💢 حصري: رحلة الحج والذهب (رحلة مانسا موسى)
Ahmad Abdel Rahim
✽ التدقيق والتقييم ✽
التدقيق والتقييم
باحث و كاتب
عـضـو
النشاط: 100%
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
رحلة الحج و الذهب.( رحلة مانسا موسى )
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
مانسا موسى،
هذا كان اسمه، "مانسا" معناها سلطان في لغة مالي القديمة، اسمه "السلطان موسى"
مانسا موسي كان سلطان لإحدى أشهر وأغنى الممالك التى عرفتها العصور الوسطى في تاريخ البشرية ..
مملكة مالي الأفريقية.
أصبح مانسا موسى سلطان لمملكة مالي عام 1312 م.
مالي في هذا الوقت لم تكن الدولة الأفريقية الحالية الفقيرة البائسة المبتلاة باستعمار وتدخل واستغلال واحد من أسوأ القوى الاستعمارية في التاريخ،
الفرنسيين.
لكنها كانت امبراطورية إسلامية أفريقية غير عربية تضم ضمن حدودها الشاسعة مالي والسنغال وجامبيا وغينيا والنيجر ونيجيريا وتشاد وموريتانيا وبوركينا فاسو ، بعض الدول كانت كاملة ضمن إمبراطورية مالي وبعضها كانت أجزاء منها ...
الشهرة الطاغية لمملكة مالي في هذا الوقت كانت بسبب الكميات المهولة من الذهب التي كانت تنتجها،
البعض قدر إنتاج مالي وقتها بنصف انتاج العالم كله من الذهب،
كان ملك مالي هو اغنى ملوك العالم بلا منازع والبعض اعتبر مانسا موسى أغنى رجل عرفه التاريخ على الإطلاق.
ليس الذهب فقط ولكن كانت مالي تستحوذ على معظم تجارة الملح الذي كان مرتفع السعر في هذا الوقت.
مدينة " تمبكتو "في مالي كانت عاصمة التجارة وملتقى القوافل في عصره وكانت إحدى أغنى وأهم مدن العالم كله.
هذا الرجل اثار خيال الأوروبيين بشكل لم يفعله أي أفريقي آخر غيره وخاصة بعد أن صدر كتاب
" الأطلس الكتالوني " في أسبانيا عام 1375 ،
هذا الأطلس يعتبر أهم أطلس لخرائط العالم في العصور الوسطى،كان مكتوب بلغة إقليم كتالونيا في أسبانيا.
وقتها كان منسا موسى قد توفى لكن الأطلس أظهره جالس على عرش مسيطر على غرب أفريقيا وفي يده قطعة ضخمة من الذهب .
ومن وقتها أصبح الرجل شخصية أسطورية أقرب للخيال في عقول الأوربيين نُسِجت حوله عشرات القصص والحكايات حتى أن هناك مثل انجليزي يقول :
" حتى جواهر منسا موسى لا تستطيع اسعاده "
لكن شهرة منسا موسي في التاريخ الإسلامي لم تكن بسبب الثراء الفاحش له ولا لمملكة مالي ولكن بسبب رحلة الحج التي قام بها عام 1324 م .
مانسا موسى جهز قافلة للخروج للحج وكانت قافلة خيالية لا يمكن أبدا تصورها ...
الرحلة تحدث عنها كثير من المؤرخين مثل ابن خلدون والمقريزي وغيرهم ،
البعض ذكر قصص خيالية لا يمكن تصورها أثناء الرحلة إلى الحج. كلها روايات تدل على درجة ثراء وكذلك كرم مانسا موسى.
أقل تقدير لعدد المشاركين في القافلة ذكره المؤرخين هو 25 ألف فرد واقصى تقدير كان 60 ألف حاج.
مع القافلة كان هناك 100 بعير , كل بعير تحمل وزن 136 كيلو جرام ذهب، وجميع العبيد في القافلة كانوا يحملون عصي ذهبية.
خرج مانسا موسى من مالي وفي طريقه إلى مكة المكرمة مر بمدن في موريتانيا والجزائر توقف فيها كما توقف في مصر.
