• المشاركة مفتوحة للجميع .. لا تتردد في نشر مقالك في القسم المناسب في منتدى الديوان.

  • اللّٰهُمَّ إِنِّي أَفْتَتِحُ الثَّناءَ بِحَمْدِكَ وَأَنْتَ مُسَدِّدٌ لِلصَّوابِ بِمَنِّكَ، وَأَيْقَنْتُ أَنَّكَ أَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ فِي مَوْضِعِ الْعَفْوِ وَالرَّحْمَةِ.
  • ناشر الموضوع Ahmad Abdel Rahim
  • تاريخ البدء
  • الردود 0
  • المشاهدات 619
💢 الموضوع يحتوي على محتوى حصري.

مرحبا ً بك في الــديــوان الإلكتروني

أهلا وسهلا بك زائرنا العزيز في الــديــوان الإلكتروني.

انظم إلينا و تمتع بتجربة رائعة, ستجد كل ما تبحث عنه.

التسجيل مجاني بالكامل

  • التعديل الأخير بواسطة المشرف:
  • المشاهدات: 619
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
تصنيف الجاسوسية
جاسوسية عربية إسرائيلية

حرب أكتوبر المجيدة 1973 كانت زلزال حقيقي وصاعقة عاتية وقعت على رؤوس جنرالات جيش الإحتلال ومواطنيهم في فلسطين المحتلة،
بعد ما كانوا يتكلمون بكل ثقة وعنجهية عن استحالة دخول العرب أي حرب أخرى مع الإحتلال.
بعد نهاية الحرب وامتصاص الصدمة كان لابد من تغيير في كل شيء داخل كيان الإحتلال، ليس فقط القيادات السياسية والعسكرية ولكن حتى طريقة التفكير نفسها والنظرة للعرب.
وجاءت قيادات جديدة بفكر مختلف، لابد من نشر آلاف الجواسيس في كل البلاد العربية يرصدون كل كبيرة و صغيرة تحدث على كل المستويات وطبعا لابد من الإهتمام أكثر بدول المواجهة...

في هذه الأثناء كان هو واحد من الخونة الذين سقطوا في فخ الإغواء،
تعالوا نتعرف عليه ..

°°°°°°°°
اسمه "السيد محمد محمود محمد " من مواليد الاسكندرية عام 1929 ، لم يكمل تعليمه رغم أن أسرته كانت ثرية لكنه كان شغوف بشكل غير عادي بالبحر ومبكرًا جدًا بدأ العمل مع أسرته في المراكب والبحر.

خلال وقت قصير كان السيد أصبح خبير بالشؤون البحرية من خلال عمله في ميناء الإسكندرية وعلاقاته بالعاملين هناك.
في سن 22 أحب بنت صديق لأسرتهم وتزوجها بالفعل وعاش معها في" سيدي جابر " .
مع مرور الوقت كبرت أعمال السيد وزادت علاقاته وتشعبت، أصبح شريك في باخرة لبنانية ضخمة إسمها "م. باهي " بنسبة 40% ، السيد ترك عمله في الميناء واشتغل مساعد للقبطان وأصبح يتنقل بين موانيء العالم.

بدأ السيد يعرف طريقه للنساء والعلاقات النسائية المتعددة وكذلك الخمور الفاخرة، كثرت علاقاته النسائية حتى أنه كان لديه شقة خاصة بعيد عن زوجته خصصها للياليه الخاصة وعلاقاته.

كان يجيد بذكائه وثرائه والهدايا المستوردة التي يعود من الخارج محملا بها اصطياد الفتيات والنساء وكانت تلك الأمور تستنفذ منه أموال كثيرة .

ورغم ذلك رجع يقع في الحب مرة أخرى، هذه المرة كان من فتاة صغيرة بارعة الجمال من الإسكندرية أيضًا ، كان وقتها تجاوز الأربعين من عمره.
لكن زواجه من تلك الفتاة كلفه مبالغ مالية كبيرة وفي نفس الوقت حدث أن السفينة احتاجت "عمرة " كاملة وكان المطلوب منه أن يدفع 40% من تكاليف الإصلاح بينما كان قد دخل في مشاكل كبيرة مع شركة التأمين، وفي النهاية وجد نفسه في أزمة مالية كبيرة اضطر إلى رهن جزء من نصيبه في الباخرة، في هذا الوقت كان يبدو أنه يسير بقوة نحو الإفلاس.

بينما كان السيد في قلب أزمته المادية الطاحنة كانت باخرته توقفت في نابولي للإصلاح،
وهناك قابل بالصدفة صديق قديم له .
إسمه "فيتورا " يهودي، كان يقيم مع أسرته في الإسكندرية قبل أن يتركها ويهاجر، أخبره أنه يعمل الآن في شركة السفن التجارية الإيطالية.
جلس الصديقان ساعات طويلة يتذكرا أيام الطفولة في الإسكندرية،
فيتورا عبر للسيد عن اشتياقه بشدة للأسكندرية فعرض عليه السيد أن يزوره هناك.
وبالفعل لم يتأخر فيتورا في الحضور إلى الإسكندرية لزيارة السيد وهناك لمس بنفسه المعاناة المادية التي يعيشها صديقه مع وجود بيتين وزوجتين .

في هذه الأثناء كان السيد قد اتخذ قرارا جديدًا ببيع نصيبه في السفينة لسداد الديون التي تراكمت عليه وأصبح بلا عمل، طلب من صديقه أن يجد له أي عمل مربح ويبدو أن فيتورا كان ينتظر تلك اللحظة بالفعل.
فيتورا أخبر السيد أنه سوف يقدمه لصديق انجليزي يعمل صحفي في حلف شمال الأطلسي ويقيم في هولندا، عندما أبدى السيد دهشته أخبره فيتورا أن عمله يمكن ان يكون كتابة تقارير صحفية وإرسالها إلى الصحفي الإنجليزى وأن الصحافة الأجنبية تدفع مبالغ كبيرة جدا لمراسليها.

طريقة كلام فيتورا وتقديمه للسيد عن العمل جعل الأخير يتحرق شوقًا لهذا العمل ويلح على فيتورا في الإتصال بصديقه الإنجليزي.
فيتورا بالفعل لم يتأخر، في اليوم التالي عاد يخبر السيد أنه اتصل بصديقه الإنجليزى فوافق على عمل السيد وطلب منه كتابة عدة تقاير تجارية واقتصادية عن مصر مع التركيز على ميناء الإسكتدرية وحركة الملاحة به.

السيد فرح بالطلب وقضى أيام في كتابة التقارير بالفعل، قام في الأثناء بسؤال بعض أصدقائه العاملين في الميناء عن معلومات بدت عادية.
بعدها اصطحبه صديقه فيتورا إلى أمستردام مباشره لمقابلة الصحفي الإنجليزى.
في الفندق الفخم قدم فيتورا السيد لصديق الصحفي الإنجليزى "ميشيل طومسون" الذي هو في الحقيقة ضابط في الموساد.

طومسون ظل لساعات طويله يناقش السيد في تقاريره وأبدى إعجابه بكم المعلومات الوارد بها، ثم أبدى موافقته على عمل السيد معهم مع منحه مكافأة مالية كبيرة على التقارير.
المال والنساء...
طرفي حبل الغواية .
كان السيد قد سقط في فخ المال والآن تبقى الطرف الآخر وهو النساء حتى يلتف الحبل حوله تمامًا .
والحق أنهم يجيدون بشكل مذهل تلك اللعبة،
لعبة الإغواء.
وكان الطرف الآخر من الحبل جاهز الآن، كانت هي...
كريستينا،
فتاة بارعة الجمال، قدمها له طومسون على أنها صحفية تعمل معه ثم تركها معه في الفندق وأعتذر للتغيب بضعة أيام للعمل .
كانت كريستينا تعلم أن السيد زوج لامرأتين كما أنه زير نساء ورغم ذلك فقد استطاعت أن تنسيه في الأيام التالية زوجتيه وكل النساء اللاتي عرفهن في حياته.

في اللحظات الحميمة وأثناء سكرة السيد بخمر كريستينا وبالخمر الحقيقية تخبره أنها تعمل هي وطومسون مع المخابرات المركزيه الأمريكية لكن السيد الذي ذهب عقله لا يعترض ولا يندهش ولا يهتم .
تستدرجه أكثر تحدثه عن طبيعة عمله كجاسوس ،
لكنه لا يفكر الآن بعقله.

في ايام قليلة أصبح الرجل جاسوس خائن باع بلده مقابل المال وكريستينا، ثم عاد إلى مصر ليواصل عمله القذر.

كنا في العام 1974 ، ورغم كل شيء فقد لاحت أمام السيد محمود محمد الجاسوس الخائن فرصة نادرًا ما حدثت مع أي جاسوس آخر في التاريخ .
هل يستغلها؟
*********************************
السيد محمود رجع مصر وهو يحمل آلاف الدولارات وهدايا ثمينة اشتراها من أوربا وتكليفات محددة عن أماكن وموضوعات مطلوب كتابة تقارير عنها وعلى الأخص ميناء الإسكندرية وكلما كانت التقارير تحمل معلومات سرية أو غير معروفة كلما كان المقابل أكبر وأكثر إغراء، هذا ما أخبره به ضابط الموساد ،ميشيل طومسون .

و يبدو أن السيد قد أحب المال السهل الحرام، فقد اجتهد بشدة في جمع المعلومات وكتابة التقارير وخلال أسابيع عاد إلى أمستردام وهناك اندهش طومسون من كم المعلومات الذي قدمه له فكافأه بمبلغ كبير وكريستينا.
حتى تلك اللحظة كان السيد محمود يعرف أنه يعمل مع صحفيين لصالح حلف شمال الأطلسي وللمخابرات الأمريكية ، لكن وفي لحظات السكر بين ذراعي كريستينا وفي خمرها أخبرته أنها إسرائيلية وأنها وطومسون يعملان مع الموساد الإسرائيلي لكن كان الأوان قد فات بالنسبة له ،
تقارير كتبت وأفلام فيديو صورت له وصور أخذت وغاص حتى أذنيه في مستنقع الخيانة لكن ...

السيد محمود من الأشخاص النادرين الذين الذين أتيحت فرصة ذهبية نادرة الحدوث للتراجع عما وبدون أي عقاب على الإطلاق بل وأن يكون في حماية الأمن المصري نفسه
°°°°°°

يوم 10/10/1974 أعلنت المخابرات المصرية أن أي مواطن مصري تورط في التحسس لصالح الموساد تحت أي ظروف يقوم بإبلاغ الأمن المصري أو أي سفارة من سفارات مصر في كل دول العالم فسوف يتم اعفاؤه من أي مسؤولية جنائية ولن توجه له أي تهمة مهما كانت درجة تورطه.

العرض كان مغري بشدة بالنسبة لأي جاسوس للتراجع لكن بالنسبة للسيد كان الأمر مختلف ..
يبدو أن الرجل كان فاسد تمامًا من داخله ، لا يهمه خيانة دين ولا وطن ولا عار للأسرة ولا أي شيء.
كان لا يشغل تفكيره أي شيء سوى الأموال الحرام السهلة التي تتدفق عليه من الموساد.
وبالفعل صم أذنيه عن دعوات الأمن المصري المتكررة وواصل خيانته.

كانت الصحف المصرية كل فترة تعلن عن إلقاء القبض على جواسيس يعملون لمصلحة العدو مما كان يُشعِر
السيد برعب من السقوط إلا أنه وفور الوصول إلى أمستردام كانت أموال طومسون وجسد كريستينا كافيين لينسى كل شيء.
طومسون بدأ يدرب السيد على استخدام الحبر السري في الكتابة وكذلك استخدام الراديو في استقبال المعلومات المشفرة بالإضافة إلى تدريبات على تمييز أنواع الأسلحة.
كانت تلك التدريبات مع كلام طومسون تجعل السيد يشعر أنه فوق مستوى الشبهات ومن المستحيل أن يسقط بين يدي الأمن المصري.

أصبح السيد يعمل بشهية مفتوحة وبالتحديد للحصول على المعلومات العسكرية، كان امامه صيد ثمين ...

أخيه الأصغر أمين،

أمين كان مجند في القوات المسلحة وقد بدأ يشعر بالحاجة للنقود للإنفاق على خطيبته وكان هذا ما استغله السيد ،فأصبح يعطيه الكثير من النقود مقابل أسئلة ومعلومات عسكرية.
ورغم أن الأمر كان مثير للشك بشدة إلا أن أمين لم يسأل وهذا ما جعل السيد يتمادى في طلب المعلومات حتى أنه ذات مرة طلب منه أن يحضر له صور خرائط وتصميمات هندسية لمواقع عسكرية سرية ورغم خطورة الأمر بشدة إلا أن أمين وتحت إغراء المال أحضر له تلك الصور بالفعل

وفي أمستردام كان المقابل المادي من طومسون بالغ الكرم.
الآن أصبحت شبكة الشقيقين نشيطة بشدة في التجسس، لكن في النهاية ورغم أي احتياطات لابد من سقوط
الخونة.

وكانت بداية طرف الخيط من أمين،
لاحظ زملاؤه تغير أحواله المالية تماماً فقد أصبح ينفق ببذخ شديد ودون إهتمام بالمال ،كما لاحظ زميل له اهتمامه بشدة بغرفة تحوي تصميمات لمواقع عسكرية سرية يجري إنشاءها.

قام الجندي بإخبار قائده بشكوكه.
في النهاية وصل الأمر للمخابرات المصرية التي أمسكت طرف الخيط وبدأت تراقب أمين ثم أخيه الذي ظهر في الصورة وتكشف كل شيء.
تم اكتشاف صور الخرائط السرية والتصميمات عند أمين وكذلك الحبر السري والشفرات والتقارير عند السيد .
في ديسمبر 1974 أصدر القضاء حكمه على السيد محمد محمود محمد بالسجن لمدة 25 سنة وعلى أمين محمد محمود بالسجن لمدة 15 سنة .
وفي قفص الإتهام أمسك أمين في رقبة السيد يحاول أن يقتله بسبب ما ورطه فيه ولكن كان كل شيء قد انتهى بالفعل .
تمت .

تحياتي.
أحمد عبد الرحيم
المصدر : المجموعة 73 مؤرخين.
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد…