- التعديل الأخير بواسطة المشرف:
- المشاهدات: 756
- الردود: 2
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
العالم الآخر
----------------------
الحكاية الأولى
----------------------
(حتحور-7-)
----------------------
مقدمة
ظلت تنهش خلايا عقلي نهشا ..
هناك أشياء في هذا العالم لا يمكن أن تتأقلم معها ..
في هذا الوقت عرفت كم أن الجهل نعمة ..
أن تعيش لا تعلم ،هذا يعني أن تعيش بلا أسئلة تنخر في عقلك ..
عشت لفترة عالقا في وضع لا أستطيع تجاوزه ...
أنبت نفسي بشدة ،بعنف ..لقد كان تحت يدي مسكن ولو مؤقت لألمي العقلي ولكنني أضعته ...
وعندما شاركتكم تجربتي ،وجدت أني لست وحدي المهموم بالأسئلة العالقة ولكن كثير منكم مثلي ..
وقتها حملت علي عاتقي عبء البحث عن إجابات ،وظللت أفكر ،لماذا ؟
كيف السبيل ..؟
------------------------------------
- أنت تعلم لماذا .
- اخبرتيني في آخر رسالة أن عندك ظروف عائلية ،وأنك سوف تعاودي الاتصال بعد إنتهائها ،أليس كذلك ؟
- نعم ،لقد مررت بأوقات عصيبة بالفعل ،ولكني تجاوزتها ،وبعد ذلك لم أرغب في إعادة الاتصال بك .
- لماذا ؟!
- لأنك خذلتني .
- أنا ؟! كيف ؟
- في بداية قصتي أقسمت لك بالله العظيم قسما مغلظا أني لا اكذب ولا احدثك الا لما رأيت وعشت بالفعل ،اختبرتني مرة ومرات ورغم ذلك كذبتني وهاجمتني بشدة ، كنت أنتظر منك أن أصدق قصتي ،كنت مستعدة لأي اختبار تحب حتي أثبت لك صدق كلامي ولقد مررت بالفعل باختبارات كثيرة علي
يد اطباء ومتخصصين وشيوخ ،لقد كنت أعقل وأعلم منهم باعترافهم ورغم ذلك كذبتني .
- أعتذر لك ،لم أقصد اي إهانة وأريد أن أخبرك أن الوضع الآن قد تغير ، أنا مستعد تماما لسماع كل ما لديك ، أنا حقا أحتاج لسماع إجابات عن أسئلة تقض مضجعي .
- حسنا ،تعلم أني أحترمك بشدة وأثق لذا سوف اتجاوز ، أين كنا حين انقطع الاتصال .
- كنا هناك مع ....
-----------------------------------
موسي عليه السلام ،أكملي حديثك عنه .
- حسنا ، أي موقف تريد أن تعرف ؟
- حدثيني عن الضربات السبع .
- لنبدأ بموقف السحرة مع موسي عليه السلام .
- حسنا .
- لم يكن يوم عيد كما هو معروف لما ولكنه كان يوم زينة ، كان يوما يقام كحفل لتبجيل فرعون ،كل الشعب يذهب إلي قصر فرعون مرتديا أفخر وأجمل ما يملك .
الآن أري الكل مجتمعين، فرعون واقف والكهنه كذلك كل منهم قد أخذ وضع الإستعداد لمقابله موسي وهزيمته .
ض
دخل موسي وأخاه هارون
موسي ممشوق القوام مرفوع الرأس، يرتدي جلباب قصير لحد الركبه وأسفله بنطال . شبيه بلبس الكهنه ولكنه ليس هو . عصاه في يمينه، يمسكها من المنتصف يحركها مع مشيته،
الكل ينتظر ويترقب .
قفز موسي علي مسطبة أعلي من مستوي القوم الوقوف ،عليها يقف السحرة أيضاً ، ألقي السحرة عصيهم وحبالهم . وفعلا تحولت إلي ثعابين جميعها .
أمسك سيدنا موسي عصاه من الرأس بقبضة يده ووجه عينيها إلي ثعابين السحرة . مسبقا ذكرت أن عصا موسي بعيون ثعبان كبيره وحمراء جدا وتصدر صوتا عباره عن زمرتين فقط ومن ثم تعمل،
حينما وجهها موسي إلي ثعابين الكهنه احمرت عينيها واطلقت شعاعا أحمر اللون وتحولت إلي ثعبان ضخم جداً جداً . بدأ بابتلاع ثعابين السحرة بفمه،
كانت مجموعة كبيرة ابتلعتها عصي موسي كلها ومن بعد التقط موسي عصاه بمجرد أن التقطها وهي تزحف علي الارض بعدما انتهت من عملها عادت إلي طبيعتها .
عصا عادية
لحظات صمت رهيبة خيمت علي المكان كان فيها الكل يحبس أنفاسه لما رأي بينما وقف السحرة في ذهول ،وعندما تحدثوا كان ما قالوا عجيبا .
-------------------------------------
لقد آمنوا جميعا برب موسي وكان لهذا سبب قوي عندهم
فسحرهم في تحويل الحبال والعصي الي ثعابين
كان معلوما لديهم .
كانوا يعلمون أن هذا هو أقصي ما يصل إليه السحر ، ثعابين كالتي صنعوها ، إيمانهم جاء من معرفتهم تماماً واقتناعهم بمعجزه عصا موسي.
لكن هما تأكدوا أن السحر ليس بإمكانه صنع ثعبان كثعبان موسي بعيناه بصوته وكيفيته وحجمه .
لأن الثعابين السحريه كانت ضعيفه جدا وليس لها رأس ولا عيون حتي كأنها دود طويل فقط.
- بعدما اشتد أذي فرعون لبني إسرائيل و السحرة ومن آمن مع موسي، كان غضب الله عليه عظيما ،أرسل الله تعالي عليهم الطوفان وبعده الضفادع والدم والجراد والقمل كما جاء في القرآن الكريم .
كانت مشاهد عظيمة ومفزغة .
- تمام ، باقي قصة موسي وفرعون معروفة ، الآن ، أريدك أن تحدثيني عنه .
- من ؟
- هل تذكري ذلك الكيان الذي كنتي تسجدي له عند دخولك عالم الظلام وبعد خروجك منه ؟
- نعم ذلك الكيان الذي يشبه وجه الماعز .
- نعم هو ذاك ..بافوميت ..الشيطان .
حسنا سوف أخبرك ما يذهلك عنه ،استمع جيدا .
أبو مرة ...
بافوميت ...
لوسيفر ...
بعلزبول ...
نجمة الصباح ...
ملاك الجحيم ...
رئيس الأرواح النجسة...
إبليس ...
أو الشيطان ...
--------------------------------------
قلت لها : تذكرين حين أخبرتيني أنه كان يطلب منك أن تسجدي سجدتين ناحية الغروب ؟
- نعم كان ذلك عند دخول أرض الظلام والخروج منها .
-وذلك الكيان الذي كنت ترينه وقتها ؟
-نعم ،الكيان البشع المنظر ذو وجه الماعز .
- وقتها أخبرتك، أن هذا هو بافوميت .
- لم أكن أعلم من هو ،ولكني عرفت فيما بعد .
-هل من الهرطقة أن أسألك هل رأيتيه حين طرد من رحمة الله ؟
- ممممم ، سؤال خطير حقا ..
هل من الهرطقة أن أخبرك أنني رأيته حقا وهو مطرود من ملكوت السماوات؟
إذا لا تضيعي ثانية واحدة ارجوكي ،لا أطيق انتظارا .
حسنا لنبدأ ،لقد كنت هناك حين ....
------------------
طرد من رحمة الله .
نعم هو الشيطان الأكبر ، هو إبليس ..
يعيش في مكان بعيد جداً ،فوق المياه يشبه هيكل أو معبد ضخم جداً ويدل علي الفخامة، في منتصفه يوجد عرشه وعلي كرسي العرش نحت لوجهه، ساقيه ساقي ماعز ووجهه وجه ماعز ذو قرنين ،هو لا يتحرك كثيرا من مكانه ولكن له أعوان وخدم من جميع الأشكال والألوان ،يأتمرون بأمره ويفعلون ما يطلبه منهم حرفيا ،الدجال من أعوانه ويعتبر ذراعه الأيمن .
أعوانه لديهم القدرة علي إختراق أي جسد والوسوسة لأي شخص أيا كان شدة إيمانه ،يوسوسون للأشخاص من عالمهم ،لا حاجة لهم بمغادرة عالمهم ولا الخروج منه أصلا ،هم يسلطون الوسوسة علي الهالة أو الجسد الأثيري للإنسان وليس الجسد المادي، عندما يمس الشيطان الإنسان أو يلبسه فإنه يسلط علي جسده الأثيري وليس المادي .