كانت مصر هي المحطة التى يتوقف عندها الحجاج القادمين من غرب أفريقيا.
في هذا الوقت كانت مصر تحت الحكم المملوكي وكان السلطان الناصر محمد بن قلاوون هو الحاكم واستقبل مانسا موسى بحفاوة بالغة ويقال أنه أقام الوقت عند الأهرام الثلاثة كما ذكر المقريزي في كتابه " السلوك لمعرفة دول الملوك "
المقريزي ذكر أن كمية الذهب التي دخل بها مانسا موسي مصر وبدأ ينفق ويتصدق منها كانت سبب في خفض قيمة الدينار الذهبي في مصر لبضعة سنوات .
نفس الكلام وبمبالغة أكثر ذكره المؤرخ العمري في كتابه " مسالك الأبصار في ممالك الأمصار "
بعد فترة الراحة كلف السلطان قلاوون أحد أمراء المماليك وهو المسؤول عن الحج في هذا العام بمصاحبة منسا موسي والسهر على راحته أثناء فترة الحج في الحجاز.
وفي الحج تصدق مانسا موسى بالكثير من الذهب على الحجاج كما فعل مع كل أهالي المدن اللي مرحبا بها.
بعض المؤرخين ذكر ان المبالغة في تجهيزات وضخامة رحلة مانسا موسى إلى الحج ربما يعود إلى أسباب سياسية مثل التعرف على المشرق الإسلامي وحكامه وخاصة حكام المماليك الذين كانوا أكبر قوة في الشرق الإسلامي في هذا الوقت.
هناك من ذكر سبب شخصي للرحلة وهو أن مانسا موسى كان قد تسبب في مقتل أمه خطأ، وندم بشدة وتصدق بمال كثير جدا وعزم على صوم الدهر كله ولما سأل العلماء عن كفارة فعله نصحوه بالحج وزيارة الرسول صلى الله عليه وسلم والاستشفاع به، وهذا بالفعل ما فعله .
وفي طريق عودته مر بالقاهرة أيضا،
ويبدو أن فوائد الرحلة الاسطورية كانت عظيمة بالنسبة لمنسا موسى
فقد عاد بقوافل محملة بكتب عظيمة من الشرق وكذلك بضائع غير موجودة في مملكة مالي .
كما عاد أيضا بأفكار للبلاط الملكي في مالي متاثرا بالمراسيم التي كانت تجري في بلاط سلاطين المماليك.
كما كانت الرحلة بداية لاهتمام ورحلات متتالية من الحجاج المسلمين من جميع أنحاء أفريقيا إلى الحجاز ،وكذلك جذبت انتباه التجار المصريين لغرب أفريقيا وتجارتها .
تحتاج الرحلة لكتاب كامل لوصفها كما يجب، من يرغب في القراءة عنها يبحث على جوجل وسوف يجد عشرات الكتب والمقالات عن رحلة مانسا موسى إلى الحج.
قبل الختام دعوني أذكر معلومة هامة...
مانسا موسي كان له أخ أكبر اسمه
" أبو بكر الثاني " تولى السلطة عام واحد ثم تركها لأخيه مانسا موسى، وقام هو أيضا برحلة بحرية،
رحلة أبو بكر تعتبر من أغرب الرحلات في تاريخ البشر بالفعل ،
البعض بعتبره أول شخص اكتشف.....
في مقال آخر إن شاء الله نتعرف على رحلة أبو بكر الثاني .
المصادر:
قصة الإسلام.
سكاي نيوز عربية
نون بوست
تحياتى
أحمد عبد الرحيم
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
مانسا موسى،
هذا كان اسمه، "مانسا" معناها سلطان في لغة مالي القديمة، اسمه "السلطان موسى"
مانسا موسي كان سلطان لإحدى أشهر وأغنى الممالك التى عرفتها العصور الوسطى في تاريخ البشرية ..
مملكة مالي الأفريقية.
أصبح مانسا موسى سلطان لمملكة مالي عام 1312 م.
مالي في هذا الوقت لم تكن الدولة الأفريقية الحالية الفقيرة البائسة المبتلاة باستعمار وتدخل واستغلال واحد من أسوأ القوى الاستعمارية في التاريخ،
الفرنسيين.
لكنها كانت امبراطورية إسلامية أفريقية غير عربية تضم ضمن حدودها الشاسعة مالي والسنغال وجامبيا وغينيا والنيجر ونيجيريا وتشاد وموريتانيا وبوركينا فاسو ، بعض الدول كانت كاملة ضمن إمبراطورية مالي وبعضها كانت أجزاء منها ...
الشهرة الطاغية لمملكة مالي في هذا الوقت كانت بسبب الكميات المهولة من الذهب التي كانت تنتجها،
البعض قدر إنتاج مالي وقتها بنصف انتاج العالم كله من الذهب،
كان ملك مالي هو اغنى ملوك العالم بلا منازع والبعض اعتبر مانسا موسى أغنى رجل عرفه التاريخ على الإطلاق.
ليس الذهب فقط ولكن كانت مالي تستحوذ على معظم تجارة الملح الذي كان مرتفع السعر في هذا الوقت.
مدينة " تمبكتو "في مالي كانت عاصمة التجارة وملتقى القوافل في عصره وكانت إحدى أغنى وأهم مدن العالم كله.
هذا الرجل اثار خيال الأوروبيين بشكل لم يفعله أي أفريقي آخر غيره وخاصة بعد أن صدر كتاب
" الأطلس الكتالوني " في أسبانيا عام 1375 ،
هذا الأطلس يعتبر أهم أطلس لخرائط العالم في العصور الوسطى،كان مكتوب بلغة إقليم كتالونيا في أسبانيا.
وقتها كان منسا موسى قد توفى لكن الأطلس أظهره جالس على عرش مسيطر على غرب أفريقيا وفي يده قطعة ضخمة من الذهب .
ومن وقتها أصبح الرجل شخصية أسطورية أقرب للخيال في عقول الأوربيين نُسِجت حوله عشرات القصص والحكايات حتى أن هناك مثل انجليزي يقول :
" حتى جواهر منسا موسى لا تستطيع اسعاده "
لكن شهرة منسا موسي في التاريخ الإسلامي لم تكن بسبب الثراء الفاحش له ولا لمملكة مالي ولكن بسبب رحلة الحج التي قام بها عام 1324 م .
مانسا موسى جهز قافلة للخروج للحج وكانت قافلة خيالية لا يمكن أبدا تصورها ...
الرحلة تحدث عنها كثير من المؤرخين مثل ابن خلدون والمقريزي وغيرهم ،
البعض ذكر قصص خيالية لا يمكن تصورها أثناء الرحلة إلى الحج. كلها روايات تدل على درجة ثراء وكذلك كرم مانسا موسى.
أقل تقدير لعدد المشاركين في القافلة ذكره المؤرخين هو 25 ألف فرد واقصى تقدير كان 60 ألف حاج.
مع القافلة كان هناك 100 بعير , كل بعير تحمل وزن 136 كيلو جرام ذهب، وجميع العبيد في القافلة كانوا يحملون عصي ذهبية.
خرج مانسا موسى من مالي وفي طريقه إلى مكة المكرمة مر بمدن في موريتانيا والجزائر توقف فيها كما توقف في مصر.
كانت مصر هي المحطة التى يتوقف عندها الحجاج القادمين من غرب أفريقيا.
في هذا الوقت كانت مصر تحت الحكم المملوكي وكان السلطان الناصر محمد بن قلاوون هو الحاكم واستقبل مانسا موسى بحفاوة بالغة ويقال أنه أقام الوقت عند الأهرام الثلاثة كما ذكر المقريزي في كتابه " السلوك لمعرفة دول الملوك "
المقريزي ذكر أن كمية الذهب التي دخل بها مانسا موسي مصر وبدأ ينفق ويتصدق منها كانت سبب في خفض قيمة الدينار الذهبي في مصر لبضعة سنوات .
نفس الكلام وبمبالغة أكثر ذكره المؤرخ العمري في كتابه " مسالك الأبصار في ممالك الأمصار "
بعد فترة الراحة كلف السلطان قلاوون أحد أمراء المماليك وهو المسؤول عن الحج في هذا العام بمصاحبة منسا موسي والسهر على راحته أثناء فترة الحج في الحجاز.
وفي الحج تصدق مانسا موسى بالكثير من الذهب على الحجاج كما فعل مع كل أهالي المدن اللي مرحبا بها.
بعض المؤرخين ذكر ان المبالغة في تجهيزات وضخامة رحلة مانسا موسى إلى الحج ربما يعود إلى أسباب سياسية مثل التعرف على المشرق الإسلامي وحكامه وخاصة حكام المماليك الذين كانوا أكبر قوة في الشرق الإسلامي في هذا الوقت.
هناك من ذكر سبب شخصي للرحلة وهو أن مانسا موسى كان قد تسبب في مقتل أمه خطأ، وندم بشدة وتصدق بمال كثير جدا وعزم على صوم الدهر كله ولما سأل العلماء عن كفارة فعله نصحوه بالحج وزيارة الرسول صلى الله عليه وسلم والاستشفاع به، وهذا بالفعل ما فعله .
وفي طريق عودته مر بالقاهرة أيضا،
ويبدو أن فوائد الرحلة الاسطورية كانت عظيمة بالنسبة لمنسا موسى
فقد عاد بقوافل محملة بكتب عظيمة من الشرق وكذلك بضائع غير موجودة في مملكة مالي .
كما عاد أيضا بأفكار للبلاط الملكي في مالي متاثرا بالمراسيم التي كانت تجري في بلاط سلاطين المماليك.
كما كانت الرحلة بداية لاهتمام ورحلات متتالية من الحجاج المسلمين من جميع أنحاء أفريقيا إلى الحجاز ،وكذلك جذبت انتباه التجار المصريين لغرب أفريقيا وتجارتها .
تحتاج الرحلة لكتاب كامل لوصفها كما يجب، من يرغب في القراءة عنها يبحث على جوجل وسوف يجد عشرات الكتب والمقالات عن رحلة مانسا موسى إلى الحج.
قبل الختام دعوني أذكر معلومة هامة...
مانسا موسي كان له أخ أكبر اسمه
" أبو بكر الثاني " تولى السلطة عام واحد ثم تركها لأخيه مانسا موسى، وقام هو أيضا برحلة بحرية،
رحلة أبو بكر تعتبر من أغرب الرحلات في تاريخ البشر بالفعل ،
البعض بعتبره أول شخص اكتشف.....
في مقال آخر إن شاء الله نتعرف على رحلة أبو بكر الثاني .
المصادر:
قصة الإسلام.
سكاي نيوز عربية
نون بوست
تحياتى
أحمد عبد الرحيم
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
حالة الموضوع
مرحباً , لم تكن هناك مشاركة في هذا الموضوع لأكثر من 90 يوم.
قد يستغرق الأمر وقتًا طويلاً للحصول على رد جديد من أحد الأعضاء على مشاركتك.
قد يستغرق الأمر وقتًا طويلاً للحصول على رد جديد من أحد الأعضاء على مشاركتك.
Sally
★مـشـرف خـاص★
الإشراف
النشاط: 100%
تحياتي لكاتبنا المبدع
دووم مميز باجمل اطروحات
لك مني كل الشكر والتقدير
دووم مميز باجمل اطروحات
لك مني كل الشكر والتقدير
يجب عليك
تسجيل الدخول
أو
حساب جديد
لمشاهدة المحتوى
تعليق
Horror
★مـشـرف خـاص★
الإشراف
الديوان الوثائقي
النشاط: 100%
جميل الموضوع جدا
بس ياريت مش تتاخر علينا فى موضوع ابوبكر الثانى
بس ياريت مش تتاخر علينا فى موضوع ابوبكر الثانى
يجب عليك
تسجيل الدخول
أو
حساب جديد
لمشاهدة المحتوى
تعليق
شارك: