- المشاهدات: 573
- الردود: 4
هزت جريمة لينشاو موس في فترة التسعينات المجتمع البريطاني بسبب بشاعتها و كذا غرابة الظروف المحيطة بها، إضافة لكون بريطانيا دولة لا تعرف الكثير من الجرائم العنيفة، فما هي حيثيات هذه الجريمة تحديدا و لماذا لم تصل لحل حتى يومنا هذا؟.
إكتشاف الجثة:
كانت شوارع مدينة والكدن الصغيرة شمال مانشستر مغمورة بمياه الأمطار التي إنهمرت على مدى بضعة أيام. المدينة الصغيرة كانت بطبعها هادئة و زادها المطر هدوءا، لكن ذلك لم يمنع بعض السكان المحليين من الخروج لقضاء حاجياتهم خاصة و أن عاصفة البرد الحادة تلك تزامنت و عطلة الكريسماس.
على بعد بضع أمتار من خط السكة المهجور m61 و الذي يقع قرب غابة تحتل مساحة متواضعة، سار رجل محلي يألف المنطقة، يقبض بيده اليمنى على حزام جلدي كانت نهايته مربوطة على عنق كلبه الأليف الذي كان ينبح بهدوء قرب قدميه. دون وجود الكثير من المارة في الأرجاء إستطاع الرجل بعد سيره لخطوات معدودة أن يلمح أسفل مجموعة شجيرات كثيفة قدما بشرية ملفوفة داخل كيس قمامة بلاستيكي.
بعد ذلك الإكتشاف المروع إستدعى الرجل الشرطة و باشر الضباط فور وصولهم عملية البحث عن بقايا أخرى قد تكون مرمية في محيط الجريمة. بعد قلب بعض الصخور في الغابة القريبة عثر الضباط على قبر ضحل دفنت داخله بعشوائية القدم الثانية للضحية و رأس مبتور لرجل في الخمسينات من العمر.
من كان الضحية؟:
واصلت الشرطة تفتيش المنطقة المسماة لينشاو موس أملا في العثور على المزيد من الأدلة، بينما تم أخذ أجزاء الجثة التي عثر عليها للمخبر بغية كشف المزيد من الحقائق عن هوية الضحية عبر الطب الشرعي.
يُعتقد و بعد إجراء التشريح أن الرجل كان من أصل أوروبي أبيض سنه يتراوح بين 40 و 60 عامًا. ذو شعر بني نهشه الشيب و طول قصير نسبيا يتأرجح بين 170 إلى 172 سم.
جسده كان خاليا من أية علامات كانت لتحدث فارقا في القضية و عرف الطبيب أنه قد أجرى عملية جراحية لإزالة أظافر قدمه اليسرى جراحيًا. أما فيما يتعلق بالممتلكات الشخصية، فقد كان العنصر الوحيد الذي تم العثور عليه في مكان الحادث هو حقيبة كتف سوداء عادية عليها علامة "نايكي" بيضاء.
الصورة الوحيدة المتوفرة حول القضية، تظهر ضباط شرطة يفتشون مسرح الجريمة.
إكتشف الطبيب الشرعي أيضا بعد المزيد من الفحوصات أن الرجل كان عديم الأسنان لفترة طويلة تقارب العشر سنوات، و تقول بعض التقارير أنه ربما كان يرتدي طقم أسنان، لكنها تبقى مجرد تكهنات خاصة و أن المحققين قد وجدوا صعوبة كبيرة في معرفة هوية الرجل من خلال سجلات أسنانه مما يدل على أن فمه كان على الأرجح فارغا.
تتبعت الشرطة بعد فحص الرجل أكياس القمامة التي تم إخفاء الرفات فيها إلى جزار في إحدى ضواحي مدينة بندلبري، لكن التحقيقات في ذلك لم تكشف عن أي تفاصيل أخرى.
أحد التعقيدات الأولية في عملية التعرف على هوية الضحية جاءت من النقص الهائل في البقايا التي كانت موجودة في موقع الدفن. بصرف النظر عن الرأس، كانت الأجزاء الأخرى الوحيدة للرجل التي تم شفاؤها تشمل عظم الفخذ وساقين جزئيتين تم فصلهما من خلال الغضروف عند الركبة. على الرغم من أن الشرطة إشتبهت بشدة في مقتل الرجل، إلا أن عدم وجود إكتشافات جديدة جعلت من المستحيل تقريبًا تحديد سبب الوفاة.
التحقيق في القضية:
ركز البحث الأولي الذي قامت به الشرطة على محاولة العثور على رفات أخرى في المنطقة التي تم اكتشاف الرأس والساقين فيها. على الرغم من أن المحققين إعتقدوا في الأصل أن الجثة لم تُترك في الموقع إلا لعدة أسابيع، إلا أن علماء الأمراض قرروا أن فترة ما بعد الوفاة كانت في الواقع أقرب إلى حوالي ثلاثة أشهر.
تشير بعض التقارير الإخبارية إلى أن الأرض حول منطقة لينيشاو موس كانت مغطاة بالخث (تراكم كثيف للنباتات المتحللة جزئيًا)، والتي ربما تكون قد حافظت على البقايا لفترة زمنية أطول مما كان يعتقد في البداية.
يعتبر الخث شائعا جدا في جميع أنحاء شمال غرب إنجلترا ومن المعروف أنه يحافظ على الجثث لفترة أطول بكثير من المعتاد لأن تركيبته الطبيعية تعزز عملية التحنيط الطبيعي.
في وقت مبكر من البحث، أعرب المحققون عن ثقتهم في أنهم سيحددون مكان بقية الجسد و تم حتى إستدعاء عالم آثار من جامعة برادفورد للتشاور ، وبناءً على نصيحته ، تم حفر مساحة 25 ياردة مربعة من الأرض حول المكان الذي دفن فيه الرجل حتى عمق قدمين. كما تم إحضار طائرة هليكوبتر مزودة بمعدات تصوير حراري لمسح المنطقة ، لكنها لم تتمكن من تحديد موقع أي بقايا أخرى.
في مرحلة ما، فكر المحققون بجدية في حفر منطقة لينيشاو موس بأكملها من أجل البحث عن بقايا من الجسم. ومع ذلك ، تم استبعاد الفكرة في نهاية المطاف خوفا من الآثار الخطيرة التي كانت لتخلفها على الحياة البرية في المنطقة.
بعد أيام من إكتشاف جثة الرجل، ذكر المحققون أنهم لا يعتقدون أنه كان ضحية جريمة قتل خاصة بالعصابات، علاوة على ذلك، كان لديهم انطباع بأن الغرض من تقطيع الجسد لم يكن "إخفاء هوية الفرد" ؛ وبدلاً من ذلك ، اعتقدوا أنه تم القيام به من أجل تسهيل التخلص من الرفات. كما رأوا أيضا أن القاتل من المحتمل أن يكون محليا بحكم أنه علم بأن منطقة لينيشاو موس هي منطقة منعزلة لحد ما.
كشفت الشرطة أنها و في خضم التحقيق قد تم تشتيت جهودها بسبب البلاغات الكاذبة الكثيرة التي وردتهم حول القضية من أشخاص لهم دوافع قد تتعلق بالشهرة أو الإهتمام.
رغم الأدلة المضللة إستطاع المحققون الوصول لبعض الخيوط التي قادتهم لمجموعة من مسافري القوافل الأيرلندية الذين خيموا في منطقة لينيشاو موس حتى أكتوبر من عام 1991. وكجزء من تحقيقهم، ذهب المفتشون إلى موقع صناعي في منطقة تسمى Deeside حيث أقام المسافرون معسكرًا، وأجريت معهم مقابلات دقيقة حول أي صلات محتملة مع الرجل. ومع ذلك لم تعثر الشرطة على أي جديد فيما يخص القضية و لا حتى هوية الرجل.
ختاما:
جريمة لينيشاو موس تنضم لقائمة الألغاز التي تبقى دون حل، رغم جهود الشرطة إلا أن التحقيق بدا منذ الوهلة الأولى يائسا لحد كبير، ضف لذلك القيود الكثيرة التي يفرضها النظام البريطاني على الشرطة ما جعلها محط إنتقاد و سخط لازال يطالها حتى يومنا هذا.
المصادر:
إكتشاف الجثة:
كانت شوارع مدينة والكدن الصغيرة شمال مانشستر مغمورة بمياه الأمطار التي إنهمرت على مدى بضعة أيام. المدينة الصغيرة كانت بطبعها هادئة و زادها المطر هدوءا، لكن ذلك لم يمنع بعض السكان المحليين من الخروج لقضاء حاجياتهم خاصة و أن عاصفة البرد الحادة تلك تزامنت و عطلة الكريسماس.
على بعد بضع أمتار من خط السكة المهجور m61 و الذي يقع قرب غابة تحتل مساحة متواضعة، سار رجل محلي يألف المنطقة، يقبض بيده اليمنى على حزام جلدي كانت نهايته مربوطة على عنق كلبه الأليف الذي كان ينبح بهدوء قرب قدميه. دون وجود الكثير من المارة في الأرجاء إستطاع الرجل بعد سيره لخطوات معدودة أن يلمح أسفل مجموعة شجيرات كثيفة قدما بشرية ملفوفة داخل كيس قمامة بلاستيكي.
بعد ذلك الإكتشاف المروع إستدعى الرجل الشرطة و باشر الضباط فور وصولهم عملية البحث عن بقايا أخرى قد تكون مرمية في محيط الجريمة. بعد قلب بعض الصخور في الغابة القريبة عثر الضباط على قبر ضحل دفنت داخله بعشوائية القدم الثانية للضحية و رأس مبتور لرجل في الخمسينات من العمر.
من كان الضحية؟:
واصلت الشرطة تفتيش المنطقة المسماة لينشاو موس أملا في العثور على المزيد من الأدلة، بينما تم أخذ أجزاء الجثة التي عثر عليها للمخبر بغية كشف المزيد من الحقائق عن هوية الضحية عبر الطب الشرعي.
يُعتقد و بعد إجراء التشريح أن الرجل كان من أصل أوروبي أبيض سنه يتراوح بين 40 و 60 عامًا. ذو شعر بني نهشه الشيب و طول قصير نسبيا يتأرجح بين 170 إلى 172 سم.
جسده كان خاليا من أية علامات كانت لتحدث فارقا في القضية و عرف الطبيب أنه قد أجرى عملية جراحية لإزالة أظافر قدمه اليسرى جراحيًا. أما فيما يتعلق بالممتلكات الشخصية، فقد كان العنصر الوحيد الذي تم العثور عليه في مكان الحادث هو حقيبة كتف سوداء عادية عليها علامة "نايكي" بيضاء.
الصورة الوحيدة المتوفرة حول القضية، تظهر ضباط شرطة يفتشون مسرح الجريمة.
إكتشف الطبيب الشرعي أيضا بعد المزيد من الفحوصات أن الرجل كان عديم الأسنان لفترة طويلة تقارب العشر سنوات، و تقول بعض التقارير أنه ربما كان يرتدي طقم أسنان، لكنها تبقى مجرد تكهنات خاصة و أن المحققين قد وجدوا صعوبة كبيرة في معرفة هوية الرجل من خلال سجلات أسنانه مما يدل على أن فمه كان على الأرجح فارغا.
تتبعت الشرطة بعد فحص الرجل أكياس القمامة التي تم إخفاء الرفات فيها إلى جزار في إحدى ضواحي مدينة بندلبري، لكن التحقيقات في ذلك لم تكشف عن أي تفاصيل أخرى.
أحد التعقيدات الأولية في عملية التعرف على هوية الضحية جاءت من النقص الهائل في البقايا التي كانت موجودة في موقع الدفن. بصرف النظر عن الرأس، كانت الأجزاء الأخرى الوحيدة للرجل التي تم شفاؤها تشمل عظم الفخذ وساقين جزئيتين تم فصلهما من خلال الغضروف عند الركبة. على الرغم من أن الشرطة إشتبهت بشدة في مقتل الرجل، إلا أن عدم وجود إكتشافات جديدة جعلت من المستحيل تقريبًا تحديد سبب الوفاة.
التحقيق في القضية:
ركز البحث الأولي الذي قامت به الشرطة على محاولة العثور على رفات أخرى في المنطقة التي تم اكتشاف الرأس والساقين فيها. على الرغم من أن المحققين إعتقدوا في الأصل أن الجثة لم تُترك في الموقع إلا لعدة أسابيع، إلا أن علماء الأمراض قرروا أن فترة ما بعد الوفاة كانت في الواقع أقرب إلى حوالي ثلاثة أشهر.
تشير بعض التقارير الإخبارية إلى أن الأرض حول منطقة لينيشاو موس كانت مغطاة بالخث (تراكم كثيف للنباتات المتحللة جزئيًا)، والتي ربما تكون قد حافظت على البقايا لفترة زمنية أطول مما كان يعتقد في البداية.
يعتبر الخث شائعا جدا في جميع أنحاء شمال غرب إنجلترا ومن المعروف أنه يحافظ على الجثث لفترة أطول بكثير من المعتاد لأن تركيبته الطبيعية تعزز عملية التحنيط الطبيعي.
في وقت مبكر من البحث، أعرب المحققون عن ثقتهم في أنهم سيحددون مكان بقية الجسد و تم حتى إستدعاء عالم آثار من جامعة برادفورد للتشاور ، وبناءً على نصيحته ، تم حفر مساحة 25 ياردة مربعة من الأرض حول المكان الذي دفن فيه الرجل حتى عمق قدمين. كما تم إحضار طائرة هليكوبتر مزودة بمعدات تصوير حراري لمسح المنطقة ، لكنها لم تتمكن من تحديد موقع أي بقايا أخرى.
في مرحلة ما، فكر المحققون بجدية في حفر منطقة لينيشاو موس بأكملها من أجل البحث عن بقايا من الجسم. ومع ذلك ، تم استبعاد الفكرة في نهاية المطاف خوفا من الآثار الخطيرة التي كانت لتخلفها على الحياة البرية في المنطقة.
بعد أيام من إكتشاف جثة الرجل، ذكر المحققون أنهم لا يعتقدون أنه كان ضحية جريمة قتل خاصة بالعصابات، علاوة على ذلك، كان لديهم انطباع بأن الغرض من تقطيع الجسد لم يكن "إخفاء هوية الفرد" ؛ وبدلاً من ذلك ، اعتقدوا أنه تم القيام به من أجل تسهيل التخلص من الرفات. كما رأوا أيضا أن القاتل من المحتمل أن يكون محليا بحكم أنه علم بأن منطقة لينيشاو موس هي منطقة منعزلة لحد ما.
كشفت الشرطة أنها و في خضم التحقيق قد تم تشتيت جهودها بسبب البلاغات الكاذبة الكثيرة التي وردتهم حول القضية من أشخاص لهم دوافع قد تتعلق بالشهرة أو الإهتمام.
رغم الأدلة المضللة إستطاع المحققون الوصول لبعض الخيوط التي قادتهم لمجموعة من مسافري القوافل الأيرلندية الذين خيموا في منطقة لينيشاو موس حتى أكتوبر من عام 1991. وكجزء من تحقيقهم، ذهب المفتشون إلى موقع صناعي في منطقة تسمى Deeside حيث أقام المسافرون معسكرًا، وأجريت معهم مقابلات دقيقة حول أي صلات محتملة مع الرجل. ومع ذلك لم تعثر الشرطة على أي جديد فيما يخص القضية و لا حتى هوية الرجل.
ختاما:
جريمة لينيشاو موس تنضم لقائمة الألغاز التي تبقى دون حل، رغم جهود الشرطة إلا أن التحقيق بدا منذ الوهلة الأولى يائسا لحد كبير، ضف لذلك القيود الكثيرة التي يفرضها النظام البريطاني على الشرطة ما جعلها محط إنتقاد و سخط لازال يطالها حتى يومنا هذا.
المصادر:
يجب تسجيل الدخول لمشاهدة الروابط
يجب تسجيل الدخول لمشاهدة الروابط