- التعديل الأخير بواسطة المشرف:
- المشاهدات: 824
- الردود: 3
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
أسوء عام في تاريخ البشرية
* إن كم الحروب والكوارث الطبيعية والمآسي التي نعيشها الآن ربما جعلت بعضنا يظن أن تلك الأيام هي الأسوأ في تاريخ البشرية .
إذا كنت تفكر هكذا فأنت مخطئ يا صديقي، أنت لم تر السوء الحقيقي .
ولكي ترى الأسوأ في تاريخ البشرية فلنعد معا إلي زمن بعيد قليلاً عن وقتنا هذا وهو...
~~~~~~~~~~~~~~~~~
كان هذا العام بداية لظاهرة كونية غريبة بثت الرعب في قلوب أغلب سكان العالم ، حتي ظن الناس أنه يوم القيامة ...
فقد غمرت كميات مهولة من الضباب الغريب أوروبا، والشرق الأوسط، وأجزاء من آسيا، فصارت السماء قاتمة ليلاً ونهارا، لمدة 18 شهرا، بحسب ما جاء في مقالة كتبها عالم الآثار في جامعة هارفارد (مايكل ماكورميك) في مجلة
( العلوم الأمريكية) .
* أدي الضباب إلي اختفاء قرص الشمس تماماً ونتيجة لذلك فقد انخفضت الحرارة في صيف ذلك العام حتي وصلت ما بين 1.5 إلي 2.5 درجة وسقطت الثلوج في الصين، أتلفت المحاصيل ومات مئات الآلاف من البشر عبر العالم جوعا وعاش العالم سنوات من الإنخفاض الحراري لم تحدث قبلها بنحو 2300 سنة .
* ويبدو أن هذا العام كان بداية سلسلة من المآسي المتعاقبة في تاريخ البشرية ،فلم تكن مشكلة الإنخفاض الحراري والجوع والتغير المناخي العنيف قد انتهت بعد بل ونتيجة لها وقعت كارثة أخري ،هذه المرة كانت ....
--------------------------
الطاعون ...
ففي العام 541 ميلادية ،انتشر نوع من الطاعون، يعرف بالطاعون الدملي، كما عرف باسم
طاعون ( جستنيان)
بسرعة كبيرة في أوروبا وبعض دول الشرق وقضى على ما بين ثلث إلى نصف سكان الإمبراطورية الرومانية الشرقية، وسارع في انهيارها، بحسب ما يقوله ماكورميك.
لكن التساؤل الأهم الذي شغل الباحثين والعلماء كان...
-------------------------
* ما الذي أدي الي تلك السلسة من الأحداث المفزعة والمدمرة في تاريخ البشرية ؟
والإجابة تقول :
هناك فترة تاريخية يعرفها المؤرخون بالعصور المظلمة
( اللفظ هنا حقيقي وليس مجازي) تلك الفترة كانت منتصف القرن السادس الميلادي ، ولكن مصدر السحب الغامضة التي غطت سماء أوروبا آنذاك ظل لغزا لمدة طويلة حتي وقت قريب حين وجد باحثون يعملون فيما يسمي
( مبادرة ماضي العلوم البشرية ) في جامعة هارفارد تفسيرا له ...
فبعد أن أجروا تحليلا شديد الدقة للثلوج التي أخذوها من الأنهار الجليدية السويسرية وعثر في الثلوج، التي ترجع إلى فترة الربيع في عام 536، على جزيئات زجاج بركاني دقيقة تشير إلى حدوث انفجار بركاني مهول في أيسلندا، أو ربما في شمال أمريكا، أدى إلى انبعاث رماد كثيف غطى الجزء الشمالي من الكرة الأرضية.
ويعتقد الباحثون أن الرياح حملت الضباب البركاني عبر أوروبا، وفي وقت لاحق إلى آسيا، وكان ذلك مصحوبا بطقس بارد.
ثم تبع ذلك انفجاران كبيران آخران في عامي 540 و547.
وأعقب تلك الانفجارات المتكررة ظهور طاعون، أدى إلى إغراق أوروبا في جمود اقتصادي استمر حوالي قرن من الزمن، حتى عام 640 ميلادية.
* ويقول كايل هاربر، المتخصص في تاريخ الرومان والعصور الوسطى في جامعة أوكلاهوما في نورمان، إن سجل الكوارث الطبيعية المفصل، والتلوث البشري المجمد في الثلوج يعطينا سجلا جديدا نفهم منه سلسلة الأسباب البشرية والطبيعية التي أدت إلى سقوط الإمبراطورية الرومانية، والتقلبات المبكرة في اقتصاد العصور الوسطى.
كما تسمح تلك المعلومات للعلماء بإلقاء الضوء على ما تبقى من أحد أشد الفترات ظلمة في الحضارة الغربية.
وكما نري فتلك كانت أشد وأسوأ فترة في تاريخ البشرية .
فيديو يحكى الاحداث:
أحمد عبد الرحيم
المصدر : BBC عربي .
* إن كم الحروب والكوارث الطبيعية والمآسي التي نعيشها الآن ربما جعلت بعضنا يظن أن تلك الأيام هي الأسوأ في تاريخ البشرية .
إذا كنت تفكر هكذا فأنت مخطئ يا صديقي، أنت لم تر السوء الحقيقي .
ولكي ترى الأسوأ في تاريخ البشرية فلنعد معا إلي زمن بعيد قليلاً عن وقتنا هذا وهو...
~~~~~~~~~~~~~~~~~
* العام 536 ميلادية ...
كان هذا العام بداية لظاهرة كونية غريبة بثت الرعب في قلوب أغلب سكان العالم ، حتي ظن الناس أنه يوم القيامة ...
فقد غمرت كميات مهولة من الضباب الغريب أوروبا، والشرق الأوسط، وأجزاء من آسيا، فصارت السماء قاتمة ليلاً ونهارا، لمدة 18 شهرا، بحسب ما جاء في مقالة كتبها عالم الآثار في جامعة هارفارد (مايكل ماكورميك) في مجلة
( العلوم الأمريكية) .
* أدي الضباب إلي اختفاء قرص الشمس تماماً ونتيجة لذلك فقد انخفضت الحرارة في صيف ذلك العام حتي وصلت ما بين 1.5 إلي 2.5 درجة وسقطت الثلوج في الصين، أتلفت المحاصيل ومات مئات الآلاف من البشر عبر العالم جوعا وعاش العالم سنوات من الإنخفاض الحراري لم تحدث قبلها بنحو 2300 سنة .
* ويبدو أن هذا العام كان بداية سلسلة من المآسي المتعاقبة في تاريخ البشرية ،فلم تكن مشكلة الإنخفاض الحراري والجوع والتغير المناخي العنيف قد انتهت بعد بل ونتيجة لها وقعت كارثة أخري ،هذه المرة كانت ....
--------------------------
الطاعون ...
ففي العام 541 ميلادية ،انتشر نوع من الطاعون، يعرف بالطاعون الدملي، كما عرف باسم
طاعون ( جستنيان)
بسرعة كبيرة في أوروبا وبعض دول الشرق وقضى على ما بين ثلث إلى نصف سكان الإمبراطورية الرومانية الشرقية، وسارع في انهيارها، بحسب ما يقوله ماكورميك.
لكن التساؤل الأهم الذي شغل الباحثين والعلماء كان...
-------------------------
* ما الذي أدي الي تلك السلسة من الأحداث المفزعة والمدمرة في تاريخ البشرية ؟
والإجابة تقول :
هناك فترة تاريخية يعرفها المؤرخون بالعصور المظلمة
( اللفظ هنا حقيقي وليس مجازي) تلك الفترة كانت منتصف القرن السادس الميلادي ، ولكن مصدر السحب الغامضة التي غطت سماء أوروبا آنذاك ظل لغزا لمدة طويلة حتي وقت قريب حين وجد باحثون يعملون فيما يسمي
( مبادرة ماضي العلوم البشرية ) في جامعة هارفارد تفسيرا له ...
فبعد أن أجروا تحليلا شديد الدقة للثلوج التي أخذوها من الأنهار الجليدية السويسرية وعثر في الثلوج، التي ترجع إلى فترة الربيع في عام 536، على جزيئات زجاج بركاني دقيقة تشير إلى حدوث انفجار بركاني مهول في أيسلندا، أو ربما في شمال أمريكا، أدى إلى انبعاث رماد كثيف غطى الجزء الشمالي من الكرة الأرضية.
ويعتقد الباحثون أن الرياح حملت الضباب البركاني عبر أوروبا، وفي وقت لاحق إلى آسيا، وكان ذلك مصحوبا بطقس بارد.
ثم تبع ذلك انفجاران كبيران آخران في عامي 540 و547.
وأعقب تلك الانفجارات المتكررة ظهور طاعون، أدى إلى إغراق أوروبا في جمود اقتصادي استمر حوالي قرن من الزمن، حتى عام 640 ميلادية.
* ويقول كايل هاربر، المتخصص في تاريخ الرومان والعصور الوسطى في جامعة أوكلاهوما في نورمان، إن سجل الكوارث الطبيعية المفصل، والتلوث البشري المجمد في الثلوج يعطينا سجلا جديدا نفهم منه سلسلة الأسباب البشرية والطبيعية التي أدت إلى سقوط الإمبراطورية الرومانية، والتقلبات المبكرة في اقتصاد العصور الوسطى.
كما تسمح تلك المعلومات للعلماء بإلقاء الضوء على ما تبقى من أحد أشد الفترات ظلمة في الحضارة الغربية.
وكما نري فتلك كانت أشد وأسوأ فترة في تاريخ البشرية .
فيديو يحكى الاحداث:
يجب تسجيل الدخول لمشاهدة الوسائط
تحياتي .أحمد عبد الرحيم
المصدر : BBC عربي .
التعديل الأخير بواسطة المشرف: