- المشاهدات: 561
- الردود: 4
في عالم الأسلحة الخارقة ، الذخيرة اللامنتهية و المهام المستحيلة الواقعية تكون آخر إهتمامات اللاعب فبعد كل شيئ ألعاب الفيديو هي ملاذ اللاعبين للهروب من الواقع و تقمص شخصيات ربما يستحيل أن يكونوا مثلها في العالم الخارجي ، ألعاب مثل كال أوف ديوتي ، هالو و باتلفيلد قدمت بالفعل تجارب مميزة و بعيدة بشكل كبير عن العالم الحقيقي و قد لاقت هذه السلاسل و غيرها و لوقت طويل نجاحا منقطع النظير فقد أحب اللاعبون إمتلاك ذلك المقدار الهائل من القوة و التحكم ، لكن مع تقدم الوقت تغيرت الأمور و ظهر على الساحة نوع جديد من الألعاب ، نوع إستهوى في بداياته قدماء الجيش و الشرطة لكنه سرعان ما إنتشر بين أوساط اللاعبين ، مجتمعات كاملة خاصة بهذه الألعاب بدأت بالظهور و آلاف الفيديوهات على اليوتيوب قدمت تقييمات إيجابية لهذا النوع الجديد لينفتح له الباب على مصراعية وسط إستقبال حار من اللاعبين و المطورين على حد سواء ، هذا النوع الذي أخذ العالم كعاصفة هوجاء اليوم ، هذا النوع المسمى بألعاب التصويب الواقعية .
صورة جندي من لعبة medal of honor مقارنة بجندي حقيقي
إذا أردنا أن نضع نقطة واضحة صريحة لإنطلاق هذا النوع من الألعاب فإن قطارنا سيحط الرحال عند لعبة rainbow six من إنتاج شركة يوبيسوفت و التي صدرت عام 1998 ، اللعبة قدمت مفهوما بسيطا يتمثل في وضعك في حذاء رئيس فرقة تدخل خاصة و مهمتك إنهاء الخطر و تحرير الرهائن بطريقة تكتيكية و بأقل الأضرار ، طبعا في ذلك الوقت لاقت فكرة اللعبة ردودا مختلفة فاللاعبون أعجبوا بفكرة الدخول التكتيكي لكن صعوبة إنهاء المهام جعلت البعض يعزف عنها ، رغم هذا فإن شركة يوبيسوفت واصلت العمل على هذا النوع من الألعاب بإصدارها للعبة ghost recon و التي قدمت مفهوما مشابها حيث تضعك اللعبة هذه المرة في أقدام نقيب في الجيش و تحت إمرتك فريق صغير من الجنود يطلق عليهم " الأشباح " ، اللعبة هذه المرة لاقت ردودا أفضل بحكم البيئة المتنوعة و الخرائط الواسعة و قد كانت تجربة يوبيسوفت الصغيرة بمثابة ماء مالح لفئة لا بأس بها من اللاعبين حيث أرادوا المزيد ... و قد نالوا ما كانوا يصبون له .
لعبة ghost recon كانت سابقة لعصرها
يوبيسوفت لم تعد للسبورة فيما يخص ألعاب التصويب الواقعية لكن تجربتها فتحت المجال لأستوديوهات أخرى للعمل على نفس النوع ، ألعاب عديدة جاءت و رحلت لكن لعبة واحدة طرقت كل المسامير الصحيحة ، تلك اللعبة كانت arma الغنية عن التعريف اليوم و التي لاقت آنذاك نجاحا باهرا جعلها تدخل حتى ثكنات الجنود إذ إستعملها أخصائيوا التدريب كطريقة لمحاكاة سيناريوهات العالم الواقعي ، نجاح arma إستمر مع الجزء الثاني من اللعبة و حتى الثالث و مع تراجع جودة ألعاب التصويب المعروفة بدأت ألعاب التصويب الواقعية بالبروز ، اللاعبون تعبوا من طور القصة المسرود بطريقة جامدة لا إبداع فيها و أرادو تجربة تقدم لهم مفاجأة عند كل منعطف ، كما أن فكرة اللعب أونلاين مع فريق ضخم كانت جذابة لحد كبير و إستقطبت عددا كبيرا من اللاعبين الذين نزحوا من النوع التقليدي لهذا النوع الحديث .
لعبة arma لا تقدم لك شيئا على الشاشة غير السلاح و البيئة .
طبعا هناك أسباب أخرى جعلت ألعاب التصويب الواقعية تنفجر هذا الإنفجار الهائل ، فيديوهات ردود الفعل من قبل خبراء الأسحلة على اليوتيوب كان لها دور كبير في تحول اللاعبين للألعاب الواقعية حيث أنهم و في كل مرة كانوا ينتقدون الألعاب المتعارف عليها على شاكلة كال أوف ديوتي و باتلفيلد و يطالبون المطورين بمزيد من الواقعية ، شركات الألعاب رأت بدورها أن العدد المتزايد للاعبين يعني ربحا متزايدا للشركة و بالتالي صبت تركيزها على تطوير ألعاب أكثر واقعية ، و قد تحدثت عدة تقارير عن عدة صفقات ضخمة بين الجيش الأمريكي و شركات ألعاب مختلفة لتطوير ألعاب محاكاة خاصة بالقوات المسلحة الأمريكية فقط ، ضف إلى كل هذا ظهور " الستريمرز " الذين ركزوا بشكل كبير على هذا النوع من الألعاب للتباهي و إبراز مهاراتهم العالية في اللعب و التصويب بحكم صعوبة المهام و المنافسين .
فيديوهات ردود الفعل لاقت شهرة واسعة
اليوم أضحت الواقعية في الألعاب المطلب الأول للجمهور خاصة ألعاب التصويب و الحروب ، و قد لبت عدة شركات الطلب بسخاء فأستوديو Battlestate Games قدم لنا اللعبة العالمية escape from tarkov و التي وصلت حدا غير مسبوق من الواقعية ليس في نظام اللعب و حسب بل حتى في تصميم و تطوير الأسلحة ، لعبة insurgency sandstorm تقدم أيضا تجربة واقعية مثالية جعلتها تنافس تاركوف و تكتسب مجتمعا واسعا خاصا بها .
نظام تصميم الأسحلة في لعبة escape from tarkov ... إستثنائي
مع إعلان infinity ward بأن طور الأونلاين في لعبة كال أول ديوتي الجديدة سيتسم بالواقعية و هي التي عُرف عنها طيلة سنوات عكس ذلك علينا أن نتسائل هل هذه مجرد مرحلة عابرة في عالم الألعاب عموما و ألعاب التصويب خصوصا أم أننا ننظر لمستقبل الألعاب الإلكترونية ؟ .
⚟ هذا العضو في عطلة / إجازة. قد يتأخر وقت الاستجابة حتى تاريخ 2025/5/15 ⚞