- التعديل الأخير بواسطة المشرف:
- المشاهدات: 893
- الردود: 2
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
لغز الإستعداد للنهاية .
*******************************************************************************-اسمه زافيريه برنارد أوبرت ديبون ليونس.
زافييه كان دائم التفاخر بأصله النبيل وأنه من أسرة ذات جذور عميقة ولها تاريخ في فرنسا وأوربا كلها .
كان قد ولد ونشأ وسط أسرة أرستقراطية كاثوليكية محافظة جدا في مدينة فرساي ,
وبينما كان زافير طفلًا لم يستطع والده تحمل صرامة وتقاليد الأسرة المكبلة له فتركهم ومدينة فرساي كلها وغادرها إلى مدينةأخرى بينما قام أجداد زافييه بتربيته.
في سن ال20 التقى زافيه بفتاة شابة من نفس مجتمع فرساي النبيل اسمها " آنى أودانجي" ودخل معها في علاقة عاطفية, لكنه لم يرتبط بها رسميًا لأنه كان يخشى المسؤوليات.
ترك زافييه المدينة وذهب إلى مكان اخر ولكنه عاد بعد وقت غير طويل وكانت في انتظاره مفاجأة غير سارة.
فتاته آني حملت سفاحًا من رجل آخر.
كان الأمر مشين وغير مقبول في تلك الطبقة ورغم ذلك فقد قبل زافييه أن يرتبط بها بل وأعطى اسمه لإبنها غير الشرعي.
كانت تلك الأحداث قد جرت في تسعينيات القرن الماضي وبعد ارتباط زافييه وآني بشكل رسمي لم يستقرا في مدينة معينة لكنهما تنقلا في كل أنحاء فرنسا وفي نفس الوقت كانت العائلة تنمو ويزيد عدد أفرادها .
مع بداية القرن الجديد حاولت الأسرة السفر إلى الولايات المتحدة لكن ذلك لم ينجح مما أشعرهم بالإحباط مع خسارة الكثير من الأموال.
في العام 2011 كانت الأسرة تتكون من الأب زافييه والأم آني والابن الأكبر "آرتر " 20 سنة و"توما" الابن الثاني 18 سنة , "آن " الابنة تبلغ 16 سنة وأخيرًا "بينوا" وعمره 13 سنة.
داخل العائلة نفسها, كانت آني متدينة ومتزمتة, تعمل في مدرسة كاثوليكية ويبدو أن علاقتها بزوجها لم تكن على ما يرام , كانت الأسرة تمر بمشاكل مادية وكان زافييه يتعامل بعصبية وتعنت معها.
يبدو أن العلاقة كانت في تلك الفترة في مرحلة متدنية بشدة.
لكن الغريب جدًا كان رد زافييه عندما تم توجيه سؤال له إذا كان سعيدًا في حياته كان رده :
"نعم أنا كذلك , ولكن إذا تمكنا جميعًا من الموت غدًا ,فسيكون ذلك أفضل"
كان زافييه بالفعل في حالة شبه ميئوس منها, أغرقته الديون , كل ما دخل في مشروع جديد فشل ,
ورغم ذلك كان لديه عشيقة في باريس
كتب لها ذات مرة رسالة خطيرة جدًا قال فيها :
"أنا محطم, وصلت للحضيض,كما لم يحدث من قبل.
استيقظ كل صباح تقريبًا مع هذه الأفكار السيئة ...إحراق المنزل بعد إعطاء الجميع حبوب منومة أو قتل نفسي حتى تحصل آني على 600 ألف يورو .
على أي حال ستنتهي الحياة خلال الأشهر القليلة المقبلة إذا لم أحصل على 25 ألف يورو على الفور.
لست في حلم لكن في كابوس ولا أستطيع الهروب منه إلا من خلال القيام بشيء جذري ونهائي "
في يناير عام 2011 توفى والد زافييه, كان الرجل قد عانى من الفقر قبل وفاته مريضًا وفقيرًا, الشيء الوحيد الذي تركه له كان عبارة عن بندقية .
لم يكن يهتم بالسلاح حتى ذلك الوقت لكنه مؤخرًا بدأ يظهر الإهتمام بالسلاح حتى أنه حصل على رخصة حمل سلاح وبدأ يرتاد ميدان للرماية في مدينة نانت.
كما اشترى شيء بدا غريبًا...كاتم للصوت يوضع على البندقية!
وكذلك اشترى أشياء مثل الأسمنت والجير والرصاص ومواد تنظيف.
خلال شهر مارس 2011 ظهرت على زافييه بعض البوادر والتصرفات الغريبة جدًا فقد بدا أن الرجل يستعد لتصرف كبير أو شيء هام جدًا في حياته...
قام الرجل بسداد بعض ديونه منها مصروفات مدارس أولاده وديون أخرى ثم قام بإغلاق جميع حساباته المصرفية وأنهى عقد إيجار منزله وكتب ملاحظة غريبة على صندوق البريد الخاص بالإسرة:
" يرجى إعادة كل البريد إلى المرسل ...مع الشكر"
يوم 11 ابريل تلقت مدرسة بينوا وآن خطاب رسمي من زافير يفيد برغبته في سحب أوراق أبنائه منها لأن الأسرة – كما ذكر – سوف تنتقل إلى استراليا كما تم إرسال خطاب مماثل إلى المدرسة التي تعمل فيها "آني" يفيد برغبتها في الإستقالة من العمل لرغبة الاسرة في الإنتقال لقارة أخرى.
قامت المدرسة بمحاولة التواصل معها لمزيد من التوضيح لكنهم لم يتمكنوا من الوصول إليها.
لكن أحداث 11 أبريل المريبة كان قد سبقها أحداث غريبة أيضًا خاصة بأسرة زافييه ديبون .
فمع أوائل شهر أبريل توقفت الأسرة عن ممارسة أي نشاط خارجي...
لم يذهب الصغار إلى المدرسة ولا ذهب الولد الأكبر آرتر إلى عمله في مطعم ,
يوم 3 أبريل شوهدت الاسرة كلها تتناول العشاء في أحد المطاعم وكانت تبدو عليهم السعادة.
آخر مشاهدة لشخص من الاسرة كانت يوم 5 أبريل عندما تم مشاهدة الاب زافييه نفسه ومعه ابنه توما في مطعم.
وصلنا ليوم 11 أبريل اليوم الحاسم في تاريخ أسرة زافييه...
في ذلك اليوم تلقى أقارب رسالة طويلة جدا من زافييه نفسه, لكنها كانت رسالة غريبة بالنسبة لهم ...
فقد ذكر أنه كان يعمل كعميل سري طوال الفترة الماضية تابع للمباحث الفيدرالية الأمريكية , قسم مكافحة المخدرات وأنه على ما يبدو تم اكتشاف أمرهم لذلك فسوف نقل العائلة إلى الولايات المتحدة ليتم وضعهم ضمن برنامج حماية الشهود التابع للحكومة الأمريكية.
لذلك لن تتمكن الأسرة من التواصل مع أي قريب أو صديق لهم بعد ذلك كما لن يكون لهم أي حسابات على مواقع التواصل الإجتماعي لفترة كبيرة .
ذكرت الرسالة بعض الملاحظات والتعليمات للتصرف في باقي ممتلكات الأسرة حيث حددت ما سوف يتم بيعه ومن يستفيد من أموال البيع كما ذكرت الرسالة أن سيارة زافيه قد تم منحها لصديق له ( فيما بعد ظهر أن ذلك لم يحدث بالفعل ).
من ضمن ما ذكره زافييه في الرسالة أنه طلب من أقاربه نشر رواية انتقاله للعمل في استراليا مع أسرته بين المعارف والأصدقاء وكذلك ملاحظة بدت غريبة جدا تحذر أي شخص من الإقتراب من النافذة الخلفية للمنزل.
تركت الرسالة علامات أستفهام كبيرة عند أقارب العائلة بسبب غرابة ما جاء فيها من معلومات وكذلك بسبب وجود أخطاء لغوية في الخطاب بشكل غير معتاد كما أن الرسالة لم تكن موقعة بأي إسم.
في نفس الوقت بدأ جيران الأسرة يلاحظون أن المنزل مغلق وأن أفراد الأسرة لا يظهرون ولا يبدون أي نشاط بشكل غير عادي.
يوم 13 أبريل أبلغ الجيران عن غياب غياب الأسرة بشكل مريب وجاءت الشرطة لتفقد المنزل.
عندما وصلت الشرطة إلى المنزل ودخلته لتفقده لم تجد أي شيء مريب,
لا يوجد أي شيء يدل على بوادر عنف أو تصرفات غير عادية وقعت في المنزل.
كان المنزل معد بشكل يبدو أن سكانه قد حزموا أمتعتهم وانتقلوا لمكان أخر.
لكن عشرات الشكوك والتساؤلات ظهرت من جيران واقارب الأسرة بعد ذلك الإختفاء الغامض بدون أي مقابلات أو وداع لهم ومع التصرفات المريبة والخطاب الأغرب الذي تلقونه منهم
تكررت البلاغات للشرطة بإلحاح عن وقوع شيئ غير عادي للأسرة حتى أن الشرطة عادت لمنزل لتفتشيه عدة مرات دون العثور على ما يريب لكن يوم 21 أبريل وفي أخر زيارة للشرطة إلى المنزل تم اكتشاف الفاجعة...
وجدت الشرطة جثث الأم وثلاثة من الأبناء هم آرتر وآن وبنوا ملفوفة في بطانيات ومدفونة في قبر واحد عند النافذة الخلفية في فناء المنزل , وبالبحث تم العثور على جثة توما في مكان منفصل في الحديقة الخلفية.
وجدت الشرطة جثث الأم وثلاثة من الأبناء هم آرتر وآن وبنوا ملفوفة في بطانيات ومدفونة في قبر واحد عند النافذة الخلفية في فناء المنزل , وبالبحث تم العثور على جثة توما في مكان منفصل في الحديقة الخلفية.
كانت الجثث مدفونة بعناية وبجوارهم صور وايقونات مسيحية صغيرة.
تشريح الجثث كشف أن جميع الأبناء قد تم تخديرهم باقراص مخدرة ثم إطلاق النار عليهم من مؤخرة الرأس لكن لم يعثروا على آثار لحبوب مخدرة في جثة الزوجة.
حدد الأطباء وقت الوفاة بأنه يوم 5 ابريل .
لكن الغريب أن الشرطة لم تعثر على أي آثار للدماء في المنزل في أي مكان .
عثرت الشرطة في حديقة المنزل أيضا على جثث الكلبين الأليفين الذين كانا تملكهما الشرطة وقد تم إطلاق النار عليهما لكن الجثة الوحيدة المفقودة
كانت جثة رب الأسرة :
زافييه نفسه.
على الفور بدأت الشرطة البحث عن زافييه نفسه باعتباره قاتل أسرته لكن الرجل كان قد فر من أسابيع.
فيما يبدو لم يقم زافييه بأي جهود لإخفاء خط سيره عن الشرطة فقد تمكنوا بسهولة من معرفة خط سيره.
أفاد بعض الجيران أنهم رأوه يدخل ويخرج من البيت يوم 8 أبريل وفي نفس اليوم كان قد أرسل رسائل بريد الكتروني إلى أقاربه من جهاز الكمبيوتر الموجود في البيت.
كانت اخر مشاهدة للرجل يوم 11 أبريل حين رأه البعض يغادر المنزل للمرة الأخيرة ويركب سيارته ويرحل .
تتبعت الشرطة تحركاته فوجدوا أنه بات ليلته في فندق "بانياك " في الجنوب الغربي الفرنسي ثم انتقل إلى شرق فرنسا حيث مكث هناك ليلة واحدة ثم واصل رحلته إلى الجنوب الشرقي.
يوم 22 ابريل عثرت الشرطة على سيارته في ساحة فندق "فورميلا 1 " كاميرات المراقبة أظهرت تحركاته في كل مكان. يوم الجمعة 15 أبريل خرج زافير في الصباح يحمل حقيبة ظهر فقط وترك سيارته ورحل , هذه المرة انقطعت أخباره ولم يتم رؤيته مرة أخرى.
بعد دراسة سلوك وتصرفات زافييه أدركت الشرطة أنه لم يكن يحاول الاختباء منهم ولكنه فيما يبدو كان يخطط للنهاية في مكان ما...
كانت تلك المنطقة في الجنوب الفرنسي والتي وصل إليها ثم اختفى تحمل له الكثير من الذكريات الرائعة , بالقرب من الفندق توجد سلسلة من الجبال والمنحدرات والوديان ويبدو أن الرجل قرر أن ينهي حياته هناك.
لكن بالبحث الدقيق لم تعثر الشرطة على جثة زافييه أو أي آثار له على الإطلاق لذلك بدأت الشرطة تفكر أنه ربما كان كل ذلك من ترتيب هو نفسه لتضليل الشرطة.
صدرت مذكرة اعتقال دولية بحق زافييه وبدأت الشرطة البحث عنه في كل مكان في فرنسا لكن بدون أي أثر وكأنه تبخر في الهواء.
يوم 11 يوليو عام 2015 وصلت إلى صحفي في نانت صورة قديمة لإثنين من أبناء زافييه هما " آرتر وبنوا" مكتوب على ظهرها " ما زلت على قيد الحياة "
مؤرخة بيوم 11 يوليو 2015 وموقعة باسم "زافييه دوبون دو ليونيه"
على الفور أرسل الصحفي الصورة إلى الشرطة لكن الشرطة لم تتمكن من تتبع مصدر الرسالة وهناك شك في أنه هو مرسلها.
خلال السنوات الماضية وصلت الشرطة اتصالات وبلاغات عن مشاهدات لزافييه في اكثر من مكان من فرنسا ..
ففي العام 2018 ورد أن الرجل يختبىء في دير "روكيبرن" في زي راهب , لكن عندما داهمت الشرطة الدير لم تعثر عليه.
في العام 2019 قبضت شرطة اسكتنلدا على رجل شكوا أنه هو زافييه لكن اختبار الحامض النووي اثبتت أنه ليس هو.
يجب تسجيل الدخول لمشاهدة الروابط
ما زالت الشرطة الفرنسية تبحث عن زافييه أو جثته أو أي شيء يدل على مصيره.
تمت.
تحياتى..
أحمدعبدالرحيم.
التعديل الأخير بواسطة المشرف: