- التعديل الأخير بواسطة المشرف:
- المشاهدات: 1,090
- الردود: 3
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
وبدءًا من معنى الاسم: بنو اسرائيل,
مرورًا ببداية وجودهم في التاريخ,
ثم وجودهم في مصر وخروجهم منها وسنوات التيه وبعض الشخصيات الهامة في تاريخهم,
سوف نتعرف معًا علي قصص من تاريخ ...
الذين عبدوا العجل.
8- التوراة
------------------------------------------------8- التوراة
التوراة أو العهد القديم، توراة موسى عليه السلام وتنقسم إلى خمسة أسفار (كلمة سفر تعني كتاب) وهذه الأسفار تمثل شريعة اليهود وهي:
سفر التكوين
سفر الخروج
سفر العدد
سفر اللاويين
سفر التثنية.
- حسب أغلب المؤرخين اليهود فإن التوراة كتبها موسي عليه السلام بعد خروج بني إسرائيل من مصر وذلك - حسب التوراة - بين عامي 1440/1400 ق.م. ويستند أولئك إلى دلائل داخل التوراة نفسها مثل العبارة التي تتكرر كثيرًا في الأسفار الخمسة:
"وقال الرب لموسي "
- هناك من المؤرخين اليهود أنفسهم من يشكك بشدة بل وينفي كون موسي كتب الأسفار الخمسة.
وتاريخيًا لم يتطرق أحد لكيفية تأليف التوراة كما نعرفها اليوم حتى ظهر اللاهوتي ريتشارد سيمون (القرن السابع عشر) الذي رأي أن التوراة ما هي إلا تجميع لعدة وثائق مختلفة، وقد استند في رأيه هذا إلى أن التوراة تتضمن روايات مكررة لنفس الحدث، واستنتج من ذلك أن أصل تلك الوثائق يرجع لموسى وأن عزرا الكاتب– بعد عودته من السبي – قام بنسج الوثائق معاً في وثيقة واحدة هي التوراة بصورتها التي بين يدينا اليوم.
-وكان من بين الباحثين الذين بحثوا في أصل التوراة؛ الألماني يوهان جوتفريد
والذي اهتدى في نهاية بحثه إلى أن موسى ليس له أدنى دور في كتابة أي من الأسفار الخمسة المنسوبة إليه.
سوف نتحدث عن أول أسفار التوراة وهو...
أ- سفر التكوين.
الخلق، الخطيئة و الإنجاز.
تقع روايتا الخلق في صدر الكتاب( وهما روايتان من وجهتي نظر بينهما اختلاف )، أما روايات الخطيئة والعقاب فهن أربع روايات:
سقوط الإنسان الأول وطرده من الفردوس، وقتل قايين لهابيل وحكاية برج بابل، والطوفان ومن الأمثلة التي تتناول الإنجازات:
خلق الكون والإنسان، وغرس جنة عدن، وهي من الإنجازات الإلهية، واشتغال الإنسان بالزراعة والرعي وسائر الحِرف والأنشطة البشرية وهي من إنجازات الإنسان.
القسم الثاني يتناول تاريخ الآباء، يُعد هذا القسم الأخير بمثابة مقدمة لقصة بني إسرائيل ابتداءً من إبراهيم عليه السلام واسحق ويعقوب ويوسف عليهم السلام.
يتحدث هذا السفر عن خلق الله الكون والإنسان منذ البداية حتي زمن يوسف عليه السلام، والآن اخترت أن أقدم لكم أول اصحاح في سفر التكوين كما جاء نصا وهو...
...................................................
- في البدء خلق الله السماوات والارض. وكانت الأرض خربة وخالية، وعلى وجه الغمر ظلمة، وروح الله يرف على وجه المياه. وقال الله: «ليكن نور»، فكان نور. ورأى الله النور أنه حسن. وفصل الله بين النور والظلمة. ودعا الله النور نهارًا، والظلمة دعاها ليلا. وكان مساء وكان صباح يومًا واحدًا.
وقال الله: «ليكن جلد في وسط المياه. وليكن فاصلًا بين مياه ومياه». فعمل الله الجلد، وفصل بين المياه التي تحت الجلد والمياه التي فوق الجلد. وكان كذلك. ودعا الله الجلد سماء. وكان مساء وكان صباح يومًا ثانيًا.
وقال الله: «لتجتمع المياه تحت السماء الى مكان واحد، ولتظهر اليابسة». وكان كذلك. ودعا الله اليابسة أرضًا، ومجتمع المياه دعاه بحارًا. ورأى الله ذلك أنه حسن.
وقال الله: «لتنبت الأرض عشبًا وبقلًا يبزر بزرًا، وشجرًا ذا ثمر يعمل ثمرًا كجنسه، بزره فيه على الارض».
وكان كذلك. فأخرجت الأرض عُشبًا وبقلًا يبزر بزرًا كجنسه، وشجرًا يعمل ثمرًا بزره فيه كجنسه. ورأى الله ذلك أنه حسن. وكان مساء وكان صباح يومًا ثالثًا.
وقال الله: «لتكن أنوار في جلد السماء لتفصل بين النهار والليل، وتكون لآيات وأوقات وايام وسنين. وتكون انوارا في جلد السماء لتنير على الارض». وكان كذلك. فعمل الله النورين العظيمين: النور الأكبر لحكم النهار، والنور الأصغر لحكم الليل، والنجوم. وجعلها الله في جلد السماء لتنير على الارض، ولتحكم على النهار والليل، ولتفصل بين النور والظلمة. ورأى الله ذلك أنه حسن. وكان مساء وكان صباح يومًا رابعًا.
وقال الله: «لتفض المياه زحافات ذات نفس حية، وليطر طير فوق الأرض على وجه جلد السماء». فخلق الله التنانين العظام، وكل ذوات الأنفس الحية الدبابة التي فاضت بها المياه كأجناسها، وكل طائر ذي جناح كجنسه. ورأى الله ذلك انه حسن. وباركها الله قائلا: «اثمري واكثري واملاي المياه في البحار. وليكثر الطير على الارض». وكان مساء وكان صباح يوما خامسا.
وقال الله: «لتخرج الأرض ذوات انفس حية كجنسها: بهائم، ودبابات، ووحوش أرض كأجناسها». وكان كذلك. فعمل الله وحوش الأرض كأجناسها، والبهائم كأجناسها، وجميع دبابات الأرض كأجناسها. ورأى الله ذلك أنه حسن. وقال الله: «نعمل الإنسان على صورتنا كشبهنا، فيتسلطون على سمك البحر وعلى طير السماء وعلى البهائم، وعلى كل الارض، وعلى جميع الدبابات التي تدب على الارض». فخلق الله الانسان على صورته. على صورة الله خلقه. ذكرا وانثى خلقهم. وباركهم الله وقال لهم: «اثمروا واكثروا واملأوا الأرض ، واخضعوها، وتسلطوا على سمك البحر وعلى طير السماء وعلى كل حيوان يدب على الارض». وقال الله: « إني قد أعطيتكم كل بقل يبزر بزرا على وجه كل الارض، وكل شجر فيه ثمر شجر يبزر بزرا لكم يكون طعاما. ولكل حيوان الأرض وكل طير السماء وكل دبابة على الارض فيها نفس حية، اعطيت كل عشب أخضر طعاما». وكان كذلك.
ورأى الله كل ما عمله فاذا هو حَسن جدًا. وكان مساء وكان صباح يومًا سادسًا.
بالطبع هناك الكثير جدا في قصص السفر ما يتشابه مع اساطير وقصص وردت في حضارات الشرق القديم وخاصة الحضارة البابلية .
كما رصدت متناقضات كثيرة في رصد بعض القصص في السفر، وهناك نبوءات وحديث عن أحداث مستقبلية - بالنسبة لزمن كتابة التوراة - لم تحدث أبدًا.
ب- سفر الخروج
-----------------------------------------
" انَا الرَّبُّ الَهُكَ الَّذِي اخْرَجَكَ مِنْ ارْضِ مِصْرَ مِنْ بَيْتِ الْعُبُودِيَّةِ. لا يَكُنْ لَكَ الِهَةٌ اخْرَى امَامِي".
-----------------------------------------
- بداية فبالنسبة للسفر، الرأي الأرجح أن خروج اليهود من مصر تم حوالى عام 1447 ق.م. أثناء الأسرة المصرية الثامنة عشر، أيام تحتمس الثالث، أو في زمن أمنوفيس الثاني، وهناك أيضاً أطروحات بكونه رمسيس الثاني.
- يتتبع السفر سير الأحداث منذ دخل شعب إسرائيل مصر كضيوف ليوسف الذي كان ذو سلطة في مصر، حتى خلاصهم من قيود العبودية القاسية التي أدخلوا فيها بواسطة فرعون جديد بعد زمن يوسف، اضطهد بني إسرائيل بشدة ،وسامهم سوء العذاب وذبح أبنائهم الذكور ثم استعبدهم للعمل في بناء مدينة رعمسيس بالسخرة وتحت العذاب والذل والهوان.
لهذا السفر أهمية خاصة، إذ عرض حياة موسى النبي، الذى صار ممثلًا لبني إسرائيل بكونه متلقي الشريعة والمتكلم مع الله وقائد الشعب في تحريره من العبودية للدخول به إلى أرض الميعاد، عرض تفاصيل حياة موسي النبي ذاكرًا وقائع مثل قتله للمصري وهروبه إلي مدين وزواجه وعودته إلى مصر ولقائه مع بني إسرائيل وإعلان كلام الله له ثم ذهابه وهارون أخيه إلي فرعون ودعوته لرفع يده عن بني إسرائيل وتركهم يرحلوا معه.
كما يصف السفر الضربات التي أوقعها الله على فرعون وقومه من أجل رفضه الخضوع له، وتركه لبني إسرائيل يرحلون عن مصر.
نرى يد الله في معجزات الضربات العشر- حسب التوراة - وقد بدأت تلك الضربات بتمهيد في موقف موسى وسحرة فرعون عندما التهمت عصاه ثعابينهم وأبطل سحرهم.
ثم توالت الضربات ..
الطوفان,
الذباب,
الجراد,
الضفادع,
البعوض,
تحول المياه إلى دم,
الدمامل والبثور,
موت الماشية,
الرعد والبرد والنار,
الظلام.
ثم خلاص شعب إسرائيل، وشق البحر، وهلاك جيش فرعون.
كان هذا في الجزء الاول من سفر الخروج أما الجزء الثاني فهو يخصص لما بعد الوصول إلي البرية في سيناء فبعد ثلاث أشهر من خروجهم، وصل بنو إسرائيل إلى برية سيناء، عندها أوصى الرب موسى بسلسلة من الطقوس الخاصة بتقديس وتطهير الشعب استعدادا لنزول الشريعة على جبل سيناء، وفي اليوم المحدد تجمع الشعب في سفح الجبل وصعد موسى وحده، فاستلم لوحي الوصايا العشر، التي اشتملت إلى جانب أمور أخرى في التوراة: وحدانية الله وعدم الاعتراف بغيره إلهًا، تقديس يوم السبت وأحكامه، إكرام الوالدين والنفس البشرية وأملاكها. يلحق بالنص الأصلي للوصايا العشر أحكام السنة السبتية، والزواج بما فيه المتعدد، وعقوبات القتل والسرقة والزنى، وأحكام الغرباء، والقروض، والتجديف، والنميمة، وأحكام خاصة بالفقراء، والرشوة، والأعياد اليهودية، التعامل مع الأوثان، تنظيم السنهدرين أي مجلس اليهود، وتنظيم الذبائح؛ بعض هذه الأحكام وردت أيضًا في عدد آخر من أسفار التوراة.
كما يتحدث عن الجزء عن التيه في الأرض فرغم أن الله رب إسرائيل قد أعطاهم الخبز من السماء، وماء حلو من الصخر، والانتصار على عدوهم ومذلهم، وكتابة شريعته بيده على الحجر، وحمايتهم ورعايتهم طوال الوقت، إلا أن قوم اسرائيل تذمروا باستمرار وتمردوا ضده.
في الجزء الأخير من السفر توجد أحكام تابوت العهد، وخيمة الاجتماع حيث يوضع تابوت العهد، وأحكام الكهنة وأدوات الطقوس، والذبح ،وقد ظل موسى أربعين يوما وهو يكتب مبادئ الشريعة، فلما تأخر عن الشعب، أخذوا بعبادة العجل الذهبي، فلما رآهم موسى حطم لوحي الشريعة وطحن العجل وذره في الماء، ويروي السفر مراسم توبة بني إسرائيل، وكيف نحت موسى لوحي شريعة جديدين، كما يتحدث الجزء الأخير من السفر عن تنفيذ بني إسرائيل لشريعة الرب.
ويرى بعض الباحثين أن العجل الذي عبده بنو إسرائيل هو عجل آبيس الذي كان يعبده قدماء المصريين.
كان هذا ملخصًا سريعًا لثاني أسفار توراة موسى، سفر الخروج.
ت-أسفار: اللاويين, التثنية والعدد.
-------------------------------------
-------------------------------------
- ما زال الحديث مستمرًا عن أسفار توراة موسى الخمس، سابقا تحدثنا عن سفر التكوين أول أسفار التوراة والذي اختص بالكلام عن نشأة الكون وخلق الإنسان وهبوطه من الجنة ثم الاباء الأوائل لبني إسرائيل ابراهيم واسحق ويعقوب ويتوقف عن زمن يوسف.
ثم يأتي سفر الخروج لكي يتحدث عن خلاص بني إسرائيل علي يد موسي النبي من فرعون وقومه وغرقهم في اليم ،ثم العبور للبرية والتيه فيها وغفران الله لبني إسرائيل بعد تعنتهم وعصيانهم وكفر بعضم.
الآن نتعرض لباقي اسفار التوراة الخمس ونبدئها بثالث الأسفار ...
-------------------------------------
- سفر اللاويين.
يُنسب سفر اللاويين في تدوينه لموسي عليه السلام ويبدئ السفر ب ...
"ودعا الرب موسى وكلمه في خيمة الاجتماع قائلًا"
يتحدث السفر الذي كُتب في البرية عن شريعة بني إسرائيل تفصيليًا التي شرعها لهم الرب فهو يوضح لهم شعائرهم في التوبة والذبائح والقرابين والأعياد وفيه يقول الرب لموسى:
"أحكامي تَعملون وفرائضي تَحفظون لتسلكوا فيها. أنا الرب إلهكم. فتحفظون فرائضي وأحكامي الذي إذا فعلها الإنسان يحيا بها. أنا الرب".
-----------------------------------
سفر العدد ...
جاء الاسم بسبب وجود إحصاء لشعب بني إسرائيل فيه.
يتحدث هذا السفر عن قصة تيه بني إسرائيل في برية سيناء خلال ٣٨ سنة وثلاثة شهور- كما ذكر- كان الرب يهتم بهم بينما قابلوا هم حُب الرب لهم بالتذمر والتمرد أحيانًا علي موسى وهارون عليهما السلام، وبينما كان الرب أمرهم بالوصول إلى أورشليم كانوا يشعرون بالحنين للعودة لأرض العبودية، استمرت الرحلة حتي وصولهم الي كنعان ودخول موآب وعبور الأردن استعداداً للعودة إلي أورشليم.
ومما ذُكر في هذا السفر فريضة البقرة الحمراء (وهو موضوع هام ويختلف عن قصة بقرة بني اسرائيل الصفراء الواردة في سورة البقرة وسوف يكون هناك مقال عنه إن شاء الله).
------------------------------------
أما خامس أسفار التوراة فهو ...
سفر التثنية.
- تُشير المصادر اليهودية إلى أن نص السفر عثر عليه عزرا عند عودة اليهود من سبي بابل إلي أورشليم، فأطلقوا عليه اسم التوراة.
ثم شملت التسمية جميع الأسفار الخمسة الأولى المنسوبة إلى موسى، ولكنه دعي باسم التثنية ثم دعي باسم تثنية الاشتراع ومن الواضح أن أصل التسمية تأت من كونه سفرًا تشريعيًا تكتمل معه الشريعة اليهودية، ولا يمكن فهم أحداث سفر التثنية دون الاطلاع على الأسفار التي سبقته خصوصًا سفر الخروج وسفر اللاويين.
كانت تلك نظرة سريعة علي اسفار التوراة الخمسة المنسوبة إلي موسى عليه السلام.
9-هارون النبي عليه السلام.
--------------------------------------------
هو: هارون بن عمران بن يصهر بن قاهث بن لاوي بن يعقوب بن إسحق بن إبراهيم عليهم السلام.
أخو موسى عليه السلام.
وُلِد هارون عليه السلام في مصر القديمة أثناء إقامة بني إسرائيل فيها في القرن الخامس عشر قبل الميلاد، لم يكن وقتها فرعون يقتل أبناء بني إسرائيل، فعاش مع والده عمران ووالدته وأخته مريم ثم ولد موسى ونعرف قصته.
وفي رواية أخري أن هارون ولد بعد موسى في عام لا يقتل فيه الذكور .
حين نزل جبريل الأمين عليه السلام بالرسالة إلى موسي عليه السلام وأمره الله تعالى بالذهاب إلى فرعون فطلب موسي من ربه أشياء:
" قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي* وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي * وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي * يَفْقَهُوا قَوْلِي * وَاجْعَل لِّي وَزِيرًا مِّنْ أَهْلِي * هَارُونَ أَخِي * اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي * وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي * كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا * وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا * إِنَّكَ كُنتَ بِنَا بَصِيرًا * قَالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَى}سورة طه.
وكان من فضل الله تعالى على موسي أن استجاب دعوته حين تضرع إليه قائلا:
"وأخي هارون هو أفصح منى لسانا فأرسله معي) فاستجاب الله تعالي له:
(ووهبنا له من رحمتنا أخاه هارون نبيا) .
ذهب موسى وهارون إلي فرعون وباقي القصة نعرفها.
قاد موسى وهارون -الذي كان بمثابة وزيرًا له- بني إسرائيل إلي الخروج من مصر وغرق فرعون وجنوده في اليم.
وفي رحلة الخروج وبعد أن تجاوزا اليم عانى هارون كما عانى موسي الأمرين من كُفْر وجحود بني إسرائيل، ونعلم قصة صعود موسى لمناجاة ربه وعند عودته وجد بني إسرائيل وقد عكفوا علي عجل من ذهب يعبدونه دون الله تعالي وكان السامري قد جمع الذهب من نسائهم وصنع لهم العجل.
غَضِب موسى غضبًا شديدًا وقتها وألقى الألواح - التي كان قد كتب فيها وصايا ربه- وانطلق إلى أخيه ووزيره هارون يسحبه من لحيته ورأسه.
" وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَىٰ إِلَىٰ قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِن بَعْدِي ۖ أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ ۖ وَأَلْقَى الْأَلْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ ۚ قَالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُوا يَقْتُلُونَنِي فَلَا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْدَاءَ وَلَا تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ " 150 سورة الأعراف.
وباقي قصة السامري نعرفها .
بعد ذلك بفترة وعندما طلب موسى من بني إسرائيل أن يدخلوا معه الأرض المقدسة رفضوا ذلك وقالوا له:
"قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَدًا مَا دَامُوا فِيهَا فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ (24) قَالَ رَبِّ إِنِّي لَا أَمْلِكُ إِلَّا نَفْسِي وَأَخِي فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ" 25 (سورة المائدة)
وكان أن حَكَم الله عليهم بالتيه في الأرض أربعين سنة فقيل أنهم كانوا يظلوا يسيرون أيامًا متواصلة ثم يجدوا أنفسهم في النقطة التي تحركوا منها، أربعين سنة كاملة علي هذه الحال في التيه، وقد جاء أن سُنَّة الله تعالى من تلك السنوات أن يموت في التيه القوم الفاسقين العصاة لموسى وهارون وربهم ويُولد جيل جديد تربى علي أيدي الأنبياء.
وفي سنوات التيه مات هارون ومات موسي أيضًا عليهما السلام، إلي هنا والقصة موثقة وشبه مؤكدة أما قصة موت هارون التي سوف أوردها الآن فرغم وُرودِها في أكثر من مرجع إلي أنها ليست مؤكدة علي الإطلاق وقد تكون مجرد اسرائيليات ليس أكثر.
والقصة كالآتي ...
وردت أكثر من رواية في موت هارون عليه السلام:
خرج موسى وهارون معًا أثناء سنوات التيه ذات يوم إلي جبل ونام هارون فقبضه الله تعالى إليه، فدفنه موسي في الجبل, وعاد وحيدًا إلي قومه، فقالوا له:
يا موسى إنك قد قتلت هارون لأننا نحبه ونجله أكثر منك.
فأراد موسى أن يُبرأ نفسه فاصطحب مجموعة منهم وذهب إلي قبر أخيه فناداه فرد الله تعالي في هارون الروح فأخبرهم أن موسى لم يقتله ثم مات.
وفي رواية أخرى:
أنه أثناء سير موسى وهارون إذ وجد هارون سريرًا فنام عليه فارتفع إلى السماء وعندما عاد موسي إلي بني إسرائيل اتهموه بقتل أخيه، فصلى موسى لربه وهو حزين من اتهامهم، فجاءت الملائكة تحمل سرير هارون ورآه بني إسرائيل وعلموا أن موسي لم يقتله وهكذا برأه الله من اتهامهم .
هناك روايات أخري تدور في نفس الإطار حول موت هارون عليه السلام واتهام موسي بقتله.
استدل بعض المفسرين الذين ساقوا تلك الروايات بالآية الكريمة :
" أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَىٰ فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا ۚ وَكَانَ عِندَ اللَّهِ وَجِيهًا "69 (سورة الأحزاب)
وفسروا الأذى بأنه الاتهام بقتل أخيه هارون عليهما السلام.
هذا ما جاء في قصة موت هارون النبي عليه السلام.
وأما المؤكد هو أن هارون وموسى ماتا اثناء التيه قبل دخول بني إسرائيل إلى الأرض المقدسة.
10-يوشع بن نون
-------------------------------------
-------------------------------------
كلنا نعرف قصة نبي الله موسى مع الخضر حين ذهب للقائه واصطحب معه فتاه وقصة الحوت، هذا الفتى هو يوشع بن نون كان وقتها شابًا صغيرًا وكان له دور عظيم في تاريخ بني إسرائيل كما سنعرف حالًا ..
--------------------------------------
خرج موسى وهارون عليهما السلام من مصر مصطحبين بني إسرائيل ومنقذين إياهم من استعباد فرعون لهم، لم يمض وقت طويل على الخروج فطلب منهم موسى عليه السلام أن يذهبوا معه لقتال الكنعانيين في فلسطين فكان ردهم أن:
اذهب أنت وربك فقاتلا، إنا ها هنا قاعدون.
فغضب الله عليهم غضبًا شديدًا فحُكِم عليهم بالتيه في الأرض أربعين سنة.
كانت الحكمة من ذلك أن يفنى الجيل الفاسق العاصي منهم ويخرج جيل جديد تربى علي أيدي الأنبياء حيث كان فيهم موسى وهارون ويوشع بن نون.
وخلال سنوات التيه مات موسى وهارون وأصبح نبيهم يوشع بن نون.
هو يوشع بن نون من سبط افرايم بن يوسف بن يعقوب عليهم السلام، لمَّا مات موسى وهارون قادهم بعد سنوات التيه لقتال العماليق في أريحا لدخول بيت المقدس، وكان لهذا النبي كرامة لم يؤتها احد قبله.
عن الإمام أحمد عن أبي هريرة أن رسول الله عليه والصلام والسلام قال :
"ان الشمس لم تُحبس لأحد إلا ليوشع بن نون ليالي سار إلى بيت المقدس "وكان هو النبي الذي دخل بيت المقدس مع بني إسرائيل ومكث فيهم ملكًا ونبيًا عليهم بضعة سنوات يقيم فيها شرع الله .
عقب نهاية سنوات التيه الأربعين جاءت البشري من الله بعفوه عنهم وأن يدخلوا إلى الأرض المقدسة فقادهم يوشع بن نون الي أريحا ومنها الي بيت المقدس وأمرهم الله أن يدخلوا علي العماليق المدينة فدخلوها فانتصروا، ورغم نصر الله وتأييده لهم إلا أن كُفرهم واستهزاءهم بأوامره وكأنه حُفِر في قلوبهم فلما أمرهم نبيهم أن يدخلوا المدينة سجَّدا ويقولوا "حطة" واللفظ يقصد به أن يطلبوا من الله تعالي أن يحط عنهم خطاياهم.
بدلوا القول والفعل فدخلوها بظهورهم وقالوا "حنطة" سخرية واستهزاءًا فأصابهم الطاعون فقُتل منهم الآلاف من الظالمين فتاب الباقون واستغفروا الله لما رأوا العذاب والسخط.
واستقروا في الأرض المقدسة وكان يوشع هو نبيهم وملكهم حتي مات.
------------------------
* هناك مقولة أخرى تقول أن يوشع قادهم فقط الي أريحا وما حولها وله ذكر هام في جبل يدعى (جيرزيم) في نابلس يقدسه ويحج إليه طائفة اليهود السامريين، علي اعتبار أنه الموضع الذي اجتمع فيه نبيهم يوشع بشعب إسرائيل القديم، وأنه مات ودُفِن هناك بينما من أكمل مسيرته هو نبي آخر قبل أن يملكهم طالوت ويقتل داوود عليه السلام جالوت زعيم الكنعانيين، وأن داوود هو من دخل بيت المقدس بعد ملكه بني إسرائيل.
وهذا ما ذكر في شأن نبي الله يوشع بن نون حفيد يوسف بن يعقوب .
11-قصة عُزيرْ اليهودي الصالح.
----------------------------------------------
قال تعالى:
"أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ فَانْظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانْظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْماً فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ"
(259 البقرة)
وقد ورد ذكره في القران الكريم في موضع آخر حيث قال الله تعالى ( وقالت اليهود عزير ابن الله) وها هي قصته...
------------------------------------
عزير رجل صالح - وبعض الأقاويل قالت بنبوته في بني إسرائيل - قيل إن نسبه يعود إلى لاوي بن يعقوب عليه السلام (ولمن لا يعرف فإن سبط لاوي كانوا رجال دين وحاخامات يهود)خرج ذات يوم الي بستان له بعيد واستمر فيه إلى الظهيرة فقطف بعض الثمار الناضجة وركب حماره وهو عائد إلى بيته ضلَّ الطريق، دخل في قرية غريبة، يرى آثار أهلها ولكن لا توجد فيها حياة إطلاقًا، القرية كلها ميتة، جلس إلى جوار جدار، اخرج طعامه ووضعه في إناء يحمله، كان مرهقًا بشدة أسند ظهره للجدار دون أن يأكل وحماره واقف بجواره، نَظَر إلى البيوت والشوارع الفارغة من الحياة وحدَّث نفسه..
"أنى يُحيي هذه الله بعد موتها" راح في ثبات عميق ثم ........
-------------------------------------
استيقظ مندهشًا ينظر حوله، وجَدَ أمامه من يحدثه، لم يجد حماره، قال له الرجل -الذي لم يكن إلا ملاكًا أرسله الله ليكلمه:
- كم لبثت ؟
- لبثت يومًا أو بعض يوم.
- بل لبثت مائة عام.
ذُهِل عزير من جملة الملاك فأكمل الأخير:
انظر إلى طعامك! مازال نضرًا طازجًا بقدرة الله.
- نظر إلى طعامه وزادت دهشته، وسأل الملاك:
- أين حماري؟
- هذه العظام البالية هي ما تبقي من حمارك.
وجد عزير عظام حماره البالية بجواره فأكمل الملاك:
انظر إلى قدرة الله كيف يحيي الموتى!
وأمام عينيه تركبت عظام الحمار واكتمل هيكله ثم كساها الله لحمًا وأكمل شكله وعاد حماره إلى ما كان عليه.
رد عزير قائلًا: أعلم أن الله علي كل شيء قدير.
انتهت قصة عزير مع الملاك وركب حماره وعاد إلى قريته، كان في نفس السن والشكل والهيئة كما اماته الله تعالى منذ مائة عام وهو في سن الأربعين ولكن الزمن جرى مائة عام للأمام.
دخل قريته بحماره .....
كان الزمن كفيل بتغيير الكثير جدًا، مات أناس وطَعن أناس في السن، تركهم أطفالًا، مشى عُزير نحو بيته وهناك وجد عجوز طاعنة في السن، لا تكاد ترى, سألها عن عزير وبيته فأخبرته بأن هذا بيت عزير ولكن الناس نسته منذ سنوات طويلة بعد أن اختفي ولم يعثروا عليه. بحث عن ذريته وقابل رجلًا عجوزًا تجاوز المائة بسنوات تعرَّفَه، لقد كان ابنه وتعرف الابن العجوز والده الشاب.
انتشر الخبر بسرعة في القرية فتجمع أهلها جميعا حوله، وهم يرون المعجزة التي أمامهم، وكان عزير رجلًا صالحًا فأخبرهم بقصته كما وقعت وكيف رأى قدرة الله في احياء الموت .
وبدلا من أن يزداد ايمانهم بالله تعالي، حولوا المعجزة الي باطل وقالوا زورا وباطلًا وكذبًا أن "عزير بن الله"
تلك كانت قصة عزير ،الرجل الصالح من بني إسرائيل.
-------------------------------------------------------
خاتمة
- تلك كانت بعض القصص من تاريخ بني اسرائيل وما زال هناك الكثير والكثير منها في كتب قادمة ان شاء الله سوف نتعرف عيها.
تحريت الدقة قدر الإمكان في تجميع المعلومات واوردت دائمًا القصة على الوجوه المذكورة وفي نهاية الكتاب سوف تجدون مراجع المقالات لمن اراد المزيد.
تمنياتي أن تكون مجموعة المقالات قد أعجبتكم, ولنا لقاء اخر ان شاء الله لاستكمال نفس السلسة.
------—--------—---------—--------—--------
المراجع:
الفكر العقائدي اليهودي (سامي الامام)
أنبياء الله ( احمد بهجت )
تفسير ابن كثير.
البداية والنهاية (ابن كثير)
خواطر الشيخ الشعراوي.
حياة بنى إسرائيل في مصر بين حقائق الدين ومصادر التاريخ (هشام سرايا )
فرعون موسي (عاطف عزت )
التفسير بالمأثور. ( السيوطي )
سفر التكوين.
بندكتي، روبير.التراث الإنساني في التراث الكتابي. بيروت: دار المشرق.
العبادات في الديانة اليهودية ( عبد الرزاق الموحي)
فلسطين التاريخ المصور (طارق السويدان )
تحياتى... أحمد عبد الرحيم
التعديل الأخير بواسطة المشرف: