- المشاهدات: 574
- الردود: 2
قبل أكثر من 60 عاما هزت قضية جثة الفتى المجهول الذي وجد مرميا في صندوق و التي عرفت ب"لغز الفتى في الصندوق" الرأي العام في مدينة فيلدالفيا خصوصا و الولايات المتحدة عموما خاصة و أن الضحية كان طيرا في عمر البراءة، فما القصة خلف هذا اللغز المحير و كيف إنتهى المطاف بالفتى ميتا داخل صندوق و هل ستصل قضيته لحل قريبا بعد إنكشاف أدلة جديدة؟.
إكتشاف الصندوق:
يوم الثالث و العشرين من فبراير عام 1957 لاحظ طالب جامعي في كلية لا سال، فيليدالفيا، بينما كان يتسلل قرب أحد مراكز الإيواء الخاصة بالإناث صندوقا كرتونيا صغيرا يطل منه رأس أصغر، بعد النظر له لبضعة ثوان إفترض الطالب أن الرأس يعود لدمية و غادر على إثر ذلك الإفتراض المكان دون أن يعير القضية إهتماما أو ينظر خلفه مرتين.
بعد يومين من مصادفته للصندوق لمح الطالب و هو يقرأ جريدة محلية مقالا يتحدث عن إختفاء غامض لفتاة من نيوجيرسي. على إثر ذلك عاد الأخير لمحيط مركز الإيواء مرة ثانية متجها مباشرة نحو الصندوق ظنا منه أنه لربما سيجد الفتاة، و ما إن فتحه حتى صعق بإيجاده لجثة فتى صغير في الداخل فإتصل مباشرة بالشرطة.
حسب وكالة أسوشيتد برس للأنباء فقد عثرت الشرطة التي استجابت للحدث على جثة صبي، يتراوح عمره بين أربع و ستة سنوات، في صندوق JCPenney كان يحتوي على سرير صغير. كان الفتى عارياً وملفوفاً ببطانية من الفلانل، و قد إفترض المحققون أنه عانى من سوء التغذية وتعرض للضرب حتى الموت.
صورة للصندوق الذي عثر فيه على الفتى
أول المستجيبين، الضابط إلمر بالمر صرح لصحيفة فيلادلفيا إنكوايرر في عام 2007:
"إنه شيء لا تنساه. كانت هذه هي القضية التي أزعجت الجميع".
بعد فحص مسرح الجريمة بدقة بدأ السباق لمعرفة هوية الفتى و من قتله.
التحقيق:
على مدى العقود الستة التالية، تابع المحققون الآلاف من الخيوط من أجل التعرف على الصبي في الصندوق و قد كان أول خيط هو الصبي نفسه إذ كشف تشريح الطبيب الشرعي أن عمر الفتى يتراوح بين 4 و 6 سنوات، و أن شعره ذا اللون الرملي قد تم قصه مؤخرًا وبقسوة حيث ذكرت قناة WFTV 9 أن كتل الشعر كانت لا تزال على جسده، مما دفع البعض للاعتقاد بأن قاتله حاول إخفاء هويته.
وجد المحققون أيضًا ندوبًا على كاحله وقدمه وفخذيه بدت وكأنها جراحية ، وكانت قدمه ويده اليمنى "مشذبتين" ، مما يشير إلى أنه كان في الماء.
أعادت الشرطة بناء وجه الفتى كما قامت بتوزيع مئات الآلاف من المنشورات في جميع أنحاء ولاية بنسلفانيا لكن رغم ذلك ظلت هوية الصبي مجهولة. ذكرت وكالة أسوشيتد برس أن المحققين طاردوا العديد من الخيوط، بما في ذلك أنه كان لاجئًا مجريًا ، وضحية اختطاف من عام 1955، وحتى مرتبطًا بعمال الكرنفال المحليين.
صورة الفتى بتقنيات إعادة بناء الوجه.
على مر السنين ، بدت بعض النظريات أفضل من غيرها و بعض الخيوط أفضل من الأخرى و من بين جميع الخيوط التي تابعها المحققون أثناء محاولتهم التعرف على الصبي في الصندوق ، بدا إثنان واعدان بشكل خاص. جاء الأول في عام 1960 عندما تحدث ضابط الفحص الطبي الذي قام بالتشريح، السيد ريمنجتون بريستو إلى وسيط روحاني. هذا الأخير قاد بريستو إلى دار رعاية محلية.
أخذ الطبيب بريستو كلام الوسيط بجدية و عزم على حضور بيع عقارات كان يتم في دار الرعاية. أثناء تواجده هناك لاحظ بريستو سريرًا يشبه السرير الذي يباع في JCPenney ، وبطانيات تشبه تلك التي كانت ملتفة حول الصبي الميت ، وفقًا لأحد قنوات فيلدالفيا المحلية فقد إفترض بريستو أن الصبي كان إبن إبنة مالك دار الرعاية ، وهي أم غير متزوجة.
حاولت الشرطة التحقيق في مزاعم بريستو لكن قلة الأدلة إضافة لكون تصريحاته كاملة بنيت على كلام وسيط روحاني دفعتهم للتراجع.
عام 2002، و بعد 40 عاما صرحت إمرأة أعطي لها إسم "M" للمحققين أن الفتى قد إشترته أمها السادية من عائلة أخرى عام 1954. وفقا لصحيفة philly voice فقد إدعت المرأة أن إسم الفتى "جوناثان" و قد تم الإعتداء عليه جسديا و جنسيا من قبل الأم.
المرأة صرحت أيضا أن أمها تمادت في ضرب الفتى ذات ليلة بعدما تقيئ شيئا من الفاصولياء المخبوزة التي كانت في المنزل حتى قتلته.
أجمع معظم متابعي قضية الفتى على أن قصة الأم معقولة لحد كبير، فقد وجد الطبيب الشرعي في معدة الفتى عقب تشريحه بقايا فاصولياء مخبوزة، كما زاد تصريح الإبنة الذي يخص هلع الأم و غسلها لجثة إبنها من مصداقية القصة نظرا للشعر "المشذب" الذي لاحظه الطبيب الشرعي. لكن رغم كل هذه التصريحات لم تستطع الشرطة تأكيد أي شيئ نظرا لإنعدام الدلائل لتبقى هوية الفتى في الصندوق مجهولة.
الحمض النووي يكشف أخيرا الهوية المفقودة:
شهر ديسمبر عام 2022، صرحت عميدة شرطة فيلدالفيا دانييل أوتلاو بأن قسمها قد وصل أخيرا لمعرفة هوية الفتى في الصندوق قائلة أن إسمه هو جوزيف أوغوسطس زاريلي.
تم التعرف على هوية زاريلي بفضل علم الأنساب الجيني إذ تم تحميل الحمض النووي الخاص به على قواعد البيانات الجينية، ما قاد المحققين للوصول إلى أقارب من جانب والدته و بعد ملء سجلات الميلاد ، تمكنوا أيضًا من التعرف على والده. كما علموا أن والدة زاريلي لديها ثلاثة أطفال آخرين.
الشرطة تناقش قضية الفتى.
وجد المحققون أن جوزيف أوغسطس زاريلي ولد في 13 من يناير 1953 ، مما يعني أنه كان يبلغ من العمر أربع سنوات عندما تم العثور على جثته.
لم تكشف الشرطة أي معلومات أخرى في قضية جوزيف أغسطس زاريلي إحتراما لعائلته في المقام الأول إضافة لكون القضية مازالت سارية حتى يومنا هذا.
ختاما:
قضية جوزيف أغسطس زاريلي رغم الغموض الكبير الذي يحيط بها إلا أنها مازالت بطريقة ما حية و يزال هناك أمل لمعرفة من قد يرتكب جريمة بشعة كهذه. الأيام القادمة لربما تأتي بجديد و لم لا حل نهائي للقضية.
المصادر:
إكتشاف الصندوق:
يوم الثالث و العشرين من فبراير عام 1957 لاحظ طالب جامعي في كلية لا سال، فيليدالفيا، بينما كان يتسلل قرب أحد مراكز الإيواء الخاصة بالإناث صندوقا كرتونيا صغيرا يطل منه رأس أصغر، بعد النظر له لبضعة ثوان إفترض الطالب أن الرأس يعود لدمية و غادر على إثر ذلك الإفتراض المكان دون أن يعير القضية إهتماما أو ينظر خلفه مرتين.
بعد يومين من مصادفته للصندوق لمح الطالب و هو يقرأ جريدة محلية مقالا يتحدث عن إختفاء غامض لفتاة من نيوجيرسي. على إثر ذلك عاد الأخير لمحيط مركز الإيواء مرة ثانية متجها مباشرة نحو الصندوق ظنا منه أنه لربما سيجد الفتاة، و ما إن فتحه حتى صعق بإيجاده لجثة فتى صغير في الداخل فإتصل مباشرة بالشرطة.
حسب وكالة أسوشيتد برس للأنباء فقد عثرت الشرطة التي استجابت للحدث على جثة صبي، يتراوح عمره بين أربع و ستة سنوات، في صندوق JCPenney كان يحتوي على سرير صغير. كان الفتى عارياً وملفوفاً ببطانية من الفلانل، و قد إفترض المحققون أنه عانى من سوء التغذية وتعرض للضرب حتى الموت.
صورة للصندوق الذي عثر فيه على الفتى
أول المستجيبين، الضابط إلمر بالمر صرح لصحيفة فيلادلفيا إنكوايرر في عام 2007:
"إنه شيء لا تنساه. كانت هذه هي القضية التي أزعجت الجميع".
بعد فحص مسرح الجريمة بدقة بدأ السباق لمعرفة هوية الفتى و من قتله.
التحقيق:
على مدى العقود الستة التالية، تابع المحققون الآلاف من الخيوط من أجل التعرف على الصبي في الصندوق و قد كان أول خيط هو الصبي نفسه إذ كشف تشريح الطبيب الشرعي أن عمر الفتى يتراوح بين 4 و 6 سنوات، و أن شعره ذا اللون الرملي قد تم قصه مؤخرًا وبقسوة حيث ذكرت قناة WFTV 9 أن كتل الشعر كانت لا تزال على جسده، مما دفع البعض للاعتقاد بأن قاتله حاول إخفاء هويته.
وجد المحققون أيضًا ندوبًا على كاحله وقدمه وفخذيه بدت وكأنها جراحية ، وكانت قدمه ويده اليمنى "مشذبتين" ، مما يشير إلى أنه كان في الماء.
أعادت الشرطة بناء وجه الفتى كما قامت بتوزيع مئات الآلاف من المنشورات في جميع أنحاء ولاية بنسلفانيا لكن رغم ذلك ظلت هوية الصبي مجهولة. ذكرت وكالة أسوشيتد برس أن المحققين طاردوا العديد من الخيوط، بما في ذلك أنه كان لاجئًا مجريًا ، وضحية اختطاف من عام 1955، وحتى مرتبطًا بعمال الكرنفال المحليين.
صورة الفتى بتقنيات إعادة بناء الوجه.
على مر السنين ، بدت بعض النظريات أفضل من غيرها و بعض الخيوط أفضل من الأخرى و من بين جميع الخيوط التي تابعها المحققون أثناء محاولتهم التعرف على الصبي في الصندوق ، بدا إثنان واعدان بشكل خاص. جاء الأول في عام 1960 عندما تحدث ضابط الفحص الطبي الذي قام بالتشريح، السيد ريمنجتون بريستو إلى وسيط روحاني. هذا الأخير قاد بريستو إلى دار رعاية محلية.
أخذ الطبيب بريستو كلام الوسيط بجدية و عزم على حضور بيع عقارات كان يتم في دار الرعاية. أثناء تواجده هناك لاحظ بريستو سريرًا يشبه السرير الذي يباع في JCPenney ، وبطانيات تشبه تلك التي كانت ملتفة حول الصبي الميت ، وفقًا لأحد قنوات فيلدالفيا المحلية فقد إفترض بريستو أن الصبي كان إبن إبنة مالك دار الرعاية ، وهي أم غير متزوجة.
حاولت الشرطة التحقيق في مزاعم بريستو لكن قلة الأدلة إضافة لكون تصريحاته كاملة بنيت على كلام وسيط روحاني دفعتهم للتراجع.
عام 2002، و بعد 40 عاما صرحت إمرأة أعطي لها إسم "M" للمحققين أن الفتى قد إشترته أمها السادية من عائلة أخرى عام 1954. وفقا لصحيفة philly voice فقد إدعت المرأة أن إسم الفتى "جوناثان" و قد تم الإعتداء عليه جسديا و جنسيا من قبل الأم.
المرأة صرحت أيضا أن أمها تمادت في ضرب الفتى ذات ليلة بعدما تقيئ شيئا من الفاصولياء المخبوزة التي كانت في المنزل حتى قتلته.
أجمع معظم متابعي قضية الفتى على أن قصة الأم معقولة لحد كبير، فقد وجد الطبيب الشرعي في معدة الفتى عقب تشريحه بقايا فاصولياء مخبوزة، كما زاد تصريح الإبنة الذي يخص هلع الأم و غسلها لجثة إبنها من مصداقية القصة نظرا للشعر "المشذب" الذي لاحظه الطبيب الشرعي. لكن رغم كل هذه التصريحات لم تستطع الشرطة تأكيد أي شيئ نظرا لإنعدام الدلائل لتبقى هوية الفتى في الصندوق مجهولة.
الحمض النووي يكشف أخيرا الهوية المفقودة:
شهر ديسمبر عام 2022، صرحت عميدة شرطة فيلدالفيا دانييل أوتلاو بأن قسمها قد وصل أخيرا لمعرفة هوية الفتى في الصندوق قائلة أن إسمه هو جوزيف أوغوسطس زاريلي.
تم التعرف على هوية زاريلي بفضل علم الأنساب الجيني إذ تم تحميل الحمض النووي الخاص به على قواعد البيانات الجينية، ما قاد المحققين للوصول إلى أقارب من جانب والدته و بعد ملء سجلات الميلاد ، تمكنوا أيضًا من التعرف على والده. كما علموا أن والدة زاريلي لديها ثلاثة أطفال آخرين.
الشرطة تناقش قضية الفتى.
وجد المحققون أن جوزيف أوغسطس زاريلي ولد في 13 من يناير 1953 ، مما يعني أنه كان يبلغ من العمر أربع سنوات عندما تم العثور على جثته.
لم تكشف الشرطة أي معلومات أخرى في قضية جوزيف أغسطس زاريلي إحتراما لعائلته في المقام الأول إضافة لكون القضية مازالت سارية حتى يومنا هذا.
ختاما:
قضية جوزيف أغسطس زاريلي رغم الغموض الكبير الذي يحيط بها إلا أنها مازالت بطريقة ما حية و يزال هناك أمل لمعرفة من قد يرتكب جريمة بشعة كهذه. الأيام القادمة لربما تأتي بجديد و لم لا حل نهائي للقضية.
المصادر:
يجب تسجيل الدخول لمشاهدة الروابط
يجب تسجيل الدخول لمشاهدة الروابط
يجب تسجيل الدخول لمشاهدة الروابط