- التعديل الأخير بواسطة المشرف:
- المشاهدات: 645
- الردود: 2
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
العالم الآخر
----------------------
الحكاية الأولى ----------------------
---------------------------------------------------
(حتحور- 8 -)
-------------------------------------------------قبل البدء ..
لابد أن ننتبه لنقطة هامة جدا ،ما يروي هنا ليس كلاما مقدسا واجب الإيمان ،هي قصة ترويها السيدة كما رأتها ،لا شيء مؤكد في الموضوع ،وليس أمامنا من سبيل للتأكد من شيء ،فقط هي تؤكد وتقسم بأغلظ الأيمان أنها عاشت كل هذا ورأته رأي العين ..لكل منا قناعاته ..دعونا نستمع القصة حتي النهاية ،وهي قد وعدت بالرد علي أي اسئلة توجه اليها ولنترك الحكم والجدل للنهاية .
----------------------------------------------------------لابد أن ننتبه لنقطة هامة جدا ،ما يروي هنا ليس كلاما مقدسا واجب الإيمان ،هي قصة ترويها السيدة كما رأتها ،لا شيء مؤكد في الموضوع ،وليس أمامنا من سبيل للتأكد من شيء ،فقط هي تؤكد وتقسم بأغلظ الأيمان أنها عاشت كل هذا ورأته رأي العين ..لكل منا قناعاته ..دعونا نستمع القصة حتي النهاية ،وهي قد وعدت بالرد علي أي اسئلة توجه اليها ولنترك الحكم والجدل للنهاية .
- قلت لها ،يبدو أن لديك ماعون لا ينضب من الأحداث الشيقة المثيرة .
- لا تنسي أنني عشت سنوات طويلة انتقل كل ليلة بجسدي الاثيري إلي العوالم الأخري ،عشت حياة أخري كاملة في عوالم أخري ،في ملكوت السماوات وباطن الأرض.
- إذا فليكن باطن الأرض الليلة .
- لك ما تريد ،ليكن ....
-------------------------------------
باطن الأرض ، نعم ،اه من ذلك العالم وما يحويه من أسرار .
لتعلم أن باطن الأرض مجوف ، يحوي عوالم أخري كثيرة وأسرار مذهلة ،في البداية لتعلم أن باطن الارض يتصل بعالمنا عن طريق بوابات معدودة لا يعبر منها إلا القلة ..
في باطن الارض تختلف الحياة عن ظهرها ، من حيث الهواء وتكوين الاجسام والمخلوقات هناك ،حتي التربة مختلفة ،هناك عوالم واجناس تعيش فيه وشعوب مختلفة ،لكن الملاحظ أن ليس فيه حروب ..
بعض أشراط الساعة وعلاماتها موجودة في باطن الأرض .
-مثل ماذا ؟
مثل الدجال والدابة ويأجوج ومأجوج .
-هل رأيتي يأجوج ومأجوج حين بني عليهم ذو القرنين السور ؟
نعم رأيته ولأحدثك أولاً عن ....
-------------------------------------
ذو القرنين ،سمي بهذا الإسم لأنه كان يرتدي دائماً عمامة أو تاج له قرنين ، لم يكن ملكا عادية لقد أعطاه الله تعالي ميزة تجعله يقطع الأرض من شرفها لغربها في سرعة قصوى هو وجنوده ..
كانت الأرض تطوي له فيقطع مسافات كبيرة في وقت قياسي ،كانت الأرض تطوي له بأمر الله كما حدث مع آصف بن برخيا وزير النبي سليمان عليه السلام الذي نقل عرش ملكة سبأ في لمح البصر ،مع الاختلاف بين الإثنين بالطبع .
ثم يحدد وجهته فتطوي له الأرض ، بطريقة لا يعلمها إلا الله، يقطع مسافات مذهلة في وقت قصير جداً .
لقد رأيته هناك ...
------------------
عند مغرب الشمس ...
هناك مكان بالفعل في الكرة الأرضية هناك تغرب الشمس ،المنطقة كلها جليدية بيضاء ،عند الحافة هناك انحدار ثلجي ،عندما تغرب فيه الشمس تبدو كأنها جمرة ضخمة جدا تنزل في إناء أبيض مهول الحجم .
وماذا عن يأجوج ومأجوج؟
قوم قصيري القامة ،كأنهم مسوخ بشرية ،اذانهم شكلها غريب مدببة لاعلي ،يأكلون بنهم اعشاب أو أي شيء يقع تحت أيديهم .
ذو القرنين حبسهم في باطن الأرض .
عندما رأي سكان المناطق المجاورة ذو القرنين وجيشه ورأوا معجزاته من طي الأرض طلبوا منه أن يكف اذي ياجوج وماجوج عنهم .
جاء ذو القرنين وحفر حفرة عملاقة بين جبلين في مكان حدده هو ،يبدو أن له خصائص مختلفة ،وكان ذو القرنين أراد أن يحبسهم في عالم باطن الأرض ، أحضر له الذين استنجدوا به برادة الحديد ومادة كأنها القطران الأسود أو مادة زيتية سوداء مشابهة شديدة اللزوجة احضروها من الحلال عندهم .
هذه المنطقة أصلا غنية بالمعادن وهناك كان يوجد بقايا نيزك كبير ، اعتقد أن هناك أيضا بوابة لباطن الأرض حيث حبسهم ذو القرنين .
ذو القرنين اجتذبهم بحيلة فقد قام ومن معه بتجميع كم هائل من الاعشاب والطعام ووضعها فوق الحفرة الرهيبة التي حفرها وبمجرد أن رؤا الطعام والاعشاب انحذبوا إليها جميعا فسقطوا في الحفرة الهائلة التي توصل لعالم باطن الأرض ،وهنا بدء ذو القرنين يضع الواحا من الحديد فوق بوابة الحفرة ووضع فوقها برادة الحديد بعد أن اذابها ومن فوقها القطران ،اندمجت كل المواد مع بعضها وشكلت سدا منيعا
وفي الاسفل فتحت لهم بوابة إلي عالم باطن الأرض، كانوا اقوياء جدا، لكن خصائص عالم باطن الأرض أضعفت لهم قوتهم ورغم ذلك فهم يتكاثروا ويزدادوا عددا باستمرار .
كل يوم يحفرون في السد ولكنهم يخشون الشمس بشدة فعلي مدار مئات السنوات تغيرت خصائصهم الجسمانية بسبب البيئة التي يعيشون فيها ، أصبحوا مثل كل الكيانات التي تعيش هناك ،يخشون شمسنا ،رغم أن عندهم نهار لكنه يختلف عن عندنا .
بالمناسبة هم يحفرون حول السد الذي صنعه عليهم في جانب الأرض نفسها ،السد منيع جدا ،وهم يحفرون في باطن الأرض لأعلي لكن المسافة كبيرة جدا جدا حتي سطح الأرض .
وكما نعلم أن خروجهم إلي سطح الأرض سوف يكون من علامات الساعة ،عندما يأتي وقتهم سوف يكونوا قد وصلوا بالحفر إلي سطح الأرض بالفعل .
-تمام .
هل رأيتي الدابة ؟
- الآن أنت تعرف ،هل أراحتك المعرفة؟
- لا .. إطلاقا ،بل زادتني هموما وألما ، الجهل نعمة .
- هل تريد ان تتوقف ؟
- إطلاقا ،بل أريد أن أعلم اكثر .. أعلم كل سر من أسرار الكون لو استطعت.
- لو كنت أقدر لتصفحت كل ورقة كُتبت منذ معرفة الإنسان بالكتابة إلي الآن..لو كنت أستطيع لأستجوبت كل عراف منذ عهد آدم لأعرف ما يعرف وكيف يعرف .
- إذا هل تريد أن نكمل ؟
- قطعا نعم .
- إذا فليكن حديثنا عن ....
-------------------------------------
- السامري .
- نعم ،ماذا تعرفين عنه ؟
- يهودي من قوم موسي الذين عبروا معه البحر ،قصير ،سمين ، خطيب مفوه ، لبق جدا ذو حنكة كبيرة في الكلام وقدرة فائقة علي الإقناع .
- دعيني أكرر سؤالا سابقاً , أنت رأيتي المسيح الدجال مسلسل في سجنه الأبدي حتي يحين موعد خروجه ،هل هو السامري ؟
- لا .
- إذا فنكمل ما رأيته عنه .
- كانوا مجموعة سائرين في صحراء ، رجال ونساء وشيوخ وأطفال ، لم يكن موسي في وسطهم ، رأيت السامري وقد استغل غياب موسي وقام بينهم يخطب ،كان لديه قدرة قوية جدا علي الإقناع، ترك كل من يعمل عملاً ما في يده واستمع إليه ...
أقنعهم أن يصنع لهم إله ..إله يرونه ويسمعون له صوتاً بدلا من إله موسي الذي لم يروه ولا سمعوا صوته .
لما استنكر القوم ما يقول ، أقسم لهم أن الإله الذي سوف يصنعه لهم له صوت يسمعونه نابع منه، هدأت نبرة الإستنكار والإعتراض وقال بعضهم : لننتظر ولنر ما هو فاعل .
وافق الكل فطلب السامري من النساء أن يأتونه بكل مالديهم من حلي.
أحضر قطعة كبيرة من القماش ووضعها وطلب من كل النساء وضع الذهب فوقها ، وضعوا كل ما يملكون حتي ذهب الأطفال في الواقع كانوا يملكون الكثير من الحلي ، بعد أن جمع كمية ضخمة من الذهب طلب من شابين أن يوقدا له نارا ، احضر ما يشبه مائدة لكي يعمل عليها ، وضع الذهب في إناء ضخم وأوقد عليه حتي تم صهره كله وأصبح سائل ، انتظر حتي تجمد قليلاً وبدء في تشكيله بآلة تشبه القلم ولكنها سميكة وصلبة ، كان نحات بارع ،محترف جدا ،يعرف ما يفعل بدقة ،ظل يعمل ويعمل ويعمل حتي نحت العجل ،مصمتا غير مجوفا.
ثم جاءت المرحلة الثانية بدأ في عمل فتحة في جسد العجل الذهبي من عند الذيل وبدأ يفرغ ويوسع الفتحة حتي صنع تجويفا عميقا بداخله، وصنع تجويفا اخر غير ظاهرا عند اذنيه. ومكان العينين ثبت جوهرتين من حجر أحمر قاني، لم يستغرق منه العمل وقتا طويلاً ، لم يكن العجل ضخم الحجم ولكن كان متوسط ، كان مصنوع باتقان وبراعة غريبة .
أنهي السامري عمله ونظف مكانه ووضع فوق المائدة قطعة من القماش الأبيض وضع فوقها العجل بزاوية ميل معينة مقصودة .
---------------------
وضعه بحيث تكون الفتحة المجوفة في العجل مقابلة لاتجاه الرياح.
دخل الهواء من دبر العجل الذهبي وعند أذنيه أصدر خوارا قويا جدا وهكذا سلب عقول بني إسرائيل ضعاف العقيدة .
كان هارون عليه السلام موجودا في كل ذلك ولكنه لم يستطع أن يمنع ما يحدث ، كانت قدرة السامري علي الإقناع اكبر من ان يستمع أحد إلي هارون.
عندما عاد موسي ورأي القوم يعبدون العجل غضب بشدة وطرد السامري فعاد وحيداً.
- أين ذهب السامري وقتها ؟
- رحل وحيداً بعيداً عنهم في اتجاه آخر ولكن هل تعلم ..
كانت نظرة السامري لموسي وقومه نظرة غريبة تحمل معاني خيبة الأمل والحسرة والرغبة في الإنتقام أيضا ،كانت حقا نظرة مريبة جداً .
بعد ذهاب السامري من بني إسرائيل عداءات في العمل قامت بينهم حرب كبيرة.. قتالا عنيفا بالأسلحة والخناجر أسفر عن موت بعضهم.
-ولكن السامري لا نعرف إلي أين ذهب ولا كيف كانت نهايته ؟
- لا ، إطلاقا.
- سؤال أخير عن السامري ، هل حقا ما قيل أنه رأى جبريل عليه السلام أثناء عبور البحر ؟
- لا أعتقد ذلك. لقد كان يدافع عن نفسه فقط أمام غضب موسي ، ولكنه - حسب ما رأيت - لم ير جبريل .
- هل شهدتي انشقاق البحر علي يد موسي عليه السلام ؟
- كان منظرا مهيبا حقا .
------------------------------------
كان موسي ومن معه يجرون مسرعين من فرعون ،لم يكن عددهم كبيرا ،وصلوا إلي البحر ،كانوا عند منطقة من البحر وكأنها مضيق ،كان إتساع البحر في تلك المنطقة أقل من المناطق الأخري نسبيا ورغم ذلك كان كبيراً جداً، لم تكن المسافة بين موسي وبني إسرائيل وبين فرعون وجنوده كبيرة ،وهناك انتهت المسيرة علي شاطئ البحر ،ذاغت أعين بني إسرائيل وهم ينظرون لموسي نظرات تحمل مزيجا من الاستغاثة والإتهام، لا مفر لهم فالبحر أمامهم وخلفهم فرعون وجنوده يكادوا يصلون إليهم.
وهنا كانت المعجزة.. تحرك موسي النبي عليه السلام بكل ثقة في ربه ناظرا الي السماء كأنه يستغيثه ثم ضرب بعصاه البحر وبني إسرائيل ينظرون لما يحدث في عدم فهم .لقد أصبح وكأن هناك طريق بعرض البحر حتي الضفة الأخري عرضه حوالي متر ،المياه علي الجانبين أصبحت كأنها جبلين لكن ارتفاعهما ليسا بعمق البحر والطريق نفسه كأنه صنع من جليد ناصع البياض. كان موسي اول من خطا عليه وتبعه بني إسرائيل ،وصل الي الربع الأخير من البحر في اللحظة التي وصل فيها فرعون وجنوده إلي البحر، لم يتردد فرعون بل اقتحم الطريق الممهد أمامه وهو يري بني إسرائيل في آخر الطريق قاب قوسين أو أدني من قبضته ،كان فرعون أول من اقتحم الممر لأنه كان في المقدمة ،كان يركب عجلة حربية .
وصل بني إسرائيل جميعا الي الضفة الأخري بينما كان فرعون في قلب البحر وهنا بدأ الطريق الممهد يتصدع حتي انهار بهم في البحر وغرقوا في اعماقه ،سقط فرعون من فوق عجلته الحربية التي انهارت به وظل يرفع يديه لأعلي كاي غريق يستنجد ،كان يصرخ ويقول شيئا ما وهو يغرق .
أريد أن أخبرك أن المنظر كان مذهلا فبينما كان بني إسرائيل يجرون في الممر في قلب البحر كانت المياه في الجانبين تجري بأنسيابية دون اي تغير ملحوظ .
من المستحيل حقا وصف ما حدث كما رأيته.. لا توجد كلمات في الدنيا يمكن أن تعبر عن هذا المشهد المهيب.
قطع .
يتبع ...
أحمدعبدالرحيم
------------------------------------------------------
التعديل الأخير بواسطة المشرف: