- المشاهدات: 441
- الردود: 3
أخذت الحرب العالمية الثانية معها أرواح حوالي 56 مليون شخص، ماتوا جراء المواجهات المباشرة أو القصف الجوي و الإبادات الجماعية إضافة للتجارب البشرية التي عرفت تزايدا في تلك الفترة. الوحدة 731 كانت مثالا واقعيا على جنون التجارب التي أجريت على البشر و تجسيد حي لعنف الجيش الإمبراطوري الياباني في فترة الحرب.
ما هي الوحدة 731 ؟:
كانت الوحدة 731 وحدة أبحاث حرب بيولوجية
وكيميائية سرية تابعة للجيش الإمبراطوري الياباني والتي عملت خلال الحرب العالمية الثانية، تأسست هذه الوحدة عام 1936 في منطقة منشوريا التي كانت تسيطر عليها اليابان في الصين، و قد كانت مسؤولة عن إجراء العديد من التجارب المروعة على البشر، بما في ذلك أسرى الحرب والمدنيون وحتى الرضع.
صورة لمركز الوحدة.
الوحدة 731 تعتبر واحدة من عدة وحدات مماثلة أدارها الجيش الياباني خلال الحرب، لكنها كانت فريدة من نوعها في نطاقها وحجمها إذ تشير التقديرات إلى أن ما يصل إلى 10000 حتى 20000 شخص قتلوا أو ماتوا نتيجة للتجارب التي أجريت في الوحدة 731 والمرافق المرتبطة بها. كانت الوحدة محاطة بالسرية وظلت أنشطتها غير معروفة للعالم حتى بعد انتهاء الحرب لكنها كشفت لاحقا.
التجارب المروعة داخل جدران الوحدة:
تجارب إنخفاض درجة حرارة الجسم:
كان يوشيمورا هيساتو Yoshimura Hisato عالما فسيولوجيا في الوحدة 731 و قد أبدى إهتماما خاصا بأعراض و علاج إنخفاض درجة حرارة الجسم.
إستخدم هيساتو الأشخاص لإختبار ردود أفعال الإنسان تجاه قضمات الصقيع حيث كان يقوم و بشكل روتيني بغمر أطراف السجين في حوض من الماء مملوء بالثلج و إبقاءها بالداخل حتى تتجمد و يشكل الجليد طبقة متماسكة فوق الجلد.
صورة توضح يدي سجين أجريت عليه تجربة ضربات الصقيع.
أبقى يوشيمورا توقيتا دقيقا للتحقق من الوقت الذي تستغرقه أجسام البشر لتطور لدغات الصقيع و وفقًا لأحد الشهود على اختبار قضمة الصقيع، كانت الأطراف تصدر صوتًا مثل لوح من الخشب عندما تضرب بعصا. جرب الطبيب طرقًا مختلفة لإذابة طبقة الجليد بسرعة مثل غمر الأطراف بالماء الساخن، أو فتح النار، أو ترك السجين دون علاج طوال الليل لمعرفة المدة التي يستغرقها دمه لإذابه الجليد، و تمكنت الوحدة بعد عدد من التجارب المروعة من إثبات أن أفضل علاج لقضمة الصقيع هو غمرها في ماء أدفأ قليلاً من 100 درجة ولكن ليس أكثر من 122 درجة.
تجارب على البشر الأحياء (تشريح الكائنات الحية):
تشريح الكائنات الحية هو ممارسة إجراء عمليات على الكائنات الحية بغرض التجريب أو البحث العلمي و تتم عادة في وقتنا الحالي في مخابر مختصة على الضفادع أو الفئران.
الوحدة 731 كانت تجري عمليات التشريح على البشر و بدون تخدير لدراسة عمليات الأنظمة الحية داخل جسم الإنسان، تم حقن آلاف الضحايا، معظمهم من السجناء الشيوعيين الصينيين وكذلك الأطفال والمزارعين المسنين بأمراض مثل الكوليرا والطاعون و عند تفشي المرض في الجسم كانت تتم إزالة الأعضاء للفحص قبل وفاة الشخص لدراسة آثار المرض على أعضاء طازجة غير متحللة.
طبيب من الوحدة يجري تجربة على شخص حي و صاحٍ.
تم أيضا إستخدام الأشخاص لدراسة تقدم الغرغرينا*، إذ بترت أطرافهم وأعيد ربطها بالجانب الآخر من الجسم كما تم أيضا سحق أطرافهم أو تجميدها أو قطع الدورة الدموية.
كل هذه التجارب كانت تتم على أشخاص أحياء كانوا يحسون بكل جرح و كل قطع و بتر و قد كانوا يقتلون عادة بعد إرهاق أجسامهم تماما إما بالرصاص أو بالحقنة المميتة.
إختبارات الأسلحة:
درست الوحدة 731 الحراب والسيوف والسكاكين باستخدام أسرى أحياء. كما درسوا قاذفات اللهب على الجلد المغطى والمكشوف. أقامت الوحدة أيضا غرف غاز لإختبار مدى تأثر الأشخاص بالغازات العصبية. كما درسوا التعرض للأشعة السينية لفترات طويلة، مما أدى إلى تعقيم و قتل الآلاف من الأشخاص الخاضعين للاختبار.
إختبار قدرة التحمل البشرية:
أرادت الوحدة 731 معرفة قدرة البشر القصوى للتحمل و هذا عن طريق حبس مجموعة من السجناء مع حرمانهم من الطعام و الماء لمعرفة المدة التي يستطيع أن يعيشها الإنسان بدون هذين العنصرين.
من أجل دراسة إصابات الحوادث، تم إسقاط المواد الثقيلة على السجناء المقيدين كما تمت أيضا دراسة تأثيرات قوى ج العالية على الطيارين والمظليين الساقطين عن طريق تحميل البشر في أجهزة طرد مركزي كبيرة و لفهم بسرعات أعلى وأعلى حتى يفقدوا الوعي أو يموتوا ، وهو ما يحدث عادة بين 10-15 ج.
أطلال مجمع كانت الوحدة تجري تجارب الغاز بداخله.
إختبارات الحمل على النساء:
تم تلقيح السجينات في سن الإنجاب بالقوة حتى تتمكن الوحدة من إجراء تجارب الأسلحة والصدمات عليهم و على الأجنة، وأصيبت الحوامل بأمراض مختلفة، كما تعرضن للأسلحة الكيماوية، وإصابات حوادث، وأعيرة نارية، وإصابات بشظايا، كل هذا حتى يتم فتح المرأة و دراسة تأثير مختلف التجارب على الأجنة كما كانت النساء الحوامل المصابات بمرض الزهري ذات أهمية خاصة للباحثين في الوحدة 731.
حل الوحدة:
في عام 1946 ، بعد استسلام اليابان تم حل الوحدة و منحت السلطات الأمريكية حصانة لقادة الوحدة 731 مقابل الوصول إلى نتائج أبحاثهم. و الغريب في الأمر أن القادة المسؤولين عن التجارب في ذات الوحدة ذهبوا لتلقد مناصب بارزة في الحكومة والجيش الياباني بعد الحرب.
الوحدة 731 في العصر الحالي:
كانت الفظائع التي ارتكبت في الوحدة 731 والوحدات المماثلة الأخرى موضوع تحقيقات وكتب وأفلام عديدة في العقود التي تلت الحرب ، ولا تزال تعمل بمثابة تذكير بالإمكانيات المروعة للحرب الحديثة.
كشفت اليابان مؤخرا عن أسماء الآلاف من أعضاء الوحدة 731 حيث صرح الأرشيف الوطني للبلاد بأسماء 3607 شخص كانوا يعملون داخل الوحدة إستجابة لطلب كاتسوو نيشياما، الأستاذ في جامعة شيغا للعلوم الطبية.
وقال نيشياما لصحيفة ماينيتشي شيمبون "هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها الكشف عن وثيقة رسمية تظهر الأسماء الحقيقية لجميع أعضاء الوحدة 731 تقريبا". "القائمة هي دليل مهم يدعم شهادة المشاركين".
تكشف الوثيقة عن أسماء أعضاء قسم الوقاية من الأوبئة وتنقية المياه في جيش كوانتونغ - الاسم الرسمي للوحدة - وهي مؤرخة في 1 يناير 1945. وتتضمن أسماء ورتب وتفاصيل الإتصال لأكثر من 1000 طبيب عسكري ، بالإضافة إلى عشرات الأطباء ، الجراحين والممرضات والمهندسين.
ختاما:
تعطينا الوحدة 731 مثالا حيا على بشاعة الحرب عموما و بشاعة الحرب العالمية الثانية خصوصا إضافة لتذكيرنا بعنف الجيش الإمبراطوري الياباني و الذي ينسى الكثيرون أنه كان قوة مخيفة و سادية في تلك الحقبة الزمنية.
*الغرغرينا: هو موت أنسجة الجسم إما بسبب نقص تدفق الدم إليها أو بسبب عدوى بكتيرية و تصيب عادة الأصابع و الأطراف.
المصادر:
ما هي الوحدة 731 ؟:
كانت الوحدة 731 وحدة أبحاث حرب بيولوجية
وكيميائية سرية تابعة للجيش الإمبراطوري الياباني والتي عملت خلال الحرب العالمية الثانية، تأسست هذه الوحدة عام 1936 في منطقة منشوريا التي كانت تسيطر عليها اليابان في الصين، و قد كانت مسؤولة عن إجراء العديد من التجارب المروعة على البشر، بما في ذلك أسرى الحرب والمدنيون وحتى الرضع.
صورة لمركز الوحدة.
الوحدة 731 تعتبر واحدة من عدة وحدات مماثلة أدارها الجيش الياباني خلال الحرب، لكنها كانت فريدة من نوعها في نطاقها وحجمها إذ تشير التقديرات إلى أن ما يصل إلى 10000 حتى 20000 شخص قتلوا أو ماتوا نتيجة للتجارب التي أجريت في الوحدة 731 والمرافق المرتبطة بها. كانت الوحدة محاطة بالسرية وظلت أنشطتها غير معروفة للعالم حتى بعد انتهاء الحرب لكنها كشفت لاحقا.
التجارب المروعة داخل جدران الوحدة:
تجارب إنخفاض درجة حرارة الجسم:
كان يوشيمورا هيساتو Yoshimura Hisato عالما فسيولوجيا في الوحدة 731 و قد أبدى إهتماما خاصا بأعراض و علاج إنخفاض درجة حرارة الجسم.
إستخدم هيساتو الأشخاص لإختبار ردود أفعال الإنسان تجاه قضمات الصقيع حيث كان يقوم و بشكل روتيني بغمر أطراف السجين في حوض من الماء مملوء بالثلج و إبقاءها بالداخل حتى تتجمد و يشكل الجليد طبقة متماسكة فوق الجلد.
صورة توضح يدي سجين أجريت عليه تجربة ضربات الصقيع.
أبقى يوشيمورا توقيتا دقيقا للتحقق من الوقت الذي تستغرقه أجسام البشر لتطور لدغات الصقيع و وفقًا لأحد الشهود على اختبار قضمة الصقيع، كانت الأطراف تصدر صوتًا مثل لوح من الخشب عندما تضرب بعصا. جرب الطبيب طرقًا مختلفة لإذابة طبقة الجليد بسرعة مثل غمر الأطراف بالماء الساخن، أو فتح النار، أو ترك السجين دون علاج طوال الليل لمعرفة المدة التي يستغرقها دمه لإذابه الجليد، و تمكنت الوحدة بعد عدد من التجارب المروعة من إثبات أن أفضل علاج لقضمة الصقيع هو غمرها في ماء أدفأ قليلاً من 100 درجة ولكن ليس أكثر من 122 درجة.
تجارب على البشر الأحياء (تشريح الكائنات الحية):
تشريح الكائنات الحية هو ممارسة إجراء عمليات على الكائنات الحية بغرض التجريب أو البحث العلمي و تتم عادة في وقتنا الحالي في مخابر مختصة على الضفادع أو الفئران.
الوحدة 731 كانت تجري عمليات التشريح على البشر و بدون تخدير لدراسة عمليات الأنظمة الحية داخل جسم الإنسان، تم حقن آلاف الضحايا، معظمهم من السجناء الشيوعيين الصينيين وكذلك الأطفال والمزارعين المسنين بأمراض مثل الكوليرا والطاعون و عند تفشي المرض في الجسم كانت تتم إزالة الأعضاء للفحص قبل وفاة الشخص لدراسة آثار المرض على أعضاء طازجة غير متحللة.
طبيب من الوحدة يجري تجربة على شخص حي و صاحٍ.
تم أيضا إستخدام الأشخاص لدراسة تقدم الغرغرينا*، إذ بترت أطرافهم وأعيد ربطها بالجانب الآخر من الجسم كما تم أيضا سحق أطرافهم أو تجميدها أو قطع الدورة الدموية.
كل هذه التجارب كانت تتم على أشخاص أحياء كانوا يحسون بكل جرح و كل قطع و بتر و قد كانوا يقتلون عادة بعد إرهاق أجسامهم تماما إما بالرصاص أو بالحقنة المميتة.
إختبارات الأسلحة:
درست الوحدة 731 الحراب والسيوف والسكاكين باستخدام أسرى أحياء. كما درسوا قاذفات اللهب على الجلد المغطى والمكشوف. أقامت الوحدة أيضا غرف غاز لإختبار مدى تأثر الأشخاص بالغازات العصبية. كما درسوا التعرض للأشعة السينية لفترات طويلة، مما أدى إلى تعقيم و قتل الآلاف من الأشخاص الخاضعين للاختبار.
إختبار قدرة التحمل البشرية:
أرادت الوحدة 731 معرفة قدرة البشر القصوى للتحمل و هذا عن طريق حبس مجموعة من السجناء مع حرمانهم من الطعام و الماء لمعرفة المدة التي يستطيع أن يعيشها الإنسان بدون هذين العنصرين.
من أجل دراسة إصابات الحوادث، تم إسقاط المواد الثقيلة على السجناء المقيدين كما تمت أيضا دراسة تأثيرات قوى ج العالية على الطيارين والمظليين الساقطين عن طريق تحميل البشر في أجهزة طرد مركزي كبيرة و لفهم بسرعات أعلى وأعلى حتى يفقدوا الوعي أو يموتوا ، وهو ما يحدث عادة بين 10-15 ج.
أطلال مجمع كانت الوحدة تجري تجارب الغاز بداخله.
إختبارات الحمل على النساء:
تم تلقيح السجينات في سن الإنجاب بالقوة حتى تتمكن الوحدة من إجراء تجارب الأسلحة والصدمات عليهم و على الأجنة، وأصيبت الحوامل بأمراض مختلفة، كما تعرضن للأسلحة الكيماوية، وإصابات حوادث، وأعيرة نارية، وإصابات بشظايا، كل هذا حتى يتم فتح المرأة و دراسة تأثير مختلف التجارب على الأجنة كما كانت النساء الحوامل المصابات بمرض الزهري ذات أهمية خاصة للباحثين في الوحدة 731.
حل الوحدة:
في عام 1946 ، بعد استسلام اليابان تم حل الوحدة و منحت السلطات الأمريكية حصانة لقادة الوحدة 731 مقابل الوصول إلى نتائج أبحاثهم. و الغريب في الأمر أن القادة المسؤولين عن التجارب في ذات الوحدة ذهبوا لتلقد مناصب بارزة في الحكومة والجيش الياباني بعد الحرب.
الوحدة 731 في العصر الحالي:
كانت الفظائع التي ارتكبت في الوحدة 731 والوحدات المماثلة الأخرى موضوع تحقيقات وكتب وأفلام عديدة في العقود التي تلت الحرب ، ولا تزال تعمل بمثابة تذكير بالإمكانيات المروعة للحرب الحديثة.
كشفت اليابان مؤخرا عن أسماء الآلاف من أعضاء الوحدة 731 حيث صرح الأرشيف الوطني للبلاد بأسماء 3607 شخص كانوا يعملون داخل الوحدة إستجابة لطلب كاتسوو نيشياما، الأستاذ في جامعة شيغا للعلوم الطبية.
وقال نيشياما لصحيفة ماينيتشي شيمبون "هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها الكشف عن وثيقة رسمية تظهر الأسماء الحقيقية لجميع أعضاء الوحدة 731 تقريبا". "القائمة هي دليل مهم يدعم شهادة المشاركين".
تكشف الوثيقة عن أسماء أعضاء قسم الوقاية من الأوبئة وتنقية المياه في جيش كوانتونغ - الاسم الرسمي للوحدة - وهي مؤرخة في 1 يناير 1945. وتتضمن أسماء ورتب وتفاصيل الإتصال لأكثر من 1000 طبيب عسكري ، بالإضافة إلى عشرات الأطباء ، الجراحين والممرضات والمهندسين.
ختاما:
تعطينا الوحدة 731 مثالا حيا على بشاعة الحرب عموما و بشاعة الحرب العالمية الثانية خصوصا إضافة لتذكيرنا بعنف الجيش الإمبراطوري الياباني و الذي ينسى الكثيرون أنه كان قوة مخيفة و سادية في تلك الحقبة الزمنية.
*الغرغرينا: هو موت أنسجة الجسم إما بسبب نقص تدفق الدم إليها أو بسبب عدوى بكتيرية و تصيب عادة الأصابع و الأطراف.
المصادر:
يجب تسجيل الدخول لمشاهدة الروابط
يجب تسجيل الدخول لمشاهدة الروابط
