- التعديل الأخير بواسطة المشرف:
- المشاهدات: 974
- الردود: 2
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
بومبي (مدينة الرذيلة)
▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎مشهد- 1-
الزمان.. أواخر القرن السادس عشر ،
المكان.. منطقة قريبة من مدينة نابولي الإيطالية المطلة على البحر المتوسط،
منطقة تدعى "بومبي" بالقرب منها توجد قمة جبل فيزوف وعليها فوهة البركان الشهير ،
بركان فيزوف.
بينما كان العمال يحفرون بهمة في الأرض لتغيير مسار نهر "سارنو " فجأة تعثر أحد العمال في كتلة صخرية ،
ضربها بمعوله حتى اتضحت معالمها ليكتشف أنها تمثال صخري لإنسان.
أدرك الرجل أنه وقع على منطقة أثرية هامة، لم يكن الأمر مستغرب ففي إيطاليا تجد الآثار القديمة في كل مكان تقريبًا.
توقف العمال عن الحفر مؤقتًا حتى تم استدعاء أحد علماء الآثار الإيطاليين وهو عالم ومهندس إسمه " دومينيكو فونتانا "
استكملوا البحث تحت إشراف الرجل الذي اكتشف مدينة كاملة مطمورة تحت الرمال.
وطرقات ممهدة وحدائق عامة واسطبلات خيل .
كما وجدوا تماثيل لبشر وخيول وبغال وحمير وأغنام.
المذهل أن البشر والحيوانات ماتوا أثناء ممارسة نشاط معين .
بمعني أن التماثيل تجسد البعض وهو واقف أو نائم أو يجري أو يعمل أو يقوم بنشاط.
كل شيء في المدينة كان غريب ومذهل حتى أن العمال لم يستوعبون ماهية ما اكتشفوا بدقة.
وكان السؤال الأغرب والأهم:المذهل أن البشر والحيوانات ماتوا أثناء ممارسة نشاط معين .
بمعني أن التماثيل تجسد البعض وهو واقف أو نائم أو يجري أو يعمل أو يقوم بنشاط.
كل شيء في المدينة كان غريب ومذهل حتى أن العمال لم يستوعبون ماهية ما اكتشفوا بدقة.
كيف ماتت تلك المدينة في لحظة واحدة، بل في لمح البصر حتى أن أهلها وحيواناتهم لم يتسن لهم الهرب أو الإختفاء أو أي شيء؟!!
لكن شعور بالنفور والتشف ملأ قلوب كل من عمل في الموقع.
كان هناك شيء غريب، مقزز ، مشين في تلك المدينة.
كان هذا الشيء بشع لدرجة أن الرجل طلب من السلطات المحلية أن تبقى تلك المدينة وكل ما فيها من آثار مدفونة تحت أكوام الرمال ولا تظهر أبدًا للعلن ويشاهدها العامة.!!!! كان هناك شيء غريب، مقزز ، مشين في تلك المدينة.
مشهد - 2 -
الزمان : العام 1819.المكان: نفس المكان السابق .
عمليات تنقيب تجري في المنطقة نفسها ويكتشف المنقبين نفس الآثار.
من فرط غرابتها يأتي ولي العهد الأمير فرانسيس الأول ابن الملك فرديناند الأول ملك صقلية ونابولي
( في هذا الوقت كانت نابولي وصقلية مملكة واحدة ) عندما رأى الأمير تلك الآثار أمر بوضعها في متحف سري ولا يمكن مشاهدتها إلا لأفراد معـ.ـدودين من الرجال فقط الموثوق في أخلاقهم أو لدراستها .
ظلت تلك الآثار سرية وغير متاحة للجمهور تخيلوا حتى عام 2000
عندما أزيلت عنها السرية وأصبح من الممكن زيارتها لأي شخص لكن مع تحذيرات مكتوبة قيل المشاهدة.( في هذا الوقت كانت نابولي وصقلية مملكة واحدة ) عندما رأى الأمير تلك الآثار أمر بوضعها في متحف سري ولا يمكن مشاهدتها إلا لأفراد معـ.ـدودين من الرجال فقط الموثوق في أخلاقهم أو لدراستها .
ظلت تلك الآثار سرية وغير متاحة للجمهور تخيلوا حتى عام 2000
لكن السؤال الطارئ الآن هو :
ما الذي كان يوجد في تلك الآثار يدفع من يراها للتعامل معها بتلك الطريقة ؟!!!!!!
▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎ما الذي كان يوجد في تلك الآثار يدفع من يراها للتعامل معها بتلك الطريقة ؟!!!!!!
مشهد - 3 -
الزمان: شهر أغسطس عام 73 ميلادية.
المكان: مدينة بومبي.
مدينة صغيرة يبلغ عدد سكانها نحو 2000 شخص فقط ،
تبدو المدينة وكأنها من عالم آخر وليست جزء من الإمبراطورية الرومانية الشاسعة التي كان يحكمها في ذلك الوقت سلسلة فلافيان منذ العام 69 ميلادية وبالتحديد الإمبراطور الأول في تلك السلالة وهو "فيسباسيان".
كانت المسيحية قد بدأت تنتشر في الإمبراطورية الرومانية حتى صدر مرسوم عام 58 ميلادية يقضي بطرد المسيحيين من روما وقتها بدأ عهد من الاضطهاد لهم دام نحو ثلاثة قرون .
في ذلك الوقت كان أغلب سكان روما وثنيين وكذلك كل الإمبراطورية ما عدا بعض السكان كانوا يهود أو مسيحيين.
كانت بومبي مدينة وثنية أو لنقل مدينة لا تدين بأي ديانة محددة.
لكن سكان المدينة كانوا يعيشون في رفاهية لا توجد إلا في قصور روما نفسها.
تعاولوا ندخل إلى المدينة ونرى ما فيها ...
▪︎شوارع المدنية نظيفة جيدة التمهيد، البيوت رائعة ، مرتفعة مزخرفة كأنها متاحف، هناك حدائق للفاكهة وأسواق لكل شيء في المدينة لكن أشهرها كان سوق السمك..
كان أهل المدينة العاديين يتغذون على الفاكهة المتنوعة والخضر والطيور واللحوم والأسماك والبيض والألبان والمكسرات أما الاكثر ثراءا فكان طعامهم يأتي مستورد من مدن أخرى وكان عبارة عن محار وطيور فلامنجو وزراف وتوايل واسماك نادرة .
كان لديهم ولع بكل أنواع الأسماك حتى إنهم صنعوا من أجزاء منه صلصلة نادرة لم تكن موجودة إلا هناك.
كان لدى سكان بومبي الحيوانات المتنوعة مثل الخيول والحمير والبغال وكلذلك الكلاب التي كان يربيها الأثرياء منهم في بيوتهم الفخمة.
ليس هذا فقط لكن يبدو أن أهل المدينة كانوا يسيرون على نظام غذائي وطبي مذهل لدرجة أن أحد العلماء الدارسين لهياكل أهل المدينة ذكر أن أسنانهم التي كشف عليها هي في حالة صحية أفضل من أسنان البشر الحاليين بدرجة كبيرة.
لكن ورغم كل الرفاهية التي كان يعيش فيها سكان بومبي إلا أنه كان لديهم خطيئتين هما الأسوء والأفدح في تاريخ البشرية كلها....
▪︎أما الأول والأهم
والذي جلب لهم عقاب مدمر من الله عليهم فكانت انتشار الممارسات الجنسية الإباحية بأشكال لم يعرفها البشر من قبل في تاريخهم حتى في قوم النبي لوط عليه السلام أنفسهم...
كان في المدينة 35 بيت دعارة ،
على جدران كل بيت مكتوب أسعار الخدمة .
وفي الخارج توجد لوحات تصويرية كبيرة لطبيعة ما يحدث بالداخل ،
كما كان هناك قصص لتجارب تفصيلية لبعض الزبائن في الداخل.
من يرى الخارج يتوقع أن المكان جنة لكن في الداخل كانت الصورة قاتمة تمامًا..
عاملات الدعارة أنفسهن كن يعانين من عبودية ورق ومعاملة أسوء ما تكون حتى أن الغرف كانت بدون نوافذ وكانت الأسرة حجرية ولا يوجد أي وسائل راحة على الإطلاق.
كانت البيوت أقرب لبيوت عبودية يتم إدارتها من قِبل مالكي الفتيات.
ليس هذا فقط ولكن بومبي كانت تشهد إهتمام بالممارسات الجنسية غريب وغير مسبوق.
فكانت الممارسات تتم في الشوارع أمام المارة وفي الحدائق والأسواق وحتى أمام الأطفال بدون اي حياء.
لم تكن الممارسات قاصرة على العلاقة بين رجال ونساء فقط لكن المدينة شهدت طفرة في العلاقات والممارسات الشاذة بين أناس من نفس الجنس وكذلك ممارسات مع حيوانات.
كل تلك الأمور ليست مجرد استنتجات من علماء آثار أو دارسين لآثار المدينة ولكنها من خلال ما وجدوه من لوحات ورسوم وكتابات
وحتى تماثيل في المدينة.
وحتى تماثيل في المدينة.
كان لديهم هوس غير عادي بالممارسات الجنسية بكل شكل غريب.
بقي أن نعرف ما هو الجانب المشين الآخر في تاريخ بومبي وكيف أتاهم عذاب الله فأخذهم بغتة دون أن يتمكنوا من فعل أي شيء .
--------------------------------------------------------------
▪︎يبدو أن العبيد عاشوا في بومبي واحدة من أسوأ مراحل الإستعباد في تاريخ البشرية.
كان العبيد متواجدين بكثرة في المدينة الفاسقة وكانوا يتنوعون بين خدم رجال ومحظيات فتيات وعاملات في بيوت الدعارة،
كان هؤلاء جميعأ يمثلون ملكيات خاصة لملاكهم، يفعلون بهم ما يشاءون.
مما تكشف من التاريخ المظلم الأسود للمدينة أن هؤلاء جميعًا عانوا أوضاع لا إنسانية على الإطلاق كما عرفنا عن عاملات الجنس.
ولعل من أكتر الخدم معاناة تلك المجموعة التي كانت مكلفة بجمع البول لاستخدامه كمادة مطهرة لغسيل الملابس.
كان العبيد يجمعون البول ويضعونه مع المياه في أحواض لغسيل الملابس القذرة ثم يقومون بالغسيل بأنفسهم في تلك الأحواض.
ويبدو أيضًا أن عقاب العبيد كان أبشع مما نتصور في مدينة الزنا والفجور.
كان عقاب العبد هو أن يلقى مقيد بالأغلال من يديه ورجليه على وجهه في السجن.
كل ما مضى هو فقط ما تم اكتشافه من طبائع وأخلاق وتصرفات أهل مدينة بومبي ولابد أن الوجه الحقيقي كان أكثر قبحًا وفجرًا من ذلك بكثير .
ولذلك استحق أهل تلك المدينة عقاب الله تعالى الساحق لهم.
ورغم كل ما ارتكبته المدينة الفاجرة من آثام وفجور إلا أن الله أرسل لهم
نذر تنبههم لعلهم يرجعون عما يفعلون أو يتركوا مدينة الفجر ويرحلوا عنها.
كانت تلك النذر على شكل زلازل وهزات أرضية حدثت قبل أيام قليلة من انفجار البركان إلا إنهم لم يتعظوا أو ينتبهوا للخطر الساحق والعذاب الكاسح القادم نحوهم.
لم يكن بركان فيزوف القريب قد ثار من
مئات السنوات لذلك لم يربطون تلك الزلازل بثورته واستمروا فيما يفعلون وكأنهم يتحدون الأرض و السماء .
لكن فجأة وفي لحظة واحدة ثار البركان ثورة عنيفة ربما لم يعرفها من قبل ، وحملت السماء والأرض آلاف الأطنان من الحمم البركانية التي وصلت درجت حرارتها إلى 300 درجة والغازات السامة والأبخرة والعواصف الحارقة ،
كل هذا انصب فوق مدينة بومبي وأهلها الذين لم يتسنى لهم الفرار .
لمدة يومين متتاليين أصاب المدينة العذاب الجهمني الساحق من هزات وانفجارات وتدافع الحمم البركانية التي تبدو وكأنها جاءت من قلب الجحيم .
انتهى كل شيء وهدأ البركان وأصبحت المدينة مدفونة على عمق ستة أمتار تقريبا تحت الأرض.
كان عدد سكان بومبي نحو 2000 شخص لكن ما استطاع علماء الآثار العثور عليه حتى الآن هو هياكل 85 شخص فقط وما زالوا يبحثون عن بقايا المدينة ومن كانوا فيها.
في البداية كان الإعتقاد أن أهل بومبي ماتوا من الاختناق بسبب الغازات البركانية السامة الكثيفة ولكن علماء البراكين الإيطاليين أثبتوا إنهم ماتوا نتيجة لتدفق بركاني حارق أصاب المدينة في لحظات قليلة ولذلك وجد علماء الآثار أغلب الأشخاص ميتين على أوضاع وأفعال كانوا يقومون بها.
استخدم العلماء تقنية صب الجبس
على الهياكل العظمية للحصول على تفاصيل دقيقة عنها وكان ما وجدوه مريع ...
يبدو أن آخر لحظات لسكان المدينة كانت لحظات رعب غير مسبوق وقد ظهر هذا جليا في أوضاعهم وتعبيراتهم الأخيرة،استخدم العلماء تقنية صب الجبس
على الهياكل العظمية للحصول على تفاصيل دقيقة عنها وكان ما وجدوه مريع ...
بعض الهياكل كانت فاغرة أفواهها وعليها علامات رعب رهيبة والبعض رفع يديه فوق رأسه في محاولة بائسة لتفادي الجحيم القادم إليه،
بينما عثر على البعض يحاول حماية أفراد أسرته.
هناك شخص جالس وقد وضع يديه فوق وجهه وكأنه ينتظر مصيره باستسلام.
هناك من وجدوا يزحفون أرضًا في محاولة للهروب من الموت الرهيب النازل عليهم.
من ضمن ما وجد علماء الآثار أشخاص في وضع جنسي شاذ في آخر لحظاتهم أحدهم مع رجل وآخر مع ماعز .
عثر العلماء أيضًا على هياكل حيوانات، خيول وحمير وبغال وخنزير.
من النهايات الأليمة والتي عثروا على صاحبها نهاية شخص بائس،
سوف أصورها لكم كما في أفلام هوليوود علما بأن الصورة موجودة في تعليق .
تخيل شخص يرى الجحيم يهبط على رؤوس الكل ،
يحاول الفرار والنجاة بنفسه من كل هذا، يجري بأقصى سرعة محاولًا تجنب الحمم البركانية فجاة تسقط فوق رأسه صخرة ، تقطع رأسه وتغوص بها في الأرض ولا يبقى إلا جسده.
لم يجد العلماء رأس الرجل
وكانت تلك نهاية مدينة الخطيئة.
لكن بالنسبة للموضوع ما زال لنا وقفات معه.
تحياتي.
أحمدعبدالرحيم
التعديل الأخير بواسطة المشرف: