- التعديل الأخير بواسطة المشرف:
- المشاهدات: 822
- الردود: 2
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
علماء عرب اغتالهم الموساد.
للأسف خسر العالم الكثير من علمائنا العظماء على أيادى الغدر الغاشمة نبدأ قائمة الشهداء بالعالم العظيم الدكتور «يحي المشد» رحمه الله
عملية اغتيال الدكتور يحيي المشد.
---------------------------------------
- في العام 1962 عاد الدكتور يحيي المشد من موسكو حاملاً رسالة الدكتوراه في الطاقة النووية ، كان أحد أبرز عشرة علماء في العالم في مجال التصميم والتحكم في مفاعلات الطاقة الذرية .
ولد الرجل في مدينة بنها عام 1932 ،حصل علي بكالوريوس
الهندسة بتفوق من جامعة الإسكندرية ، ثم سافر الي موسكو للحصول علي للدكتوراة .
عمل في هيئة الطاقة الذرية ثم انتقل إلي قسم الهندسة النووية بعد سنوات أصبح رئيسا للقسم
نشر خمسون بحثا علمياً بإسمه تركز أغلبها علي تصميم المفاعلات النووية.
- تلقي عرضاً للتدريس في النرويج وهناك رفض كل الإغراءات للحصول علي الجنسية النرويجية .
- أثار انتباه وغضب الرجل موجة الدعاية الهائلة للصهيونية وإسرائيل في الإعلام النرويجي وتجاهل حق الفلسطينين تماماً فقرر شيء ما .
أعد المشد خطبة طويلة موثقة حول الإحتلال الإسرائيلي واستغل فرصة دعوته إلي إحدي الندوات المفتوحة والقي الخطبة.
أثارت الخطبة وماجاء بها من معلومات اعجاب الكثير من الحضور ولكنها ايضا أثارت موجة من الغضب لدي اللوبي الصهيوني هناك وكانت تلك بداية مراقبة المشد
-بدأت المضايقات تطال المشد والتضييق عليه في أكثر من شيء واتهامات معتادة بمعاداة السامية فقرر الرجل العودة إلي القاهرة.
----------------------------------------
- في العام 1975 كان صدام حسين نائباً للرئيس العراقي ، يملك طموحات كبيرة بامتلاك مشروع نووي ، قام 1975 بزيارة فرنسا واصطحبه رئيس الوزراء الفرنسي وقتها جاك شيراك في جولة لتفقد موقع الطاقة النووية
الفرنسي وبعدها تم توقيع اتفاقية تعاون نووي بين العراق و فرنسا لإقامة مفاعل نووي في العراق وقد تم ذلك دون إبلاغ الهيئة الدولية للطاقة الذرية.
في العام 1976قام جاك شيراك بزيارة العراق لتنفيذ الإتفاقية. وقد استعان الجانب العراقي بالدكتور المشد لسمعته العلمية، وكان وقتها قد انتقل للعمل في العراق
كأستاذ في جامعة بغداد .
كانت الإغراءات العلمية كبيرة ،فالعراق وفرت كل الإمكانيات الممكنة لإقامة المفاعل وفي النهاية هو مفاعل عربي والرجل كان قوميا بشدة،والحق أنه عومل في العراق بكل إحترام وتقدير ،في الواقع لم يشعر أبداً أثناء إقامته هناك أنه غريب وهذا حسب كلام زوجته .
- ورغم ذلك لم يكن الدكتور المشد يشعر بالأمان الكافي هناك .
ويبدو أن سعي العراق لبناء مفاعل نووي لم يكن خافيا علي الموساد.
ففي العام 1979 قام الموساد بعملية ناجحة دمر من خلالها قلب الفرن للمفاعل النووي العراقي في مخزنه في فرنسا .
كان الدكتور المشد موجود وقتها في فرنسا وقام بإصلاح المفاعل وأشرف بنفسه علي عملية نقله إلى العراق .
بعدها أصبح الدكتور المشد المتحدث الرسمي ثم رئيس البرنامج النووي العراقي وكانت مهمته الأكبر هي تسهيل حصول العراق علي اليورانيوم المخصب من فرنسا .
- في العام 1980 أرسلت فرنسا شحنات من اليورانيوم إلي العراق ويبدو أنها لم تكن مطابقة للمواصفات فرفض المشد استلام شحنات اليورانيوم،
وعندها أصر الفرنسيون على حضوره لتنسيق عملية الاستلام، وسافر بالفعل بتكليف رسمي إلى فرنسا برفقة عدد من زملائه العراقيين العاملين في المشروع النووي العراقي، وكان ذلك في 7يونيو 1980.
-------------------------------------------------------------
-استشعرت اسرائيل الخطر بسبب التقدم السريع الذي حدث في إنجاز المفاعل العراقي أواخر السبعينات وبدأت التخطيط للنيل من العاملين به.
فيما بعد كشف عمير أورين من صحيفة هآرتس الإسرائيلية أنه بينما كان البرنامج النووي العراقي في طريق التقدم في أواخر السبعينيات وبداية الثمانينيات، أقسمت إسرائيل علنا أن تضع حدا له.
-أثناء وجوده في باريس حاول الموساد إغراء الدكتور المشد بأي طريقة حتي أن أحد ضباط الموساد خاطبه بشكل مباشر قائلا :
لماذا ترفض التعاون معنا ، نحن أبناء عم ؟
وذلك بعد أن اعترض طريقه محاولا استمالته ست مرات وقد قدم له العديد من المغريات منها أنه عرض عليه شيك بمليون دولار مقبول الدفع علي بنك "كريديت ليونيه " بباريس ولكن العالم الجليل رفض .
- لم يتوقف الموساد عن محاولاته لتجنيد المشد فأرسل فتاة ليل فرنسية تدعي "ماري كلود ماجال " إليه في غرفته بالفندق ولكن الرجل لم يهتم حتي بالكلام معها ، وقد ذكر فيما بعد في اعترافات إسرائيلية أنهم حاولوا اغراؤه بالمال أو الجنس أو اي شيء يطلبه ولكنه رفض تماماً ، وكان لابد من القضاء عليه
-كان الموساد قد أعد بالفعل عملية سرية أطلق عليها اسم
" العملية سفنكس " لإغتيال المشد ،اشرف علي إعدادها نائب رئيس الجهاز وقتها " ديفيد قمحي " ولكنها كانت تختلف عن الطريقة التي تم اغتياله بها .
- وفي يوم 13 يونيو 1980 وجد الدكتور المشد في غرفته بفندق المريديان بباريس غارقا في دماؤه وقد فارق الحياة بعد أن تم ضربه بآلة حادة علي رأسه.
قامت الشرطة الفرنسية بفتح تحقيق في الموضوع ، ذكر فيه الفتاة الفرنسية وتم التحقيق معها وقد أكدت أن المشد رفض أن يتحدث معها ، في النهاية قيدت الجريمة ضد مجهول ، وإن هي إلا بضعة أيام حتي قتلت الفتاة في حادث سير وقيدت الجريمة أيضاً ضد مجهول .
- وثق الموساد اغتيال الدكتور المشد فى فيلم فيديو مدته 9 دقائق عرضه رئيس الموساد "إسحاق حوفى" في اسرائيل فى حضور رئيس الوزراء "مناحم بيجن".
وهكذا اغتال الموساد أحد أعظم العلماء العرب في العصر الحديث وقضي علي حلم عربي في امتلاك مفاعل نووي .
------------------------------------------------------
-بعد اغتيال الدكتور المشد المشرف علي البرنامج النووي العراقي ، كانت الخطوة التالية التي قامت بها إسرائيل هي استهداف المفاعل العراقي بالطيران الحربي ،
- ل11 مرة متتالية يشاهد رئيس الوزراء الصهيوني " مناحم بيجن" ذلك الفيديو الذي عرضه عليه رئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلية الموساد "إسحق حوفي " وفي كل مرة تتسع ابتسامته ويشعر بالرضا بينما كان "إسحق حوفي" يراقبه وقد انتفخت اوداجه فخرا بما أدي , لقد أدي الجهاز خدمة عظيمة لإسرائيل منذ أيام قليلة في مكان بعيد جداً عن فلسطين المحتلة ، ولنعرف أصل القصة لنعد أيام قليلة للخلف بالتحديد يوم ....
-----------------------------------
الجمعة 13 مايو 1980 ...
غرفة في فندق الميرديان بباريس ، فتاة ليل باريسية تدعي " ماري كلود ماجال " تقف علي باب الغرفة ، ومن الداخل يأتي صوت قاطن الغرفة الذي حاولت أكثر من مرة أن تغويه فرفض تماماً أن يتحدث معها ، الرجل عالم جليل ،وليس أي عالم ، إنه الدكتور العظيم يحيي المشد ، عالم الطاقة النووية المصري ،وهو في مهمة في باريس ، الآن هو يشغل منصب رئيس برنامج العراق لإنتاج الطاقة النووية والمسؤول عن المفاعل النووي العراقي الذي قارب الإنتهاء من إقامته .
في الواقع الدكتور المشد في باريس من أجل التنسيق لشحن الوقود النووي الي العراق ،فرنسا خالفت شروط الإتفاق حتي تورد وقود غير الذي اتفق عليه ،فغضب المشد ورفض استقبال الشحنة وهو الآن هنا لإصلاح الأمر مع
الفرنسيين ،بالطبع جاء بصحبة بعض العلماء والخبراء العراقيين بتكليف رسمي من الرئيس صدام حسين .
لم يكن الموساد بعيداً تماماً عن الأمر ,لقد حاول أن يخرب المفاعل أو يعرقل الاتفاق بأي شكل .
لنعد للخلف عدة شهور وبالتحديد ...
------------------------------------
العام 1979 ، عملية غامضة جرت في مخازن الشركة المصنعة للمفاعل - والذي بالمناسبة أطلق عليه الفرنسيون "أوزيراك" والمقصود بها ( و أوزوريس العراق ) بينما أطلق عليه العراقيون " تموز "
- العملية هي عبارة عن تفجير طال قلب المفاعل ، ولكن الأمر لم يعيق الجهود فتحت إشراف الدكتور المشد تم إصلاح قلب المفاعل وشحنه للعراق .
- كانت العيون الإسرائيلية ترصد المشد وتعرف أنه يمثل موضع القلب من البرنامج كله لذا حاولوا اغراؤه بكل الأساليب ففشلوا تماماً.
الآن لنعد إلي يوم 13 يونيو عام 1980 غرفة الفندق ...
انصرفت فتاة الليل الفرنسية وقد يئست من اغراء المشد ، دقائق وكان هناك من يطرق باب الغرفة ثم يدخل بهدوء .
-----------
الآن لنعد لغرفة رئيس الوزراء الإسرائيلي ..
كان الفيديو -الذي تصل مدته إلي تسع دقائق -يعرض عملية اغتيال الدكتور يحيي المشد في غرفة الفندق بباريس , بضربه علي رأسه بآلة حادة ، سقط الرجل مضرجا في دمائه ،قام القاتل بتفتيش الغرفة سريعًا وأخذ حقيبة الدكتور المشد وخرج في هدوء .
نظر مناحم بيجن إلي رئيس الموساد بنبرة إنتصار :
احسنتم يا اسحق ، الآن لننتظر ونري ماذا سوف يفعل العراقيين قبل أن نقوم بتنفيذ عملية " أوبرا "
-------------
- أقيم المفاعل النووي العراقي في منطقة التويثة (17 كلم جنوب بغداد) في الواقع كانا مفاعلين ، وبُني حولهما ساتر ترابي ضخم محمي بامتداد نحو 15 كلم مع ارتفاع 25م عن الأرض، وتمت تقويته بشباك حديدي وجُعل له نفقان سريان، وأجريت ترتيبات لحمايته في حالة حدوث فيضان .
- تم إرسال فريق من العلماء والمهندسين لتدريبهم في مركز "ساكلاي" الفرنسي على تشغيل المفاعلين ، في الواقع كان العراق يطمح لامتلاك سلاح نووي.
- لم يثن اغتيال المشد العراق عن استكمال العمل بالعلماء الباقين في المفاعل( كان التفكير الاسرائيلي أن وجود المشد حيا سوف يكون مخاطرة بإعادة الكرة من قبل العراقيين وإعادة بناء المفاعل مرة أخري ولذا وجب التخلص منه )
ولذا كانت اسرائيل تري بوجوب تدميره تماما بعد أن اغتالوا أحد أعظم علماؤه
ولكن ...
لم يتم اتخاذ قرار إسرائيلي بتدمير المفاعل إلا في عام 1981 وبعد إعادة انتخاب مناحم بيجن لرئاسة الوزراء ، وذلك بعد استكمال معلومات أمنية واستخبارية وصلت من داخل العراق عن المفاعل والمراحل التكنولوجية التي وصل إليها، عبر تجنيد عملاء بعضهم خبراء أجانب عملوا في المفاعل العراقي.
كان الأمر في غاية الخطورة ويحتاج إلي تفكير ودراسة شديدة ، سوف تكون المرة الأولي في التاريخ التي يتم فيها مهاجمة منشأة نووية ، قد يؤدي الأمر إلي كارثة ،لكن مناحم بيجن كان له حسابات أخري ولذا اتخذ القرار بتنفيذ عملية "أوبرا" لتدمير المفاعل .
قبل هذا ولفترات طويلة تدربت مجموعة ثمانية من الطيارين وبسرية متناهية على التحليق على علو منخفض خصوصاً فوق قبرص والبحر الأحمر.
وقد أخذت جميع المخاطر في الإعتبار خلال الغارة على المفاعل، وخاصة ما يتعلق بالأعطال واحتياطي المحروقات والنيران الأرضية المضادة والأخطاء الملاحية.
- كانت الولايات المتحدة قد سلمت إسرائيل ثمانية طائرات من نوع f16 المقاتلة كانت تنوي تسليمها لشاه إيران ولكن بعد سقوط نظامه سلمتها لإسرائيل .
- وفي يوم الجمعة 7 يونيو 1981 الساعة الرابعة عصراً وقبل يوم واحد من افتتاح المفاعل رسمياً من قبل الفرنسيين ،أقلعت الطائرات الثماني من إيلات على البحر الأحمر وكان يقودها أفضل طياري الجيش الصهيوني و من بينهم نجل رئيس الأركان إيتان، والذى توفى بعد ذلك فى أحد التدريبات، وعاموس يادلين، الذى شغل بعد ذلك منصب رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية والعقيد أمير ناحوم ويفتاح سبيكتور، ويسرائيل ريليك، وحجاى كاتز، وايلان رامون(الذى أصبح بعد ذلك أول رائد فضاء إسرائيلى ضمن طاقم مكوك الفضاء الأمريكى "كولومبيا " الذي تحطم عام 2003 وقتل كل من فيه) .
-حلقت على علو منخفض فوق صحراء السعودية والعراق كي لا يتم رصدها وبالفعل لم ترصدها أي رادارات للدول التي عبرتها وفوق المفاعل العراقي الساعة الخامسة والنصف تقريبا انهالت قنابل وقذائف الطائرات حتي تم تدميره في عملية قتل فيها فني فرنسي وعشرة عراقيين وعادت الطائرات تقريبا السابعة إلا ربع إلي موقعها سالمة .
--------------------------------------
بالطبع شعر العالم بالهلع من تصرف إسرائيل ،فلو كان المفاعل يحوي وقود نووي لتحول الأمر إلي كارثة حقا ، ثمة ادانات دولية للعملية ولكن ...
في النهاية كانت اسرائيل قد حققت مبتغاها ودمرت الحلم العراقي العربي بامتلاك سلاح نووي .
تم.
----------------------------------------
المصادر :
كتاب :وحدي في باريس ( توحيد مجدي )
موقع اليوم السابع .
موقع الجزيرة نت .
أحمدعبدالرحيم.
هند الشهاوي
التعديل الأخير بواسطة المشرف: