The saboteur : لعبة جيدة في قالب سيئ ؟

شركة روكستار سيطرت منذ بداية الألفية على ساحة ألعاب العالم المفتوح بسلسلتها الغنية عن التعريف " ڨراند ثيفت أوتو " التي أخذت العالم كعاصفة منذ أول إصدار ثلاثي الأبعاد (GTA 3) فالمواقع ، الشخصيات ، الإقتباسات من أشهر الأفلام و المسلسلات و القصة بشكل عام كلها عوامل جعلت اللاعبين يصبون كل تركيزهم على هذه السلسلة دون الإلتفات يمينا أو يسارا ضف إلى ذلك ثلاثية ريد ديد التي أثبتت و بشكل قاطع للعالم أن روكستار قد وقفت على قمة العالم في مجال ألعاب العالم المفتوح و ستبقى هناك لوقت طويل لكن هيمنة روكستار الواضحة لا تعني بالضرورة عدم وجود منافسة ، ففي الطرف الآخر من أمريكا كان أستوديو pandemic بالتعاون مع شركة EA يعمل على مشروع مميز بفكرة غير عادية لم تنل للأسف حقها من التقدير ، ذلك المشروع الذي تحول عام 2009 للعبة أصدرت تحت عنوان the saboteur .



القصة :
المخرب أو the saboteur هي لعبة عالم مفتوح صدرت عام 2009 لأجهزة الحاسب الشخصي ، بلايستايشن 3 و إكسبوكس 360 ، تتبع اللعبة سائق سيارات السباق الإيرلندي شون ديفلين الذي يهرب من بلده الأم لفرنسا فرارا من ماضيه العنيف المليئ بالسكر و الشجارات و هناك يشارك شون في أحد السباقات و يُكوِن عداوة مع سائق يدعى كورت ديركر ، بعد منافسة محتدمة داخل الحلبة يفوز ديكر بعد تخريب سيارة شون ، الأمر الذي رفضه الأخير ، يقرر شون بعد ذلك التسلل لمرآب كورت لتخريب سيارته كنوع من الإنتقام لكنه يفشل و يتم القبض عليه من كورت ديكر شخصيا الذي يتضح أنه ضابط سام في فرقة SS النازية ، شون يتمكن بعد محاولة تعذيبه من الهرب و يلتقي بعد عدة أشهر في الريف بأحد أعضاء المقاومة في فرنسا و الذي يجنده للقيام بأعمال تخريبية و إغتيالات مختلفة بغية الوصول لكيرت و الإنتقام منه .


صورة من داخل اللعبة .

أسلوب اللعب :
المخرب هي لعبة مغامرات من منظور الشخص الثالث ، و قد جلبت للساحة نظاما مميزا يرتكز على الألوان ، فالمناطق التي تكون محتلة من قبل النازيين تكون بالأبيض و الأسود أما المناطق المحررة فتكون ألوانها طبيعية ، يمكنك في اللعبة أن تتجول في مدينة باريس و المناطق الريفية التابعة لها ، و لتحرير أي منطقة يجب عليك أن " تخربها " قطعة بقطعة ، بمعنى أن حمل السلاح و القتال وجها لوجه سيؤدي لمقتلك حتما و هذا ما يعطي اللعبة نوعا من الواقعية ، يمكنك داخل اللعبة أن تقوم بعدة نشاطات كالتسابق و التجول داخل المحلات و زيارة المناطق الريفية و الحقول ، كما يمكنك أيضا التركيز على إنهاء المهمات المختلفة حيث أنك بعد كل مهمة ستتحصل على عدد من " النقاط " التي يمكنك إستعمالها لتطوير مهاراتك و أسلحتك ، يمكنك أيضا حفظ مختلف السيارات في مرآب خاص بك و تعديلها في حال أردت المشاركة في السباقات و الأحداث المخلتفة .


المنطقة المحتلة بالأسود و الأبيض .

القبول الجماهيري و النقدي :
عند صدروها لقيت لعبة المخرب ردودا مختلطة ، فالنقاد أعجبوا بمفهوم اللعبة و الموسيقى و القصة عموما لكنهم إنتقدوا المطورين على التجربة " غير السلسة " و طرق الموت و الإصابة " السخيفة " التي تقوم بها الشخصيات داخل اللعبة ، اللاعبون أعجبوا عموما باللعبة و رأوا أنها تجربة مختلفة خاصة بعد مرور سنوات على صدورها ، و قد أجمع معظم اللاعبين على أنها : " لعبة بفكرة ممتازة وضعت داخل قالب متوسط إلى ضعيف " .


السباقات جزء مميز و ممتع في اللعبة .

لماذا فشلت اللعبة ؟ :
صدور لعبة GTA IV عام 2008 ألقى بظله على جميع الألعاب في تلك الفترة إضافة إلى أن إتجاه روكستار كان واضحا مع اللعبة ، فالأستوديو أراد لعبة أكشن و عالم مفتوح فقط ، دون أي إضافات غير ضرورية ، في الجهة الأخرى أرادت لعبة المخرب أن تكون أكثر من شيئ في وقت واحد ، فمزجت بين التسلل و الأكشن و هما أمران متناقضان تماما و قد حد هذا نوعا ما من لمعانها ، سمعة شركة EA التي كانت تتدهور يوما بعد يوم لم تساعد أيضا و ربما ساهمت في عزوف اللاعبين عن اللعبة .

ختاما :
المخرب ربما لم تنل حقها في فترة صدورها لكنها اليوم و بفضل تقييمات اليوتيوب و التعديلات عادت لتجذب عددا معتبرا من اللاعبين خاصة و أن محبي ألعاب الفيديو في وقتنا الحاضر يتوقون لتجربة قصصية بعيدا عن الأونلاين و الباتل روايال .

ملاحظة :
اللعبة تستحق التجربة إن كنت من محبي ألعاب العالم المفتوح و هي متوفرة على متجر EA للتحميل .
متطلبات التشغيل :
نظام التشغيل : windows xp sp3, windows Vista sp1, windows 7 .
المعالج : core 2 dual core أو AMD .
الرام : 2GB
بطاقة الرسوميات : nividia geoforce 7800 .
المساحة : 7GB