- التعديل الأخير بواسطة المشرف:
- المشاهدات: 737
- الردود: 2
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
لغز ناتاشا كامبوش.
هل قرأت عن حالة تسمى
" متلازمة ستوكهولم "؟
في البداية
دعني أحدثك عنها باختصار ...
عام 1973 قام لصوص بسطو مسلح على بنك " كريديت بانكين " في العاصمة السويدية ستوكهولم،
لم تمر العملية كما خططوا لها لكنهم اضطروا لإحتجاز رهائن .
أربعة أشخاص بالتحديد تم احتجازهم ، طالت العملية حتى استمرت 6 أيام لكن الشرطة تمكنت في النهاية من تحرير الرهائن وإلقاء القبض على اللصوص لكن ما حدث بعد ذلك كان مذهلًا ...
أمام الشرطة رفض الرهائن الشهادة ضد المختطفين بل انقلب الأمر إلى تعاطف معهم وصل لحد جمع تبرعات لتوكيل محامي للدفاع عنهم.
دهشة كبيرة سادت كل الأوساط من تعاطف الرهائن مع المجرمين،
أطلق العلماء على الحالة وقتها " متلازمة ستوكهولم "وأصبحت حالة معروفة.
قصة الليلة هى تطبيق فعلي بشكل غريب للمتلازمة.
▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎ناتاشا كامبوش،
طفلة نمساوية جميلة،
عمرها 10 سنوات،
تسكن في فيينا ، تعيش الطفلة حياة مضطربة بين والديها حيث كان بينهما خلافات عميقة وكان والدها
يتعامل معهما بقسوة وعنف وخاصة والدتها ورغم ذلك كانت الفتاة متفوقة في دراستها، تحمل الكثير من الآمال والطموحات للمستقبل.
صباح يوم 2 مارس عام 1998 ذهبت ناتاشا لمدرستها ولكنها لم تعود بعدها إلى البيت.
شعرت الأسرة بالقلق وبدأت تسأل عنها زملائها في المدرسة وأصدقائها لكنها لم تكن موجودة عند أي منهم.
بدأ البحث عنها وأبلغت الأسرة الشرطة التي بدأت تبحث عن الفتاة في الجوار لكن بدون أن يجدونها.
أثناء استجواب الشرطة للأسرة اكتشفوا شيء غريب .
في نفس اليوم الذي اختفت فيه الفتاة كان معها جواز سفرها .
كانت معلومة مدهشة لكنهم سرعان ما تأكدوا من المدرسة أن رحلة مدرسية إلى خارج النمسا سوف تقوم قريبًا وأن ناتاشا مشاركة فيها .
سرعان ما تقدم تلميذ من المدرسة بشهادته للشرطة .
قال التلميذ أنه شاهد سيارة بيضاء اللون تتوقف بجوار ناتاشا أثناء سيرها في طريق جانبي،
تبادل معها سائق السيارة كلمات قليلة بعدها فتحت باب السيارة وركبت معه.
لم يكن أمام الشرطة أي خيط للتحرك فيه إلا شهادة الصبي فأخذتها على محمل الجد وبدأت حملة بحث وتفتيش في كل أنحاء العاصمة عن السيارة البيضاء التي وصفها الفتى
لكنها وبعد تفتيش مئات السيارات والتحقق من أصحابها لم تصل إلى أي معلومة عن ناتاشا ولا أي طرف خيط .
في هذه الأثناء جرت اتهامات متبادلة بين والدها ووالدتها عن تهريب الفتاة خارج البلاد .
لكن لم تثبت الشرطة أي شيء من ذلك وسرعان ما استبعدت الشك في الوالدين .
مع مرور الأيام ثم الشهور لم تظهر أي
معلومة عن ناتاشا ولا أي خبر عنها حية أو ميتة حتى أن والدها صدق إشاعات عن هروب الفتاة الصغيرة مع حبيب لها
كان طبع الرجل القاسي الجاف ومعاملته السيئة معهم جعلته يصدق أن ناتاشا هربت من البيت على صغر سنها مع حبيب لها.
بالنسبة للشرطة أصبح الإنطباع أن الفتاة التي يبدو وكأنها تبخرت في الهواء تم قتلها ودفن جثتها أو تهريبها
إلى خارج النمسا ولن يصل أحد إليها مرة أخرى.
لكن السؤال الآن:
ماذا حدث بالفعل لناتاشا؟
▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎ماذا حدث بالفعل لناتاشا؟
▪︎وولفجانج بريكلويل ،مهندس كمبيوتر.
في الثلاثينات من عمره، غير متزوج ولا لديه حبيبة، يسكن بمفرده في بيته، شخص غريب الأطوار إلى حد ما، يسكن في منطقة غير بعيدة عن منزل ناتاشا في فيينا.
لا نعرف إذا كان يعرف ناتاشا من قبل بشكل ما أو أنه كان في هذا اليوم يبحث عن أي فتاة.
لا ...
لم يكن الهدف هو
في هذا الصباح توقف وولفجانج بجوار ناتاشا بسيارته وبابتسامة برئية عرض عليها أن يوصلها إلى المدرسة التي كما قال في طريقه.
لم يكن شكله ولا طريقته يبدو كمجرم من أولئك الذين تشاهدهم الفتاة الصغيرة في الأفلام لذلك ركبت معه.
لا تعرف ماذا حدث بعد ذلك؟ لكنها استيقظت لتجد نفسها في غرفة ما وأمامها كان وولفجانج بنفسه.
كان الرجل قد أعد قبو منزله بحيث يناسب تمامًا حياة ناتاشا المختطفة. جهزه بشكل جيد ليكون مريح لها وفي نفس الوقت لم يكن فيه أي نافذة ولا تدخله الشمس وقد قام بعزل جدرانه عن الخارج بحيث لا يسمع أي شخص في الخارج صوت ناتاشا أبدًا مهما فعلت.
بالطبع
عرف وولفجانج بالضبط كيف يرضخ الفتاة له ويجعلها مطيعة تمامًا.
بينما احسن معاملتها وأحضر لها الطعام والكتب وأحضر لها راديو تعلمت منه اللغة الانجليزية حتى أجادتها ،وكانت تستمع منه لبرامجها المفضلة
كان أيضًا
حتى إنها فكرت في الإنتحار أكثر من مرة كما كان يربط يديها وقدميها بقيود عند النوم.
لمزيد من الإخضاع والإذلال كان يقول لها :
" إنك لم تعودي ناتاشا، الآن أنت ملك لي، عليك الطاعة، عليك الطاعة، عليك الطاعة»
كما طلب منها أن تناديه دائما بكلمة " سيدي "
أخبرها أيضًا أنه تواصل مع أهلها وطلب منهم فدية ولكنهم رفضوا دفعها حتى يفرج عنها وكان ذلك بالطبع كذب .
بعد مرور شهور طويلة وبعد أن تأكد أن الفتاة مطيعة له تمامًا كان يسمح لها بالصعود معه إلى المنزل والجلوس معه في حديقته بل ومشاهدة التلفاز بينما هو يعمل على الكمبيوتر لكن كل ذلك بحذر .
مرت سنوات خلالها كانت ناتاشا تكبر وتستوعب الأمور والوضع حولها أكثر.
لم تفارقها أبدًا أحلامها في الهرب منه لكنها كانت تنتظر الوقت المناسب تمامًا .كان كل يوم تكتسب ثقته أكثر فأكثر
مضى ثمان سنوات على ناتاشا وهي مختطفة، أصبحت الآن فتاة ناضجة في ال 18 من عمرها.
يوم 23 أغسطس عام 2006 ،
طلب وولفجانج من ناتاشا أن تنظف له السيارة، أحضرت الفتاة المكنسة الكهربائية وبدأت العمل بينما دخل هو للمنزل للرد على الهاتف.
وكانت تلك هي اللحظة التي انتظرتها ناتاشا من 8 سنوات.
تركت المكنسة تعمل وبهدوء تسللت للخارج ثم أطلقت ساقيها للريح. جرت في الطريق كالمجنونة بلا هدى
حتى وجدت منزل دخلته بسرعة ،
كانت منظرها بائس، أخبرت أهل المنزل أنها ناتاشا كامبوش المختطفة من سنوات، بسرعة تم الاتصال بالشرطة التي حضرت لتصطحب الفتاة .
بعدها تمت مداهمة منزل وولفجانج لكنه لم يكن موجود هناك.
توجه الرجل إلى محطة قطارات فيينا وهناك ألقى بنفسه تحت أول قطار وانتحر .
لم تنته قضية ناتشا بتحرير نفسها وانتحار مختطفها بل بدأ فصل أخر غريب منها.
وضعت الشرطة الفتاة في مركز طبي لإعادة تأهيلها ورعايتها نفسيًا وطبيًا مما عانته خلال السنوات الماضية.
فيما بعد عندما تحدثت ناتاشا عن قصتها كان ما قالته يمثل صدمة لمن سمعها.
قالت الفتاة أنها لا تكره وولفجانج أبدًا ولم تكن تتمنى أن يموت. في أحد البرامج بكت بحرقة حزنًا عليه، قالت إنه رغم اختطافها واغتصابها وضربها إلا أنه أطعمها وعلمها ورعاها وظلت لسنوات لاتعرف غيره.
شخص الأطباء الحالة بأنها
"متلازمة ستوكهولم "
تعاطف الضحية مع الجاني.ويبدو أن ناتاشا تعاطفت مع وولفجانج وحياتها في القبو لسنوات حتى أنها عادت إلى القبو وكانت تشعر بحنين لتلك السنوات.
آثارت قضية ناتاشا ضجة في النمسا كلها واهتمت بها الحكومة فقامت برعايتها ودفع مصروفات تعليمها وخصصت لها راتب شهري كما وصلها
الكثير من أموال التبرعات.
قامت ناتاشا بالمشاركة في جميعات وأنشطة خيرية كثيرة في النمسا.
كتبت قصة حياتها في كتاب بعنوان "
2096 يوم "
تحول عام 2013 إلى فيلم سينمائي.
تحياتي..
أحمدعبدالرحيم.
التعديل الأخير بواسطة المشرف: