- التعديل الأخير بواسطة المشرف:
- المشاهدات: 645
- الردود: 2
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
لغز فأس فايلسكا
▪︎عائلة مور عائلة رائعة بالفعل ،
تتكون من الأب "جوشيا مور" عمره 43 سنة
والأم" سارة مور " وعمرها 39 سنة .
لديهم 4 أطفال..
هيرمان 11 سنة،
ماري 10 سنوات،
آرثر 7 سنوات وبول 5 سنوات.
كما أخبرتكم كانت عائلة رائعة، اجتماعية، سمعتها طيبة في بلدة فايلسكا التي تسكنها .
بلدة فايلسكا بلدة صغيرة موجودة جنوب ولاية أيوا التابعة للولايات المتحدة الأمريكية.
جرت الأحداث في بدايات العقد الثاني من القرن العشرين.
بالتحديد ليلة 9 يونيو عام 1912 ،
كانت ليلة رائعة قضتها عائلة مور في الإحتفال الذي أقامته الكنيسة للأطفال ورغم مشاعر عدم الراحة التي يكنها السيد جوشيا مور لقس الكنيسة إلا أن الإحتفال مضى بخير وقضى الأطفال وقتًا جميلًا حتى أن الحضور نسوا أنفسهم في الحفلة حتى تأخر الوقت .
أصبحت الساعة 10 ليلًا وهو وقت متأخر بمقاييس البلدة في هذا الزمان.
من ضمن حضور الحفلة كان هناك فتاتين هما "إينا ماي" و "لينا ستيلنجر " يسكنا في طرف البلدة البعيد.
كان يجب أن يعودا إلى منزلهما بمفردها سيرًا على الأقدام لكن الفتاتين شعرتا بالخوف من السير في الظلام بمفردهما خاصة وأن البيت يبعد عن الكنيسة.
لذلك قامت ماري بدعوتهما للمبيت عندهم ووافق والديها.
عادت الأسرة وصديقتي ماري إلى البيت، جلسوا يتسامروا قليلا بينما كانت الأم تعد لهم طعام العشاء.
بعد العشاء وقضاء بعض الوقت في الحديث عن الحفلة الجميلة نام الجميع ليلتهم في سعادة.
لم يكن يعرف أهل المنزل أنها سوف تكون آخر ليلة في حياتهم جميعًا للأسف.
في الصباح لاحظ جيران العائلة أن لا أحد منهم خرج من البيت
وكان هذا شيء غريب ولم يحدث من قبل..
تقدمت إحدى الجارات نحو الباب وطرقته لكن لم يرد أحد..
عاودت الطرق بعنف ونادت على سارة مور والأطفال لكن أيضًا لم يصلها إلا صمت مريب.
شعر الجيران بالقلق الشديد،
تقدم أحد الرجال حاول فتح الباب
لكنه كان مغلق من الداخل بإحكام.
اتصل الجيران بأخو جوشيا واسمه روس .
روس كان يسكن في نفس البلدة ليس بعيدًا جدًا،
حضر بسرعة وكان معه مفتاح للبيت فتحه ودخل بحذر ومعه الجارة.
رفع الإثنان أصواتهما بالنداء على أفراد العائلة لكن أحدًا لم يرد أيضًا ..
تقدم روس من أول باب في الصالة ،
كان باب غرفة الضيوف.
مد يده بحذر وقلبه يدق ، فتحه ، ورغمًا عنه أطلق صرخة عالية لما رأى ما في الداخل.
جثتين لفتاتين غارقتين في الدماء،
إحداهما نائمة في السرير بشكل عادي لكنها مقتولة بضربات عنيفة في رأسها.
أما الأخرى فكانت ملقاة بشكل عرضي على سرير آخر.
مقتولة ينفس الطريقة ولكن ملابسها مرفوعة عن نصفها الأسفل بينما تم نزع ملابسها الداخلية.إحداهما نائمة في السرير بشكل عادي لكنها مقتولة بضربات عنيفة في رأسها.
أما الأخرى فكانت ملقاة بشكل عرضي على سرير آخر.
كانت الفتاتين هن الضيفتين....إينا ماي ولينا ستيلنجر.
صرخ روس وخرح مسرعًا من الغرفة وبكلمات قليلة شرح ما رأى للجارة وطلب منها أن تستدعي مأمور البلدة بينما تمالك هو نفسه وأكمل تفتيش البيت للبحث عن أخيه جوشيا وزوجته وأبنائه.
وكان ما رآه روس مريعًا لدرجة لا يمكن تصورها.
عندما حضرت الشرطة وبدأت تفقد البيت أذهلهم ما رأوا بالفعل ...
كل الأشخاص الموجودين في المنزل
قتلى بنفس الطريقة .
فأس...
الفأس ملك لصاحب البيت السيد مور ،
الفأس كانت ملقاة في غرفة الضيوف غارقة في الدماء ،
كل الجثث مصابة بضربات عنيفة بمؤخرة الفأس على الرأس ما عدا السيد مور نفسه الذي تم ضربه بعنف بحد الفأس على وجهه ورأسه لدرجة أن عينه خرجت بعيدًا عن وجهه .
الجريمة كانت بشعة بكل المقاببس وسببت صدمة عنيفة لكل أهل بلدة فايلسكا الهادئة.
من الأمور الغريبة التي وجدتها الشرطة في المنزل أن من قام بقتلهم غطى كل المرايا وأسطح وقطع الزجاج الموجودة في البيت بقماش وكأنه قتل لطقوس معينة.
الطب حدد أن القتل تم بين منتصف الليل والساعة 5 فجرًا .
أثناء تفتيش البيت وجدوا في غرفة فوق سطح المنزل أعقاب سجائر حديثة ومنها حددوا أن القاتل كان ينتظرهم في البيت من البداية وعندما نام الجميع قام بجريمته.
كان هناك ألف سؤال وألف علامة استفهام واجهت الشرطة في القضية الغريبة.
ألم يستقيظ منهم أحد أثناء القتل ؟
ألم يصرخ أحد ؟
ألم يسمع أحد من الجيران أي صوت في البيت ؟
ثمانية أشخاص يتم قتلهم بنفس الطريقة بدون أي مقاومة تذكر وبكل هدوء.
الشرطة وجدت أيضًا آثار حذاء القاتل وفيها دماء موجودة في كل البيت .
التصور للجريمة أن القاتل بدأ بغرفة سارة جوشيا وسارة في الأعلى.
قتلهم بعنف وبعدها ذهب لغرف الأطفال ثم نزل لغرفة الفتاتين.
كما حددوا أن كل القتلى كانوا نائمين أثناء القتل ما عدا لينا ستيلنجر والتي وجدوا آثار مقاومة وجروح على يديها وطريقة قتلها وملابسها تثبت أنها حاولت المقاومة.
الجريمة كما قلنا سببت ضجة وذعر كبير في بلدة فايلسكا،
الآن
ماذا عن نتائج تحريات الشرطة وما وصلت له ؟
الشرطة استجوبت ما يقرب من 200 شخص في الجريمة ،
كل شخص غريب مر بالمدينة في تلك الليلة المشؤمة تم القبض عليه واستجوابه لكن كان هناك بعض المشتبه بهم الرئيسيين في القضية ومنهم القس جورج كيلي نفسه ..
جورج كيلي رجل غريب الأطوار،
يبدو أنه عانى من مرض عقلي في صغره .
جورج كيلي حضر إلى المدينة يوم 8
يونيو لحضور الإحتفال الذي أقامته الكنيسة للأطفال والقيام بدور هام فيه.
كيلي غادر المدينة بين الساعة 5 و 5.30 صباح يوم الجريمة .
الشرطة استجوبت الرجل والغريب جداً أنه اعترف بقتل عائلة جوشيا مور .
المحلفين لم يصدقوا كلام كيلي وتم إطلاق صراحه لكنه ظل بعدها يكتب رسائل للشرطة وحتى لأخو جوشيا يشرح تفاصيل الجريمة والأصوات التى سمعها وهو يقتلهم لكن بسبب مرضه العقلي لم يهتم أحد.
عام 1914 القي القبض على كيلي بتهمة إرسال مواد جنسية لامرأة كانت ستعمل سكرتيرية له بعدها تم إرساله لمستشفى الأمراض العقلية.
عام 1917 حدث في التحقيقات ما جعل الشرطة تعيد الشك فيه .
تم تقديمه للمحاكمة بالفعل واعترف بقتل العائلة لكنه عاد ينكر وينفي اعترافه وبعد محاكمتين تم تبرئته بالفعل .
لكن يبقى الرجل مرشح بشدة لكونه القاتل.
ثاني شخصية تشككوا فيها هو فرانك جونز .
جونز كان مقيم في فيلسكيا وعضو مجلس الشيوخ عن ولاية أيوا.
جوشيا مور كان يعمل في بداية حياته في متجر كبير يملكه جونز وبعد وقت افتتح متجره الخاص والذي نجح بشدة حتى طغى على متجر جونز نفسه.
هناك نقطة أخرى أثيرت في البلدة وهي أن جوشيا كان على علاقة جنسية مع زوجة أين السيناتور جونز .
ربما كانت هذه دوافع كافية لأن يرتكب جونز جريمة القتل تلك عبر قاتل محترف.
ما جعل الشكوك كبيرة بالفعل في السيناتور هي أنه وبعد عامين قام رجل اسمه ويليام مانسفيلد بقتل زوجته وطفله بالفأس بنفس طريقة قتل عائلة مور .
مانسفيلد كان قاتل محترف يسكن قريب من البلدة ومن المرجح أنه كان على علاقة مع السيناتور.
هناك فرضية تقول أن السيناتور جونز استأجره لقتل جوشيا وأسرته،
قامت الشرطة بالقبض عليه لكن استجوابه أثبت أنه كان في مدينة أخرى وقت وقوع الجريمة.
لكن الغريب جدا أن جرائم قتل بالفأس وقعت في كولورادو ومدن أخرى( أكثر من جريمة ) وعلى مدار أوقات متفرقة آخرها جريمة حدثت بنفس الطريقة قبل مقتل أسرة مور بتسعة أشهر ،
وجريمة قتل أخرى وقعت في مدينة باولا، كنساس .
كل الجرائم ارتبطت بمانسفيلد نفسه.
أثبتت تحقيقات الشرطة أن كل الجرائم التي وقعت بالفأس كانت بنفس الطريقة بالضبط لذلك من المرجح أن خلفها كلها شخص واحد.
القتل بضربة الرأس بمؤخرة الفأس،
تغطية المرايا ،
عدم ترك أي بصمات.
هذا ما حدث في كل الجرائم بالضبط .
لكن الشرطة لم تستطيع أن تثبت عليه جناية مقتل عائلة مور .
من الأشياء المثيرة أيضًا أثناء التحقيقات أن امرأة اسمها "فينا تومكينز " تقدمت للشرطة بشهادة تذكر فيها أنها سمعت ثلاثة رجال في الغابة يخططون لقتل عائلة مور قبل الجريمة بأيام لكنها لم تقدم وصف أو معلومات عنهم.
لم يتوقف الأمر عند ذلك لكن ما زال هناك متهمين في القضية ...
هنري لي مور ( ليس له علاقة بعائلة مور القتيل ) هو قاتل متسلسل أيضًا
استخدم الفأس في جرائمه بنفس طريقة قتل أسرة مور بالضبط كما أنه قتل جدته بعد حادث عائلة مور بعدة أشهر بالفأس.
تم اتهام هنري أيضًا في الجريمة لكن أيضا يبقى مجرد شك ولم يثبت عليه شيء.
حادث فايلسكا وبسبب دمويته وغرابته ظل حاضرًا في ذهن البعض حتى بعد أكثر من 100 سنة من وقوعه.
عام 2017 قام مؤلف يدعى بول جيمس ومعه ابنته راشيل جيمس بتأليف كتاب عن جرائم قتل العائلات التي وقعت في بدايه القرن العشرين وخلصوا إلى استنتاج مختلف عن كل ما ذكرنا.
الكتاب إسمه the man from the train
جيمس وابنته ذكرا أن قاتل متسلسل إسمه "بول مولر" كان مهاجر ألماني
هو من قام بقتل 59 شخص في 14 حادث مختلفة كلها وقعت لعائلات وكلها بنفس الطريقة
كان الرجل يختار العائلات التي تسكن بالقرب من السكة الحديد ويقتلهم أثناء نومهم بعد منتصف الليل ويغطي المرايا والنوافذ بعدها.
لكن في النهاية لا أحد يعرف بالتحديد من قتل عائلة فايلسكا ولا سبب قتلهم.
تمت .
▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎
تحياتي..
أحمدعبدالرحيم
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
