- المشاهدات: 651
- الردود: 2
أمسية السابع من ماي عام 1982 عادت جوان كيب البالغة من العمر آنذاك أربعة و خمسين عاما لمنزلها الواقع في ضاحية بروكلين بنيويورك ، كانت جوان قد حضرت مسبقا حاجياتها إستعدادا للسفر لولاية كونيتيكيت مع زوجها هوارد إحتفالا بعيد الأم ، بسرعة أنهت تنظيم المنزل ثم توجهت صوب صندوق البريد أين وجدت طردا بني اللون مغلفا بعناية عليه إسمها و عنوان منزلها ، بشيء من الحماس أزالت جوان الغلاف الذي كشف عن كتاب طبخ مزركش عنوانه : كتاب الطبخ السريع و اللذيذ .
ظنا منها أنه هدية عيد أم مبكرة من إحدى إبنتيها فتحت الأم الكتاب و على وجهها إبتسامة عريضة تحولت بسرعة لحمام دماء إذ أن الكتاب كان مفروغا تماما من الداخل و وسطه زرعت قنبلة يديوية الصنع إنفجرت حالما قلبت جوان أول صفحة ، الإنفجار القوي لم يأتي يتيما إذ أن المجرم أدمج داخل قنبلته ثلاث رصاصات إندفعت صوب جسد جوان المسكينة فإخترقت صدرها و سقطت على الأرض متأثرة بحروق القنبلة و الجروح .
زوجها هوارد الذي كان في الطابق العلوي سارع لنجدتها بعد سماع الإنفجار و إتصل بالطوارئ على عجالة ، سيارة الإسعاف وصلت بعد وقت قصير و تم نقل جوان للمستشفى أين توفيت هناك في حدود الساعة السابعة و خمس و أربعين دقيقة .
صورة جوان
التحقيق :
خلال التحقيق إهتمت الشرطة كثيرا بالقنبلة و حاولت جعلها نقطة أساسية لربط الخيوط لكن مع مرور الوقت و قلة حيلة المحققين بدأت الخيوط تهترئ و أيقنت شرطة كونيتيكيت أن جريمة كهذه سيكون من الصعب إن لم نقل من المستحيل فك شيفراتها فالقاتل لم يدخل مسرح الجريمة و لا يعرف عنه شيئ بتاتا ، بصيص الأمل الذي كانت تتمسك به عائلة جوان بدأ يتلاشى تدريجيا لكن المحققين أمسكوا خيطا جديدا لربما يستطيع إعادة القضية للواجهة بقوة .
الوصول لمشتبه به :
قد يبدو الأمر غريبا و غير قابل للتصديق لكن بعد مدة ركزت الشرطة على الإبن الضال للعائلة كريغ و الذي إنتقل ليعيش وحده منذ فترة طويلة في منزل قريب من منزل والديه في بروكلين ، المحققون قرروا بعد فشل الوصول لأي دليل من القنبلة أن يركزوا على حياة جوان الشخصية حيث إكتشفوا أن علاقتها مع إبنها لم تكن بخير و أنه قد عمل فترة مع والده قبل أن يصرفه بحجه أن مستهتر و لا يكترث بالعمل ، الشرطة جلبت كلب شم و حاولت أن تربط الرائحة الموجودة على الطرد برائحة الإبن لكنهم لم يصلوا لأي شيئ و رغم ذلك فقد تم إعتقال كريغ بتهمة القتل و إدعت الشرطة أن الدافع هو العلاقة المضطربة بين الإبن و أمه و قد حاول المدعي العام خلال المحاكمة دعم هذه النظرية بإدعاءات أخرى مثل تدخين كريغ للمخدرات و طرده من العمل في محاولة لجعله يبدو مذنبا لكن قلة الأدلة حالت دون ذلك و تم إطلاق سراح الإبن لتبقى القضية دون حل .
القاتل يعود بعد 11 عاما :
يوم الخامس عشر من أكتوبر عام 1993 و في مدينة بنسالفانيا قرر عامل النظافة المتقاعد آنثوتي لانزا أن يتفقد مكونات صندوق بريده كلها و التي كان قد أخذها معه من منزله قبل السفر ، من بين الحاجيات برز طرد رمادي مغلف بعناية فتحه آنثوني ليكتشف أنها حصالة نقود زرقاء قلبها على وجهها في محاولة لفتحها بأقل مجهود خاصة و أنها كانت مغلقة بإحكام ، هذه الحركة البسيطة أنقذت حياة العجوز و زوجته و حفيدته صاحبة الإحدى عشرة عاما ، فرغم أن القنبلة قد إنفجرت مطلقة ثلاث رصاصات إلا أنها كانت غير فعالة بسبب قلبها و أصيب الثلاثة بجروح طفيفة تمت معالجتها .
وجدت الشرطة بعد تحقيقها تطابقا بين هذه القنبلة و القنبلة الأولى لكنها لم تتمكن من وصل النقاط ببعضها ، في هذه الأثناء أرسل المجرم ثلاث طرود أخرى واحد لرجل يدعى هارولد أورمسبي و الثاني لإمرأة تدعى ستيفاني جافني أما طرده الأخير فقد أرسل لرجل يسمى باسيل بتاريخ 20 جوان 1996 ، كل الطرود لحسن الظن كانت غير مميتة رغم أن ستيفاني أصيب إصابات بالغة لكنها نجت ، مع تعدد الضحايا إستطاعت الشرطة أخيرا أن تجد حلقة وصل و هي أن جل من أرسلت لهم الطرود كانوا إما يعملون في المجال العسكري أو الخدمة المدنية لكن رغم هذا فإن قلة الأدلة منعتهم من الوصول مرة أخرى للحقيقة .
عاد المجرم بقوة مرسلا مجموعة طرود
التحقيق مع ستيفن وافرا :
بعد الجريمة الأولى و التي راحت ضحيتها جوان كانت الشرطة تحقق في قضية منفصلة ، فرقة التدخل داهمت شقة شخص مجهول تم التبليغ عنه أين عثرت في الداخل على معدات صنع قنابل و مكونات عديدة غير قانونية ، بعد إعتقال صاحب الشقة و إستجوابه عرفت الشرطة أنه كان يعيش مع زميل له يدعى ستيفن وافرا و قد صرح الشاب بأن ستيفن لا علاقة له بالقنابل لكن المحققين كان لهم رأي آخر .
ستيفن وافرا كان عسكريا سابقا عمل فترة في البحرية الامريكية قبل أن يتم تسريحه بعد تشخصيه بمرض الفصام ، التسريح لم يمر مرور الكرام على ستيفن الذي بدأ بملئ سجله الإجرامي بعد خروجه حيث تم إعتقاله عديد المرات بتهمة الإعتداء و السياقة مخمورا و تحت تأثير المخدرات ، لكن المشكلة هي أن ستيفن كان يملك حجة غياب مقنعة تتمثل في أنه كان مسجونا يوم مقتل جوان ، فقد كان يتردد كثيرا على إصلاحية الولاية ، وافرا أضحى بعد ذلك أقل شبهة لكنه عاد للساحة مرة أخرى بعد إرساله لعريضة إحتجاجية عدد صفحاتها 250 لعدة هيئات فيديرالية في الولاية ، الشرطة و بعد التحقيق معه عثرت على مخزن صغير للرصاصات و بعض المعدات العسكرية الخفيفة الأخرى داخل منزل و تم بعد هذا إرساله للسجن مجددا بحكم أنه خرق شروط إطلاق سراحه ، المحققون أيضا إكتشفوا أن ستيفن كان قد زار عددا من الضحايا قبل أن تصلهم الطرود لكن ذلك الخيط الوحيد لم يكن كافيا لربطه بالجرائم .
ختاما :
ستيفن كان آخر إسم في قضية أضحت بعده جامدة و حتى اليوم لا يعرف من كان خلف تلك الإعتداءات ، الشرطة أطلقت على المجرم إسم " مفجر الطرود البريدية " و هي حتى اليوم تأمل في أن تعود القضية للحياة مرة أخرى .
ظنا منها أنه هدية عيد أم مبكرة من إحدى إبنتيها فتحت الأم الكتاب و على وجهها إبتسامة عريضة تحولت بسرعة لحمام دماء إذ أن الكتاب كان مفروغا تماما من الداخل و وسطه زرعت قنبلة يديوية الصنع إنفجرت حالما قلبت جوان أول صفحة ، الإنفجار القوي لم يأتي يتيما إذ أن المجرم أدمج داخل قنبلته ثلاث رصاصات إندفعت صوب جسد جوان المسكينة فإخترقت صدرها و سقطت على الأرض متأثرة بحروق القنبلة و الجروح .
زوجها هوارد الذي كان في الطابق العلوي سارع لنجدتها بعد سماع الإنفجار و إتصل بالطوارئ على عجالة ، سيارة الإسعاف وصلت بعد وقت قصير و تم نقل جوان للمستشفى أين توفيت هناك في حدود الساعة السابعة و خمس و أربعين دقيقة .
صورة جوان
التحقيق :
خلال التحقيق إهتمت الشرطة كثيرا بالقنبلة و حاولت جعلها نقطة أساسية لربط الخيوط لكن مع مرور الوقت و قلة حيلة المحققين بدأت الخيوط تهترئ و أيقنت شرطة كونيتيكيت أن جريمة كهذه سيكون من الصعب إن لم نقل من المستحيل فك شيفراتها فالقاتل لم يدخل مسرح الجريمة و لا يعرف عنه شيئ بتاتا ، بصيص الأمل الذي كانت تتمسك به عائلة جوان بدأ يتلاشى تدريجيا لكن المحققين أمسكوا خيطا جديدا لربما يستطيع إعادة القضية للواجهة بقوة .
الوصول لمشتبه به :
قد يبدو الأمر غريبا و غير قابل للتصديق لكن بعد مدة ركزت الشرطة على الإبن الضال للعائلة كريغ و الذي إنتقل ليعيش وحده منذ فترة طويلة في منزل قريب من منزل والديه في بروكلين ، المحققون قرروا بعد فشل الوصول لأي دليل من القنبلة أن يركزوا على حياة جوان الشخصية حيث إكتشفوا أن علاقتها مع إبنها لم تكن بخير و أنه قد عمل فترة مع والده قبل أن يصرفه بحجه أن مستهتر و لا يكترث بالعمل ، الشرطة جلبت كلب شم و حاولت أن تربط الرائحة الموجودة على الطرد برائحة الإبن لكنهم لم يصلوا لأي شيئ و رغم ذلك فقد تم إعتقال كريغ بتهمة القتل و إدعت الشرطة أن الدافع هو العلاقة المضطربة بين الإبن و أمه و قد حاول المدعي العام خلال المحاكمة دعم هذه النظرية بإدعاءات أخرى مثل تدخين كريغ للمخدرات و طرده من العمل في محاولة لجعله يبدو مذنبا لكن قلة الأدلة حالت دون ذلك و تم إطلاق سراح الإبن لتبقى القضية دون حل .
القاتل يعود بعد 11 عاما :
يوم الخامس عشر من أكتوبر عام 1993 و في مدينة بنسالفانيا قرر عامل النظافة المتقاعد آنثوتي لانزا أن يتفقد مكونات صندوق بريده كلها و التي كان قد أخذها معه من منزله قبل السفر ، من بين الحاجيات برز طرد رمادي مغلف بعناية فتحه آنثوني ليكتشف أنها حصالة نقود زرقاء قلبها على وجهها في محاولة لفتحها بأقل مجهود خاصة و أنها كانت مغلقة بإحكام ، هذه الحركة البسيطة أنقذت حياة العجوز و زوجته و حفيدته صاحبة الإحدى عشرة عاما ، فرغم أن القنبلة قد إنفجرت مطلقة ثلاث رصاصات إلا أنها كانت غير فعالة بسبب قلبها و أصيب الثلاثة بجروح طفيفة تمت معالجتها .
وجدت الشرطة بعد تحقيقها تطابقا بين هذه القنبلة و القنبلة الأولى لكنها لم تتمكن من وصل النقاط ببعضها ، في هذه الأثناء أرسل المجرم ثلاث طرود أخرى واحد لرجل يدعى هارولد أورمسبي و الثاني لإمرأة تدعى ستيفاني جافني أما طرده الأخير فقد أرسل لرجل يسمى باسيل بتاريخ 20 جوان 1996 ، كل الطرود لحسن الظن كانت غير مميتة رغم أن ستيفاني أصيب إصابات بالغة لكنها نجت ، مع تعدد الضحايا إستطاعت الشرطة أخيرا أن تجد حلقة وصل و هي أن جل من أرسلت لهم الطرود كانوا إما يعملون في المجال العسكري أو الخدمة المدنية لكن رغم هذا فإن قلة الأدلة منعتهم من الوصول مرة أخرى للحقيقة .
عاد المجرم بقوة مرسلا مجموعة طرود
التحقيق مع ستيفن وافرا :
بعد الجريمة الأولى و التي راحت ضحيتها جوان كانت الشرطة تحقق في قضية منفصلة ، فرقة التدخل داهمت شقة شخص مجهول تم التبليغ عنه أين عثرت في الداخل على معدات صنع قنابل و مكونات عديدة غير قانونية ، بعد إعتقال صاحب الشقة و إستجوابه عرفت الشرطة أنه كان يعيش مع زميل له يدعى ستيفن وافرا و قد صرح الشاب بأن ستيفن لا علاقة له بالقنابل لكن المحققين كان لهم رأي آخر .
ستيفن وافرا كان عسكريا سابقا عمل فترة في البحرية الامريكية قبل أن يتم تسريحه بعد تشخصيه بمرض الفصام ، التسريح لم يمر مرور الكرام على ستيفن الذي بدأ بملئ سجله الإجرامي بعد خروجه حيث تم إعتقاله عديد المرات بتهمة الإعتداء و السياقة مخمورا و تحت تأثير المخدرات ، لكن المشكلة هي أن ستيفن كان يملك حجة غياب مقنعة تتمثل في أنه كان مسجونا يوم مقتل جوان ، فقد كان يتردد كثيرا على إصلاحية الولاية ، وافرا أضحى بعد ذلك أقل شبهة لكنه عاد للساحة مرة أخرى بعد إرساله لعريضة إحتجاجية عدد صفحاتها 250 لعدة هيئات فيديرالية في الولاية ، الشرطة و بعد التحقيق معه عثرت على مخزن صغير للرصاصات و بعض المعدات العسكرية الخفيفة الأخرى داخل منزل و تم بعد هذا إرساله للسجن مجددا بحكم أنه خرق شروط إطلاق سراحه ، المحققون أيضا إكتشفوا أن ستيفن كان قد زار عددا من الضحايا قبل أن تصلهم الطرود لكن ذلك الخيط الوحيد لم يكن كافيا لربطه بالجرائم .
ختاما :
ستيفن كان آخر إسم في قضية أضحت بعده جامدة و حتى اليوم لا يعرف من كان خلف تلك الإعتداءات ، الشرطة أطلقت على المجرم إسم " مفجر الطرود البريدية " و هي حتى اليوم تأمل في أن تعود القضية للحياة مرة أخرى .