- التعديل الأخير بواسطة المشرف:
- المشاهدات: 982
- الردود: 3
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
- تصنيف الجاسوسية
- جاسوسية عربية إسرائيلية
سم الأفعى.
☆ اسمه عزرا ناجي زلخا...
يهودي عراقي من مواليد مدينة الموصل شمال العراق عام 1927،في العام 1952 تزوج عزرا واحب زوجته بشدة ولكنها ماتت بعد عام واحد وتركته وحيدًا بائسًا لا يتذوق للحياة طعم حتى قابلها هي...
☆ اسمها روان بوشاط..
ابنة تاجر متجول يقوم ببيع أقمشة وروائح وأشياء أخرى متجولًا في الأحياء الفقيرة ،في الفترة الاخيرة أصبح بوشاط يركز بشدة في تجوله وتجارته على الأحياء اليهودية.
- في مكان ما ولسبب ما التقيا معًا عزرا وبوشاط وعندما زار عزرا بوشاط في بيته ورآها خلبت لبه وأسرته بالفعل...
كانت روان زهرة يانعة، باهرة الجمال متفجرة الأنوثة أنسته في لحظة زوجته وما عاش بعدها من سنوات البؤس، ومنذ تلك اللحظة أصبح هدفه الوحيد في الدنيا أن يتزوجها...
وكان والدها الثعلب اليهودي العجوز قد لاحظ ذلك بشدة ولم يمانع به ولكنه طلب من عزرا طلبًا هامًا في مقابل زواجه من ابنته..
أن يقوم عزرا بمحاولة إقناع كل من يعرفهم بالسفر إلى إسرائيل. وعلى الفور وافق عزرا على الطلب.
في هذه الأثناء كانت هناك ضجة إعلامية مشتعلة بين الإذاعات العربية التي تتحدث عن الكيان الغاصب لأرض فلسطين على أنه كيان إرهاب واجرام وأنه الجحيم بنفسه وبين الإذاعة العبرية للكيان الصهيوني التي تتحدث عم أحقية يهود العالم في أرض فلسطين وتطلب منهم الهجرة إليها.
خلال شهور قليلة كان عزرا قد تمكن من إقناع بعض العائلات اليهودية بالهرب إلى فلسطين المحتلة.
كان طريق الخروج يمر عبر شمال العراق إلى إيران حيث يستقبلهم ضباط حدود إيرانيين وضباط موساد يقومون باصطحابهم إلى فلسطين المحتلة.
في البداية مارس عزرا اللعبة تلبية لرغبة بوشاط لكي يفوز بروان وبالفعل تزوجها ولكنه احب الدور الذي لعبه، في الواقع أصبح يشعر بأنه يقوم بدور قومي هام لبني قومه.
مات بوشاط وكان على الموساد التعامل مباشرة مع عزرا وهذا ما حدث بالفعل.
وأصبح عزرا يقابل عملاء الموساد ويتلقى التعليمات الجديدة منهم ويوصل ما لديه من معلومات ويتلقى الأموال والتدريب.
كان هدف عزرا الرئيسي هو تهريب يهود العراق إلى فلسطين المحتلة وبالفعل في خلال عامين فقط كان عزرا قد تمكن من تهريب ما يقرب من 400 عائلة يهودية .
أحرز الرجل تقدمًا هائلًا في عمله التجسس والتهريب وكانت مكافأة الموساد له ...
تم منحه رتبة عسكرية في الجيش المحتل تضمن له ولأسرته مرتب محترم عندما يهاجر إلى فلسطين المحتلة بعد انتهاء مهمته.
كما تم تدريبه وتسليمه جهاز لاسلكي متطور.
خلال وقت قصير جدا كان الرجل قد أتقن اللعبة وبشدة وأصبح له اصدقاء في الكثير من فئات المجتمع العراقي وأصبح يرسل فيض من المعلومات أذهلت مسؤولي الموساد أنفسهم وجلبت عليه رضاهم وكذلك
الأموال الطائلة التي حصل عليها منهم والتي جعلته يبدل نظام حياته وانفاقه.
وبدأت مرحلة جديدة في حياة الجاسوس عزرا.
كان قد أقام علاقة صداقة مع موظف هام في وزارة الخارجية العراقية وجاء "كامل" لزيارة عزرا وفور أن رأى روان سحرته بجمالها.
لم يمانع عزرا ان تساير زوجته روان كامل حتى يستطيع تجنيده وبالفعل
سلمت روان جسدها لكامل وفي أيام قليلة كان الرجل قد سقط في بئر الخيانة وبدأت الوثائق السرية تتدفق على عزرا من مقر وزارة الخارجية العراقية.
ويبدو أن لعبة تجنيد العملاء باستخدام جسد روان قد أعجبت عزرا وروان نفسها فقررا تكرارها..
هذه المرة كان المطلوب هو تجنيد ضابط شاب يعمل في المطار يسكن في المنزل المواجه لمنزل عزرا مباشرة ...
وسقط الضابط الشاب الصغير بالفعل وبسرعة في شباك الأفعى روان وفي غرامها وبدأت المعلومات الخطيرة
وتدفقت من خلاله، المعلومات الأكثر سرية عن المطار، وطائرات الشحن المحملة بالمعدات العسكرية، التي تفرغها في أماكن خاصة تخضع لإجراءات أمنية مشددة، وكذلك أعداد الخبراء السوفييت والتشيك الذين يتوافدون ويغادرون، والرحلات السرية لطائرة الرئاسة.
أصبح لدى روان وعزرا شبكة خطيرة وهامة من الجواسيس رغم ما كانت تنشره الصحف العراقية من أخبار عن سقوط وإعدام جواسيس للموساد في العراق فإن ذلك لم يؤثر إطلاقا في نشاط الشبكة.
وخلال ثلاثة أعوام من العمل في الجاسوسية اعترفت روان أنها جندت وحدها ثلاثة عشر موظفاً عاماً في مواقع مهمة.
أربعة منهم ضباط في الجيش العراقي.. وضابط بأمن المطار. . وستة آخرين يشغلون مناصب إدارية بالوزارات المختلفة.
جميعهم سقطوا في قبضة روان بفضل لغة الجسد والإثارة. وتدفقت بواسطتهم أسرار العراق أولاً بأول الى إسرائيل.
فيما بعد انتقل شبكة عزرا وروان إلى مستوى آخر أهم وأخطر من العمل أهل العراق.
☆ كان عزرا قد اشترى منزلا جديدا في حي الكاظمية مكون من طابق واحد ملحق به حديقة خلفية كبيرة وخلفه منطقة مهجورة من الأحراش الممتدة، وثبت في بيته تلسكوب يمكنه من رؤية المنطقة ومسحها قبل خروجه أو قبل زيارة أحد عملائه.
أصبح هذا البيت غرفة عمليات هامة لتجنيد العملاء والسيطرة عليهم والذين كانوا يسقطون غالبًا مارين على جسد روان ونقود عزرا.
☆ ولكن من المؤكد أنه ليس كل البشر متماثلين وليس كل الرجال خونة تغويهم الأجساد العارية الفاتنة والأموال و الغريزة مقابل خيانة الوطن
ومن سوء حظ روان وعزرا أن ضحيتهم التالية كان من تلك النوعية الوطنية أو أنه من سوء حظ الرجل نفسه أنه سقط بين يدي تلك الشبكة الجهنمية الحقيرة...
☆ اسمه حسين علي عبد الله
يعمل طبيب في الجيش العراقي برتبة نقيب.
خطط عزرا لضمه لشبكته، وبما أن الشاب كان أعزب فلم يكن هناك أفضل من جسد روان يقدمه له وهذا ما حدث.
تم استدعاء النقيب دكتور علي للكشف على عزرا وفي الأثناء قابلته روان واستطاعت اغواءه وفي فراشها سقط الرجل دون مقاومة، وتكررت زياراته لروان وعزرا وفي أثناء الحوارات المشتركة
تفوه الرجل ببعض المعلومات والآراء عن السياسة والجيش وبالطبع تم تسجيل المشاهد الحميمية له مع روان مع كل ما قال وفي الوقت الذي ظنت روان أنه أصبح خاضعًا لها تمامُا.
وفي لحظة نشوة فاتحت روان النقيب حسين بحقيقتها ورغبتها أن يعمل لصالحهم.
شعر الرجل بذهول للحظات ولكنه لم يستغرق الكثير من الوقت في التفكير فقد أدرك أنه بين أحضان جاسوسة محترفة وفي وكر للجواسيس.
انتفض بشدة واستنكر بعنف ما تريده منه بل وظل يسبها ويهددها.
هددته بتسجيلاته الجنسية وكلامه عن الجيش والسياسيين لكن الرجل لم يرضخ لها وظل يهددها بل إنه هجم عليها يكبلها محاولًا اقتيادها للسلطات، كان حسين يظن انها بمفردها في البيت كما أوهمته ولكن ما حدث أن عزرا اقتحم الغرفة عليهما شاهرًا مسدسه وقبل أن يأتي حسين بأي تصرف كان قد أطلق عليه النار فأرداه قتيلًا.
وبدم بارد تم دفن الرجل في حديقة المنزل.
☆ واصل عزرا ناجي زلخا نشاطاته التجسسية بلا توقف وقد وصل لمرحلة من النادر أن يصل إليها جاسوس آخر في أي دولة فقد أصبحت شبكته منتشرة في كل مؤسسات العراق الحيوية تمد الموساد بتفاصيل ما يجري بشكل يومي في العراق.
كان مسؤولي الموساد في ذهول حقيقي من هذا الكم من المعلومات المتدفق عليهم من خلال شبكة عزرا وهذا ما جعلهم يفكرون في تكليفه بمهمة على أقصى درجة من الأهمية والخطورة بالنسبة للدولة الإحتلال في فلسطين..
تجنيد طيار عراقي للهرب بطائرته الحربية الميج 21 الخطيرة التي زود بها الإتحاد السوفيتي جيوش كل من مصر وسوريا والعراق إلى فلسطين المحتلة.
كانت الموساد قد فشل في تلك المهمة في مصر وكذلك سوريا.
(تم كتابة القصة كاملة في مقال سابق بعنوان: العملية 007)
وبالفعل بدأ عزرا وروان يلقون شباكهم حول طيار عراقي يدعى شاكر محمود يوسف .
لكن الرجل كان مراقبًا بالفعل من جهاز المخابرات الأمريكية CIA أثناء قيامه ضمن مجموعة من الطيارين العراقيين اوفدتهم الدولة للتدريب في الولايات المتحدة وهناك قامت المخابرات الأمريكية بمحاولة تجنيده عندما علمت بكونه أحد طيارين الميج 21 وذلك بعد أن تم اغتيال إثنين من زملاؤه رفضوا العمالة والتجنيد.
كانت عميلة المخابرات الأمريكية "كروثر هلكر" الفاتنة قد ألقت بشباكها حول الطيار وأقامت معه علاقة غرامية حميمة.
قامت الحكومة العراقية بسحب باقي البعثة الجوية قبل انتهاء فترة التدريب من الولايات المتحدة كروث الأمريكية بعد مقتل بعضهم.
فعاد النقيب شاكر إلى بغداد ولكن كروثر لم تتركه بل سافرت خلفه إلى العراق.
وهناك استأجر لها شاكر شقة مفروشة في منطقة الكرادة الشرقية تطل على نهر دجلة وكان يلتقي بها بعيد عن الأعين.
بالطبع كان هناك تنسيق بين جهازي الموساد وال CIA ولذلك تم إعلام عزرا بطبيعة مهمة كروثر كما طلب منه التدخل وقت اللزوم في المهمة.
كانت كروثر حتى تلك اللحظة لم تفاتح شاكر في موضوع الهروب بالميج ولكن المخابرات وجدت أن الوقت قد حان لذلك.
و في شقة الكرادة تحدثت كروثر مع شاكر عن منظمة عالمية للسلام ترغب في تعاونه معهم ولكن الرجل ثار ثورة عارمة عليها عندما فهم ما ترمي إليه.
فما كان من العميلة إلا أن القت بكل أوراقها امامه...
أخبرته بحقيقة هويتها والمهمة المكلفة بها وعرضت عليه مليون دولار مقابل الهروب بالميج 21 إلى إسرائيل وكذلك هددته بالتسجيلات
الجنسية له معها.
لكن الرجل رفض الرضوخ لأي تهديد أو إغواء بأي شيء، بل انه انقض على كروثر وانهال عليها ضربًا وهنا جاء دور عزرا الذي تدخل وقتل شاكر لمسدسه الكاتم للصوت بالضبط كما فعل من قبل مع الضابط حسين.
☆ ويبدو أن تلك كانت بداية النهاية لشبكة عزرا،
فبعد هذا الموقف هربت كروثر من العراق إلى لندن بسرعة بينما قام عزرا بإخفاء آثار الجريمة، لكن الشرطة اكتشفتها يوم 6 يوليو 1965 أي بعد الحادث بأسبوع وفي تلك الأيام كان عزرا يعيش أسوء أيام حياته.
فكر عزرا أن الموساد سوف يتخلص منه بنفس الطريقة هو وروان بسبب فشل تجنيد الطيار واخفاءاً لآثار العملية فقام بتعطيل جهاز اللاسلكي واختبأ في شقة بعيدة لشهور لا يخرج هو أو روان منها.
وما أن جاء يناير 1966حتى كان أمر شبكته قد انكشف ضمن تسع شبكات تجسس كشفتها المخابرات العراقية التي تسمى المكتب الثاني ولكن عزرا لم يكن يعلم بذلك بسبب إنقطاع علاقته بشبكته طوال الخمسة أشهر السابقة.
بعد مرور تلك الفترة كان عزرا قد اطمئن قليلا لعدم حدوث شيء وذات يوم عاد مع روان إلى بيت الكاظمية ليطمئن عليه وأخرج أجهزة التجسس يتفقدها وعند الفجر كانت قوات الأمن تطوق البيت بكل حذر وتقتحمه لتقبض على أخطر جواسيس عرفهم العراق في تاريخه.
حُكِم على الأفعى روان وزوجها عزرا وتسعة آخرين من أفراد الشبكة بالإعدام شنقًا وعلى خمس عسكريين بالإعدام بإطلاق الرصاص.
وهكذا إنتهت إحدى أسوء شبكات التجسس والخيانة في تاريخ العراق.
تحياتي .
أحمد عبد الرحيم..
التعديل الأخير بواسطة المشرف: