- التعديل الأخير بواسطة المشرف:
- المشاهدات: 783
- الردود: 7
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
لغز ضحايا بحيرة بودوم.
▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎مساء الخير ،
هل تتخيل أن تكون أنت الناج الوحيد من مجزرة قُتِل فيها كل أصدقائك؟
هل تتصور درجة الصدمة الرهيبة التي سوف تصيبك ؟
صدمة ربما تؤدي إلى فقدانك لجزء من ذاكرتك.
هل تتخيل أنك ورغم كونك واحد من الضحايا إلا انك لا تتذكر ما حدث من مدى بشاعته ؟
هل تتخيل أن تكون أنت الأكبر سنًا بين المجموعة التي تعرضت لهجوم مريع ورغم ذلك فإن عمرك لا يتجاوز 18 عام ؟
هل تتخيل أن تكون أنت نيلز جوستافسون؟
▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎
▪︎تعتبر بحيرة بودوم إحدى أجمل البحيرات الموجودة في دولة فنلندا كلها .
البحيرة الصغيرة التي تبلغ نحو 3 كيلو متر طولًا وكيلو متر واحد عرضًا موجودة في منطقة إسمها اسبو قريبة من هلسنكي العاصمة.
▪︎شهدت تلك البحيرة من أكثر من 60 سنة حادثة هي الأغرب في تاريخ فنلندا على الإطلاق .
يوم 4 يونيو عام 1960 قرر مجموعة من المراهقين إقامة مخيم لهم على شاطيء البحيرة الجميلة وقضاء بعض الوقت الممتع في الصيف هناك ...▪︎المجموعة كانت تتكون من الفتاتين "مايلا أرميلي" و "أنيا توكيلي" وعمر كل منهما 15 عام ومعهم الشابين "سيبو أنتيرو" و نيلز جوستافسون " وعمر كل منهما 18 عام.
قضى الأربعة اليوم في إقامة الخيمة وترتيب معيشتهم فيها ثم التنزه على شاطيء البحيرة في هذا الوقت الصيفي .
أثناء الليل جلس الأربعة في الخيمة يتبادلون الحديث والحكايات والمزاح حتى غلبهم النوم فناموا جميعًا ...
كانت شواطيء البحيرة آمنة ومن المعتاد أن يقوم الأشخاص حتى لو كانوا صغار السن بالتخييم هناك بلا أي مشاكل ولم يحدث أن وقعت جرائم كبيرة في المنطقة من قبل لذلك لم يشعر الشباب الأربعة بأي خوف أو قلق من النوم داخل خيمتهم .
▪︎في الصباح المبكر من يوم 5 يونيو كان هناك مجموعة من الأولاد يراقبون الطيور على شاطيء البحيرة مروا غير بعيد من خيمة الأربعة.
ذكر الأولاد أنهم رأوا شخص أشقر غريب الشكل يمشي بعيدًا عن الخيمة
كان يبدو وكأنه خارج منها بينما كانت الخيمة تبدو وكأنها ممزقة .
لم ير الأولاد من مسافة بعيدة نسبيًا شيء مريب ولذلك أكملوا ما يفعلون دون الإبلاغ.
عند الساعة 11 صباحًا مر شخص إسمه "إسكو جوهانسون" عن قرب عند الخيمة.
فوجيء إسكو بالمنظر المريع الذي رآه هناك ولذلك قام على الفور بإبلاغ الشرطة التي حضرت خلال وقت قصير إلى الخيمة
▪︎اكتشفت الشرطة جثث ثلاثة من الشباب الأربعة مقتولين بوحشية داخل الخيمة،
بينما كان الرابع وهو نيلز جوستافسون موجود خارج الخيمة ما زال حيًا رغم الإصابات العنيفة التي تعرض لها ...
إحدى الفتيات كانت عارية من منتصف جسدها للأسفل.
كان هناك أشياء غريبة جدًا مفقودة من الخيمة وأشياء حدثت أثناء وبعد الهجوم غير مفهومة ولم تتمكن الشرطة من تفسير سببها .
قال أنه لمح المهاجم والذي كان يتشح بالسواد كله والأحمر الساطع والذي قال أنه جاء من أجلهم !
▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎
▪︎التحقيقات أثبتت أن القاتل لم يعتدي على الضحايا من داخل الخيمة، لكنه ضربهم من الخارج ولذلك كانت الخيمة ممزقة تمامًا لكنه هاجمهم بسكين وأداة حادة مجهولة لم تعثر الشرطة عليها.
اخذ القاتل أشياء اعتبرتها الشرطة غريبة من الضحايا مثل مفاتيح درجاتهم النارية وكذلك الأحذية.
بالبحث عثرت الشرطة على حذاء جوستافسون مخبأ على بعد 500 متر من مكان المخيم .
▪︎هناك أخطاء فادحة وقعت فيها الشرطة التي لم تكن محترفة في مثل تلك الجرائم.فقد سمحت لأشخاص موجودين في المنطقة بدخول مسرح الجريمة وعلى ما يبدو تم إتلاف الكثير من الأدلة دون عمد .
لم يتم استدعاء الكثير من رجال الشرطة لتطويق المكان كله والبحث حول البحيرة عن العناصر المفقودة من الضحايا والتي لم يتم العثور عليها إطلاقًا فيما بعد .
ورغم ذلك فقد كان هناك العديد من المشتبه بهم في تلك الجريمة .
▪︎أول هؤلاء كان اسمه "كارل فالديمار جيلستروم .
كان الرجل يعمل كحارس كشك في المنطقة وكان معروف بعداءه تجاه من يقيم معسكر هناك .
لكن الشرطة لم تعثر على أي أدلة مؤكدة تربطه بجرائم القتل تلك ورغم أن الرجل قد اعترف بارتكاب الجريمة إلا أنهم شكوا في قواه العقلية.
بعد فترة احتجاز تم تبرأة جيلستروم من التهمة إلا أن كل سكان البلدة كانوا يعرفون أنه شخص عنيف، لا يحب الأشخاص الذين يأتون لإقامة مخيم في المنطقة .
في العام 1969 مات جيلستروم منتحراً بالغرق في بحيرة بودوم.
▪︎لكن رغم مرور عشرات السنوات على القضية إلا أنها ما زالت حية في فنلندا وكل فترة يتم فتحها.
هناك كتاب صدر عام 2006 يعرض نظرية أن جيلستروم هو مرتكب الجريمة بالتفصيل ويتهم الشرطة بتجاهل الكثير من الأدلة.
▪︎هناك نظرية أخرى تتهم شخص إسمه هانز أسمان الذي كان يعيش على بعد بضعة كيلومترات من شاطيء البحيرة حيث وقعت الجريمة.
أسمان كان معروف أنه نازي سابق وكذلك جاسوس سابق لجهاز المخابرات السوفيتية.
تركزت معظم شكوك الجمهور على أسمان الذي يبدو أنه ارتكب جرائم قتل أخرى. يبدو أن الرجل كان قاتل متسلسل لكن الشرطة أيضا لم تتهمه بعد تحقيق حيث كان لديه حجة غياب قوية ومع ذلك فقد وقع شيء غريب بالنسبة له .
ذكر بعض الأطباء والموظفبن أن اسمان قد ظهر يوم 6 يونيو عام 1960 في مستشفى هلسنكي العاصمة الفنلندية بملابس ملطخة بالدماء. كانت كذلك اظافره سوداء متسخة بالطين وكان متوترا بشدة وادعى أنه مريض ثم تظاهر بفقدان الوعي .
لم يوقف أسمان ولم تعتبره الشرطة مرتكب الجرائم بالفعل.
والأغرب أنهم لم يحاولوا فحص ملابسه التي أصر الأطباء أنها كانت ملطخة بالدماء. تم الإفراج عنه بعد تحقيق قصير وييدو أن ضغط سياسي كبير قد حدث على الشرطة حتى تتصرف بتلك الطريقة.
شيء آخر هام يجب ذكره .
أثناء جلسات تنويم مغناطيسي أجريت لجوستافسون أدلى ببعض الأوصاف القريبة من اسمان.لم تصل التحقيقات في ذلك الوقت إلى سبب ولا شخصية قاتل مراهقي بحيرة بودوم.
▪︎مضت سنوات طويلة على الجريمة دون حل حتى وصلنا للعام 2004
هنا ظهرت نظرية مفاجأة وصادمة في القضية.
في أواخر مارس 2004 ألقت الشرطة القبض على جوستافسون نفسه أحد المراهقين الأربعة والوحيد الناجي.
بعد تحقيقات استمرت نحو عام أعلن مكتب التحقيقات الوطني الفنلندي أن جوستافسون نفسه هو مرتكب جريمة قتل أصدقائه الثلاثة في تلك الليلة.
وبحسب رواية مكتب التحقيقات كان جوستافسون مخمور وقتها وهاجم الصبي الآخر ودخل معه في شجار عنيف أدى لكسر فكه مما دفهم لاستبعاده من الخيمة وكانت النتيحة أنه قتل الثلاثة.
تحاليل الحمض النووي على حذاء جوستافسون الذي وجدوه على بعد 500 متر من المخيم أثبتت وجود آثار لدماء الضحايا الثلاثة عليه.
▪︎لكن محامي جوستافسون دفع بأنه كان مصاب ومن المستحيل أن يتمكن من قتل الثلاثة بمفرده وفي حالته تلك.
في أكتوبر عام 2005 وبعد عدة جلسات للمحاكمة تم تبرأة جوستافسون من كل التهم الموجهة إليه كما دفعت له دولة فنلندا مبلغ 45 ألف يورو كتعويض عن فترة السجن والأضرار النفسية التي لحقت به .
حتى الأن لم تحل قضية جريمة مخيم بحيرة بودوم.
ما رأيك أنت فيها ؟
تمت .ما رأيك أنت فيها ؟
تحياتي.
أحمدعبدالرحيم
التعديل الأخير بواسطة المشرف: