- المشاهدات: 816
- الردود: 2
ولاية ميسيسيبي عام 1955 :
كان صباحا هادئا في منطقة موني، سماء زرقاء، عصافير تعانق السماء، هواء أوت كان حارا قليلا لكن ذلك لم يمنع الفتى إيميت صاحب البشرة السوداء من الخروج مع عمه و بعض أقرباءه لشراء بعض الحلوى من محل بقالة قريب و للتعرف قليلا على المدينة خاصة و أنه كان ضيفا يزور من ولاية شيكاغو .
إيميت و أقرباءه أخذوا السيارة و إتجهوا صوب محل السيد براينت أين وجدوا زوجته كارولين صاحبة الواحد و عشرين عاما، إشترى إيميت بعض الحلوى و قد تعجب للشبه الكبير بين كارولين و نجمة سينيمائية كان يحبها فأخبرها بذلك قائلا و على وجهه إبتسامة بريئة :
- تبدين كنجمة سينمائية .
و سحب من جيبه صورة الممثلة و أراها إياها .
ملامح كارولين إنقلبت فجأة و خرجت بسرعة صوب سيارتها منذرة عم إيميت الذي صاح :
- إنها ذاهبة لجلب السلاح ... تعال يا إيميت لنغادر .
هرع إيميت مع أبناء عمه صوب السيارة و فروا عائدين للمنزل و على وجوههم علائم الرهبة و الفزع، شاكرين الله أن الوضع لم يتطور .
صورة إيميت
بعد بضعة أيام قام كل من زوج كارولين روي بمساعدة شقيقه بإختطاف أيميت من منزل عمه و إقتياده لأحد الحضائر المهجورة حيث قاموا بتعذيبه عن طريق إقتلاع إحدى عينيه و ربط رقبته بالأسلاك الشائكة ثم إطلاق النار عليه في مؤخر رأسه و رميه في نهر تالاهاتشي .
جثة إيميت إستخرجت من النهر بعد ثلاثة أيام و تمت إعادتها لشيكاغو، والدته أصرت خلال مراسم التأبين على إبقاء النعش مفتوحا ليرى الجميع بشاعة الجريمة و بشاعة ما حصل للفتى إيميت .
تم إعتقال كل من روي و شقيقه بعد حملة تعاطف واسعة مع إيميت، حملة توقفت عند ولاية ميسيسيبي التي دافعت بصحفها و جهاتها القضائية و الأمنية عن القتلة قائلين أن روي قد إستعاد شرف زوجته .
صورة من مراسم جنازة إيميت.
تم التحقيق رغم معارضة الإعتقال مع الرجلين و دخلا قاعة المحكمة عدة مرات لكن تم أخيرا الحكم ببرائتهما في شهر سبتمبر من العام 1955 .
بعد عام من المحاكمة إعترف كل من روي و شقيقة لمجلة لوك (Look) بأنهما إرتكبا فعلا الجريمة و قد باعا القصة كاملة مقابل 4000 دولار أمريكي .
لم يتهم توجيه أي إتهامات للرجلين بعد إعترافهما و بقيا طليقين دون أي عقاب، المجتمع في منطقة ميسيسيبي رفض التعامل معهما نهائيا مما أدى لإفلاسهما، إنتقل الرجلان لتكساس و بقيا هناك سنوات لكنهما إفترقا في النهاية، ميلام شقيق روي عاد لبلدته الأم و توفي هناك عام 1980 بالسرطان و روي الذي عاش حياة العزلة بعد تلك الحادثة توفي بنفس المرض عام 1994 .
قضية مقتل إيميت كانت القطرة التي أفاضت الكأس و دفعت بالسود في كل ربوع أمريكا للخروج بمظاهرات إنتهت بتأسيس حركة الحقوق المدنية التي ناضلت من أجل حقوق الإفريقيين الأمريكيين في الولايات المتحدة الأمريكية لسنوات طويلة و التي أخرجت للعالم رموزا عديدة كمالكوم إكس و روزا باركس و مارتن لوثر كينغ .
عام 2007 صرح المؤرخ تيموثي تايسون و الذي أجرى مقابلة مع كارولين بأن هذه الأخيرة قد زورت روايتها في المحكمة كما كذبت على زوجها، كارولين كانت قد صرحت أن أيميت قام بالتحرش بها و لمسها و التصفير لها لكن الحقيقة هي أنه لم يقم بأي من الأعمال المذكورة آنفا و أن كارولين لفقت له التهمة و تسببت بقتله دون أي دافع يذكر .
عام 2022 تم إصدار فيلم تيل Till و الذي يحكي قضية الفتى المأساوية و قد نال إعجاب النقاد و الجمهور لتصويره حقيقة العنصرية التي كانت متجذرة في منطقة ميسيسيبي في تلك الفترة .
كان صباحا هادئا في منطقة موني، سماء زرقاء، عصافير تعانق السماء، هواء أوت كان حارا قليلا لكن ذلك لم يمنع الفتى إيميت صاحب البشرة السوداء من الخروج مع عمه و بعض أقرباءه لشراء بعض الحلوى من محل بقالة قريب و للتعرف قليلا على المدينة خاصة و أنه كان ضيفا يزور من ولاية شيكاغو .
إيميت و أقرباءه أخذوا السيارة و إتجهوا صوب محل السيد براينت أين وجدوا زوجته كارولين صاحبة الواحد و عشرين عاما، إشترى إيميت بعض الحلوى و قد تعجب للشبه الكبير بين كارولين و نجمة سينيمائية كان يحبها فأخبرها بذلك قائلا و على وجهه إبتسامة بريئة :
- تبدين كنجمة سينمائية .
و سحب من جيبه صورة الممثلة و أراها إياها .
ملامح كارولين إنقلبت فجأة و خرجت بسرعة صوب سيارتها منذرة عم إيميت الذي صاح :
- إنها ذاهبة لجلب السلاح ... تعال يا إيميت لنغادر .
هرع إيميت مع أبناء عمه صوب السيارة و فروا عائدين للمنزل و على وجوههم علائم الرهبة و الفزع، شاكرين الله أن الوضع لم يتطور .
صورة إيميت
بعد بضعة أيام قام كل من زوج كارولين روي بمساعدة شقيقه بإختطاف أيميت من منزل عمه و إقتياده لأحد الحضائر المهجورة حيث قاموا بتعذيبه عن طريق إقتلاع إحدى عينيه و ربط رقبته بالأسلاك الشائكة ثم إطلاق النار عليه في مؤخر رأسه و رميه في نهر تالاهاتشي .
جثة إيميت إستخرجت من النهر بعد ثلاثة أيام و تمت إعادتها لشيكاغو، والدته أصرت خلال مراسم التأبين على إبقاء النعش مفتوحا ليرى الجميع بشاعة الجريمة و بشاعة ما حصل للفتى إيميت .
تم إعتقال كل من روي و شقيقه بعد حملة تعاطف واسعة مع إيميت، حملة توقفت عند ولاية ميسيسيبي التي دافعت بصحفها و جهاتها القضائية و الأمنية عن القتلة قائلين أن روي قد إستعاد شرف زوجته .
صورة من مراسم جنازة إيميت.
تم التحقيق رغم معارضة الإعتقال مع الرجلين و دخلا قاعة المحكمة عدة مرات لكن تم أخيرا الحكم ببرائتهما في شهر سبتمبر من العام 1955 .
بعد عام من المحاكمة إعترف كل من روي و شقيقة لمجلة لوك (Look) بأنهما إرتكبا فعلا الجريمة و قد باعا القصة كاملة مقابل 4000 دولار أمريكي .
لم يتهم توجيه أي إتهامات للرجلين بعد إعترافهما و بقيا طليقين دون أي عقاب، المجتمع في منطقة ميسيسيبي رفض التعامل معهما نهائيا مما أدى لإفلاسهما، إنتقل الرجلان لتكساس و بقيا هناك سنوات لكنهما إفترقا في النهاية، ميلام شقيق روي عاد لبلدته الأم و توفي هناك عام 1980 بالسرطان و روي الذي عاش حياة العزلة بعد تلك الحادثة توفي بنفس المرض عام 1994 .
قضية مقتل إيميت كانت القطرة التي أفاضت الكأس و دفعت بالسود في كل ربوع أمريكا للخروج بمظاهرات إنتهت بتأسيس حركة الحقوق المدنية التي ناضلت من أجل حقوق الإفريقيين الأمريكيين في الولايات المتحدة الأمريكية لسنوات طويلة و التي أخرجت للعالم رموزا عديدة كمالكوم إكس و روزا باركس و مارتن لوثر كينغ .
عام 2007 صرح المؤرخ تيموثي تايسون و الذي أجرى مقابلة مع كارولين بأن هذه الأخيرة قد زورت روايتها في المحكمة كما كذبت على زوجها، كارولين كانت قد صرحت أن أيميت قام بالتحرش بها و لمسها و التصفير لها لكن الحقيقة هي أنه لم يقم بأي من الأعمال المذكورة آنفا و أن كارولين لفقت له التهمة و تسببت بقتله دون أي دافع يذكر .
عام 2022 تم إصدار فيلم تيل Till و الذي يحكي قضية الفتى المأساوية و قد نال إعجاب النقاد و الجمهور لتصويره حقيقة العنصرية التي كانت متجذرة في منطقة ميسيسيبي في تلك الفترة .