- هل تعرفي شكل الشيطان قبل أن يطرد من رحمة الله؟
- ما أعرفه أنه كان ذو شكلا ملائكيا، ثم مسخ بعد الطرد علي شكل قبيح وهو ليس باق علي شكله ولكنه يتطور للأقبح والأبشع كل حين .
حين كان في رحمة الله كان له جناحين كبيرين جدا وكان لونه أبيض جدا كان يشبه الحمامة البيضاء في جمالها أو أجمل ،وبعد أن رفض السجود ،تقلص جناحيه بشدة واسود لونه وأصبح قبيحا ،وكانت قدماه التي تشبه الوردة البيضاء الجميلة قد مسخت وأصبحت مثل رجلي الماعز ،حين نظر لنفسه بعد المسخ ،ذهل ،صعق ،لم يكن يظن أن هذا ما سيحدث له ،وقتها توعد بالإنتقام .
-ماذا حدث بعد أن طرد ومسخ ؟
- مشي بعيداً .. بعيداً جداً ، أبعد من أي تصور حتي وصل مكان يشبه حافة السماء ، فيه ما يشبه السلم ،سلم أسود جدا غير متناسق ،نزل منه ،وهو هابط كان مشغول الفكر بما سوف يعمله ،كانت تراوده نفسه وكان مترددا ، أراد العودة ولكنه كان مستكبرا .
واصل الهبوط وفي مكان ما قابلها ....
--------------------------------------
من ؟
- مخلوقة ،اعتقدها جنية ، نعم بالفعل هي من الجن ،جميلة جدا ،وسوس لها وأغواها ،هبطت معه إلي الأرض كان تكوينها وخصائصها تتماشي معه ،جميلة ولكن لها قرنين ،فور هبوطهما إلي الأرض تعاطفت معه واقتنعت بقضيته وامنت به ،
بعد ذلك زنا بها ،وضعت له توائم بأعداد كبيرة واشكال غريبة ، كأنهم حبوب ،
كانت تلك الحبوب تنمو بسرعة كبيرة وتتشكل ،وتصبح شياطين ،كل واحد له شكل وطول وحجم مختلف ، كبرت الذرية بسرعة جدا وتزاوجوا بينهم بدون أي قانون ، كما وضع آدم عليه السلام قانوا للتزاوج بين أولاده ،كان بين الشياطين لا زواج ولا قانون للنكاح ،المهم التزاوج وانجاب شياطين ، بأشكال وألوان وأحجام وقوي مختلفة ولكنهم جميعا في النهاية يحملون طبيعة الممسوخ الأكبر والأول ، بمجرد أن يكبر الشياطين ويعوا يسجدوا له ، لأبيهم إبليس ،امنوا به وبقضيته .
كانوا يولدون يشبهون الفئران ويكبرون في دقائق، ولكن لتعلم أن الزمن مختلف ،دقائق عندهم تساوي سنين بحساباتنا البشرية ، خصائصهم سريعة جداً مثل الريح
كان إبليس أصلا في الملكوت الاعلي وكان علي علم ببعض الأسرار في الكون ، استغل هذا العلم والمعرفة بالأسرار وقلبها لسحر .
كان يعلم سر القسم بالعزة ، لقد قال من قبل " وعزتك وجلالك لأغوينهم أجمعين "
هو كان يعرف المعني الجوهري لمعني العزة والجلالة ...
من العزة وأسرارها عمل السحر ..ومن الجلالة عمل نفسه مبجل وله عرش علي الماء.
ومن الخصائص والمعلومات التي عرفها عن أماكن النجوم ومواقع الأفلاك في السماء وخصائص كل نجم ..من هنا بدء سحر النجوم .
- أنت قلتي أن الدجال أحد أعوان إبليس ومن المقربين منه ، لدي سؤال هام جداً.. هل الدجال هو السامري ، الذي كان علي عهد موسي ؟
- امم حسنا سوف أخبرك ...
-------------------------------------
- المسيح الدجال .
* ماذا عنه ؟
- من أكثر الموضوعات إثارة وغموضا وطرحا للأسئلة ،هل رأيتيه ؟
* نعم .
- إذا...
كنت هناك حيث سجنه الأبدي المحتوم حتي يحين موعد خروجه .
* كلي آذان صاغية.
--------------------------------------
- كنت هناك ذات مرة ،منطقة جبلية ،جبال عالية ، لا أعرف لماذا أظن أن تلك الجبال موجودة في بلاد الشام ،شعرت وأنا هناك أني قريبة جداً من المكان الذي كان فيه فتية الكهف المذكورين في سورة الكهف .
هناك وادي بين الجبال ينبت فيه حشائش ذات اشواك حادة .
- هل الوادي موجود في هذه المنطقة بالفعل حالياً؟
-نعم موجود ولكن كأنه في عالم غير عالمنا ، أو كان العبور إليه يتطلب الإنتقال إلي مكان آخر ،كأنك تنزل إلي باطن الأرض أو تنتقل إلي عالم آخر لم يفتح بعد علي عالمنا ، الوادي موجود بين الجبال في مكان منحدر جداً تظل تهبط منحدرا حتي تظن أنك وصلت إلى باطن الأرض .
علي جانب الجبال الشاهقة الارتفاع التي تحد الوادي توجد رسومات ضخمة .
- رسومات ؟!
- نعم هناك رسم لميزان ونار ونجم مرسوم علي شكل كرة .
انا الآن أسير في الممر الجبلي المنحدر بعنف ، الرسوم واضحة ،النار علي شكل شهاب ،المنحدر عنيف ،يبدو بلا نهاية ،ولكن انتظر ..ماذا أري ،هذه نهاية الممر .
يا إله السماوات !
ماذا أري هناك ؟
بل قل من أري هناك ؟!
إنه هو ...
-------------------------------------
موجود هناك ،في نهاية الممر .
- الدجال ؟!
- ومن غيره ، احدب الظهر ،ليس منحني تماما ولكن علي ظهره بروز كالحدب ، اعور العين، له عين واحدة تشبه العنبة الحمراء والاخري مقفولة تماماً وكأنها لم تكن موجودة أصلا ،علي رأسه شال يتطاير خلفه ،شعره مجعد وقصير ،بشع الشكل ،مخيف حقا .
أما المثير الذهول فعلا أن معه جنة ونار .
-كيف ؟ لا أفهم ..
- سوف أحاول أن اصف لك ما رأيت قدر المستطاع ،تعلم وكأنه صفحات كتاب مفتوح وعليه جنة ونار ،سيء مجسم في الهواء .
عندما رأيته كان خارجا من غرفة صخرية في عمق الوادي ، بطيء الحركة يجر قدميه جرا ، يبدو أنه حي من زمن طويل ،عجوز هو ،مسلسل بسلاسل غليظة جداً، صلبة يبدو من منظرها استحالة فكها أو قطعها ،صدءة يبدو أنها من زمن كبير موجودة في قدميه ،بين الحين والآخر يخبط قدميه بالأرض الصخرية غضبا من سجنه فتصدر السلاسل الضخمة صوتا يمزق الصمت المطبق علي المكان الذي يخلو من أي كائن سواه هو ومن معه .
-من معه ؟
- نعم ، معه حيوان غريب في تلك الغرفة الصخرية التي يعيش فيها ، مثل الفأر الضخم ،منفر الشكل ،ذو فم طويل كالمنقار وشعر أسود ، طول الوقت تصدر ازيزا وهي سائرة تتشمم الأرض وكأنها تبحث عن شيء ما
- هل رأيتي غرفته من الداخل ؟
- لا ،هو لن يسمح لأحد بدخولها ،لا يوجد أحد أصلا في المكان ،لمحت منبع السلاسل ، خارجة من الجدار الصخري من داخل الغرفة ،الجدار الذي تخرج منه السلاسل عبارة عن لوح حجري كبير عليه كتابة ما ،لم افهمها ،في آخره توجد حلقات خارجة من عمق الجدار ،السلاسل موصلة بها .
- تمام ، السؤال الأهم علي الإطلاق والذي يؤرق ويربك كثير جدا هو : هل الدجال هو السامري ، رأيتي السامري أليس كذلك ؟
-------------------------------------
نعم .
نعم ماذا ؟
نعم رأيت السامري وسوف اصف لك كيف صنع العجل لبني إسرائيل .
- هو ؟
- لا ... إطلاقا ،الدجال الذي أصفه لك الآن ليس هو سامري موسي الذي صنع العجل ، الآخر مصيره مجهول ، الدجال شخص مختلف تماما كما رأيت .
- أشكرك جدا ، الآن ،هناك موضوع آخر هام جداً أيضاً أريدك أن تحدثيني عنه .
- ما هو ؟
- الأهرام.
قطع .
يتبع ...
فهرس حكايات العالم الآخر
أحمدعبدالرحيم
التعديل الأخير بواسطة المشرف: