- التعديل الأخير بواسطة المشرف:
- المشاهدات: 685
- الردود: 1
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
لغز قاع المدينة ( قضية ميمي شكيب وقضية الآداب الكبرى )
------------------------------------------------------------------------♧ مدام شندي , سيدة سيئة السمعة , تدير شقتها لكل الأعمال المشينة , من دعارة إلى لعب قمار إلى خمور ومخدرات وغيره. من يرتاد شقتها هم من يطلق عليهم صفوة المجتمع وأصحاب المال والجاه والسلطة.
مدام شندي ليست شخصية حقيقية لكنها شخصية اعتبارية في فيلم عربي اسمه ( قاع المدينة) .
وفى العام نفسه الذي شهد واحدة من أكبر قضايا الدعارة التى شهدتها مصر في تاريخها – حتى هذا الوقت - وكانت بطلتها الفنانة ميمي شكيب والتي بالصدفة أو حتى بالتدبير وجدت نفسها متهمة بنفس تهمة مدام شندي في قاع المدينة.
لكن أولًا دعونا نرجع بالتاريخ سنوات لنتعرف على الفنانة ميمي شكيب.
♧ ولدت أمينة "ميمي" في مصر لعائلة ثرية من أصول شركسية عان 1913, جدها كان ضابط في جيش الخديوي اسماعيل, والدها كان مأمور قسم ,
من صغرها كانت عاشقة للفن هي وأختها الأكبر منها زينب (زوزو شكيب) .
توفي والدها وعمرها 12 سنة مما سبب صدمة للعائلة كلها واضطرت والدتها للعمل لتعول البنتين بعد خلاف كبير مع أسرة الوالد.
في هذه الأثناء تقدم للزواج من أمينة ابن شقيقة اسماعيل باشا صدقي رئيس الوزراء ورغم فرق السن الكبير إلا انها وافقت وفرحت بالزواج . أنجبت منه ولد لكن الرجل كان يعاملها بقسوة لم تتحملها فطلبت الانفصال .
بعد محاولات ومشاكل كثير انفصلت بالفعل عنه وبعدها قررت أن تعيش حساتها كما تحب هي..
♧ ورغم معارضة العائلة للموضوع إلا أن ميمي وزوزو التحقتا بفرقة الريحاني وأصبح الفن بالنسبة للعائلة أمر واقع. ميمي تزوجت من الفنان الذي اشتهر بالقيام بدور باشا , سراج منير وظلت زوجته حتى وفاته عام 1957.
♧ بعد تقدم الفنانة في السن قلت الأدوار التي تعرض عليها لكنها ظلت في الوسط الفني بعد ذلك بسنوات طويلة حتي مثلت دور مدام شندي.
لكن يبدو أن الدور كان لعنة عليها لأنه وفي نفس العام كانت الشرطة تراقب شقة ميمي شكيب الموجودة في وسط القاهرة وتراقب تليفوناتها.
محضر الشرطة ذكر أن أخبار وصلتهم تفيد بإدارة الفنانة شقتها للأعمال المنافية للآداب ولعب القمار والسهرات الحمراء وأن تلك السهرات يشارك فيها عدد كبير من الفنانات وتستقطب شخصيات كبيرة وأمراء وأثرياء عرب.
المحضر أفاد إنهم راقبوا الشقة من يوم 1 يناير إلى 20 من نفس الشهر ولما تأكد لديهم صحة الأخبار داهمت الشرطة الشقة وهناك ضبطت 8 فنانات ورجل عربي بالإضافة إلى زوجة ابن ميمي نفسها التي كانت عضو في الشبكة.
وفي اليوم التالي كانت كل الصحف تنشر القضية التى أخذت اسم " قضية الرقيق الإبيض الكبرى "
♧ الصحف نشرت أسماء وصور كل الفنانات المشاركات والتي تم القبض عليهن في القضية وتم حبسهن احتياطي على ذمة القضية وبدأت تحقيقات النيابة.
تهمة ميمي كانت إدارة شقتها للأعمال المنافية للآداب وتسهيل الدعارة وتهمة الباقيين كانت ممارسة الدعارة مقابل المال.
♧ واحدة من المقبوض عليهن في القضية كانت فتاة تعمل كخادمة عند ميمي شكيب اسمها أمينة عبد العزيز ذكرت في التحقيقات أن الفنانة طلبت منها ترد على التليفونات وتسجل أسماء وأرقام الزبائن الراغبين في الحضور للشقة.
أمينة اعترفت إن ميمي شكيب تدير الشقة للدعارة من سبع سنوات ويعمل معها الفنانات المقبوض عليهن وزوجة ابنها وامرأة لبنانية وأن ميمي تقتسم معهن المال الذي يحصلون عليه.
♧ في تحقيقات النيابة أنكرت كل المقبوض عليهن التهم ما عدا ميمي شكيب نفسها وفنانة أخرى هي آ.ر.
لكن آ.ر عادت بعد ذلك وأنكرت اعترافها وقالت إنها كانت موجودة عند ميمي صديقتها من عام 1966 ومعهم الضيف العربي للإتفاق على عمل فني جديد ينتجه الرجل .
الفنانة نفسها قالت إن اعترافها الأول كان تحت تهديد من الضابط الذي قبض عليهم بضربها ومصادرة سيارتها.
ميمي قالت في اعترافها إن شقتها تعتبر مكان إلتقاء لأي رجل على خلاف مع صديقته أو زوجته وأن الجميع يقصدها للصلح بينهم وأن الرجل العربي جاء لبيتها للتحضير لعمل فني وأن اللقاء كان المفروض يكون في فندق هيلتون أو في كافتريا لكنها أصرت أن يكون في بيتها.
♧ انعقدت أولى جلسات المحاكمة يوم 3 فبراير عام 1974 وحضرها المقبوض عليهن وكان فيه بعض الفنانات مطلوب القبض عليهن أما الخادمة أمينة عبد العزيز والفنانة ماري نزار وشهرتها م.ج. فتم الإفراج عنهن من النيابة.
جلسات المحاكمة شهدت مفآجات غريبة أولها كانت تنحي المستشار وحيد محمود الذي سينظر القضية وجاء بدلا منه القاضي أسعد بشاي.
♧ في جلسة 9 فبراير وكيل النيابة أثناء مرافعته قال أنه هدد الفنانة ميمي شكيب بالسجن لو لم تعترف.
تأجلت القضية لجلسة 19 مارس 1974 وأثناء الجلسة حدث شيئين غريبين,
اولهم تقدم محامي غير مسجل في القضية باثبات حضوره كمدع مدني ضد المتهمات بدعوى تشويه سمعة المرأة المصرية والإساءة للمجتمع المصري كله.
أما ثاني واقعة غريبة هي أن ممثل النيابة قام برفض القاضي أسعد بشاي وذكر أن القاضي له رأي شخصي سابق في القضية سوف يؤثر على حكمه.
♧ ظلت القضية تتأجل عدة جلسات حتى جلسة يوم 19 يوليو الذي تم الحكم النهائي فيها.
المحكمة حكمت ببراءة جميع المتهمات من التهم المنسوبة إليهن وكانت دوافع الحكم هي:
- عدم وضوح شهادة ميمي شكيب في القضية.
- وعدم اتخاذ اجراءات قانونية قبل تسجيل المكالمات كما أن مداهمة الشقة تمت قبل استئذان النيابة.
-أما الخادمة أمينة فكانت أقوالها متناقضة, قالت إنها تعلم أن ميمي شكيب تقوم بتسهيل الدعارة في شقتها منذ 7 سنوات ومرة أخرى قالت 5 سنوات ومرة ثالثة قالت سنة واحدة.
♧ آخر المفاجآت.. إن محضر الضبط ذكر إنهن سجلوا 135 مكالمة لتليفونات ميمي شكيب بين ايام 7 و 17 و 18 يناير بينما اتضح للمحكمة ان جهاز تفريغ المكالمات معطل وفارغ !
من الملاحظات الغريبة جدًا التي ذكرها أحد ضباط سجن القناطر الذي كان فيه المتهمات واسمه أكرم السعدني أن الفنانات كانوا يسيروا ويتعاملوا وكأنهن واثقات من البراءة تمامًا بدون أي تحفظ وكن مبتسمات مرفوعات الرأس كما ذكر الضابط .
للآن تشعر أن القضية غريبة وفيها آلاف التساؤلات لكن دعوني أوضح لكم جانب آخر هام لم يتم ذكره على الإطلاق في المحكمة ,
أكيد خمنتم إنه جانب سياسي.
وتخمينكم صحيح, الموضوع كان متعلق ب...
...........................................
♧ عبد السلام جلود,
مسؤل ليبي مهم وقريب من العقيد القذافي, كان الرجل يزور مصر كل أسبوع تقريبا,
أجهزة الأمن سجلت له مكالمة يتحدث فيها عن الرئيس السادات وأسرته بشكل سيء جدا.بعدها تم وضع الرجل تحت رقابة دائمة وكل مكالماته مراقبة,
وبالفعل عرفوا من مكالمات الرجل كل أسراره وما يقوم بفعله في القاهرة ومنها سهراته الحمراء,
في إحدى المكالمات ذكر عبد السلام جلود شقة ميمي شكيب وقال عنها ومن فيها من الفنانات إنها تمثل
"غابة من السيقان البيضاء وكأنهن الرقيق الأبيض في ألف ليلة وليلة "
♧ ويبدو أنه تم تلفيق القضية كلها للإنتقام من عبد السلام جلود الذي كان في مصر أثناء مداهمة الشقة ولكنه لم فيها, في اليوم التالي كان جلود قد هرب من مصر تماما ولم يعود إليها لمدة طويلة جدا.
بعد براءة ميمي شكيب من القضية كلها عانت الإهمال وعدم العمل وابتعاد المخرجين والفنانين عنها فلم تقدم إلا ادوار تافهة في بعض الأفلان آخرها فليم الساخانة عام 1982 ,
عانت ميمي من الفقر الشديد في أخر أيامها فاضرت لطلب معاش من صندوق معاشات الفنانين بوزارة الثقافة.
فجأة يوم 20 مايو 1983 تم إلقاء ميمي شكيب من نافذة شقتها في وسط البلد فسقطت جثة هامدة.
♧ لم تصل التحقيقات إلى الفاعل في القضية وتم تقييدها ضد مجهول لكن الكثير من الكلام تردد حول شخصيات سياسية كانت على علاقة بقضية الرقيق الأبيض وشقة ميمي شكيب.
بشكل شخصي لا استبعد ذلك بل أعتقد أن الأمر كذلك بالفعل , بالتحديد أشك في شخصية معينة
انه خلف جريمة قتل ميمي شكيب وهو العميل م.
تمت.
أحمدعبدالرحيم
التعديل الأخير بواسطة المشرف: