- التعديل الأخير بواسطة المشرف:
- المشاهدات: 730
- الردود: 6
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
ألكسندر بيرس
( آكل لحوم البشر )
▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎( آكل لحوم البشر )
النفوس البشرية غريبة جدًا لدرجة لا يمكن تصورها ،
غريبة بشكل يفوق أقصى خيال يمكن أن نصل له.
سأطرح سؤال وأتمنى إن كل شخص منا يطرحه على نفسه ويجيب نفسه أيضًا بكل موضوعية :
إلى أي درجة ممكن تصل في تصرفاتك عندما يتعلق الأمر بالحفاظ على حياتك نفسها ؟
هل يدخل ضمن إطار تصرفاتك إنك ...؟
هل وضح موضوع القصة الغريبة التي سأحكيها لكم حالًا ؟
قبل أن نبدأ أحببت أقول للفتيات والسيدات والناس مرهفة الحس..
القصة صعبة ومقبضة وتورث مشاعر سيئة.
القصة صعبة ومقبضة وتورث مشاعر سيئة.
وهذا للعلم والتحذير
لكن الجزء الأول من القصة ، سنعتبره الجزء التاريخي من الموضوع.
بالنسبة للناس التي قلبها ميت ورأت في العالم ما هو أشر وأبشع فهيا بنا نبدأ
▪︎▪︎▪︎▪︎
إذا كنت من هواة الأفلام الأجنبية فمبجرد ما تبدأ في القصة ستتخيل الوضع مباشرة لكنك يمكن أن تتفاجئ بأن الوضع كان حقيقي وليس مجرد خيال سينمائي ...
تعاولوا نذهب إلى هناك..
هوبارت.
هوبارت هى عاصمة جزيرة إسمها تسمانيا موجودة جنوب أستراليا،
في القرن ال18 والقرن 19 كانت تسمانيا وأستراليا كلها مستعمرة بريطانية تابعة للتاج الملكي للملكة المتحدة.
فقط للمعرفة بريطانيا في أواخر القرن ال18 وبسبب ظروف الثـورö الصناعية انتشار الصناعة فيها بشدة وبدون قوانين حماية كافية للعمال وهجر الأراضي الزراعية وأيضًا مع وجود مهاجرين من عدد كبير من الدول التي كانت تحتلها بريطانيا العظمى وقتها، أى كانت الكثافة السكانية عالية جدًا
وبالتالي كان هناك انتشار كبير للجرائم المتنوعة في بريطانيا، جزء كبير منها كان جرائم سرقة وسطو ونهب.
بريطانيا لجأت لتصرف شيطاني مثل كل تاريخها الشيطاني الإجرامي في حق كثير من شعوب العالم التي احتلتها..
التصرف كان نفي المجرمين لمستعمراتها الشاسعة الموجودة في أطراف العالم.
أمريكا نفسها نالها جانب كبير من تهجير المجرمين ونفيهم في الوقت الذي كانت فيه مستعمرة بريطانية،النفي كان يبقى لعدد سنوات حسب الجريمة لكن الغريب أن أغلب المجرمين بعد استقرارهم في منفاهم كانوا يرفضوا العـودة وخاصة إنهم كانوا يتزوجوا ويكونوا أسر ويمارسوا أعمال مختلفة في هذه المناطق .
أى أن كثير من أجداد سادة العالم الأمريكان حاليًا أصلهم مجرمين ومرحلات من بيوت دعارة.
المهم إن في وقت وقوع قصتنا كانت الولايات المتحدة الأمريكية استقلت عن بريطانيا وأصبحت جمهورية مستقلة بعيدًا عن التاج ولذلك كانت بريطانيا ترحل المجرمين إلى أستراليا .
صورة المجرمين فى السفن يتم نفيهم إلى استراليا
من أماكن النفي كانت جزيرة تسمانيا.مقدمة لابد منها حتى نعرف أسباب النفي في هذا الزمن .
تعالوا الآن نتعرف على شخصية بطل القصة :
بريطاني إسمه ألكسندر بيرس ،
كنا في عام 1819.
بيرس كان مجرد لص عادي كل ما سرقه حذاء من محل أحذية لكن مع انتشار الجرائم ومحاولة القضاء والسلطات البريطانية السيطرة على الوضع كان عقابه قاسي ..
النفي لمدة 7 سنوات لمنطقة هوبارت في جزيرة تسمانيا.
هوبارت التى كانت آن ذاك مستعمرة صغيرة
فرغم أن الجزيرة كانت هي السجن المفتوح لكن لا ننسي أنه في النهاية منفى ومن فيه مجرمين.
هناك نقطة اخرى مهمة ،السجن لا يشمل كل الجزيرة لكن جزء فقط منها أما باقي المنطقة فيسكنها سكان أصليين من قبائل أستراليا.
وبالمناسبة لم تكن هوبارت هي المنطقة الوحيدة التى فيها منفى بريطاني لكن في الكثير من مناطق أستراليا الأخرى ،
وكما حدث في أمريكا كثير جدًا منهم رفضوا العــودة لبلادهم الأصلية بعد انتهاء فترة نفيهم وعاشوا في أستراليا .
عدد غير قليل من سكان أستراليا الحاليين منحدرين من نسل هؤلاء الأشخاص.
نعود لألكسندر بيرس والذي رغم أنه كان مجرد لص تافه نال عقوبة قاسية جدًا إلا أنه كان متمرد بشدة على نفيه ووجود في الجزيرة وبدأ يظهر منه سلوك إجرامي حقيقي ..
مرة تلو الأخري يقبض عليه متلبس بالسرقة في الجزيرة وشرب الخمور والسكر في وقت عمل والمشاجرة مع الحراس ومحاولة الهرب وجرائم أخرى.إدارة المنفي حاولت مع ألكسندر كل أنواع العقاب المتاحة لدرجة انه تعرض للجلد أكثر من مرة لكن ..
كان سلوكه الإجرامي يزداد ولذلك لم يجدوا بد من آخر وأقسى عقاب يتعرض له عتاة المجرمين...
منفى داخل المنفى،
لكن المنفى هذه المرة ليس إلى مكان عادي ولا إلى سجن مشدد،
هذه المرة النفي سيكون لأخطر مكان في الكرة الأرضية وأكثرها رعبًا ..
▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎
هذه المرة النفي سيكون لأخطر مكان في الكرة الأرضية وأكثرها رعبًا ..
▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎
▪︎جزيرة سارة،
جزيرة صغيرة تقع عند الشاطىء الغربي لتسمانيا كان لها طريق بري يربطها بتسمانيا لكنه مستحيل العبور بسبب وعورته وخطورته.
يمكن أن تقول انها أرض لم تطأها أقدام بشرية من قبل.
وهذا أيضا كان خطير جدا لأن السفينة كان لابد أن تعبر مضيق إسمه " بوابات الجحيم ".
متخيلين الإسم ؟!
وكان إسم على مسمى بالفعل ،
المكان شديد الخطورة والوعورة أيضًا .
عدد كبير جدا من السفن التى حاولت عبور المضيق تحطمت على صخوره ومات كل من كان فيها .
الجزيرة نفسها كانت تليق بكونها سجن ومنفى جهنمي لأعتى المجرمين.
أرض الجزيرة كانت أراضي صخرية ليس فيها أي زرع أو نباتات إلا أشجار الصنوبر الضخمة.
الجزيرة ليس فيها حياة برية ولا حيوانات ولا حياة بأي شكل .
لا يوجد أمام المنفيين إليها إلا صيد البحر للطعام.
المنفى هناك كان كأنه في الجحيم...
عمل شاق طول النهار في قطع أشجار الصنوبر وظروف طقس بالغة القساوة بدون أي أدوية أو طعام مناسب ولا حتى بيوت أو سجن يحميهم من الأمطار والعواصف.
الجزيرة كانت تعج يقبور من ماتوا فيها من الأمراض والتسمم وغيره
وهياكل عظمية وبقايا بشرية لمساجين هلكوا دون أن يهتم بهم أحد.
وأسهل شيء يقوم به السجانيين هو العقاب لأي سبب ولأتفه سبب.
بالطبع أول شيء يفكر فيه القادمين الجدد بعدما يشاهدوا الظروف الرهيبة للإحتجاز في الجزيرة هو الهروب لكن تعرف ماذا كان يطلق المساجين القدامى على فكرة الهرب من جزيرة الجحيم ؟
ما وراء المستحيل.
متخيل الإسم نفسه ؟!
ورغم ذلك فإن ألكسندر بيرس لم يطق البقاء في الجزيرة وقت طويل ووضع خطة هو والمجموعة التي معه للهرب من الجزيرة الجهنمية.
طفح كيلهم وقرروا الهرب
السيطرة على السجانين أثناء العمل بالنهار وركوب القارب والهرب به ..
وبالفعل يوم 20 سبتمبر 1822 بدأ بيرس ورفاقه تنفيذ الخطة.
سيطروا على السجانين قليلي العدد وربطوهم وركبوا القارب وهربوا.لكن يبدو إنهم كانوا واهمين في خطتهم.
بدأ حرس السجن مطارداتهم ومع قاربهم الصغير كل ما استطاعوا فعله هو الوصول إلى الشاطيء الغربي لجزيرة تسمانيا بمعجزة وهناك كان عليهم عبور الغابات الرهيبة المظلمة التي لم تطأها قدم بشر من قبل.
صور لغابات تسمانيا بدأ حرس السجن مطارداتهم ومع قاربهم الصغير كل ما استطاعوا فعله هو الوصول إلى الشاطيء الغربي لجزيرة تسمانيا بمعجزة وهناك كان عليهم عبور الغابات الرهيبة المظلمة التي لم تطأها قدم بشر من قبل.
لم يكن معهم إلا فأس واحدة ،
لا أدوات أخرى ولا طعام ،
كانوا يحاولون اصطياد أي حيوان بري لأكله وكان الموضوع بالغ الصعوبة .
لا توجد أشجار فاكهة معروفة يأكلون منها .
الخوف والرعب والإرهاق وفقدان الأمل سيطر عليهم مع طول المسير بدون وصول لوجهة ومع الغموض والظلام ورهبة الغابات.
متخيل الموقف ؟!
استمرت المسيرة 15 يوم داخل الغابات،
الأجساد انهكت والعقول أيضا حدث لها ارتباك وتشويش.
جلسوا ذات مرة،
لا طعام، لا دواء، لا أمل،
بتلك المشاعر الرهيبة والعقول المختلة اتخذوا قرار وكان قرار رهيب ، لا يمكن أن يتخذه أشخاص بكامل قواهم العقلية أبدًا...
لكنهم لم يكونوا كذلك.
لابد أن يضحي أحدهم بنفسه من أجل الآخرين
تسألني كيف يضحي ؟لكنهم لم يكونوا كذلك.
لابد أن يضحي أحدهم بنفسه من أجل الآخرين
يضحي بأن يجعل نفسه طعام للآخرين.
لم يكن أحدهم يقبل بأن يفعل بالطبع لكنهم أجروا اقتراع...
وكان على كل واحد منهم أن يسحب ساق و ساحب الأقصر هو الخاسر الذي يذبح و يؤكل.
امسك أحدهم يالاغصان مخفيا جزء منها،
بقلوب تدق بعنف وأنفاس متلاحقة ومشاعر مختلطة بين رعب وأمل امتدت الأيادي المرتعشة تسحب الأغصان،
الآن ادعك تتخيل شعورهم جميعًا.
▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎
ألكسندر ديلتون...
السجين الذي سحب الغصن الأقصر،
ساد صمت عميق مخيف والكل ينظر له بينما يقلب هو ناظريه في وجوه اصدقاؤه.
حتى هذه اللحظة كان يظن أن الأمر ليس حقيقي لكن نظراتهم له جعلت قلبه يقع بين قدميه .
نظرات ذئاب لفريسة،
تمالك البائس نفسه لحظات وأطلق ساقيه للريح، حاول الهروب في قلب الغابة المهولة،
ربما كان يفكر وقتها أن وحوش الغابة الضارية سوف تكون أكثر رفقًا به من أصحابه.
لكن هيهات ،
لقد أصبح الرجل وليمتهم.
في لحظات كانوا امسكوا به وقيدوه وامتدت الأيادي له .
ضربة فأس أولى قتلته ثم ضربات قطعت جسده .
خلال ساعة كان ديلتون طعام لأصدقائه يتناولنه بنهم.
من التالي؟
الهاجس دفع اثنين منهم الفرار بمفردهم بعيد عن المجموعة في الاتجاه العكسي، حاولوا العودة لمنفاهم في جزيرة سارة لكنهم لم يعودوا وماتوا في المضيق.
تبقى خمسة منهم واصلوا السير على أمل الوصول،
مضت أيام وعاد الجوع ينهشهم وعادوا يكرروا الكرة.
التضحية بآخر منهم .
وقع الإختيار على توماس بويدنهام.
وكان مصيره مثل مصير زميله السابق ، الذبح والشوي وإطعام الباقين .
الآن تبقى أربعة مساجين،
تعاولوا نتعرف عليهم...
جرينهيل قائد المجموعة من البداية والذي معه الفأس ومساعده ترافيرس وألكسندر بيرس أما الرابع فهو جون ماثر.
عاودوا السير لأيام طويلة وعاد الجوع ينهشهم.
هذه المرة لا اقتراع، لكن اتفاق وخيانة.
اتفق جرينهيل ومساعده وبيرس وفجأة انقضوا على ماثر وذبحوه وأكلوه.
كان بيرس من الذكاء بحيث يفهم أنه التالي لكن قبل أن يتصرف حدث شيء مفاجيء.
تعرض ترافيرس للدغة أفعى.اتفق جرينهيل ومساعده وبيرس وفجأة انقضوا على ماثر وذبحوه وأكلوه.
كان بيرس من الذكاء بحيث يفهم أنه التالي لكن قبل أن يتصرف حدث شيء مفاجيء.
حاول جرينهيل وألكسندر إسعاف الرجل لكن حالته ساءت فما كان منهم إلا أن قتلوه وأكلوه هو أيضًا.
الآن لم يتبق إلا ألكسندر وجرينهيل .أصبح الرجلين كأنهما أعداء ينتظر كل منها الإنقضاض على الآخر وخاصة مع مرور خمسة أيام أخرى بدون طعام .
جرينهيل كان يحمل فأس لا يتركها من يديه ليل نهار بينما تسلح ألكسندر بعصا خشبية ضخمة هو أيضًا .
في لحظة ما أصبح حظ كل منها في الحياة يتوقف على قتل صاحبه وأكله.
تخيل الوضع،
غريمان ينام كل منهما وعينيه نصف مغمضة خشية مباغتة صاحبه.
البقاء هنا للأذكى والأكثر خبثًا وتماسكًا.
في لحظة انهارت مقاومة جرينهيل وغرق في النوم وكانت تلك هي فرصة العمر بالنسبة لبيرس.
في لحظات اختطف بيرس الفأس من يدي جرينهيل الذي استيقظ مفزوعًاتخيل الوضع،
غريمان ينام كل منهما وعينيه نصف مغمضة خشية مباغتة صاحبه.
البقاء هنا للأذكى والأكثر خبثًا وتماسكًا.
في لحظة انهارت مقاومة جرينهيل وغرق في النوم وكانت تلك هي فرصة العمر بالنسبة لبيرس.
ليجد الفأس تهوي على رأسه بضربة واحدة قاتلة.
واصل بيرس الرحلة بمفرده ويبدو أنه قد كُتبت له النجاة ،كان قد مضى على فراره من جزيرة سارة 55 يوم وفجأة وجد نفسه وجهًا لوجه أمام بعض سكان الجزيرة.
أدرك بيرس أنه نجا،
اختفى بين السكان ولكن الأمر لم يسغترق أكثر من شهرين حتى وصلت له السلطات وقبضوا عليه مرة أخرى.
منذ فراره من الجزيرة وما جرى مع زملائه الذين ضحوا بهم وذبحوهم وأكلوهم.
لكن رغم كل الإعترافات لم يصدق القاضي قصة بيرس الرهيبة بل ظن أنه يفعل ذلك لمحاولة إبعاد السلطات عن زملائه الفارين.
واصلت السلطات البحث عنهم بينما أعادوا بيرس إلى منفى جزيرة سارة.
هذه المرة استقبل السجناء بيرس إستقبال الابطال الخارقين فرغم كل شيء نجح الرجل في تحطيم أسطورة جزيرة الجحيم والفرار منها.
لم يمض على بيرس إلا بضعة شهور في جزيرة سارة حتى عاود الفرار منها مرة أخرى هذه المرة مع سجين شاب اسمه توماس كوكس.
بعد 11 يوم من الفرار تمكنت السلطات من القبض عليه بمفرده وبتفتيشه وجدوا في متعلقاته أجزاء بشرية.هذه المرة استقبل السجناء بيرس إستقبال الابطال الخارقين فرغم كل شيء نجح الرجل في تحطيم أسطورة جزيرة الجحيم والفرار منها.
لم يمض على بيرس إلا بضعة شهور في جزيرة سارة حتى عاود الفرار منها مرة أخرى هذه المرة مع سجين شاب اسمه توماس كوكس.
اعترف بيرس بقتله لزميله كوكس وأكله.
هذه المرة تمت محاكمة ألكسندر بيرس عن كل الجرائم التي ارتكبها والحكم عليه بالإعدام.
أثناء محاكمته قال بيرس في اعترافاته
" إن لحم البشر لذيذ , طعمه أطيب بكثير من لحم السمك والخنزير"
يوم 19 يوليو عام 1824 تم إعدام ألكسندر بيرس.
تحولت القصص لعدة أفلام هوليدية
وكتب وروايات.
تمت .
أحمدعبدالرحيم
التعديل الأخير بواسطة المشرف: