- التعديل الأخير بواسطة المشرف:
- المشاهدات: 770
- الردود: 4
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
اللص والكلاب.
-------------------------------------هل قرأت رواية اللص والكلاب،
رائعة نجيب محفوظ ؟
هل تعاطفت مع سعيد مهران في الفيلم ؟
أو القصة ؟
هل تعرف أن الفيلم والرواية مأخوذين من قصة حقيقية ؟
ها هي القصة الحقيقية الأغرب من الفيلم والرواية ...
▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎
قصة غريبة اختلطت فيها الوقائع الحقيقية بأساطير وقصص مبالغة صدرتها الصحافة وقتها لدرجة أنهم حولوه من مجرد مجرم ولص بيوت إلى شخصية تشبه شخصية روبن هود ، يسرق من الأغنياء فقط،
البعض شبهه باللص الفرنسي الشهير أرسين لوبين،
لكن هذا لا يمنع أن كثير جدًا من المصريين كانوا متعاطفين معه في هذا الوقت وكانوا ينتظروا بحماسة أخباره في الصحف.
تعالوا نتعرف عليه..
اسمه محمود أمين سليمان ،
ذكرت بعض المصادر أنه من محافظة قنا والبعض ذكر أنه من محافظة المنيا، محمود سافر إلى الإسكندرية ومنها إلى بيروت وهناك بدأ يجمع أموال جعلته يغير طريقة حياته ويعيش حياة الأثرياء.
مصادر ذكرت أن أسرته كلها كانت في بيروت وهناك احترف السرقة و إشترك في عصابة سرقة في لبنان قامت بسرقة بعض الأثرياء ومنهم بيت رئيس الدولة نفسه "كميل شمعون "
لكن أثناء السرقة اشتبكت عصابته مع الحرس مما أدى لمقتل حارس منهم،
تم القبض على محمود وسجنه.
قضى في السجن أربع سنوات بعدها عاد إلى الإسكندرية،
قيل أن الحكومة اللبنانية قامت بترحليه أو أنه هرب من سجنه.
الفترة التي عاشها محمود في لبنان علمته الجرأة حد التهور كما أتقن السرقة واقتحام البيوت من الأبواب والنوافذ بشكل مدهش لدرجة أنه وفي عشرات حوادث السرقة التي قام بها لم يسقط ولا مرة.
ليس هذا فقط لكن محمود لم يستخدم أبدا العنف في اقتحام البيوت،
كان يحمل معه مفكات دقيقة وبطارية وهذه كانت كل عدته لفتح الأبواب.
المهم في مصر تعرف محمود على فتاة جميلة اسمها نوال و أحبها جدًا وتزوجها، وبدأ يقوم بسرقات لمنازل وفيلات مشاهير ، أخو زوجته اشتغل معه في السرقة.
محمود كان ذكي جدا ومثقف جدا ،
كان يقدم نفسه للمجتمع كشخصية هامة، مرة على أنه تاجر كبير ومرة على أنه صاحب ورش ومحلات موبيليا كبيرة.
تطور الأمر معه فأنشأ دار نشر اسمها
" دار الفكر " كان لها مقر فخم وسكرتارية ومستشار قانوني.
دار النشر كانت نقلة لمحمود إلى عالم آخر،
من خلالها تعرف على بعض الصحفيين كانوا يقدمونه للناس على أنه الدكتور محمود أمين الأستاذ الجامعي السابق الذي استقال وأسس دار النشر.
بدأ يتعرف من خلال الدار على شخصيات شهيرة مثل عبد الحليم حافظ والصحفي مصطفى أمين و الشاعر كامل الشناوي ، الكل عرفه على أنه شخص مرموق ومثقف.
دار النشر كانت غطاء له لسرقة بيوت المشاهير بدون أن يشك فيه أحد.
وكان من أشهر من قام محمود بسرقته، فيلا كوكب الشرق أم كلثوم في الإسكندرية كما سرق فيلا أمير الشعراء أحمد شوقي ، وسرق فيلات أثرياء مشاهير في تلك الفترة.
كما ذُكِر أنه أرسل لتحية كاريوكا
رسالة تهديد يطلب منها أن تضع له 200 جنيه على باب بيتها في وقت معين لكنها أخبرت الشرطة وقالت في تحدي إنها تنتظره لو استطاع الحضور إلى لبيتها.
الشرطة احتارت في شخصية اللص الذي لا يترك خلفه أي دليل بينما كانت الصحافة تكتب عنه بعد كل حادث مع تعظيم الحدث وإضافة الكثير من التفاصيل.
محمود أمين أصبح حديث الشارع المصري دون أن يعرفه ، الناس أصبحت تتابع بحماس اللص الذي لا يسرق إلا الأثرياء فقط.
لكن حدث خلاف بين محمود وبين أخو زوجته نوال فأبلغ عنه الشرطة، تم القبض على محمود أمين ومحاكمته في قضايا 58 حادث سرقة منازل .
وفي السجن تعرف محمود أمين على الشاعر أحمد فؤاد نجم الذي كان مسجونا سياسيا بسبب معارضته لنظام عبد الناصر وأصبحا أصدقاء.
أثناء سجنه كانت قضيته في أيدي محامي صديق له اسمه "بدر الدين"
بدر الدين تأخر في اتخاذ إجراءات الترافع والسير في قضية محمود أمين مما جعله يقلق لكن ما حدث ان أخبار تسربت لمحمود عن وجود علاقة غير شرعية بين صديقه المحامي بدر الدين وبين زوجته نوال.
وقتها شعر بغضب شديد وأصبح كالمجنون وقرر الهروب من السجن وبالفعل هرب وتوجه مباشرة لبيت أهل زوجته في الإسكندرية وهناك أطلق عليها الرصاص لكنه أصاب وقتل أختها.
بعدها توجه لمنزل أحد أقارب المحامي بحثه عنه وهناك حاول الرجل الإتصال بالشرطة وحاول الخدم القبض عليه فاطلق عليهم النار وقتل اثنين منهم.
ومن ذلك الوقت أطلقت الصحافة على محمود أمين لقب السفاح وزادت نسبة توزيع الصحف اللي تتناول قصته وأخباره بل لن نبالغ لو قلنا إن محمود أمين أصبح ظاهرة .
وصلت تهديدات لعدد كبير من مشاهير الفنانين بدفع مبالغ مالية وإلا يتم قتلهم ومنهم ماجدة ومريم فخر الدين ومقريء القرآن الشيخ طه الفشني وتحية كاريوكا والمؤلف أبو السعود الإبياري لكن اتضح إنها من تدبير لصوص آخرين أرادوا أن يستغلوا شهرة محمود أمين والرعب الذي سببه في أوساط المشاهير في مصر كلها.
الصحافة تحدثت عن براعة محمود أمين في التنكر وبدأت تبالغ في الوصف فأصبح الرسامين يقدمون صورة متخيلة له متنكر في زي ضباط شرطة أو أعرابي أو امرأة.
وصل الهوس بشخصية محمود أمين إلى الكاتب الكبير نجيب محفوظ فأصبح يكتب رواية في حلقات في جريدة الأهرام بعنوان اللص والكلاب مستوحاة من شخصية محمود أمين.
ولكي تعرف إلى أي درجة كان تأثير محمود أمين على الرأي العام في مصر المنقسم بين مؤيد ومشجع له وبين كاره يعتبره مجرم وسفاح يكفي أن أقول لك أن الحكومة المصرية اعتبرت الموضوع قضية أمن قومي وأعلنت عن مكافأة قدرها 1000 جنيه لمن يرشد عنه( مبلغ ضخم جدًا يمقاييس هذا الزمان )
و يبدو أن الخناق ضاق على محمود أمين بالفعل فقرر الهروب إلى الصعيد.
يوم 10 أبريل سنة 1960.
أشار لسيارة نقل وركب فيها لكن يبدو أن السائق عرفه من صوره المنتشرة في كل الصحف وعند أول نقطة مرور قفز من السيارة بعد أن اوقفها وأخبر الشرطة عنه ولكن محمود وبسرعة أطلق الرصاص فقتل شرطي وانطلق بالسيارة وخلفه الشرطة.
خلال ساعات كان محمود محاصر في مغارة في حلوان من حشود تصل إلى حوالي عشرة آلاف شخص ، نصفهم تقريبًا من الشرطة والباقي من الأهالي.
تفاوضت الشرطة معه فطلب تسليمه زوجته الخائنة لقتلها مقابل تسليمه نفسه ولكن الشرطة رفضت تبادل معهم إطلاق الرصاص فسقط قتيلًا.
الغريب أن مقتل محمود أمين تسبب في غضب عبد الناصر بشدة وأدى لتأميم الصحف وضم ملكيتها للدولة،
لأن جريدة الأخبار خرجت في اليوم التالي بعنوانين رئيسيين هما ..
(مصرع السفاح )
وتحته
(عبد الناصر في باكستان )
لكن الخبران كتبا بلا فواصل فأصبحا..
مصرع السفاح عبد الناصر في باكستان.
صدر أكتر من عمل أدبي عن السفاح محمود أمين أهمهم القصة الأشهر لنجيب محفوظ "اللص والكلاب "
لكن محفوظ في تناوله للقصة اضاف لها أبعاد فلسفية هامة ، شخصية الصحفي الذي مثل دوره في الفليم براعة "كمال الشناوي " كانت شخصية وصولية حقيرة لشخص يدعي المباديء والأخلاق لكنه يبيع اي شيء مقابل المال والشهرة.
أشهر الأعمال الفنية عن القصة فيلم ومسلسل " اللص والكلاب " عن رواية نجيب محفوظ .
أحمد زكي مثل فيلم "الهروب "المأخوذ من القصة ،
فؤاد المهندس أيضا عمل فيلم كوميدي باسم " شنبو في المصيدة " عن نفس القصة .
تحياتى..
أحمدعبدالرحيم
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
استغربت انه حتى انتاج الفيم ليس ببعيد عن تاريخ الاحداث
صدر الفيلم في 1962