- التعديل الأخير بواسطة المشرف:
- المشاهدات: 647
- الردود: 2
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
أيوب سليمان ديالو .
(الأفريقي المسلم في بريطانيا )
----------------------------------------
* هناك في قلب العاصمة البريطانية لندن، في معرض البورتريهات ثمة لوحة غريبة .
بورتريه يصور رجل من القرن الثامن العشر ،اللوحة رائعة ومعبرة ولكن وجه الغرابة فيها أنها تصور شخصية أفريقية سمراء،في وقت كانت كل البورتريهات ترسم للأوربيين البيض، فمن هو هذا الافريقي الذي خلد الاوربيين ذكراه بهذه الطريقة؟
----------------------------------
اسمه أيوب سليمان ديالو،
جنسيته افريقي ولد فيما يعرف الآن بالسنغال،
ديانته مسلم .
اما قصته فقد بدأت هناك....
* ولد أيوب سليمان ديالو في عام 1701، في شرق السنغال الحالية في أفريقيا، ونشأ في أسرة مسلمة متدينة حرصت على أن يحفظ القرآن الكريم كاملاً في سن صغيرة ويدرس المذهب المالكي، وكذلك يتقن اللغة العربية وفي هذه السن عرف عن أيوب ذكائه الشديد وذاكرته المذهلة.
* كان هذا الوقت يشهد نشاطا كبيراً لتجار العبيد الذين يقومون باختطاف الأفارقة وشحنهم في سفن إلي العالم الجديد وهذا ما حدث مع أيوب ...
- تم اختطافه من قبل تجار عبيد وبيعه علي أنه أسير حرب وسريعا وضع في سفينة شحن متجهة إلي أمريكا الشمالية.
- تم شحن أيوب ديالو على السفينة ومعه مئات آخرين من الأفارقة التعساء الذين وقعوا في أيدي تجار عبيد لا يمتون للبشرية بصلة، وتم نقلهم من أفريقيا إلى أمريكا الشمالية عبر المحيط الأطلسي، في أسوأ ظروف يمكن تخيلها حيث مات منهم العشرات وكان مصير من يموت علي متن تلك السفن هو الإلقاء في مياه المحيط ...
* في النهاية وصل أيوب إلى مدينة أنابوليس بولاية ماريلاند الأمريكية.
-وفي أمريكا بيع أيوب إلي عائلة أمريكية ليعمل في مزرعة تبغ لديهم .ورغم كل المصاعب والحياة القاسية كان أيوب متمسكاً بشعائر دينه وصلواته وتلاوته للقرآن .
وبسبب تدينه، كان يقوم ملاك المزرعة بالسخرية منه وإهانته وقذفه بالقاذورات أثناء أدائه للصلاة، وهو ما دفعه للهرب من العائلة في إحدى الليالي، إلا أنه سرعان ما ألقي القبض عليه وتم نقله إلى السـجن.
* وهناك كان القدر يخبأ له الكثير ...
قابل في السجن مصادفة محامي إنجليزي يدعي (توماس بلويت) لفت انتباهه أيوب بالتزامه وتدينه وذكائه الشديد ،استمع المحامي إلي قصة أيوب وطلب منه أن يكتب رسالة الي والده في أفريقيا علي وعد أن يحاول المحامي إيصالها إليه .
وبالفعل ، قام أيوب بكتابة الرسالة باللغة العربية موضحاً فيها كل الظروف القاسية والأوقات العصيبة التي عاشها منذ اختطافه حتي سجنه الآن .
*وقعت الرسالة في يد شخص يدعي (جيمس إدوارد أوجليثورب)، وهو مؤسس مستعمرة جورجيا، لفتت انتباه بشكل ما وخاصة اللغة التي كتبت بها ،طلب ترجمتها وبالفعل تم ترجمة الرسالة وفوجئ الرجل بمضمون الرسالة وبلاغة وثقافة كاتبها ، فقام بشرائه وقرر نقله من الولايات المتحدة إلي بريطانيا .
الرسالة..
وخلال فترة إقامته اكتسب الرجل احترام البريطانيين بشدة .
*رتب أيوب أوضاعه في بريطانيا وبعد أن ترك أثرا لا ينسي عند كل من قابلهم كما غير فكرة الكثيرين منهم عن الأفارقة وقبل أن يعود إلي دياره قام أحد الرسامين ويدعي (وليام هوار) برسم بورتريه لأيوب ديالو، وكان بورتريها رائعاً واستثنائيا..
فخلال القرن الثامن عشر، كان يتم تصوير الأشخاص ذوي البشرة السمراء في اللوحات الفنية بطرق تبالغ في ملامحهم وتصورهم وكأنهم أقرب إلى المسوخ والشياطين منهم إلى البشر، كما أن أصحاب البشرة السمراء لم يكونوا أبداً موضوعا للوحة فنية بشكل مستقل، بل كانوا يظهرون في خلفية اللوحات بينما يتصدر اللوحة دائما رجل أبيض أو امرأة بيضاء.
* ولأن أيوب ديالو لم يكن يمتلك في ذلك الوقت زيا تقليدياً افريقيا له، فقد قام هوار برسم الزي كما وصفه ديالو، كما حرص ديالو على تعليق (كتاب أحمر) صغير حول رقبته، هذا الكتاب ما هو إلا نسخة من ثلاث نسخ للمصحف الشريف، كتبها ديالو خلال فترة عبـوديته من ذاكرته!
تحياتي ..
أحمدعبدالرحيم.
المصدر :
المسلمون السود في امريكا ( محمد عبده يماني)
التعديل الأخير بواسطة المشرف: