التعديل الأخير بواسطة المشرف:
لغز تشارلي والغرباء .
▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎مساء الخير،
كم مرة نبهت أطفالك ألا يأخذوا شيء من الغرباء؟
كم مرة أكدت عليهم عدم التحدث مع الغرباء أصلًا؟
كم مرة قرأت قصص عن الغرباء الذين اختطفوا أطفال؟!
موضوعنا اليوم..
موضوع يبدأ بداية عادية لكن نهايته غريبة وغير متوقعة ومحيرة،
سنرجع بالتاريخ حوالي قرن ونصف من الزمان،
بالتحديد يوم 1 يوليو عام 1874
في مدينة " جيرمان تاون " فيلادلفيا، الولايات المتحدة الأمريكية،
تشارلي كريستيان روس،طفل عمره 4 سنوات، كان يلعب أمام بيته مع أخيه والتر 6 سنوات.
نزل منها رجلين.
اقتربا من الطفلين،
تحدث أحدهما بطلف شديد وعرض عليهما أنه يشتري لهما حلوى.
ببراءة الأطفال فرح الإثنين ووافقا،
مشيا مع الرجلين إلى العربة التى انطلقت بسرعة بعيدة عن المنزل وخارج المدينة كلها.
العربة خرجت من المدينة وانطلقت نحو مدينة أخرى ،
الطفلين شعرا بالخوف والقلق ،مشيا مع الرجلين إلى العربة التى انطلقت بسرعة بعيدة عن المنزل وخارج المدينة كلها.
العربة خرجت من المدينة وانطلقت نحو مدينة أخرى ،
تشارلي الصغير بدأ يبكي،
العربة توقفت أمام متجر لألعاب أطفال.
أحد الرجلين أعطى والتر نقود وطلب منه أن ينزل لشراء لعبة من المتجر.
والتر نزل بالفعل ودخل المتجر واشترى ألعاب نارية كما أخبره الرجلين ثم خرج مسرعًا ليفاجيء بعدم وجود العربة.
والتر شعر بخوف على أخيه ومن الموقف كله، جلس على جانب الطريق وبدأ يبكي .
أحد المارة تحدث معه فأخبره الطفل الذكي عن إسمه وعنوانه فاصطحبه الرجل إلى البيت .
وهناك كان والده كريستيان روس كالمجنون لا يعرف كيف يتصرف بعد إختفاء أولاده الصغار .
أحد الجيران أخبره أن الولدين ركبا عربة تجرها خيول مع أشخاص غرباء فأدرك كريستيان أن الولدين قد تم اختطافهما.
لكن روح كريستيان عادت له فور رؤيته لابنه والتر وقد فكر أن تشارلي سوف يعود بنفس الطريقة.
والتر حكى لوالده ما جرى بالضبط.
مرت أيام دون عودة تشارلي لكن في يوم وصلت كريستيان رسالة بريدية،
عندما فتحها فوجيء بما فيها ...
مرت أيام دون عودة تشارلي لكن في يوم وصلت كريستيان رسالة بريدية،
عندما فتحها فوجيء بما فيها ...
رسالة من خاطفي ابنه تشارلي تطلب منه فدية مقابل إطلاق الطفل ،
جاءته عدة رسائل من أكثر من مكان في فيلادلفيا.
القاسم المشترك بينها إنها مكتوبة بخط رديء جدا ومليانة أخطاء ،
كأن كاتبها بالكاد يجيد الكتابة ،
إليكم إحدى الرسائل:
” السيد روس لا تكن خائفا على ابنك تشارلي المغفل ، فهو على ما يرام ، ولا يمكن لأي قوة على الأرض أن تأخذه من أيدينا . سيكون عليك أن تدفع لنا لكي تستعيده . لكن حذاري ، إذا اخبرت رجال الشرطة فأنت ستضع نهاية لحياته. وإذا شعرنا بأن هناك أي جهود تبذل للعثور عليه والوصول لمكان اختبائه فهذا سيدفعنا لإبادته على الفور. إذا كنت تتطلع إلى ان يعيش فلا تجعل أحداً يقوم بالبحث عنه ، ويمكن لأموالك فقط أن تعيده لك حيا ، وليس هناك أي قوة أخرى يمكنها فعل ذلك فلا تخدع نفسك ، ولا تتوهم أن المحققين يستطيعون الحصول عليه منا لأن ذلك مستحيل .. وسوف تسمع منا المزيد خلال بضعة أيام”.
الخاطفين طلبوا فدية 20 ألف دولار وهو مبلغ كبير وقتها،
كريستيان كان يعمل كتاجر أقمشة، ورغم تحذيرات الخاطفين إلا أنه أبلغ الشرطة.
الصحافة عرفت بالموضوع اللي كان غريب في هذا الوقت ولذلك كتبوا عنه باستفاضة ونشروا صور للطفل
لطلب أي معلومات عنه.
وكان من ضمن من عرفوا باختطاف تشارلي والدته نفسها.
▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎
والدة تشارلي كانت في مدينة أخرى بعيدة للعلاج،
كريستيان حاول أن يخفي عنها الخبر بسبب مرضها ولكنها عرفت من الصحافة.
موضوع اختطاف الأطفال وطلب فدية كان غريب وجديد على المجتمع الأمريكي في هذا الوقت لذا انتشرت قصة خطف الطفل تشارلي كريستيان روس بسرعة ساحقة وأصبحت قضية الولايات المتحدة كلها .
تشكلت لجان من المواطنين وتدخلت وكالات بحث خاصة للبحث عن تشارلي.
ملايين الملصقات بصوره انتشرت في كل مكان، عشرات الأخبار والتقارير الصحفية تم نشرها لطلب أي معلومة عن تشارلي.
قام المواطنين بأنفسهم بتجميع مبلغ الفدية وانتظر الكل إتصال الخاطفين لتسليمهم النقود وتسلم تشارلي
لكن....
يبدو أن الزخم الكبير جدًا الذي أخذته
القضية كان له نتيجة عكسية.
توقفت الرسائل من الخاطفين وانقطعت أخبارهم تمامًا.
رغم أن كل سكان الولايات المتحدة تقريبًا أصبحوا يعرفون موضوع تشارلي إلا أن أحدًا لم يتقدم بمعلومة عن الطفل.
حالة من الإحباط أصابت أسرة الطفل وكل من تابع القضية لكن بعد بضعة شهور من الإختطاف وقع حادث غريب.
في مدينة بروكلين وذات ليلة قام اثنين من المجرمين بالتسلل لمنزل قاضي شهير هناك لسرقته،
لكن البعض شاهدهم وتجمع الناس بسرعة عند البيت،
عندما خرج اللصين بسرعة حاولا الهرب إلا أن البعض أطلق عليهم الرصاص.
أحد الرجلين مات على الفور أما الآخر فأصيب إصابة خطيرة،
قبل موته تحدث ببعض العبارات بصعوبة، قال:
لا جدوى من الكذب الآن،
أنا وموشير اختطفنا الطفل تشارلي.
انتبه الموجودين بشدة لكلامه،
لكنه كان يتحدث بصعوبة،
باقي كلامه لم يكن واضح ،
وعليه خلاف بين الحضور.
البعض قال إن كلامه أن تشارلي تم قتله بعد إبلاغ أهله للشرطة وانتشار الموضوع بشدة .
والبعض قال إن الرجل قال إن تشارلي حي وبخير وأن موشير
هو من يعرف مكانه وأنه سوف يعود إلى بيته خلال أيام قليلة.
مات الرجل خلال ساعتين من إصابته.
عندما حضرت الشرطة عرفت هوية الإثنين،
كانا مجرمين معروفين للشرطة ،
الذي مات على الفور إسمه "
وليام موشير " والذي اعترف
إسمه " جوزيف دوجلاس "
للتأكد من صحة كلام دوجلاس،
الشرطة أحضرت الطفل والتر إلى نيويورك للتعرف عليهما وبالفعل أكد والتر أنهما الخاطفين.
بهذا الشكل تم حل القضية تقريبًا بعد التعرف على الخاطفين لكن بقي الأمر المهم:
أين تشارلي ؟لم يظهر أي شيء يدل على مكان الطفل أو على مصيره ،لكن الشرطة ظلت تتابع القضية وبعد شهور ألقت القبض على شرطي سابق في مدينة فيلادلفيا إسمه " وليام فسترفيلت "
وليام كان زوج أخت موشير وشريك له في أعمال لكن الرجل أنكر أي معرفة له بمكان تشارلي الصغير ،
في النهاية تمت ادانته بتهمة التآمر والحكم عليه بالسجن لمدة ست سنوات .
أما كريستيان والد تشارلي فواصل جهوده للبحث عن ابنه لكن للأسف خلال سنوات قل الإهتمام بالقضية وبدأ الناس ينسوها.
كريستيان ألف كتاب لتوثيق القضية وبدأ يلقي محاضرات في بعض الأماكن عن ابنه.
خلال السنوات التالية كريستيان وزوجته قابلا 570 شخص كلهم أدعوا إنهم تشارلي ،مراهقين، ثم شباب حسب تقدم الزمن لكن للأسف لم يكن شخص منهم صادق كلهم كانوا مخادعين.
ظل كريستيان وزوجته متمسكين بالأمل في العثور على تشارلي،
كريستيان مات عام 1897 وزوجته ماتت عام 1912 دون العثور على الإبن المفقود.ظل كريستيان وزوجته متمسكين بالأمل في العثور على تشارلي،
عام 1924 عادت الصحف تهتم بالقضية وتنشر عنها في ذكرى مرور 50 سنة على حدوثها.
قامت بعض الصحف باجراء حوارات مع والتر وقد أصبح رجل كبير يعمل في البورصة.
والتر قال إنه ما زال يتلقى إتصالات من أشخاص يزعمون إنهم تشارلي حتى الآن.
عام 1934 رجل عمره 69 سنة
إسمه "جوستاف بلير " كان عايش في ولاية أريزونا تقدم للمحكمة بطلب للإعتراف به على أنه " تشارلي كريستيان روس" الحقيقي.
جوستاف قال إنه بعد اختطافه عاش في كهف وتم تبنيه من قبل شخص أخبره فيما بعد أنه تشارلي روس.
لكن والتر روس رفض الموضوع تمامًا وقال إن قصة الرجل غير مقنعة ابدا وأنهم توقفوا عن التفكير في قصة أخيه تشارلي ورغم ذلك كانت المفاجأة أن المحكمة اعترفت بالفعل بأن جوستاف بلير هو تشارلي كريستيان روس الحقيقي.
ولم يتقبل والتر وعائلته الحكم إطلاقا.
ظل جوستاف كوال حياته يصر على أنه هو تشارلي حتى مات عام 1943 .
وحتى الآن لا يعرف أحد هل هو تشارلي بالفعل أم لا وما هو مصير تشارلي الحقيقي
تمت.
تحياتي.
▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎
أتمنى تكون القصة أعجبتك.
تحياتى
أحمدعبدالرحيم
التعديل الأخير بواسطة المشرف: