التعديل الأخير بواسطة المشرف:
لغز الصورة الاخيرة. ( مذبحة عائلة تشارلز لوسون )
▪︎الحقيقة أن تصرف السيد تشارلز ديفيس لوسون لم يكن تصرفاً عاديًا أبدًا.
تشارلز مزارع تبغ يعيش في منطقة ريفية تابعة لولاية كارولينا الشمالية في الولايات المتحدة الأمريكية.
كان الرجل فقير من طبقة كادحة ، يعول أسرة ضخمة تتكون منه وزوجته فاني وسبعة أبناء..
أربعة بنات وثلاثة اولاد.
نحن الآن في أواخر ديسمبر عام 1929 .
ظل تشارلز ذو ال 43 عام المزارع والمنحدر من أسرة من المزارعين أيضًا يعمل بجد وكد طوال حياته وتعاونه زوجته فاني حتى استطاع تدبير بعض النقود اشترى بها منزل قديم عمره 200 عام لأسرته الكبيرة.
لم تكن أحوال الأسرة المادية على ما يرام ورغم ذلك فقد قام الرجل بتصرف غير معتاد على الإطلاق من أبناء طبقته.
قبل عيد الميلاد بيوم اشتري تشارلز ملابس جديدة لزوجته وأولاده السبعة ثم اصطحبهم جميعا إلى المدينة لإلتقاط صورة تذكارية في ستوديو هناك .
كان هذا التصرف تبذير للمال وبذخ غير طبيعي وغير عادي.
في الواقع كان الأمر يخفي سرًا ...
سرا رهيبًا لا يعرفه إلا تشارلز ديفيس لوسون نفسه.
يقف في الصورة في الخلف آرثر لوسن 16 عام وشقيقته ماري 17 عام ووالديهم.
ماري كانت تحدق في الكاميرا مباشرة بينما كان والدهم تشالز ينظر نحو اليسار بابتسامه خفيفة بجانبه تقف زوجته فاني تنظر نظرة خاوية وكأنها تنظر إلى مشهد لا يظهر في الصورة وهي تحمل الطفلة الأصغر ماري لو التي تبلغ 4 أشهر فقط .
في الصورة يظهر أفراد العائلة كلهم بالشكل الاتي:
من أعلى إلى اليسار ، آرثر 16 عام ، ماري 17 عام ، تشارلز 43 عام ، فاني 37 عام ، تحمل ماري لو 4 شهور ،
أمامهم يجلس، جيمس 4 أعوام، مابيل 7 أعوام ريموند عامين وكاري 12 عام .
التقطت العائلة الصورة في استوديو في المدينة ثم عادوا سعداء إلى المنزل في الريف.
في اليوم التالي يوم 25 ديسمبر عام 1929 استيقظت ماري البنت الأكبر في الصباح المبكر لإعداد كعكة عيد الميلاد للإستعداد للإحتفال.
بعد قليل خرجت ابنتا تشارلز كاري ومابيل من منزل الأسرة للذهاب إلى بيت خالتهما وعمهما القريب .
لكن خلف حظيرة التبغ التابعة للأسرة
كان ينتظرهما شخص ما يتربص بهما ...
فجأة أطلق الرجل النار من بندقيته على الفتاتين ثم أجهز عليهما بهراوة ضخمة في يده.
لفظت الفتاتين أنفاسهما الأخيرة فقام الرجل بجرهما ودفنهما في الحظيرة نفسها .
كان الرجل هو تشارلز ديفيس لوسون بنفسه.
▪︎ترك تشازلز جثتي الفتاتين وبكل هدوء عاد إلى بيته.
زوجته فاني كانت جالسة في الشرفة، لم تتصور أبدًا أن إطلاق النار القادم من مصدر غير بعيد هو في الواقع رصاصات استقرت في جسد ابنتيها.
عندما رأت تشارلز يحمل بندقيته همت أن تسأله عما يحدث عندها رفع البندقية وبكل حسم أطلق عليها النار .
وفي ذهول وعدم فهم فاضت روح فاني على الفور.
أصدرت الرصاصة دوي هائل في المنزل ،
خرجت ماري على الفور لترى ما يحدث وكانت الرصاصة التالية في جسدها.
عندما رأى الطفلين جيمس وريموند ما يحدث حاولا الفرار برعب هائل لكن رصاصات تشارلز طالتهما أيضًا.
لم يتبق الآن في البيت إلا الرضيعة ذات الأربعة أشهر ماري لو وكان نصيبها هي أيضًا ضربة عنيفة كسرت جمجتها الصغيرة فماتت على الفور.
ويبدو أن آرثر الإبن الأكبر لم يكن في البيت في ذلك الوقت .
أرسله تشارلز في مهمة خارج البلدة قبل ليلة من وقوع الحادث.
لكن آرثر عندما عاد إلى البيت بعد الحادث ووجد الفاجعة المهولة.
والدته وإخوته كلهم جثث هامدة في المزرعة.
الجثث موضوعة على الأرض, ظهورهم للأرض ووجوههم للسماء، أذرعهم متقاطعة فوق صدورهم وأسفل رأس كل منهم قطعة صغيرة من الصخر .والدته وإخوته كلهم جثث هامدة في المزرعة.
تجمع بعض سكان المنطقة على صرخات آرثر ونداءه المكلوم عليهم.
ذهل الناس من مرأى المذبحة الرهيبة التي ارتكبها تشارلز في أسرته. لكن تشارلز نفسه لم يكن موجود في البيت.
حضرت الشرطة وبدأ البحث عن تشارلز أو جثته لكن خلال ساعات سمع الكل صوت طلقة رصاص قادمة من الغابة .
وهناك كانت جثة تشارلز ملقاة أسفل شجرة من شجر الغابة وفي رأسه طلقة واحدة أنهى بها حياته.
الآن جاء وقت البحث عن الأسباب..
وكان هذا الغريب في القضية كلها.لا هو مجنون ولا مدمن ولا يتعرض لضغوط كبيرة بأي شكل ولا يشك في سلوك زوجته أو نسب أبناءه ولا هو مجرم أو قاتل متسلسل مختل .
في الأشياء والأوراق التي تركها تشارلز والأسرة لم تعثر الشرطة على أي شيء قد يكون دليل أو يشير لأسباب الجريمة.
فقط كان هناك همسات..
مجرد تلميحات خافتة مرتابة بين نسوة أسرة لوسون لكن لا أحد تحدث بشكل علني عن شيء ولا احد اخبر الشرطة بشيء.
تحول منزل أسرة تشارلز ديفيس لوسون في منطقة جيرمانتاون في ولاية كارولينا الشمالية إلى مزار يرتاده السياح لمشاهدة مكان وأثار المذبحة الرهيبة التي وقعت فيه ولمشاهدة كعكة عيد الميلاد التي صنعتها ماري ولم يمسها أحد فظلت
باقية تذكر باليوم المأساوي الدامي في تاريخ المنطقة.
دخلت قصة المذبحة الرهيبة فى التاريخ الشعبي الأمريكي على هيئة قصة تُحكى وأغاني كما تم إصدار كتب عنها وفيلم سينمائي كذلك.
واصل الناج الوحيد من المذبحة آرثر لوسون حياته بعيدًا عن البيت فتزوج وأنجب أربعة أطفال لكنه مات في حادث سيارة عام 1945 .
لم يعرف أي أسباب منطقية لإرتكاب تشالز للمذبحة المريعة على مدار 60 عام كاملة حتى أصبح الموضوع كله طي الكتمان لكن ...
في العام 1990 وبعد أكثر من 60 عام كاملة على المذبحة فجأة تفجر السر الرهيب الذي لم يكن يعرفه أحد أو هكذا ظن الجميع..
سر تشارلز ديفيس لوسون.
انكشف السر عن طريق امرأة ستينية إسمها ستيلا لوسون .
ستيلا هي ابنة أخو تشارلز لوسون نفسه أي أنها ابنة عم القتلى.
اعترفت ستيلا في العام 1990 أنها سمعت والدتها ونساء أخريات من عائلة لوسون يتحدثن عن مذبحة أسرة تشارلز وعن سر غامض أخبرتهن به فاني زوجة تشارلز.
فاني اكتشفت وجود علاقة محرمة بين تشارلز والابنة ماري ذات 17 عام وكانت صدمة هائلة لها لكنها وقتها لم تبح بالسر حفاظًا على الأسرة .مع الوقت اخبرت والدة ستيلا وبعض نسوة الأسرة ويبدو أن الهمسات وصلت لتشارلز.
طرف آخر تحدث عن العلاقة وقتها وهي فتاة إسمها إيلا ماي جونسون صديقة مقربة من ماري.
ذات يوم خلال الأيام الأخيرة أخبرتها ماري سرًا أنها حامل سفاحًا .وأن هذا الحمل هو من علاقة مع والدها تشارلز.
ماري أخبرت صديقتها أن والدتها تعرف بذلك رغم أن تشارلز قد حذرها من إخبار والدتها أو أي شخص وإلا " سوف يحدث بعض القتل "
وكان هذا هو ما حدث بالفعل .
انتقم تشارلز من أسرته كلها بسبب جريمة شنيعة ارتكبها هو في الأساس ولعله الآن يحترق في نيران الجحيم.
انتقم تشارلز من أسرته كلها بسبب جريمة شنيعة ارتكبها هو في الأساس ولعله الآن يحترق في نيران الجحيم.
تمت.
تحياتي...
أحمدعبدالرحيم
التعديل الأخير بواسطة المشرف: