- المشاهدات: 618
- الردود: 3
عام 1923 إعتلى مصطفى كمال أتاتورك كرسي الحكم في تركيا التي كانت آنذاك في مرحلة تحول جذري من الحكم الملكي للحكم الجمهوري العلماني برعاية هذا القائد تحديدا، إذ رأى أتاتورك أن الدين سيقف عائقا أمام التطور الذي أراده لتركيا و بهذا بدأ حربه لجعل دولة تركيا الحديثة مختلفة تماما عن الدولة العثمانية التي كانت ذا توجه إسلامي، طبعا لم يكن سهلا تحويل وعي شعب كامل من فكرة قديمة متجذرة في العادات و التقاليد و الأصول لفكرة حديثة لم تكن واسعة الإنتشار آنذاك، لذلك عكف أتاتورك على تطبيق أجندته هذه بإنشاء ما يعرف بالدولة العميقة، فماذا يعني هذا المصطلح و ما دخله بسير النظم و القوانين داخل الأمم.
ما هي الدولة العميقة:
مصطلح "الدولة العميقة" يشير إلى مجموعة سرية أو غامضة من الأفراد الذين يُعتقد أنهم يتمتعون بسلطة وتأثير كبير على سياسات الحكومة وعمليات صنع القرار ، وغالبًا ما يكون ذلك بدون مساءلة ديمقراطية. غالبًا ما يرتبط مفهوم الدولة العميقة بنظريات المؤامرة ، و وجود هذه الفكرة غير مقبول أو معترف به على نطاق واسع من قبل المحللين السياسيين.
بمعنى آخر يمكننا وصف الدولة العميقة بأنها مجموعة أفراد لا علاقة لهم بحكم الدولة لكنهم يتحكمون في كل قرار يتخذه الحكام على إختلاف مناصبهم من خلف الستار بهدف تثبيت سياسة معينة أو الإبقاء على آيديولوجية ما لأطول وقت ممكن و قد تكون هذه الأيادي الخفية بالتنسيق مع حاكم الدولة كما قد تكون ضده.
كما يجب التنويه أيضا إلى أنه من المهم التأكيد أنه لا يوجد دليل ملموس يدعم وجود دولة عميقة إذ تعتمد هذه الفكرة إلى حد كبير على التخمين والتكهنات ، ولا يوجد إجماع بين الخبراء حول ما يمكن أن تتكون منه الدولة العميقة بالضبط أو كيف تعمل.
في حين أنه من المؤكد أنه غالبًا ما تكون هناك أجندات خفية وصراعات على السلطة داخل الحكومات والمنظمات الأخرى ، فمن الأكثر دقة بشكل عام النظر إليها على أنها نتيجة لسلوك بشري عادي وليس تصرفات عصابة سرية.
بالعودة لقصة أتاتورك المذكورة آنفا و التي سنأخذها كمثال يمكننا أن نستنتج أن الدولة العميقة قد ساعدت على تثبيت الفكر العلماني عن طريق التشجيع عليه بمختلف الطرق و الوسائل مع قمع أي فكرة أو حركة أو حزب سياسي قد يهدد وجود العلمانية في الدولة.
اليوم يرى كثيرون أن كل ما يحدث في العالم الغربي من ظهور أفكار جديدة و آيولوجيات غريبة سببه الدولة العميقة، إذ عكس ما تروج له وسائل الإعلام المعتمدة فإن العالم الغربي اليوم منقسم داخليا بين مؤيد للأفكار العصرية حول النسوية الحديثة، عمليات تغيير الجنس و تقبل الشذوذ الجنسي عند الأطفال و بين معارض لذلك، لكن ما يهمنا هنا ليس الصراع بحد ذاته بل كيف تغلغلت أصلا هذه الأفكار الخطيرة التي أدت في النهاية لنشوب هذه القطيعة.
الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب تحدث أكثر من مرة عن محاربته للدولة العميقة مدعيا أن ضرب القيم الأمريكية اليوم على حد قوله لا يمكن أن يكون إلا بفعل فاعل مما يؤكد لحد ما وجود هذه القوة الخفية.
و في العالم الثالث يمكننا أن نرى بوضوح تجليات الدولة العميقة في فرض الفساد و تثبيته بل و جعله جزءا من نمط الحياة في هذه الدول عن طريق خلق فجوة ضخمة بين الشعوب و الحكومات و هذا بجعل الأفراد يركضون وراء إحتياجات ضيقة تعتبر أساسا حقوقهم لإدخالهم في دوامة من الحيرة المستمرة إضافة لإبقاء الشعوب في الظلام لأطول فترة ممكنة و هذا ببخسهم من المعلومة عن طريق جعلها عنصرا ثانويا لا قيمة له أمام المشاكل المتكررة المختلقة التي نحن كأفراد عالقون في إيجاد حل لها.
الدولة العميقة و نظرية المؤامرة:
لا شك في أن فكرة كهذه سيصفع عليها وسم نظرية المؤامرة و هذا أمر طبيعي، فلا يمكن بأي حال من الأحوال _وفقا للخبراء السياسيين_ أن نخلق دولة داخل دولة بغرض تمرير سياسات و أجندات مختلفة تخدم مصالح مختلفة، و الواقع يقول هذا فعلا، فالدولة ككيان ليست أمرا يسهل إختراقه و الشعوب اليوم أصبحت تصل بسهولة لمصدر المعلومة أو الخبر أو الفكرة، لكن رغم ذلك نجد أنفسنا في كل مرة كأفراد بسطاء نعيش داخل مجتمع معقد معرضين لتيار جديد، لا نعرف من أين أتى و كيف أتى، بل قد نستيقظ غدا لنجد أن الدولة التي نعيش فيها قد تكون مسرحا لإنقلاب عسكري فنتسائل بيننا و بين أنفسنا: من دبر هذا؟. و الإجابة طبعا تبقى مجهولة مما يعيدنا مرة أخرى للتصديق الجازم بوجود أجندات تمرر تحت أقدامنا في الخفاء.
ختاما:
طبعا يجدر أن ننبه القارئ الكريم إلى أن كل ما ذكر في المقال يبقى نسبيا و يستند لمصادر مختلفة لكن رغم ذلك لا يمكننا أن ننكر اليوم أن هناك فعلا قوى خفية تسيّر المشهد العالمي من خلف الستار لأغراض لا نعرفها حق المعرفة و يمكننا فقط أن نتكهن بها، و إذا ما إفترضنا فعلا أن الدولة العميقة ما هي إلا مجرد خيال نملئ به الكتب فما الدافع وراء كل هذه التغييرات العالمية؟ و من يحدد ماذا و متى؟ و هل هو يخدم نفسه أم أنه يخدم قوة أكبر كان هدفها منذ خلق آدم عليه السلام على الأرض إغواء البشر الفاني؟ هذا ما سنراه في المقال المقبل إن شاء الله.
ما هي الدولة العميقة:
مصطلح "الدولة العميقة" يشير إلى مجموعة سرية أو غامضة من الأفراد الذين يُعتقد أنهم يتمتعون بسلطة وتأثير كبير على سياسات الحكومة وعمليات صنع القرار ، وغالبًا ما يكون ذلك بدون مساءلة ديمقراطية. غالبًا ما يرتبط مفهوم الدولة العميقة بنظريات المؤامرة ، و وجود هذه الفكرة غير مقبول أو معترف به على نطاق واسع من قبل المحللين السياسيين.
بمعنى آخر يمكننا وصف الدولة العميقة بأنها مجموعة أفراد لا علاقة لهم بحكم الدولة لكنهم يتحكمون في كل قرار يتخذه الحكام على إختلاف مناصبهم من خلف الستار بهدف تثبيت سياسة معينة أو الإبقاء على آيديولوجية ما لأطول وقت ممكن و قد تكون هذه الأيادي الخفية بالتنسيق مع حاكم الدولة كما قد تكون ضده.
كما يجب التنويه أيضا إلى أنه من المهم التأكيد أنه لا يوجد دليل ملموس يدعم وجود دولة عميقة إذ تعتمد هذه الفكرة إلى حد كبير على التخمين والتكهنات ، ولا يوجد إجماع بين الخبراء حول ما يمكن أن تتكون منه الدولة العميقة بالضبط أو كيف تعمل.
في حين أنه من المؤكد أنه غالبًا ما تكون هناك أجندات خفية وصراعات على السلطة داخل الحكومات والمنظمات الأخرى ، فمن الأكثر دقة بشكل عام النظر إليها على أنها نتيجة لسلوك بشري عادي وليس تصرفات عصابة سرية.
بالعودة لقصة أتاتورك المذكورة آنفا و التي سنأخذها كمثال يمكننا أن نستنتج أن الدولة العميقة قد ساعدت على تثبيت الفكر العلماني عن طريق التشجيع عليه بمختلف الطرق و الوسائل مع قمع أي فكرة أو حركة أو حزب سياسي قد يهدد وجود العلمانية في الدولة.
اليوم يرى كثيرون أن كل ما يحدث في العالم الغربي من ظهور أفكار جديدة و آيولوجيات غريبة سببه الدولة العميقة، إذ عكس ما تروج له وسائل الإعلام المعتمدة فإن العالم الغربي اليوم منقسم داخليا بين مؤيد للأفكار العصرية حول النسوية الحديثة، عمليات تغيير الجنس و تقبل الشذوذ الجنسي عند الأطفال و بين معارض لذلك، لكن ما يهمنا هنا ليس الصراع بحد ذاته بل كيف تغلغلت أصلا هذه الأفكار الخطيرة التي أدت في النهاية لنشوب هذه القطيعة.
الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب تحدث أكثر من مرة عن محاربته للدولة العميقة مدعيا أن ضرب القيم الأمريكية اليوم على حد قوله لا يمكن أن يكون إلا بفعل فاعل مما يؤكد لحد ما وجود هذه القوة الخفية.
و في العالم الثالث يمكننا أن نرى بوضوح تجليات الدولة العميقة في فرض الفساد و تثبيته بل و جعله جزءا من نمط الحياة في هذه الدول عن طريق خلق فجوة ضخمة بين الشعوب و الحكومات و هذا بجعل الأفراد يركضون وراء إحتياجات ضيقة تعتبر أساسا حقوقهم لإدخالهم في دوامة من الحيرة المستمرة إضافة لإبقاء الشعوب في الظلام لأطول فترة ممكنة و هذا ببخسهم من المعلومة عن طريق جعلها عنصرا ثانويا لا قيمة له أمام المشاكل المتكررة المختلقة التي نحن كأفراد عالقون في إيجاد حل لها.
الدولة العميقة و نظرية المؤامرة:
لا شك في أن فكرة كهذه سيصفع عليها وسم نظرية المؤامرة و هذا أمر طبيعي، فلا يمكن بأي حال من الأحوال _وفقا للخبراء السياسيين_ أن نخلق دولة داخل دولة بغرض تمرير سياسات و أجندات مختلفة تخدم مصالح مختلفة، و الواقع يقول هذا فعلا، فالدولة ككيان ليست أمرا يسهل إختراقه و الشعوب اليوم أصبحت تصل بسهولة لمصدر المعلومة أو الخبر أو الفكرة، لكن رغم ذلك نجد أنفسنا في كل مرة كأفراد بسطاء نعيش داخل مجتمع معقد معرضين لتيار جديد، لا نعرف من أين أتى و كيف أتى، بل قد نستيقظ غدا لنجد أن الدولة التي نعيش فيها قد تكون مسرحا لإنقلاب عسكري فنتسائل بيننا و بين أنفسنا: من دبر هذا؟. و الإجابة طبعا تبقى مجهولة مما يعيدنا مرة أخرى للتصديق الجازم بوجود أجندات تمرر تحت أقدامنا في الخفاء.
ختاما:
طبعا يجدر أن ننبه القارئ الكريم إلى أن كل ما ذكر في المقال يبقى نسبيا و يستند لمصادر مختلفة لكن رغم ذلك لا يمكننا أن ننكر اليوم أن هناك فعلا قوى خفية تسيّر المشهد العالمي من خلف الستار لأغراض لا نعرفها حق المعرفة و يمكننا فقط أن نتكهن بها، و إذا ما إفترضنا فعلا أن الدولة العميقة ما هي إلا مجرد خيال نملئ به الكتب فما الدافع وراء كل هذه التغييرات العالمية؟ و من يحدد ماذا و متى؟ و هل هو يخدم نفسه أم أنه يخدم قوة أكبر كان هدفها منذ خلق آدم عليه السلام على الأرض إغواء البشر الفاني؟ هذا ما سنراه في المقال المقبل إن شاء الله.