- التعديل الأخير بواسطة المشرف:
- المشاهدات: 774
- الردود: 2
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
▪︎لو لم تكن من الريف فأنت لا تعرف معنى الرعب الحقيقي
رعب الليل والظلام والصمت والشوارع الفارغة والبيوت المهجورة المسكونة بجن وأشباح وكائنات ليلية رهيبة.
كم من حكايات رسخت في عقولنا نحن الريفيين- أنا منهم - عن أشباح الحقول وأرواح الموتى التي تظهر للأحياء في المناطق المهجورة وحكايات الجن الذي يسكن أجساد الأشخاص وأشباح من ماتوا قتلى أو غرقى أو محروقين .
▪︎حكايتنا الليلة من تونس الشقيقة،
من الريف التونسي وأعتقد أنه لا يختلف في شيء عن الريف المصري.
للأسف لا أعرف إسم القرية وأعول
على أصدقائي التوانسة المساعدة في إكمال المعلومات عنها ، لكني أعرف أنها تابعة لمدينة صفاقس،
كانت تعيش هي ...
إسمها سعاد،
تسكن الريف مع زوجها،
كنا في تسعينيات القرن الماضي ،
سعاد شابة ، تزوجت وهي صغيرة السن كعادة أهل الريف ، لديها ثلاثة أطفال ،
الأكبر عنده إعاقة في رجله تتطلب الإهتمام الزائد والمتابعة الطبية أما الأصغر فعمره فقط سنة واحدة.
زوج سعاد كان عامل يومية بسيط ،
لا يمتلك تقريبًا إلا البيت الذي يسكن فيه هو وأسرته.
لسبب ما في الفترة الأخيرة الزوج أصيببعجز جنسي .
سعاد كانت سليطة اللسان،
بدأت تنتقده وترميه بكلام جارح يذكره بعجزه،
قالت له أكثر من مرة
" أنت لست رجل " .
انغرست الكلمة كخنجر في قلب الرجل ولم ينسها أبدًا ويبدو أن سعاد كررتها في أكثر من مشاجرة معه .
في تلك الليلة السوداء من ليالي الشتاء الكئيبة،
اصطحب الزوج الولدين الأكبر لبيت أهل زوجته القريب ولم يتبقى إلا الرضيع،
الزوج كان يجلس بعيد يراقبها وهو شارد كأنه في ملكوت آخر.
سعاد نامت هي أيضًا ،
الزوج تحرك للخارج بهدوء،
أحضر ساطور كان يستخدمه في تقطيع أضحية العيد
،تحرك كأنه بلا عقل نحو الفراش حيث تنام سعاد،
رفع يده بالساطور وهوى بكل قوة على رأسها،
فجأة فتحت عينيها وصرخت صرخة توقظ الموتى لكنها لم تكملها فقد عاجلها الرجل بضربة أخرى ثم ثالثة،
همدت تمامًا وتحولت إلى جثة فارغة من أي حياة ورغم ذلك ظل يضرب بالساطور ويضرب في الجسد الميت.
كان يفعل ذلك وهو ذاهل عن العالم حتى أنه لم ينتبه لصرخات طفله الرضيع النائم بجوار أمه.
قال الطبيب الذي كشف على جثة سعاد إنها مصابة بأكثر من ثلاثين طعنة.
صورة توضيحية وليست سعاد..
كان الرجل يرغب في قتل نفسه بالساطور والإنتحار لكنه كان أجبن من أن يفعل
غير ملابسه وتوجه إلى المدينة قرر أن يلقي بنفسه أسفل القطار لكنه في آخر لحظة جبن ولم يفعل .
توجه إلى مركز الشرطة في صفاقس وسلم نفسه واعترف بكل شيء.
على الفور ذهبت معه قوة من الشرطة إلى بيته لتفاجيء بالمنظر المروع.
خيم الحزن الشديد على أهل القرية كلها بينما قررت الشرطة أن تغلق البيت بالشمع الأحمر وهي طريقة تقوم بها عندما ترغب في إغلاق مكان حتى لا يجرؤ أحد على فتحه إلا بإذن من الحكومة.
كان هناك شيء أخير يلزم القيام به قبل خطوة الشمع الأحمر
طلبت الشرطة من أخو الزوج أن يذهب إلى البيت ليأخذ الطعام والأشياء التي سوف تفسد،
بالفعل توجه الرجل بمفرده إلى البيت،
دخل إلى المخزن وبدأ يجمع المؤن الموجودة،
فجأة شعر بيد توضع على كتفه ،نظر للخلف بسرعة،
بعدها انتزع نفسه انتزاعًا من مكانه وانطلق يفر من البيت كله كالمجنون ،
كانت هي سعاد بالفعل التي وضعت يدها على كتفه وكلمته .
لكن أحدًا ممن حكى لهم القصة لم يصدقه في البداية فقط لكن تطورات الأحداث فيما بعد جعلت الكل يصدق.
القرية صغيرة بيوتها متقاربة أو متلاصقة، اما مقابر القرية فهي داخل نطاقها كما قلنا بالقرب من بيت سعاد نفسه.
أو من قبرها القريب أيضًا،
لا أحد استطاع تحديد الوجهة المؤكدة القادم منها صوتها.
كان الصوت هو صوت سعاد بنفسها.
اجتاح الرعب الجيران حتى أن أحدًا منهم لم يجروء على الخروج من بيته أثناء الليل.
بدأ الهمس باسم سعاد يتردد بخوف بين بعض أبناء القرية الذين ظهرت لهم أثناء الليل .
من هؤلاء أحد أقاربها وكان الرجل ذهب ليلًا إلى المقابر لجمع الصبار - كما قال - لتقديمه كطعام للمواشي في الوقت الذي يقل فيه العلف.
كانت المقبرة محاطة بنبات الصبار،
عندما وصل إليها فوجيء بكرة من الدخان الكثيف تخرج له من قلب المقبرة وتقترب منه،
شعر الرجل بالرعب وخاصة أن كرة الدخان بدأت تقترب منه أكثر وتدور حوله وكما قال فإن أول ما ورد على باله هو شبح سعاد .
تحرك للخلف وترك العربة اليدوية التي يجرها لوضع الصبار وانطلق بأقصى سرعة نحو القرية ،
ظل الشبح يطارده بعض الوقت حتى أصبح وسط البيوت.
حكى الرجل القصة للبعض وقد أصابه الرعب بمجرد تذكر ما حدث في المقبرة .
حكت الأم أنها كانت جالسة ذات ليلة
بعد أن أطعمت أطفال سعاد وناموا بعد مقتلها مباشرة وقبل أن تنام السيدة العجوز سمعت صوت طرق،
أرهفت السمع ،
الغريب أن الطارق لم يكن يقف على الباب ولكن على النافذة.
شعرت السيدة بالخوف والانقباض، فمن ذا الذي يأتي لطرق النافذة،
تكرر الطرق ،
بصوت مرتعش ردت السيدة: من الطارق؟
تحول خوفها إلى رعب عندما جاء الصوت من الخارج:
أنا سعاد يا أمي، أريد أن أرى أطفالي .
شعرت السيدة برعب هائل لكنها لم تفعل شيء .
في الأيام التالية أصبحت السيدة تغلق كل منافذ البيت بأقصى قدر ممكن بينما كانت سعاد تأتي كل ليلة لتطرق النافذة والباب أيضًا وتكرر نفس الطلب.
حكت السيدة إنها كانت تشعر وكأن مرة تضرب النافذة بعنف وبعدها يأتي صوت سعاد .
بالنسبة لزوج سعاد تم الحكم عليه بالسجن 15 عام ،
الحكم راعى كونه أب لثلاثة أطفال لكن الرجل لم يكمل الحكم وتوفي السجن .
تمت.
أحمدعبدالرحيم
رعب الليل والظلام والصمت والشوارع الفارغة والبيوت المهجورة المسكونة بجن وأشباح وكائنات ليلية رهيبة.
كم من حكايات رسخت في عقولنا نحن الريفيين- أنا منهم - عن أشباح الحقول وأرواح الموتى التي تظهر للأحياء في المناطق المهجورة وحكايات الجن الذي يسكن أجساد الأشخاص وأشباح من ماتوا قتلى أو غرقى أو محروقين .
▪︎حكايتنا الليلة من تونس الشقيقة،
من الريف التونسي وأعتقد أنه لا يختلف في شيء عن الريف المصري.
للأسف لا أعرف إسم القرية وأعول
على أصدقائي التوانسة المساعدة في إكمال المعلومات عنها ، لكني أعرف أنها تابعة لمدينة صفاقس،
كانت تعيش هي ...
إسمها سعاد،
تسكن الريف مع زوجها،
كنا في تسعينيات القرن الماضي ،
سعاد شابة ، تزوجت وهي صغيرة السن كعادة أهل الريف ، لديها ثلاثة أطفال ،
الأكبر عنده إعاقة في رجله تتطلب الإهتمام الزائد والمتابعة الطبية أما الأصغر فعمره فقط سنة واحدة.
زوج سعاد كان عامل يومية بسيط ،
لا يمتلك تقريبًا إلا البيت الذي يسكن فيه هو وأسرته.
لسبب ما في الفترة الأخيرة الزوج أصيب
سعاد كانت سليطة اللسان،
بدأت تنتقده وترميه بكلام جارح يذكره بعجزه،
قالت له أكثر من مرة
" أنت لست رجل " .
انغرست الكلمة كخنجر في قلب الرجل ولم ينسها أبدًا ويبدو أن سعاد كررتها في أكثر من مشاجرة معه .
في تلك الليلة السوداء من ليالي الشتاء الكئيبة،
اصطحب الزوج الولدين الأكبر لبيت أهل زوجته القريب ولم يتبقى إلا الرضيع،
الرجل كان غريب التصرفات في تلك الليلة وكأنه قرر شيء ما .
سعاد أرضعت الطفل حتى نام.الزوج كان يجلس بعيد يراقبها وهو شارد كأنه في ملكوت آخر.
سعاد نامت هي أيضًا ،
الزوج تحرك للخارج بهدوء،
أحضر ساطور كان يستخدمه في تقطيع أضحية العيد
،تحرك كأنه بلا عقل نحو الفراش حيث تنام سعاد،
رفع يده بالساطور وهوى بكل قوة على رأسها،
فجأة فتحت عينيها وصرخت صرخة توقظ الموتى لكنها لم تكملها فقد عاجلها الرجل بضربة أخرى ثم ثالثة،
همدت تمامًا وتحولت إلى جثة فارغة من أي حياة ورغم ذلك ظل يضرب بالساطور ويضرب في الجسد الميت.
كان يفعل ذلك وهو ذاهل عن العالم حتى أنه لم ينتبه لصرخات طفله الرضيع النائم بجوار أمه.
قال الطبيب الذي كشف على جثة سعاد إنها مصابة بأكثر من ثلاثين طعنة.
صورة توضيحية وليست سعاد..
كان الرجل يرغب في قتل نفسه بالساطور والإنتحار لكنه كان أجبن من أن يفعل
غير ملابسه وتوجه إلى المدينة قرر أن يلقي بنفسه أسفل القطار لكنه في آخر لحظة جبن ولم يفعل .
توجه إلى مركز الشرطة في صفاقس وسلم نفسه واعترف بكل شيء.
على الفور ذهبت معه قوة من الشرطة إلى بيته لتفاجيء بالمنظر المروع.
جثة سعاد الممزقة ملقاة على الأرض غارفة في بركة من الدماء وعلى مقربة يوجد إبنها الرضيع يبكي بطريقة تقطع القلوب وكأنه يدرك ما حدث لأمه.
في اليوم التالي خرجت الصحف بعنوان كبير:
" زوج يقتل زوجته بواسطة الساطور "
اقتادت الشرطة الرجل إلى السجن لمحاكمته على جرمه الفظيع، بينما تم تسليم الطفل لجدته لأمه ليعيش مع باقي إخوته أما سعاد نفسها فتم دفنها في مقبرة القرية والتي تقع خلف بيوت أهل القرية مباشرة على مرمى حجر منهم.
خيم الحزن الشديد على أهل القرية كلها بينما قررت الشرطة أن تغلق البيت بالشمع الأحمر وهي طريقة تقوم بها عندما ترغب في إغلاق مكان حتى لا يجرؤ أحد على فتحه إلا بإذن من الحكومة.
كان هناك شيء أخير يلزم القيام به قبل خطوة الشمع الأحمر
طلبت الشرطة من أخو الزوج أن يذهب إلى البيت ليأخذ الطعام والأشياء التي سوف تفسد،
بالفعل توجه الرجل بمفرده إلى البيت،
دخل إلى المخزن وبدأ يجمع المؤن الموجودة،
فجأة شعر بيد توضع على كتفه ،نظر للخلف بسرعة،
وجد من يقول له :
" ماذا تفعل هنا يا فتحي "
كانت سعاد...
▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎
اجتاح الرعب الهائل جسد فتحي فارتعش بعنف وتسمر مكانه لحظات،" ماذا تفعل هنا يا فتحي "
كانت سعاد...
▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎
بعدها انتزع نفسه انتزاعًا من مكانه وانطلق يفر من البيت كله كالمجنون ،
كانت هي سعاد بالفعل التي وضعت يدها على كتفه وكلمته .
لكن أحدًا ممن حكى لهم القصة لم يصدقه في البداية فقط لكن تطورات الأحداث فيما بعد جعلت الكل يصدق.
القرية صغيرة بيوتها متقاربة أو متلاصقة، اما مقابر القرية فهي داخل نطاقها كما قلنا بالقرب من بيت سعاد نفسه.
بعد الحادث بأيام قليلة بدأ جيران سعاد يسمعون أثناء الليل أصوات صراخ وبكاء ونحيب يهز المنطقة كلها ويوقظ النيام.
كان صوت امرأة وكان قادم من بيت سعاد الذي أصبح الآن بيت مهجور،
أو من قبرها القريب أيضًا،
لا أحد استطاع تحديد الوجهة المؤكدة القادم منها صوتها.
كان الصوت هو صوت سعاد بنفسها.
اجتاح الرعب الجيران حتى أن أحدًا منهم لم يجروء على الخروج من بيته أثناء الليل.
بدأ الهمس باسم سعاد يتردد بخوف بين بعض أبناء القرية الذين ظهرت لهم أثناء الليل .
من هؤلاء أحد أقاربها وكان الرجل ذهب ليلًا إلى المقابر لجمع الصبار - كما قال - لتقديمه كطعام للمواشي في الوقت الذي يقل فيه العلف.
كانت المقبرة محاطة بنبات الصبار،
عندما وصل إليها فوجيء بكرة من الدخان الكثيف تخرج له من قلب المقبرة وتقترب منه،
شعر الرجل بالرعب وخاصة أن كرة الدخان بدأت تقترب منه أكثر وتدور حوله وكما قال فإن أول ما ورد على باله هو شبح سعاد .
تحرك للخلف وترك العربة اليدوية التي يجرها لوضع الصبار وانطلق بأقصى سرعة نحو القرية ،
ظل الشبح يطارده بعض الوقت حتى أصبح وسط البيوت.
حكى الرجل القصة للبعض وقد أصابه الرعب بمجرد تذكر ما حدث في المقبرة .
أما أكثر من تعرض لليالي مخيفة من سعاد فهي أمها نفسها...
حكت الأم أنها كانت جالسة ذات ليلة
بعد أن أطعمت أطفال سعاد وناموا بعد مقتلها مباشرة وقبل أن تنام السيدة العجوز سمعت صوت طرق،
أرهفت السمع ،
الغريب أن الطارق لم يكن يقف على الباب ولكن على النافذة.
شعرت السيدة بالخوف والانقباض، فمن ذا الذي يأتي لطرق النافذة،
تكرر الطرق ،
بصوت مرتعش ردت السيدة: من الطارق؟
تحول خوفها إلى رعب عندما جاء الصوت من الخارج:
أنا سعاد يا أمي، أريد أن أرى أطفالي .
شعرت السيدة برعب هائل لكنها لم تفعل شيء .
في الأيام التالية أصبحت السيدة تغلق كل منافذ البيت بأقصى قدر ممكن بينما كانت سعاد تأتي كل ليلة لتطرق النافذة والباب أيضًا وتكرر نفس الطلب.
حكت السيدة إنها كانت تشعر وكأن مرة تضرب النافذة بعنف وبعدها يأتي صوت سعاد .
بالنسبة لزوج سعاد تم الحكم عليه بالسجن 15 عام ،
الحكم راعى كونه أب لثلاثة أطفال لكن الرجل لم يكمل الحكم وتوفي السجن .
تمت.
أحمدعبدالرحيم
التعديل الأخير بواسطة المشرف: