- التعديل الأخير بواسطة المشرف:
- المشاهدات: 557
- الردود: 3
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
قصص رعب مترجمة.
..............................................
السلام عليكم.
في البداية لا تتوقع قصة أشباح ورؤية موتى وعوالم أخرى ولا تتوقع أن تقرأ عن هانييال ليكتر أو عن المهرج.
..................
▪︎ كطبيب أمراض نفسية لأكثر من 20 عامًا فقد رأيت مختلف المرضى والذين يعانون من أمراض متنوعة.
كلهم لديهم مشاكل في شخصياتهم.
بعضها عادي وبعضها سيء وبعضها أسوأ من غيرها.
كانت هناك بعض الحالات التي التقيت فيها بأشخاص لديهم.
مشاكل غريبة جدًا ومعقدة لدرجة أنني ظللت أيام طويلة أدرسها بكل اهتمام وتركيز.
هؤلاء هم الذين يأتون إلي،
يخبروني بقصتهم ، ثم على الفور كنت أعرف أنهم منفصلين عن الواقع.
كمتخصص في الصحة العقلية ليس من المفترض أن اعطيهم علاج سريع وينتهي الأمر .
وظيفتي هي تمديد مدة العلاج لأطول فترة ممكنة حتى يحدث ما لا مفر منه.
▪︎ سوف أتحدث عن حالة مريض واحد على وجه الخصوص.
اسمه كان آدم وكان من الأشخاص غير المحظوظين والتعساء في الحياة.
كان من الصعب بالنسبة لي أن أروي ذلك في البداية، لأن قصة حياته لم تكن غير عادية أو غريبة تمامًا ومع ذلك فقد كان لديه حالة نادرة...
من شأنه أن يجعله ينام بشكل عشوائي في أوقات غير مناسبة طوال اليوم.
هذا الاضطراب عذبه طوال حياته. تسبب له في مشاكل طوال طفولته، وبعد ذلك كان يعاني من مشاكل
كبيرة في عمله في وقت لاحق.
ورغم هذا تمكن آدم من إيجاد زوجة تقف بجانبه وتساعده
كان لديها وظيفة جيدة براتب ممتاز كممرضة بينما كان هو قد ترك عمله نتيحة لعدم قدرته على العمل.
بالنسبة لزوجته بخلاف كونها حبيبته، كانت كذلك أيضًا حارس عظيم له. كانت زوجته هي أفضل شيء يحدث له في حياته كلها.
قبل أن يقابلها كان قد قضى سنوات عديدة من حياته وحيدًا، محصورًا في الظلام والصمت بين جدران منزله.
اختفت زوجته منذ عشر سنوات. ويبدو أن الأمر وضع على كاهله عبء ثقيل.
وسرعان ما وقع في اكتئاب عميق وأمضي أيامًا دون تناول الطعام.
زاد اضطراب النوم لديه والأسوأ من ذلك أنه أصيب بالأرق.
▪كان الموعد الأول له معي بعد أشهر من اختفاء زوجته.
انطباع قوي عن رجل في منتصف العمر ،خجول وانطوائي.
فشل في التواصل البصري معي فلم
يتوقف عن النظر إلى الأرض والتحديق في الفضاء والنظر إلى أي شيء بجانبه خلال كل توقف في المحادثة بيننا.
وبدأت حقا أتطلع لرؤيته كل أسبوع.
▪︎استخدمت الأرق كوسيلة إيقاظ له في جلساتنا، على الرغم من أنه كان يسقط مني نائما من وقت إلى وقت أثناء تلك الجلسات.
ولكن في معظم الأحيان، كان الأمر ينجح ونكمل الجلسة.
خرج من شروده ثم نظر في عيني وأجاب:
"نعم، لقد فعلت ذلك بالفعل".
▪︎منذ حوالي عامين، كلفت آدم بمهمة تدوين الملاحظات،
تدوين أفكاره ومشاعره في دفتر شخصي.
أخبرني أنها طريقة رائعة للتنفيس عن هواجسه ولإخراج تعبيرات عن نفسه لا يراها إلا هو.
هز آدم رأسه. لا مفاجأة هنا.
- "هل قابلت أي أصدقاء أو معارف جدد لكي تشغل وقتك؟"
كنت أسأله هذا السؤال كل شهر أو نحو ذلك.
و توقعت أن أحصل دائمًا على نفس الإجابة.
خلال السنوات العشر الماضية لم يبذل آدم الكثير من الجهد
للقاء أشخاص جدد، لأنه نادرًا ما يغادر المنزل أو يشترك في
مناسبات إجتماعية.
المرة الوحيدة التي تخطو قدمه خارج المنزل تكون من أجل جلساتنا.
هذه المرة جاءت اجابته مختلفة،
لقد خرج أثناء الليل ولكن هل تعلمون إلى أين ذهب ؟!
- "كل شيء جيد. لقد بدأت أخيرًا في التقدم في هذا الأمر، نحن نخطو خطوة واحدة فقط في كل مرة."
كتبت بعض الأشياء في يومياتي الخاصة، وكنت على وشك أن أسأله سؤالاً آخر. ولكن عندما ألقيت نظرة خاطفة عليه وجدته آدم وهو يحدق في الفراغ
كان يقوم التحديق في وجهي... أو هكذا بدا لكنه قي الواقع لا يراني كان يبدو من عينيه أنه في عالم آخر.
ابتسمت ثم انحنيت للأمام ولوحت بيدي أمام عينيه وقلت :
- "آدم؟"
لا يوجد رد.
فعلت ذلك عدة مرات ولكن لم يتغير شيء.
حتى بعد أن وقفت من كرسيي ودرت حوله للحصول على رد فعل.
بين الحين والآخر كان سلوك آدم المرضي يصيبه فجأة لكنه سيقع في حالة من النعاس لثواني ثم ينهار.
ثم يعود في أي وقت
هذه هي المرة الأولى له فقط
التي يكون فيها بهذه الصورة.
- "يا آدم...ماذا يحدث؟"
ساشا كانت زوجته.
بكى بينما انهمرت الدموع من عينيه
على الخدين.
- "لا أعتقد أنني أستطيع أن أفعل هذا مع رحيلك!"
أكمل التحدث إلى لا أحد على وجه الخصوص.
انهمرت الدموع على وجهه أسرع
صرخت :
- "آدم!"
بكى آدم:
- "الآن أريدك أن تفعلين شيئًا واحدًا فقط.. سامحيني".
"اغفري لي!"
صراخي باسمه لم يكن له أهمية ، لم يكن حتى حاضر معي الآن.
-"اغفري لي!"
- "هيا آدم، عد معي الآن!"
"آدم!"
آدم!
لا يسمعني واصل نحيبه:
"اغفري لي!"
بعد الصراخ المتكرر بهاتين الكلمتين لـعشر ثوانٍ أو نحو ذلك، توقف آدم فجأة
رمش مرتين أو ثلاث مرات قبل أن ينظر حوله في الغرفة.
تصلب عندما التقت أعيننا مرة أخرى.
لقد أذهلني، كان قلبي ينبض بكل عنف.
تمتم في ذهول :
"ماذا؟ هل نمت مرة أخرى؟"
أومأت :
-"جدًا"
بعد تلك الجملة أنهيت جلستنا وأرسلت آدم في طريقه إلى بيته، دون أن أكلف نفسه عناء إخباره عما قال .
لم أكن متأكد مما إذا كان على إدراك بنفسه وقتها .
كان واضحًا أنه ظن أنه قد نام للتو كالمعتاد.
لم أقابل مريضًا من قبل،تحدث بتلك الطريقة في منتصف الجلسة.
وعن ماذا كان يتحدث ؟
الغفران..الغفران على ماذا؟
في ذلك الوقت، كان تخميني أنني لن أرى شيئًا غريبًا مثل ذلك من آدم مرة أخرى.
ربما بسبب أنه قضى ليلة صعبة حقًا وأخذت أفكاره ذلك المنعطف الغريب؟
هناك أشياء كثيرة غامضة قالها أرغب في معرفتها.
قبل عشر دقائق من جلستنا التالية بعد أسبوع، جلست في مكتبي لمطالعة بعض الأوراق، في انتظار
دخول آدم في أي لحظة. كالعادة، كان حوالي ساعة بعد وقت الإغلاق. ما حدث في الجلسة الأخيرة جعلني أفكر.
لم أتمكن من إبعاد التفكير عن رأسي حول ما يمكن أن يثير آدم بهذه الطريقة أو كيف يمكن أن يحدث شيء من هذا القبي؟!!
جلست أفكر في هذا الموضوع طوال اليوم في المنزل، لدرجة أنني ذهبت إلى الإنترنت للبحث عن إجابات.
لم أجد الكثير منها، أساسًا لأنني لم أكن أعرف بالضبط عما من المفترض أن أبحث .
حاولت وصف ما شهدت بنفس الطريقة.
زرت العديد من الصفحات
على الشبكة حول مرض النوم المفاجيء و اضطرابات النوم الأخرى،
ولكن لم يتم العثور إلا على معلومات عامة وسطحية.
يتبع...
أحمدعبدالرحيم .
كيتلكاكر (الجزء الأول)
..............................................
في البداية لا تتوقع قصة أشباح ورؤية موتى وعوالم أخرى ولا تتوقع أن تقرأ عن هانييال ليكتر أو عن المهرج.
نحن في العالم الحقيقي يا صديقي ولسنا في عوالم " هوليوود" الخيالية ولكن رغم ذلك توقع قصة غريبة ومخيفة إلى أقصى درجة ومختلفة جدًا.
..................
▪︎ كطبيب أمراض نفسية لأكثر من 20 عامًا فقد رأيت مختلف المرضى والذين يعانون من أمراض متنوعة.
بعضها عادي وبعضها سيء وبعضها أسوأ من غيرها.
كانت هناك بعض الحالات التي التقيت فيها بأشخاص لديهم.
مشاكل غريبة جدًا ومعقدة لدرجة أنني ظللت أيام طويلة أدرسها بكل اهتمام وتركيز.
هؤلاء هم الذين يأتون إلي،
يخبروني بقصتهم ، ثم على الفور كنت أعرف أنهم منفصلين عن الواقع.
كمتخصص في الصحة العقلية ليس من المفترض أن اعطيهم علاج سريع وينتهي الأمر .
وظيفتي هي تمديد مدة العلاج لأطول فترة ممكنة حتى يحدث ما لا مفر منه.
▪︎ سوف أتحدث عن حالة مريض واحد على وجه الخصوص.
اسمه كان آدم وكان من الأشخاص غير المحظوظين والتعساء في الحياة.
كان من الصعب بالنسبة لي أن أروي ذلك في البداية، لأن قصة حياته لم تكن غير عادية أو غريبة تمامًا ومع ذلك فقد كان لديه حالة نادرة...
اضطراب في النوم
من شأنه أن يجعله ينام بشكل عشوائي في أوقات غير مناسبة طوال اليوم.
هذا الاضطراب عذبه طوال حياته. تسبب له في مشاكل طوال طفولته، وبعد ذلك كان يعاني من مشاكل
كبيرة في عمله في وقت لاحق.
ورغم هذا تمكن آدم من إيجاد زوجة تقف بجانبه وتساعده
كان لديها وظيفة جيدة براتب ممتاز كممرضة بينما كان هو قد ترك عمله نتيحة لعدم قدرته على العمل.
بالنسبة لزوجته بخلاف كونها حبيبته، كانت كذلك أيضًا حارس عظيم له. كانت زوجته هي أفضل شيء يحدث له في حياته كلها.
قبل أن يقابلها كان قد قضى سنوات عديدة من حياته وحيدًا، محصورًا في الظلام والصمت بين جدران منزله.
لسوء الحظ، كان على آدم العودة إلى الظلال والمنزل المظلم.
اختفت زوجته منذ عشر سنوات. ويبدو أن الأمر وضع على كاهله عبء ثقيل.
كما لو كان التعامل مع اضطراب النوم
لم يكن سيئا بما فيه الكفاية، حتى يزيد اختفاء زوجته من معاناته.
لم يكن سيئا بما فيه الكفاية، حتى يزيد اختفاء زوجته من معاناته.
وسرعان ما وقع في اكتئاب عميق وأمضي أيامًا دون تناول الطعام.
زاد اضطراب النوم لديه والأسوأ من ذلك أنه أصيب بالأرق.
▪كان الموعد الأول له معي بعد أشهر من اختفاء زوجته.
عندما التقيت به سجلت انطباع قوي عن رجل في منتصف العمر ،خجول وانطوائي.
يتوقف عن النظر إلى الأرض والتحديق في الفضاء والنظر إلى أي شيء بجانبه خلال كل توقف في المحادثة بيننا.
منذ ذلك الحين كان آدم يراني
بشكل منتظم، وبمرور الوقت شكلنا صداقة نوعًا ما.
بشكل منتظم، وبمرور الوقت شكلنا صداقة نوعًا ما.
وبدأت حقا أتطلع لرؤيته كل أسبوع.
سأعترف أنه بعد سنوات قليلة بدأت أعتبر آدم جزءًا من الحياة بالنسبة لي أو أحد أقاربي.
كان علينا أن نلتقي بعد انتهاء العمل وفي بعض الأحيان في الليل.
عيادتي كانت تغلق في السادسة، لكني لم أمانع في عمل استثناء لآدم
والسماح له بالحضور بعد ساعة الإغلاق.
مرض الاضطراب الذي يعاني منه لم يسمح له بالمواعيد المحددة.
كان علينا أن نلتقي بعد انتهاء العمل وفي بعض الأحيان في الليل.
عيادتي كانت تغلق في السادسة، لكني لم أمانع في عمل استثناء لآدم
والسماح له بالحضور بعد ساعة الإغلاق.
مرض الاضطراب الذي يعاني منه لم يسمح له بالمواعيد المحددة.
▪︎استخدمت الأرق كوسيلة إيقاظ له في جلساتنا، على الرغم من أنه كان يسقط مني نائما من وقت إلى وقت أثناء تلك الجلسات.
ولكن في معظم الأحيان، كان الأمر ينجح ونكمل الجلسة.
المرة الأولى التي حدث فيها أغرب شيء عندما كان آدم في مكتبي كالعادة، خلال إحدى الجلسات.
سألته:
"هل مازلت تستخدم يومياتك؟"
جلس آدم قبالتي على الجانب الآخر من الغرفة على طاولة القهوة التي تفرقنا.
ترهل جسده في المقعد
وأسند رأسه على كلتا يديه وهو يحدق في السجادة تحته.
لا يبدو أنه كان يسمعني في هذه اللحظة.
"آدم!"سألته:
"هل مازلت تستخدم يومياتك؟"
جلس آدم قبالتي على الجانب الآخر من الغرفة على طاولة القهوة التي تفرقنا.
ترهل جسده في المقعد
وأسند رأسه على كلتا يديه وهو يحدق في السجادة تحته.
لا يبدو أنه كان يسمعني في هذه اللحظة.
خرج من شروده ثم نظر في عيني وأجاب:
"نعم، لقد فعلت ذلك بالفعل".
▪︎منذ حوالي عامين، كلفت آدم بمهمة تدوين الملاحظات،
تدوين أفكاره ومشاعره في دفتر شخصي.
أخبرني أنها طريقة رائعة للتنفيس عن هواجسه ولإخراج تعبيرات عن نفسه لا يراها إلا هو.
هز آدم رأسه. لا مفاجأة هنا.
- "هل قابلت أي أصدقاء أو معارف جدد لكي تشغل وقتك؟"
كنت أسأله هذا السؤال كل شهر أو نحو ذلك.
و توقعت أن أحصل دائمًا على نفس الإجابة.
خلال السنوات العشر الماضية لم يبذل آدم الكثير من الجهد
للقاء أشخاص جدد، لأنه نادرًا ما يغادر المنزل أو يشترك في
مناسبات إجتماعية.
المرة الوحيدة التي تخطو قدمه خارج المنزل تكون من أجل جلساتنا.
هذه المرة جاءت اجابته مختلفة،
لقد خرج أثناء الليل ولكن هل تعلمون إلى أين ذهب ؟!
- " لقد ذهبت إلى بعض الحانات وحضرت عروض كوميدية في وقت متأخر من الليل."
توقفت للحظة ثم رفعت حاجبي قبل أن أبتسم.
- "هذا عظيم!.... ذهبت بنفسك؟"
أومأ برأسه بنعم وأكمل:
-"لكنني لا أجلس مع أحدا عندما أذهب. في الحانة عادةً
مجرد الجلوس والشرب وحدي فقط. وأجد العروض الكوميدية ممتعة جدًا وكثيرًا ما أنسى أنني وحيد "
توقفت للحظة ثم رفعت حاجبي قبل أن أبتسم.
- "هذا عظيم!.... ذهبت بنفسك؟"
أومأ برأسه بنعم وأكمل:
-"لكنني لا أجلس مع أحدا عندما أذهب. في الحانة عادةً
مجرد الجلوس والشرب وحدي فقط. وأجد العروض الكوميدية ممتعة جدًا وكثيرًا ما أنسى أنني وحيد "
- "كل شيء جيد. لقد بدأت أخيرًا في التقدم في هذا الأمر، نحن نخطو خطوة واحدة فقط في كل مرة."
كتبت بعض الأشياء في يومياتي الخاصة، وكنت على وشك أن أسأله سؤالاً آخر. ولكن عندما ألقيت نظرة خاطفة عليه وجدته آدم وهو يحدق في الفراغ
كان يقوم التحديق في وجهي... أو هكذا بدا لكنه قي الواقع لا يراني كان يبدو من عينيه أنه في عالم آخر.
ابتسمت ثم انحنيت للأمام ولوحت بيدي أمام عينيه وقلت :
- "آدم؟"
لا يوجد رد.
فعلت ذلك عدة مرات ولكن لم يتغير شيء.
حتى بعد أن وقفت من كرسيي ودرت حوله للحصول على رد فعل.
بين الحين والآخر كان سلوك آدم المرضي يصيبه فجأة لكنه سيقع في حالة من النعاس لثواني ثم ينهار.
ثم يعود في أي وقت
هذه هي المرة الأولى له فقط
التي يكون فيها بهذه الصورة.
- "يا آدم...ماذا يحدث؟"
عدت أكررها ، فجاة تغيرت تعبيرات وجهه وبدأ يظهر عليه علامات الحزن
ثم بدأت عيناه تدمعان.
"أنا آسف يا ساشا"
ثم بدأت عيناه تدمعان.
"أنا آسف يا ساشا"
ساشا كانت زوجته.
بكى بينما انهمرت الدموع من عينيه
على الخدين.
- "لا أعتقد أنني أستطيع أن أفعل هذا مع رحيلك!"
أكمل التحدث إلى لا أحد على وجه الخصوص.
انهمرت الدموع على وجهه أسرع
صرخت :
- "آدم!"
بكى آدم:
- "الآن أريدك أن تفعلين شيئًا واحدًا فقط.. سامحيني".
"اغفري لي!"
صراخي باسمه لم يكن له أهمية ، لم يكن حتى حاضر معي الآن.
-"اغفري لي!"
- "هيا آدم، عد معي الآن!"
"آدم!"
آدم!
لا يسمعني واصل نحيبه:
"اغفري لي!"
بعد الصراخ المتكرر بهاتين الكلمتين لـعشر ثوانٍ أو نحو ذلك، توقف آدم فجأة
رمش مرتين أو ثلاث مرات قبل أن ينظر حوله في الغرفة.
تصلب عندما التقت أعيننا مرة أخرى.
لقد أذهلني، كان قلبي ينبض بكل عنف.
تمتم في ذهول :
"ماذا؟ هل نمت مرة أخرى؟"
أومأت :
-"جدًا"
بعد تلك الجملة أنهيت جلستنا وأرسلت آدم في طريقه إلى بيته، دون أن أكلف نفسه عناء إخباره عما قال .
لم أكن متأكد مما إذا كان على إدراك بنفسه وقتها .
كان واضحًا أنه ظن أنه قد نام للتو كالمعتاد.
لم أقابل مريضًا من قبل،تحدث بتلك الطريقة في منتصف الجلسة.
وعن ماذا كان يتحدث ؟
الغفران..الغفران على ماذا؟
في ذلك الوقت، كان تخميني أنني لن أرى شيئًا غريبًا مثل ذلك من آدم مرة أخرى.
ربما بسبب أنه قضى ليلة صعبة حقًا وأخذت أفكاره ذلك المنعطف الغريب؟
بعد تلك الجلسة بدأت أفكر بعمق في كيفية جعله يعود مرة أخرى لتلك الحالة الغريبة التي مر بها.
هناك أشياء كثيرة غامضة قالها أرغب في معرفتها.
قبل عشر دقائق من جلستنا التالية بعد أسبوع، جلست في مكتبي لمطالعة بعض الأوراق، في انتظار
دخول آدم في أي لحظة. كالعادة، كان حوالي ساعة بعد وقت الإغلاق. ما حدث في الجلسة الأخيرة جعلني أفكر.
لم أتمكن من إبعاد التفكير عن رأسي حول ما يمكن أن يثير آدم بهذه الطريقة أو كيف يمكن أن يحدث شيء من هذا القبي؟!!
جلست أفكر في هذا الموضوع طوال اليوم في المنزل، لدرجة أنني ذهبت إلى الإنترنت للبحث عن إجابات.
لم أجد الكثير منها، أساسًا لأنني لم أكن أعرف بالضبط عما من المفترض أن أبحث .
حاولت وصف ما شهدت بنفس الطريقة.
زرت العديد من الصفحات
على الشبكة حول مرض النوم المفاجيء و اضطرابات النوم الأخرى،
ولكن لم يتم العثور إلا على معلومات عامة وسطحية.
يتبع...
أحمدعبدالرحيم .
التعديل الأخير بواسطة المشرف: