- التعديل الأخير بواسطة المشرف:
- المشاهدات: 492
- الردود: 2
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
معركة وادي المخازن
( الملوك الثلاثة - القصر الكبير )
~~~~~~~( الملوك الثلاثة - القصر الكبير )
هي معركة :
وادي المخازن .
وهي أيضاً معركة :
القصر الكبير .
وهي معركة :
الملوك الثلاثة .
اختلفت الأسماء وتظل المعركة من الصفحات الرائعة والمشرقة في تاريخ الأمة الإسلامية كلها..
وعلي وجه الخصوص المغاربة..
اليوم نتعرف علي تلك المعركة العظيمة..
،والآن لنعد بالتاريخ إلي...
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
منتصف القرن الخامس عشر الميلادي .
أحداث جسيمة هزت العالم وغيرت مجري التاريخ حدثت
في هذا القرن ..
ففي الشرق ،كانت الإمبراطورية العثمانية في أوج قوتها فغزت قوات محمد الفاتح
القسطنطينية وأسقطت الإمبراطورية البيزنطية، بينما أعلن الفاتح أنه لن يتوقف حتي يربط فرسه في قلب روما.
* وفي الغرب كان السقوط المدوي لدولة الأندلس فقد أسلمت أسرة بنو الاحمر غرناطة لملوك أسبانيا فيرناندو واليزابيث،
في الواقع فإن هزيمة بني الأحمر بغرناطة كانت بشكل ما هزيمة للمغاربة الذين غزوا التواجد الإسلامي بالأندلس على امتداد ثمانية قرون،
هنا وجد البرتغاليون بقيادة ملكهم الشاب الصليبي المتحمس سبستيان
أن الفرصة سانحة للقضاء على المغرب الذي كان قد دخل في صراعات علي السلطة بعد تولي الملك المتوكل علي الله.
الذي بدأ السلطة بقتل وسجن لأفراد من أسرته حتي ينفرد بالحكم ،ثم دخل في صدام مع عمه المعتصم بالله السعدي
فاستنجد الأخير بالعثمانيين والذين أرسلوا له قوة من خمسة آلاف جندي .
* في النهاية انهزم المتوكل علي الله ولجأ للبرتغاليين والذين كانوا يرغبون بالفعل في غزو المغرب لعدة أهداف...
أولاً لأن الأندلس لم تكن قد خلت تماماً من الوجود الإسلامي ،وخشية من تفكير أبناء الموريسكيين المهجرين إلى المغرب في العودة لنجدة المسلمين الذين تعرضوا لأبشع أنواع الاضطهاد على يد محاكم التفتيش،وكذلك العودة إلى ديار آبائهم وأجدادهم .
* ثانيا كانت المغرب بالنسبة لهم بوابة الدخل إلي أفريقيا الغنية بالثروات والمواد الخام الهائلة .
*وأخيراً لأن مواجهة الخطر العثماني في البحر المتوسط، فسيطرت البرتغال ومن خلفها أوروبا على المغرب،سوف تقضي علي أي محاولة عثمانية لمنافسة أوربا في المحيط الأطلسي.
* لكل هذه الأسباب تحركت الجيوش البرتغالية بدعم من الأسبان - رغم رفض ملك إسبانيا الذي هو خال سبستيان ملك البرتغال وتحذيره له من غزو المغرب- كذلك هناك قوات إيطالية وألمانيا أخري في جيش البرتغال، وأصبح لا مفر من المواجهة...
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
* كان السلطة في المغرب الآن في يد المعتصم السعدي والذي كان رجلاً ذكياً محنكا.
كانت القوات البرتغالية التي عبرت إلي المغرب أكثر من 125 ألف جندي مع مدافع وأسلحة حربية ضخمة، وكانت القوات المغربية حوالي 40 ألف جندي ومتطوع، وقد شارك العثمانيين معهم بكتيبة مدفعية علي رأسها قائد فذ .
كان المعتصم يعرف بقوة الغزاة البرتغال، فقرر أن يستخدم ذكاؤه في التعامل مع دون سبستيان الشاب المتحمس والذي نزلت قواته بالفعل الأراضي المغربية، خشي المعتصم بالله من إغارة البرتغاليين علي المدن والمناطق البرتغالية فأرسل له :
"إن سطوتك قد ظهرت في خروجك من أرضك وجوازك العدوة،فإن ثبت إلى أن نقدم عليك فأنت نصراني حقيقي شجاع ”
و كان أن ظل سبستيان ينتظره شهراً كاملا.
* في تلك الأثناء كان المعتصم بالله قد استقر مع قواده علي محاولة جذب البرتغالين إلي وادي المخازن ،كان إختيار ذكي جداً منه حتي يستطيع التغلب علي قلة العدد والعتاد في الجيوش المغربية وحتي يجذب البرتغاليين بعيداً عن أساطيلهم في البحر.
والآن كان الهدف هو كيفية جذب سبستيان بقواته إلي وادي المخازن فعاد المعتصم بالله يرسل إليه :
"إني قطعت للمجيء إليك ست عشرة مرحلة ،فهلا قطعت أنت مرحلة واحدة لملاقاتي"
وكما توقع المعتصم بالله ،تحركت الجيوش البرتغالية إلي وادي المخازن، وهناك بدأت المعركة الحاسمة...
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°عبرت قوات سبستيان قنطرة وادي المخازن وكانت تلك أولي الأخطاء،فقد قامت القوات المغربية بتخريب القنطرة لقطع طريق العودة عليهم .
جاء يوم 5 اغسطس 1578 والجيوش المتقاتلة في مواجهة بعضها ،كان سبستيان في مقدمة جيشه وعلي الميمنة يوجد المتوكل علي الله الذي شارك في المعركة مع البرتغاليين ومعه بضع مئات فقط من الخونة الموالين له.
* لسوء الحظ فقد وقع المعتصم بالله فريسة المرض العضال إلا أن الرجل العظيم تمالك نفسه وقام خطيبا في جيشه فألهب حماسه ثم أحضر أخيه أحمد وأوصاه بما يفعل لو استشهد في المعركة .
* بدأت المعركة بالفعل بين الملوك الثلاثة ،وكان أن سقط المعتصم شهيدا علي حصانه في المعركة إلا أن قواده وأخيه أحمد أخفوا الخبر عن الجيش المغربي واستمر القتال ...
احتدمت المعركة وبدأت الكفة تميل إلي صالح المغاربة وفجأة قتل سبستيان وكانت تلك الضربة القاصمة للبرتغاليين الذين أصيبوا بالذعر وتفرقت قواتهم، وأثناء فرارهم طاردهم المغاربة فقتلوا الآلاف بينما سقط الكثير منهم في النهر فكانوا غرقوا وكان منهم المتوكل علي الله والذي وجدت جثته فيما بعد غريقا في النهر ، وكان أن قام البعض بسلخ جلده وحشوه تبنا وطافوا به ولهذا أطلق عليه ( المسلوخ)
يجب تسجيل الدخول لمشاهدة الوسائط
انتهت المعركة بفوز ساحق للجيش المغربي والقضاء التام علي قوة البرتغاليين وحتي علي كل أفراد العائلة المالكة المصاحبين لسبستيان ولم يبق منهم إلا فرد واحد .
لم تقم قائمة للبرتغال بعدها لمدة مائة عام تقريباً .
وقبل مغادرة أرض المعركة قام المغاربة بمبايعة الأمير أحمد خليفة عليهم وأطلق عليه لقب المنصور .
كانت تلك المعركة نقطة مضيئة في تاريخ المغرب والأمة الإسلامية كلها .
يجب تسجيل الدخول لمشاهدة الوسائط
المصدر :
قصة الحروب الصليبية (راغب السرجاني )
تحياتي ...
أحمدعبدالرحيم.
التعديل الأخير بواسطة المشرف: