التعديل الأخير بواسطة المشرف:
لغز مذبحة عزبة شمس الدين.
~~~~~~~كل شئ في تلك القضية يمثل لغز يحيطه الغموض،لا شيء واضح ،لاشيء مؤكد ،لاشئ منطقي ،ولا أحد مقتنع ...
إنها جريمة أو قل مذبحة عزبة شمس الدين التابعة لمركز بني مزار محافظة المنيا في صعيد مصر ...
قبل أن نبدأ في سرد القصة ،يجب أن تعلم أن ما وقع من أحداث في تلك القرية المسالمة الهادئة هي أحداث عنيفة مريعة، لا تناسب مرهفي القلوب وليس لها تفسير حتي الآن ,سوف تجد نفسك غارق في تساؤلات بلا إجابة وظلام دامس......
-----------------------------------
قرية شمس الدين الواقعة في مركز بني مزار بمحافظة المنيا ،
في تلك الليلة الشتوية البادرة المظلمة من شهر ديسمبر عام 2005 .
تلاها أسود نهار أطل علي القرية المسالمة البسيطة في تاريخها والتي يمكن أن تكون أقصي جريمة فيها شجار علي حدود ارض زراعية ...
استيقظت القرية علي منظر مروع لم يكن أحد يتصور أبداً أنه موجود في الواقع ولا في أبشع الكواليس ...
مذبحة بشعة، ذبح من الرقبة بالسكين وبقر البطن ثم تقطيع الأعضاء التناسلية ...
لا يتعلق الأمر بجثة واحدة وإلا كان يمكن أن يكون له تبرير، بل كان القتلي عشر جثث .
عشرة أشخاص بين رجال ونساء وأطفال تم ذبحهم وبقر بطونهم واجتثاث اعضائهم التناسلية...
الغريب أن بجوار الجثث وجدت جثث لطيور الحمام مقطوعة الرؤوس .
* ساد جو من الذهول والرعب والصدمة المروعة القرية الصغيرة ،وسرعان ما جاءت الشرطة ثم الصحافة وساعات قليلة كانت الصدمة والغضب تسود كل أنحاء مصر .
وبدأت تحقيقات الشرطة وتحرياتها للبحث عن مرتكب المجزرة المروعة...
مضت أيام وخرجت تصريحات الشرطة تقول انها ألقت القبض علي شخص من أبناء القرية يشتبه في ارتكابه للجريمة وكان هذا الشخص هو ...
-----------------------------------
محمد عبداللطيف 27 سنة، مصاب بانفصام في الشخصية... أكدت الشرطة أن المتهم أدلى باعترافات مثيرة دون أن يبرر جريمته الشنعاء... فقد تسلل ليلاً،
وأثناء استغراق الجميع في النوم إلى منازل ضحاياه ثم انهال عليهم بساطور وهم نيام، وقد اشتبهت الشرطة فيه من خلال جلبابه الملوث بالدماء، الذي حاولت أسرته إخفاءه، وبعد إعادة مناقشته واستجوابه عدة مرات، اعترف بارتكاب الجريمة تفصيليا.
* استخدم القاتل -المفترص- ساطورا في قتل الضحايا وتقطيع أطرافهم وبقر بطونهم وقطع أعضائهم التي أرشد عنها بأنه وضعها في أرضية منازل الضحايا، وأنه تسلق المنازل ودخلها من فوق الأسطح، وأنه تخلص من الساطور بإلقائه في مكان قريب من القرية.
* بدا المتهم محمد عبداللطيف في تحقيقات النيابة شخصاً مشوشا... إجاباته بها نوع من الحيرة والدهشة، حيث أجاب عندما سئل لماذا قتلت المجني عليهم، قائلاً:
" قتلتهم بدون سبب، لا يوجد بيني وبينهم أي مشاكل انهم اصدقائي وسيد ويحيى مشاركون معى في الزراعة، ولا أعرف لماذا قتلتهم؟! " .
* متي وكيف بدأت تنفيذ جريمتك ؟
- بعد الساعة 12 تقريباً وجدت نفسي أمشي في شوارع البلد وحدي، لا أعرف أين سأذهب أو الى أين؟؟.. أخذت الساطور والسكين من كوم القش الذي بجانب البيت، وطلعت لبيت يحيى عن طريق الحائط الخلفي، وبعدها نزلت من داخل السلم، وجدت يحيى وزوجته أنعام وأطفاله أسماء والرضيع محمد نائمون على سرير واحد وفي حجرة واحدة قتلتهم كلهم.
وبعدها تأكدت من موتهم وقطعت أعضاءهم التناسلية ودورت على مكان أدفنها فيه، وقبل أن أخرج من الباب الرئيسي وقعت على صوت الحمام وهو بيرفرف بجناحيه أخذت 4 حمامات ودبحتها ورميت رؤوسها.
وبعدها ذهبت ومعى السكين والساطور وذهبت إلى بيت سيد، كذلك دخلت عن طريق السطوح من عند الجيران، بعدما طلعت على الحائط الخلفي بأيدي ورجلي، ونزلت من السلم الداخلي في البيت وجدت سيد وزوجته صباح وأطفاله فاطمة وأحمد نائمين كلهم على فراش واحد على الأرض،
أخذت السكين والساطور، وبدأت أقتلهم كلهم في لحظة واحدة.
*هل حاول أحد الاستغاثة أم إنك رششت مخدر عليهم قبل قتلهم؟
-لا كلهم كانوا نائمين، ولم استخدم مخدر ولا شئ هم كانوا رايحين في النوم وبعدين قطعت أعضاءهم التناسلية ودفنتها بسهولة في حوش البيت، أسفل السلم، حفرت حفرة صغيرة في التراب ودفنتهم ومالقيتش حد تاني في البيت.
* أكمل وصفه التفصيلي لكيفية اقتحام البيوت و ذبح الأشخاص العشرة ثم ذهابه إلي المدينة والعودة للقرية ليفاجأ برد فعل الناس وكأنه ليس هو من ارتكب الجريمة .
وبدأت جلسات المحاكمة ...
وأمام النيابة فجر استشاري الطب النفسي والطبيب المعالج للسفاح، الدكتور نصر إبراهيم مفاجأة مدوية، عندما أكد أنه من خلال دراسة حالة المتهم فإنه لا يمكن أن يكون قد ارتكب المذبحة وحده، وأن محمد مريض عقلي مزمن تشخيصه فصام عقلي، بمعنى أوضح تفسخ القوى العقلية للمريض، بما فيها التفكير والمشاعر والإرادة والتصرفات، يكون خلالها المريض فاقدا للبصيرة أي لا يدري أنه مريض ولا يحتاج للعلاج، وأخطار المرض تكمن في أن تتوقع منه أي شيء يؤذي نفسه أو يؤذي الآخرين.
أما عن إمكانية ارتكاب محمد المجزرة لوحده رد الطبيب قائلا: «صعب جداً أن يحدث هذا، فالتنظيم الذي وقعت به الجريمة يؤكد صعوبة أن يكون منفذها شخصا واحدا، لأن هذا التنفيذ يحتاج إلى دقة وإحكام"
وبينما طالبت النيابة بإعدام الجاني محمد عبد اللطيف بدعوي كونه شخص عادي يهتم بملابسه ونظافته ويجيب بشكل طبيعي علي الاسئله الموجهة إليه صدر الحكم في النهاية وكان ب....
------------------------
البراءة للمتهم ...
نعم كان الحكم هو براءة محمد بسبب ما رأته المحكمة من استحالة قيامه بتلك الجريمة المذهلة...
التسلل للمنازل وقتل عشرة أشخاص وبقر البطون واجتثاث الأعضاء التناسلية وبعض الأعضاء الأخري من
داخل البطون بدقة طبية كبيرة جدا وبشكل احترافي غريب دون أن تصدر عن أي منهم أدني مقاومة أو صوت او استغاثة كل ذلك في مدة قدرت بساعتين ونصف .
* وأثناء وجوده في مستشفي الأمراض العقلية لفترة قصيرة وبعد جلسات مع عدد من الاطباء النفسيين أقروا أن محمد عبد اللطيف غير مريض عقليا وأنه لا داعي لوجوده بالمستشفي.
بعد البراءة هاجر محمد عبد اللطيف وأسرته إلي قرية أخري خوفا من الانتقام .
* أما أهل الضحايا ففي البداية لم يصدقوا أبدا أن يقوم محمد الذي تربطهم بأسرته صلات مصاهرة وجيرة بمثل هذا العمل .
وجائت تفسيرات أهل القرية نفسها مختلفة ..
البعض تحدث عن سرقة الأعضاء البشرية ...
و البعض تحدث عن التنقيب عن الآثار وتدخل الجن وأهمية الدماء البشرية وخاصة بعد أن انتشرت في القرية بشدة موجة البحث عن الآثار اسفل البيوت ...
البعض تحدث عن مشعوذ غامض يستدعي الجن والشيطان ويقوم بأعمال غريبة في القريبة ...
والبعض والبعض ...
لكن تبقي القضية بلا تفسير منطقي واحد حتي الآن .
تحياتي .
أحمدعبدالرحيم.
التعديل الأخير بواسطة المشرف: