ذلك أنه عندما وصل أصدقائي كانت آنا ذهبت ! بحثت عنها في كامل المنزل، لم تكن موجودة ولا أثر لها.
شعرت بالحرج لا أعرف ماذا أقول لأصدقائي لكن بعد قليل من أكواب البيرة رحل أصدقائي.
وبعد دقائق قليلة، ظهرت آنا أمامي، مع تعبير غاضب جدًا قالت: "لماذا لم تخبرني أنك ستدعو الناس؟" "أردت أن أفاجئك، إنهم يفتقدونك أيضًا." "أنا لا أحب المفاجآت. تحدث معي في المرة القادمة قبل أنتقوم بأي تصرف."
قالت ذلك وذهبت إلى غرفة النوم وأغلقت الباب. نمت على الأريكة في تلك الليلة.
وفي الأسبوع التالي عدت إلى العمل. اثناء سيري علي الطريق إلى المنزل، بفضول كبير نشأ في ذهني بعد قصة آنا، بدأت في مراقبة الغابة أثناء القيادة ببطء.
كنت أفكر أن الإجابة على ما حدث لآنا كانت في منتصف تلك الغابة الخضراء الضخمة. في أحد الأيام، كنت أحدق في الأشجار بينما أقود سيارتي ببطء، فرأيت رجل يحدق في الطريق. قال لي : "مرحبا؟! هل أنت تائه؟ نظرت له وتحركت بعنف بالسيارة فابتعد الرجل عني على الفور وهرب في وسط الغابة. بمجرد عودتي إلى المنزل، ذكرت سيناريو ما حدث لآنا.
لم يكن هناك منزل بالقرب من تلك المنطقة لكي يتواجد فيها أشخاص، وليس هناك ما يمكن القيام به هناك. قتل لها : "عزيزتي، في نفس المكان الذي اختفيت فيه أنتي. رأيت شخص يقف هناك. يمكن أن يكون هو الخاطف أو أحد المتواطئين معه، يجب أن نخبر الشرطة".
بدت آنا منزعجة بشدة منذ أن عادت في المرة الثانية، ردت علي : "لا تذهب إلى الغابة، المهم أنني عدت، فلا داعي لذلك. لا تنبش الماضي.
عدني أنك لن تدخل إلى هناك أبدًا، إنها منطقة خطيرة." معترضًا قلت : "ولكن...." لكني لم أستطع الجدال معها ولم أكمل كلامي ، لقد تركتني أتحدث إلى نفسي وذهبت. وجدت كلامها غريبًا، هل يمكن أن يكون ذلك؟ تذكرت شيئا. لم أواجهها، ولكن في كل مرة رأيتها، أمسكت نفسي عن السؤال ما هي المخاطر التي واجهتها في الغابة والتي تحذرني الآن بشأنها.
الآن يبدو أنه قد ذهبت السكرة وجاءت الفكرة. بعد السعادة الأولية الغامرة بعودة آنا، بدأت ألاحظ عليها بعض السلوكيات غير العادية. لم تغادر المنزل قط، ولم تتفاعل مع أي شخص آخر غيري، ولا حتى على وسائل التواصل الاجتماعي. لكن الأغرب جدًا بل والمذهل والذي جعلني أشعر بالخوف والريبة منها بعنف كان ذلك الموقف.
..............................
في أحد الأيام، بينما كنا نحضر طعام العشاء. أدخلت يدها في النار، ولم تنزعها إلا بعد أن سحبت أنا ذراعها. ثم نظرت إلى جلدها المحترق
بتعبير خالي من المشاعر، وكأنها لم تشعر بالألم، ولكن المدهش أنها
كانت مستمتعة برؤية جسدها.
بعد أن كسرت حاجز الصمت
قلت لها:
" سآخذك إلى المستشفى."
ردت :
"أوه! صحيح... أوه! هذا يؤلم بشدة. هاها!"
نطقت جملة هذا يؤلم ثم ابتسمت بشكل غريب وغير منطقي ثم أكلمت:
"لا! أنا بخير، أريد فقط بعض الثلج."
لدهشتي نظرت الى يدها وكانت حقا بخير. لم يكن هناك أي علامات على احتراق الجلد.
في صباح اليوم التالي شفيت بسرعة جنونية.
هناك شيء غريب آخر هو أن لدي انطباعًا أنها لا تنام، فهي تكمن بجواري وتبقى ساكنة.
قبل الاختفاء، كانت دائمًا تغط أثناء النوم، والآن، حتى بعد أسابيع، لم أسمعها قط تصدر ذلك الصوت.
في إحدى الليالي، عندما استيقظت فجأة، كانت عيناها مفتوحتين وتحدق في وجهي.
أغلقت عينيها على الفور، متظاهرة بأنها كانت نائمة.
الحقيقة أنني بدأت أشعر بخوف مبهم من تصرفاتها.
نفضت الغبار عن المسدس الذي كان بحوزتي، ميراث من والدي.
ثم أخذته معي إلى
العمل، وتركته في السيارة، على أمل أن أرى هذا الرجل الغريب في منتصف الغابة مرة أخرى، وقتها يمكنني أن أواجهه
بأمان، مسلح بذلك المسدس القاتل.
بعد بضعة أسابيع من القيادة ببطء والمراقبةفي الغابة، مرة أخرى رأيت ذلك الرجل الغريب يقف في وسط الغابة.
أوقفت السيارة على الفور ومشيت نحو الرجل بخطوات حذرة .
يتبع.
أحمدعبدالرحيم
يمكنكم قراءة الجزء الثانى
من خلال الرابط التالى..
آنا.. 2
التعديل الأخير بواسطة المشرف: