- التعديل الأخير بواسطة المشرف:
- المشاهدات: 795
- الردود: 2
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
- تصنيف الجاسوسية
- جاسوسية عربية إسرائيلية
شبكة ال 36 ( جواسيس الموساد في العراق)
¤ من أكثر الدول العربية التي كان يتواجد فيها عملاء وخونة وجواسيس ضد بلدهم هي العراق ..
وأنا أقول بلدهم لأن اليهود العراقيين موجودين في بلاد الرافدين منذ السبي الأشوري ثم البابلي، من حوالي 2700 سنة وأكثر.
وبالمناسبة اليهود الموجودين هناك هم الذين رفض أجدادهم العـ.ـودة إلى فلسطين أيام كورش الإخميني الفارسي وفضلوا البقاء في جنة العراق واتخذوه وطن لهم.
اليوم قصتنا من العراق.
قصة محورها الرئيسي الخيانة،
الخيانة في كل فصل منها وكل خطوة.
خيانة يهوه،
خيانة الأهل،
خيانة الأمانة ،
وخيانة الوطن .
هيا نبدأ...
¤ ابراهام موشيه كان يهودي من أب عراقي وأم سورية يهودية أيضًا.
والده كان يجيد مهنة دباغة الجلود، أقام مدبغة في بغداد ومع الوقت أصبح ثري جدًا إلا أن الرجل كان مصاب بداء لعين .
كان موشيه متهمبالتحرش بالأطفال
والاعتداء عليهم، ولذا كان من السهل توقع نهايته.
ذات يوم وٌجد الرجل جثة غارقة في حوض مليء بالمواد الكيماوية في مدبغته، وقتها كان ابراهام في الثانية عشرة من عمره كما كان له أخت صغيرة تبلغ السابعة.
¤ لم يكد ابراهام يفوق من صدمة مقتل والده حتى جاءته الصدمة الأكبر من والدته والتي باعت المدبغة وهربت مع رجل إلى مكان مجهول وتركت ابراهام وميسون يواجهان قسوة الحياة بلا أي مصدر للدخل.
وفي بيت العم القاسي البخيل عاشت الفتاة الصغيرة كخادمة تعمل طول اليوم مقابل طعامها ومنامها بينما ترك ابراهام المدرسة وبدأ يعمل في ورشة مصوغات فضية.
بعد ما استقر ابراهام في العمل بدأ يسرق أوزان صغيرة جدًا من الفضة الخام قبل وزنها من الورشة ودون أن يلاحظ أحد ويحتفظ بها صندوق في الغرفة المخصصة له ولأخته في بيت عمه الذي اذاقهم صنوف القهر والذل،.
مرت أكثر من سنة وبدأ ابراهام يتقن المهنة بشدة وكذلك بدأت الأوزان المسروقة تزيد في صندوقه بينما بدأت ميسون تكبر وتتخذ صورة والدتهاالخائنة الشقراء الجميلة.
¤ مضت نحو عشر سنوات على وجود ابراهام وميسون في بيت عمهما وذات يوم قرر ابراهام الهروب من هذا البيت بأخته وبصندوق الفضة الممتلئ.
وبالفعل اصطحب أخته وهربا إلى البصرة وهناك أقام مسبك خاص به اعتمد فيه على خبرته الطويلة وعلى الفضة المسروقة وخلال أربع سنوات فقط كان قد ذاع صيته واشتهر وأصبح ثريًا.
¤ ولكن الخيانة الضارية بجذورها في أعماق الأسرة الخبيثة عادت للظهور من خلال ميسون.
فقد عاد ابراهام ذات يوم إلى البيت ليجدها قد غادرته وفيما بعد عرف أنها هربت مع ابن الجيران العاشق لأقصى الشمال في الموصل حيث تزوجت هناك.
ويبدو أن ميسون لم تكن بالنسبه لابراهام شقيقة فقط لذا عانى بعدها من الوحدة والحزن حتى تعرف على فتاة أخرى تدعى راحيل.
¤ تقربت راحيل من ابراهام واستطاعت أن تنسيه أحزانه تمامًا وتعوضه عن أي شيء لكن راحيل كان عندها مشكلة واحدة.
كان أبوها اليهودي العراقي أيضًا عميل للموساد في العراق وكانت هي أيضًا تساعده في أنشطته التجسسية،
لكن مع شخصية مثل ابراهام لم تجد صعوبة في اقناعه بالعمل معهم في شبكة التجسس.
ابراهام تزوج من راحيل بالفعل وبدأ تدريبه على أعمال التجسس ثم طُلِب منه الانتقال إلى بغداد لممارسة مهامه الجديدة.
وبدأ ابراهام العمل بكل نشاط حتى كون أكبر شبكة تجسس في تاريخ العراق كله،
شبكة ال 36 التي امتد نشاطها إلى سوريا والكويت وبعض دول الخليج الأخرى.
¤ في بغداد استأجر ابراهام بيت رائع وافتتح مكتب وهمي للتجارة،كما بدأ يدرس الإنجليزية في معهد خاص.
و بدأ البحث عن أشخاص مناسبين لتجنيدهم في شبكته.
كان أول شخص يجنده هو شاب يهودي إسمه "شوالم"
ابراهام لم يستخدم المال ولا الجنس لتجنيد شوالم لكنه أستخدم الخيانة ..
كان شوالم يعمل كمترجم للغة الروسية وكان يرافق شخصيات هامة إلى موسكو ولذلك كانت له علاقات بشخصيات في مناصب حساسة في الدولة .
شوالم كان يعود من سفرياته يحمل هدايا وأشياء ثمينة يطلب من ابراهام بيعها له،
تظاهر ابراهام بصداقة شوالم فبدأ يستدرجه ليحكي له عن سفرياته وما يحدث فيها وما يسمعه من أسرار، لكن بعد وقت، شوالم لاحظ أن أسئلة ابراهام غير طبيعية وتتدخل فى أسرار خطيرة تمس الدولة فحاول أن يتخلص من ابراهام ولا يعطيه معلومات إلا أن الخائن كان جاهز لتلك اللحظة.
وعلى الفور أحضر له تسجيلات لكل ما افشاه الفتى من أسرار من قبل وذكر له أن كل تلك المعلومات ذهبت على الفور إلى
إسرائيل وأنه يعمل مع الموساد.
¤ اضطر شوالم للعمل معه ومن خلاله تعرف ابراهام على مهندس يهودي يعمل في مصنع أسمنت،
قام المهندس وشوالم بزيارته في بيته، وهناك يبدو أن المهندس سقط أسير جمال ودلال راحيل التي لم تصده ولكنها على العكس مهدت له الطريق للوصول إليها.
رغم أن الرجل كان لديه شكوك تجاه أسئلة راحيل وزوجها عن معلومات لا تبدو ذات أهمية لهم إلا أنه لم يقاومها
عندما سألته راحيل عن الجهات العـسـكرية التي تستلم حصص من الأسمنت منهم لم يتردد في إجابتها فقد أجادت راحيل بالفعل لعبتها الأنثوبة على الرجل لكنها فاجأته بتصرف غريب...
قدمت له 400 دينار مقابل المعلومات وعندما شعر بالدهشة فاجأته بموضوع الموساد.
كانت صدمة بالنسبة له إلا أنها حدثته واجبهم كيهود نحو الوطن القومي إسرائيل، كما ذكرت له أنها تستطيع مساعدته في الهجرة والعمل هناك لكن مقابل خدماته التجسسية في العراق.
¤ بدأت شبكة ابراهام في التوسع والعمل بنشاط ، وبدأ يفكر في توسيعها خارج حدود العراق.
كانت الشركة التجارية التي يمتلكها بدأت بتصدير بعض السلع إلى الكويت ومنها البرتقال لتغطية نشاطه الحقيقي.
تمكن ابراهام من تجنيد سائق شاحنته التي تنقل الفاكهة إلى الكويت والخليج،
كان السائق يدعى "خازن " رجل بلا ديانة ولا يهتم إلا ل
بالنساء والخمر ، أقنعه ابراهام بأنه يمكن أن يمتلك شاحنة ضخمة مثل تلك التي يعمل عليها لو تعاون معه.
وبدأ خازن يفهم المهمة جيدًا وينفذ ما يطلب منه...
¤ كانت الكويت في هذه الأثناء إمارة صغيرة ثرية تمثل سوق عمل جاذب للعمالة من مختلف الدول العربية وبعض دول آسيا وبين هؤلاء وجد خازن بعض النفوس الضعيفة قبلت العمالة والتجسس مقابل المال وكانت أموال ابراهام ومن خلفه الموساد لا تنضب.
في النهاية تمكن ابراهام من تكوين شبكة جاسوسية كبيرة تنقل أسرار العراق والكويت وبعض إمارات الخليج إلى الموساد.
¤ وفي إسرائيل كان قيادة الموساد تشعر بأقصى درجات الفخر وهم يرون عميلهم العراقي الخائن يمدهم بأسرار المنطقة كلها .
أصبح ابراهام أحد أهم عملاء الموساد في الخارج ولذلك قرر الجهاز إعادة تدريبه وتطوير قدراته وشبكته فتم استدعاءه للسفر إلى" عبادان " .
وهناك ولمدة 19 يوم دربه ضابطان من الموساد على كيفية السيطرة على الشبكة الضخمة من العملاء التي يديرها وكيفية فرز وترتيب المعلومات الهامة وكذلك تم تدريبه على إستخدام جهاز إتصال لاسلكي حديث للإرسال كما اعطوه جهاز ترانزستور حديث لتلقي الأوامر عليه.
لم ينس رجال الموساد إمداد ابراهام بمبالغ ضخمة لتوزيعها على أفراد شبكته الكبيرة.
¤ لم تمض الأمور على ما خطط له ابراهام فقد ماتت زوجته راحيل أثناء الولادة وكان الجنين قد سبقها للموت.
وعادت إلى ابراهام حالة الحزن والكآبة التي أصابته عقب رحيل ميسون ولكنها هذه المرة كانت حالة عنيفة لدرجة أنه أرسل للموساد يخبرهم عن عدم قدرته على الاستمرار في العمل ويطلب منهم إرسال شخص لتولي قيادة الشبكة.
وبسبب غرابة الموقف والرسالة ظن الموساد أن ابراهام قد انكشف أمره ولكنهم فهموا الأمر من مراسلته على اللاسلكي، عندها وقع الإختيار على شخص واحد يستطيع اثناء ابراهام عن قراره...
¤ طباطباني حبرون.
إيراني من أشد عملاء الموساد ولاءًا في المنطقة.
كنا في اواخر العام 1967 ،
دخل طباطباني إلى بغداد بأوراق مزيفة وهناك تقابل مع ابراهام لساعات طويلة،
في النهايه اقنعه بالفعل بإكمال العمل لصالح "وطنهم" القومي الذي هو في أمس الحاجة لهم وخاصة بعد نكسة 1967 وتوقع إسرائيل لانتقام كبير من العرب.
لم ينس الإيراني أن يذكر ابراهام بمساعدة العراقيين لمصر وسوريا وفلسطين والأردن ضد إسرائيل ووقوفهم مع اشقاؤهم هم كما وعده بالهجرة إلى إسرائيل والحياة هناك بعد انتهاء مهمته.
¤ وعاد ابراهام لإدارة شبكة الجاسوسية بحـمــاس.
لكن موقف آخر سيء تعرض له بعدها بوقت قصير .
سقط منه جهاز الإرسال أثناء هبوطه من سلم بيته فتفكك.
شعر ابراهام بفزع مما حدث وأسرع بإرسال رسالة بالحبر السري إلى الموساد في اليونان.
قرر الموساد إرسال أحد ضباطه الهامين إلى العراق لإصلاح الجهاز وبالفعل تم إختيار "روبرتو بيترو " ضابط الموساد الإسرائيلي من أصول إيطالية وأحد من قاموا بتدريب ابراهام من قبل.
¤ كانت الخطة أن يتوجه ابراهام إلى إيطاليا وهناك حصل وثائق تثبت كونه مندوب لإحدى الشركات الإيطالية وبالفعل سافر إلى العراق ولكن...
لسبب ما ، ربما شك رجال الأمن العراقين في الرجل أو ربما لوجود معلومات مسبقة عنه تم وضع روبرتو تحت مراقبة من المخابرات العراقية أوصلتهم لوجود علاقة بينه وبين ابراهام.
وفجأة بعد عدة أيام من وجوده في بغداد اقتحمت المخابرات العراقية منزل ابراهام في وجود روبرتو وتم اقتيادهم للتحقيق.
انهار ابراهام واعترف بكل شيء بالتفصيل بينما استغرق الأمر وقت طويل مع روبرتو حتى يعترف أنه ضابط موساد جاء لإصلاح جهاز اللاسلكي.
كشفت اعترافات ابراهام عن مفاجئات جاءت مذهلة للأمن العراقي فقد كشف عن شبكة جاسوسية ضخمة تضم 36 عميل من جنسيات عراقية وإيرانية ( أغلبهم يهود ) واسرائيلية وغيرها.
كانت محاكمة صخمة انتهت في سبتمبر 1968 بإعدام الجواسيس وكانت الضربة موجهة في قلب الموساد.
تمت .
المصدر:
من ملفات الجاسوسية( فريد الفالوجي )
¤ من أكثر الدول العربية التي كان يتواجد فيها عملاء وخونة وجواسيس ضد بلدهم هي العراق ..
وأنا أقول بلدهم لأن اليهود العراقيين موجودين في بلاد الرافدين منذ السبي الأشوري ثم البابلي، من حوالي 2700 سنة وأكثر.
وبالمناسبة اليهود الموجودين هناك هم الذين رفض أجدادهم العـ.ـودة إلى فلسطين أيام كورش الإخميني الفارسي وفضلوا البقاء في جنة العراق واتخذوه وطن لهم.
اليوم قصتنا من العراق.
قصة محورها الرئيسي الخيانة،
الخيانة في كل فصل منها وكل خطوة.
خيانة يهوه،
خيانة الأهل،
خيانة الأمانة ،
وخيانة الوطن .
هيا نبدأ...
¤ ابراهام موشيه كان يهودي من أب عراقي وأم سورية يهودية أيضًا.
والده كان يجيد مهنة دباغة الجلود، أقام مدبغة في بغداد ومع الوقت أصبح ثري جدًا إلا أن الرجل كان مصاب بداء لعين .
كان موشيه متهم
والاعتداء عليهم،
ذات يوم وٌجد الرجل جثة غارقة في حوض مليء بالمواد الكيماوية في مدبغته، وقتها كان ابراهام في الثانية عشرة من عمره كما كان له أخت صغيرة تبلغ السابعة.
¤ لم يكد ابراهام يفوق من صدمة مقتل والده حتى جاءته الصدمة الأكبر من والدته والتي باعت المدبغة وهربت مع رجل إلى مكان مجهول وتركت ابراهام وميسون يواجهان قسوة الحياة بلا أي مصدر للدخل.
وفي بيت العم القاسي البخيل عاشت الفتاة الصغيرة كخادمة تعمل طول اليوم مقابل طعامها ومنامها بينما ترك ابراهام المدرسة وبدأ يعمل في ورشة مصوغات فضية.
بعد ما استقر ابراهام في العمل بدأ يسرق أوزان صغيرة جدًا من الفضة الخام قبل وزنها من الورشة ودون أن يلاحظ أحد ويحتفظ بها صندوق في الغرفة المخصصة له ولأخته في بيت عمه الذي اذاقهم صنوف القهر والذل،.
مرت أكثر من سنة وبدأ ابراهام يتقن المهنة بشدة وكذلك بدأت الأوزان المسروقة تزيد في صندوقه بينما بدأت ميسون تكبر وتتخذ صورة والدتها
¤ مضت نحو عشر سنوات على وجود ابراهام وميسون في بيت عمهما وذات يوم قرر ابراهام الهروب من هذا البيت بأخته وبصندوق الفضة الممتلئ.
وبالفعل اصطحب أخته وهربا إلى البصرة وهناك أقام مسبك خاص به اعتمد فيه على خبرته الطويلة وعلى الفضة المسروقة وخلال أربع سنوات فقط كان قد ذاع صيته واشتهر وأصبح ثريًا.
¤ ولكن الخيانة الضارية بجذورها في أعماق الأسرة الخبيثة عادت للظهور من خلال ميسون.
فقد عاد ابراهام ذات يوم إلى البيت ليجدها قد غادرته وفيما بعد عرف أنها هربت مع ابن الجيران العاشق لأقصى الشمال في الموصل حيث تزوجت هناك.
ويبدو أن ميسون لم تكن بالنسبه لابراهام شقيقة فقط لذا عانى بعدها من الوحدة والحزن حتى تعرف على فتاة أخرى تدعى راحيل.
¤ تقربت راحيل من ابراهام واستطاعت أن تنسيه أحزانه تمامًا وتعوضه عن أي شيء لكن راحيل كان عندها مشكلة واحدة.
كان أبوها اليهودي العراقي أيضًا عميل للموساد في العراق وكانت هي أيضًا تساعده في أنشطته التجسسية،
لكن مع شخصية مثل ابراهام لم تجد صعوبة في اقناعه بالعمل معهم في شبكة التجسس.
ابراهام تزوج من راحيل بالفعل وبدأ تدريبه على أعمال التجسس ثم طُلِب منه الانتقال إلى بغداد لممارسة مهامه الجديدة.
وبدأ ابراهام العمل بكل نشاط حتى كون أكبر شبكة تجسس في تاريخ العراق كله،
شبكة ال 36 التي امتد نشاطها إلى سوريا والكويت وبعض دول الخليج الأخرى.
¤ في بغداد استأجر ابراهام بيت رائع وافتتح مكتب وهمي للتجارة،كما بدأ يدرس الإنجليزية في معهد خاص.
و بدأ البحث عن أشخاص مناسبين لتجنيدهم في شبكته.
كان أول شخص يجنده هو شاب يهودي إسمه "شوالم"
ابراهام لم يستخدم المال ولا الجنس لتجنيد شوالم لكنه أستخدم الخيانة ..
كان شوالم يعمل كمترجم للغة الروسية وكان يرافق شخصيات هامة إلى موسكو ولذلك كانت له علاقات بشخصيات في مناصب حساسة في الدولة .
شوالم كان يعود من سفرياته يحمل هدايا وأشياء ثمينة يطلب من ابراهام بيعها له،
تظاهر ابراهام بصداقة شوالم فبدأ يستدرجه ليحكي له عن سفرياته وما يحدث فيها وما يسمعه من أسرار، لكن بعد وقت، شوالم لاحظ أن أسئلة ابراهام غير طبيعية وتتدخل فى أسرار خطيرة تمس الدولة فحاول أن يتخلص من ابراهام ولا يعطيه معلومات إلا أن الخائن كان جاهز لتلك اللحظة.
وعلى الفور أحضر له تسجيلات لكل ما افشاه الفتى من أسرار من قبل وذكر له أن كل تلك المعلومات ذهبت على الفور إلى
إسرائيل وأنه يعمل مع الموساد.
¤ اضطر شوالم للعمل معه ومن خلاله تعرف ابراهام على مهندس يهودي يعمل في مصنع أسمنت،
قام المهندس وشوالم بزيارته في بيته، وهناك يبدو أن المهندس سقط أسير جمال ودلال راحيل التي لم تصده ولكنها على العكس مهدت له الطريق للوصول إليها.
رغم أن الرجل كان لديه شكوك تجاه أسئلة راحيل وزوجها عن معلومات لا تبدو ذات أهمية لهم إلا أنه لم يقاومها
عندما سألته راحيل عن الجهات العـسـكرية التي تستلم حصص من الأسمنت منهم لم يتردد في إجابتها فقد أجادت راحيل بالفعل لعبتها الأنثوبة على الرجل لكنها فاجأته بتصرف غريب...
قدمت له 400 دينار مقابل المعلومات وعندما شعر بالدهشة فاجأته بموضوع الموساد.
كانت صدمة بالنسبة له إلا أنها حدثته واجبهم كيهود نحو الوطن القومي إسرائيل، كما ذكرت له أنها تستطيع مساعدته في الهجرة والعمل هناك لكن مقابل خدماته التجسسية في العراق.
¤ بدأت شبكة ابراهام في التوسع والعمل بنشاط ، وبدأ يفكر في توسيعها خارج حدود العراق.
كانت الشركة التجارية التي يمتلكها بدأت بتصدير بعض السلع إلى الكويت ومنها البرتقال لتغطية نشاطه الحقيقي.
تمكن ابراهام من تجنيد سائق شاحنته التي تنقل الفاكهة إلى الكويت والخليج،
كان السائق يدعى "خازن " رجل بلا ديانة ولا يهتم إلا ل
بالنساء والخمر ، أقنعه ابراهام بأنه يمكن أن يمتلك شاحنة ضخمة مثل تلك التي يعمل عليها لو تعاون معه.
وبدأ خازن يفهم المهمة جيدًا وينفذ ما يطلب منه...
¤ كانت الكويت في هذه الأثناء إمارة صغيرة ثرية تمثل سوق عمل جاذب للعمالة من مختلف الدول العربية وبعض دول آسيا وبين هؤلاء وجد خازن بعض النفوس الضعيفة قبلت العمالة والتجسس مقابل المال وكانت أموال ابراهام ومن خلفه الموساد لا تنضب.
في النهاية تمكن ابراهام من تكوين شبكة جاسوسية كبيرة تنقل أسرار العراق والكويت وبعض إمارات الخليج إلى الموساد.
¤ وفي إسرائيل كان قيادة الموساد تشعر بأقصى درجات الفخر وهم يرون عميلهم العراقي الخائن يمدهم بأسرار المنطقة كلها .
أصبح ابراهام أحد أهم عملاء الموساد في الخارج ولذلك قرر الجهاز إعادة تدريبه وتطوير قدراته وشبكته فتم استدعاءه للسفر إلى" عبادان " .
وهناك ولمدة 19 يوم دربه ضابطان من الموساد على كيفية السيطرة على الشبكة الضخمة من العملاء التي يديرها وكيفية فرز وترتيب المعلومات الهامة وكذلك تم تدريبه على إستخدام جهاز إتصال لاسلكي حديث للإرسال كما اعطوه جهاز ترانزستور حديث لتلقي الأوامر عليه.
لم ينس رجال الموساد إمداد ابراهام بمبالغ ضخمة لتوزيعها على أفراد شبكته الكبيرة.
¤ لم تمض الأمور على ما خطط له ابراهام فقد ماتت زوجته راحيل أثناء الولادة وكان الجنين قد سبقها للموت.
وعادت إلى ابراهام حالة الحزن والكآبة التي أصابته عقب رحيل ميسون ولكنها هذه المرة كانت حالة عنيفة لدرجة أنه أرسل للموساد يخبرهم عن عدم قدرته على الاستمرار في العمل ويطلب منهم إرسال شخص لتولي قيادة الشبكة.
وبسبب غرابة الموقف والرسالة ظن الموساد أن ابراهام قد انكشف أمره ولكنهم فهموا الأمر من مراسلته على اللاسلكي، عندها وقع الإختيار على شخص واحد يستطيع اثناء ابراهام عن قراره...
¤ طباطباني حبرون.
إيراني من أشد عملاء الموساد ولاءًا في المنطقة.
كنا في اواخر العام 1967 ،
دخل طباطباني إلى بغداد بأوراق مزيفة وهناك تقابل مع ابراهام لساعات طويلة،
في النهايه اقنعه بالفعل بإكمال العمل لصالح "وطنهم" القومي الذي هو في أمس الحاجة لهم وخاصة بعد نكسة 1967 وتوقع إسرائيل لانتقام كبير من العرب.
لم ينس الإيراني أن يذكر ابراهام بمساعدة العراقيين لمصر وسوريا وفلسطين والأردن ضد إسرائيل ووقوفهم مع اشقاؤهم هم كما وعده بالهجرة إلى إسرائيل والحياة هناك بعد انتهاء مهمته.
¤ وعاد ابراهام لإدارة شبكة الجاسوسية بحـمــاس.
لكن موقف آخر سيء تعرض له بعدها بوقت قصير .
سقط منه جهاز الإرسال أثناء هبوطه من سلم بيته فتفكك.
شعر ابراهام بفزع مما حدث وأسرع بإرسال رسالة بالحبر السري إلى الموساد في اليونان.
قرر الموساد إرسال أحد ضباطه الهامين إلى العراق لإصلاح الجهاز وبالفعل تم إختيار "روبرتو بيترو " ضابط الموساد الإسرائيلي من أصول إيطالية وأحد من قاموا بتدريب ابراهام من قبل.
¤ كانت الخطة أن يتوجه ابراهام إلى إيطاليا وهناك حصل وثائق تثبت كونه مندوب لإحدى الشركات الإيطالية وبالفعل سافر إلى العراق ولكن...
لسبب ما ، ربما شك رجال الأمن العراقين في الرجل أو ربما لوجود معلومات مسبقة عنه تم وضع روبرتو تحت مراقبة من المخابرات العراقية أوصلتهم لوجود علاقة بينه وبين ابراهام.
وفجأة بعد عدة أيام من وجوده في بغداد اقتحمت المخابرات العراقية منزل ابراهام في وجود روبرتو وتم اقتيادهم للتحقيق.
انهار ابراهام واعترف بكل شيء بالتفصيل بينما استغرق الأمر وقت طويل مع روبرتو حتى يعترف أنه ضابط موساد جاء لإصلاح جهاز اللاسلكي.
كشفت اعترافات ابراهام عن مفاجئات جاءت مذهلة للأمن العراقي فقد كشف عن شبكة جاسوسية ضخمة تضم 36 عميل من جنسيات عراقية وإيرانية ( أغلبهم يهود ) واسرائيلية وغيرها.
كانت محاكمة صخمة انتهت في سبتمبر 1968 بإعدام الجواسيس وكانت الضربة موجهة في قلب الموساد.
تمت .
المصدر:
من ملفات الجاسوسية( فريد الفالوجي )
يجب تسجيل الدخول لمشاهدة الروابط
التعديل الأخير بواسطة المشرف: