e-Dewan.com
  • المشاركة مفتوحة للجميع .. لا تتردد في نشر مقالك في القسم المناسب في منتدى الديوان.

  • اللّٰهُمَّ إِنِّي أَفْتَتِحُ الثَّناءَ بِحَمْدِكَ وَأَنْتَ مُسَدِّدٌ لِلصَّوابِ بِمَنِّكَ، وَأَيْقَنْتُ أَنَّكَ أَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ فِي مَوْضِعِ الْعَفْوِ وَالرَّحْمَةِ.
  • ناشر الموضوع Ahmad Abdel Rahim
  • تاريخ البدء
  • الردود 0
  • المشاهدات 660

العنوان:
💢 حصري شامبانيا (ولفجانج لوتز - الجاسوس الفارس)

💢 الموضوع يحتوي على محتوى حصري.

مرحبا ً بك في الــديــوان الإلكتروني

أهلا وسهلا بك زائرنا العزيز في الــديــوان الإلكتروني.

انظم إلينا و تمتع بتجربة رائعة, ستجد كل ما تبحث عنه.

التسجيل مجاني بالكامل

  • التعديل الأخير بواسطة المشرف:
  • المشاهدات: 660
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
تصنيف الجاسوسية
جاسوسية عربية إسرائيلية


شبمانيا.
▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎
شمبانيا،
وفروسية،
وصواريخ،
علماء،
ونازيون،
ورجال سلطة.
جاسوسية
وفساد،
وشرفاء،
وخونة.
هذا هو ما تدور حوله قصتنا اليوم ،
دعونا نبدأ من هناك ...

▪︎ ألمانيا،
العام 1933 ، صعود هتلر إلى السلطة،
Ef796af6f7a530b74d5c3186ec89d5be

رعب اجتاح بعض طبقات الألمان وخاصة اليهود.
وقتها قررت أن تصطحب إبنها الوحيد وتهاجر إلى فلسطين الواقعة وقتها تحت الإحتلال البريطاني.
هي ممثلة ألمانية يهودية غير مشهورة، تزوجت عام من مخرج مسرحي كانت تعمل معه،
انجبت طفل أسمياه "وولفجانج لوتز " عام 1921.

▪︎انفصلت والدة ولفجانج عن والده عام 1931 وعام 1933 هاجرت إلى فلسطين المحتلة وهناك عملت في مسرح وألحقت ابنها بمدرسة في مستوطنة "بين شمين" وتم تغيير
اسم الولد من ولفجانج إلى اسم "زئيف جور أريح."
زائيف يعني ذئب وهو الترجمة العبرية لإسمه الألماني.

▪︎ولفجانج من صغره كان لديه هواية وشغف ركوب الخيل وعندما أتم عامه الخامس عشر أصبح يجيد ركوب الخيل وقتها انضم لمنظمة " الهاجناه" الصهيونية الإرهابية.

في فترة وجوده في فلسطين المحتلة أجاد ولفجانج اللغات: العبرية والعربية بالإضافة إلى إجادته للألمانية والإنجليزية.

هذا ما جعل البريطانيين يقومون بتجنيده في الجيش البريطاني فور اندلاع الحرب العالمية الثانية عام 1939.
كانوا يرون أنه سوف يكون له فائدة كبيرة معهم لذا تم إرساله إلى مصر ،وهناك كانت مهمته الأساسية هي المساعدة في استجواب الأسرى الألمان في الحرب.
بالفعل ظل ولفجانج في مصر طوال فترة الحرب العالمية.

▪︎بعد نهاية الحرب العالمية الثانية عاد إلى فلسطين المحتلة وعاود انضمامه إلى منظمة هاجاناه،
كان ولفجانج يشارك في تهريب الأسلحة للمنظمة وعندما تم الإعلان عن قيام الكيان المحتل في فلسطين عام 1948 أصبح الرجل ملازم أول في جيش الدفاع الإسرائيلي .
شارك ولفجانج في تنفيذ العديد من المذابح ضد القرى الفلسطينينة وتهجير أهلها وتحويلها إلى مستوطنات صهيونية.
في عام 1956 قاد عملية عسكرية ضد قوات من الجيش المصري في سيناء سموها حملة "السويس "إبان العدوان الثلاثي الإنجليزي الفرنسي الإسرائيلي على مصر .

▪︎ وفي عام 1957 اتخذوا قرار بإرساله إلى مصر مرة أخرى بهوية مزيفة لجمع معلومات عن المساعدات التي يقدمها الإتحاد السوفيتي لمصر،
إسرائيل كانت تشعر بقلق عظيم من تحركات مصر وتحالفاتها الدولية وخاصة مع الاتحاد السوفيتي لكن هذا القلق تحول إلى رعب اجتاح إسرائيل بعنف في عام 1958 عندما استيقظت على خبر إطلاق مصر لصواريخ الظافر والقاهر والرائد.

▪︎وكما صرح الرئيس عبد الناصر وقتها فإن تلك الصواريخ يصل مداها إلى جنوب بيروت بمعنى أنها يمكن أن تغطي مساحة الأراضي المحتلة كلها.
كما وصل لعلم الموساد أن بعض تلك الصواريخ قد يحمل رؤوس فيها أسلحة كيماوية .

نشاط محموم جرى في كل الأجهزة الأمنية والعسكرية في إسرائيل لجمع أي معلومات ممكنة عن مشروع الصواريخ المصرية...

الموساد علم أن مشروع الصواريخ المصرية قام على تعاون مصري مع علماء ألمان.
تم وضع خطة لها عدة أوجه ،
فمن الناحية الإعلامية بدأ اعلام العدو يروج لهروب قادة عسكريين ومجرمي حرب وضباط وعلماء ألمان نازيين إلى مصر واختفاءهم هناك في الوقت الذي كان يلاحقهم فيه المخابرات الأمريكية والإنجليزية والفرنسية والموساد وأجهزة مخابرات أخرى على مستوى العالم،
الخطوة كانت تهدف لاستعداء تلك الدول على مصر .
من ناحية أخرى تمكن الموساد من الوصول لأحد أهم رجال هتلر
و أحد أهم رجال ال SS في النظام النازي وأجبروه على التعاون معهم لتدمير برنامج الصواريخ المصرية،
الرجل الأسطوري الملقب ب"الوجه ذو الندبة"
(هناك موضوع كامل سوف يتم كتابته عن scarface الوجه ذو الندبة بعد نهاية قصة ولفجانج )
هذا العميل بالتحديد كان السبب الأهم في تدمير برنامج الصواريخ المصري.
ومن جهة ثالثة بدأ البحث عن عميل لزراعته داخل مصر .
ليس جاسوس عادي ولكنه يجب أن يكون عميل على أعلى مستوى لإنجاز المهمة.
ووقع الإختيار على وولفجانج لوتز للقيام بالمهمة.
وكان عليه أن يبدأ أولى خطواته من ألمانيا.
▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎
▪︎ولفجانج كان لديه ميزات جسمانية تساعد في سهولة تنكره،
كان الرجل أشقر الشعر ، أزرق العينين،
ألماني الشكل جدًا.

والأهم أنه ليس مختون وللعلم فإن الشريعة اليهودية تقر الختان للذكور مثل الشريعة الإسلامية لكن والد ولفجانج لم يكن يهودي.
لهذه الأسباب ولكون لديه خبرة سابقة بالحياة في مصر فقد
وقع الإختيار عليه لزرعه كجاسوس في مصر.
وللعلم أيضٍا ،
لم يكن ولفجانج ضابط في الموساد الإسرائيلي منذ بداية عمله ولكنه كان ضابط في الجيش الإسرائيلي ووقع إختيار الموساد عليه في تلك العملية.

▪︎عام 1959 سافر ولفجانج من مصر إلى ألمانيا وهناك قضى عام كامل في التنقل بين المدن الألمانية للتمويه على أي أعين يمكن أن تكون مراقبة له وكذلك لتلقي تدريبات بالتعاون بين جهاز المخابرات في ألمانيا الغربية والموساد الإسرائيلي، تدريبات مكثفة على مهمته التالية في مصر .

▪︎أخيرًا في ديسمبر 1960 عاد ولفجانج إلى مصر مرة أخرى..
و في مصر كان يقدم سيرته الذاتية على أنه رجل أعمال ألماني خدم في الجيش الألماني في شمال أفريقيا وبعدها انتقل إلى أستراليا واشتغل بتربية الخيول لمدة 11 سنة.
فور وصوله إلى مصر بدأ ولفجانج يتواصل مع الألمان الموجودين في مصر ويتعرف عليهم وكذلك يرتاد نوادي الفروسية.
وفي أحد النوادي صادف أن قابل شخصية مصرية عسكرية هامة وكانت فرصته فتعرف عليه وحدثه عن هوايته في تربية الخيول ومعرفته بسلالاتها المختلفة وخلال وقت قصير جدًا كان صديق مقرب له وأصبح الإثنان يتقابلان بشكل شبه يومي في النادي للمارسة رياضة الفروسية.

▪︎خلال أسابيع قليلة ذاع صيت رجل الأعمال الألماني الثري عاشق الخيول الذي يرتاد نوادي الفروسية وأصبح يتلقى دعوات من أصدقاء ألمان مقيمين في مصر لحضور احتفالات وتجمعات تضم مصريين وألمان.
وخلال 6 أشهر فقط كان ولفجانج قد أصبح شخصية شهيرة في القاهرة كما كون عشرات الصداقات من ألمان ومصريين وثبت في عقول الكل الصورة التي رسمها له الموساد...
رجل الأعمال الألماني الثري الكريم جدًا الذي يعشق تربية الخيول ويتاجر فيها .
بعدها عاد إلى أوربا لتقديم تقرير كامل للموساد.
في أوربا أعجب رؤساؤه في الموساد بشدة بالتقدم الذي أحرزه في مصر فأطلقوا عليه لقب :

" عين تل أبيب في القاهرة "

▪︎عاد ولفجانج إلى مصر ومعه مبلغ كبير من المال وجهاز تجسس دقيق جدًا.
هناك نقطة هامة لابد من ذكرها ...
أثناء وجود ولفجانج في باريس قابل هناك فتاة ألمانية تعرف عليها ووقع في غرامها إسمها " فالتراود مارثا نيومان "
كان لولفجانج تجربة زواج فاشلة في إسرائيل من امرأة يهودية لكنه لم يحبها ولم يستمر معها وعندما قابل فالتراود انبهر بجمالها وانوثتها.
أخبرته هي أنها من ألمانيا الشرقية لكنها لاجئة في الولايات المتحدة الأمريكية وجاءت إلى ألمانيا لزيارة والديها وتوقفت في باريس.
تزوج ولفجانج بها وأصطحبها معه إلى مصر فشكلت غطاء جيد له في أعماله التجسسية في مصر.
لكن ذلك الزواج لم يعجب رؤساؤه في الموساد الذين أبدوا غضبهم منه لأنه لم يخبرهم عن تلك الفتاة ولذلك حذروه منها ربما تكون عميلة مدفوعة نحوه.

▪︎وفي الموساد ثار نقاش حاد بسبب زواج ولفجانج من فالتراود بدون علمهم وخاصة أنها لم تكن يهودية ولكنهم في النهاية رضخوا له وقرروا أن يستمر في مهمته في مصر.
لكن ولفجانج كان لديه ثقة كبيرة فيها لدرجة أنه أخبرها بطبيعة عمله كجاسوس ( كان ذلك بالطبع بعد الاستقرار في مصر وبعد فترة من الزواج )
شكلت فالتراود غطاء مناسب وجيد ولفجانج وأصبح الإثنان زوجين ألمانيين لا يمكن أن يشك أحد في هويتهما.

▪︎عند عودته إلى مصر كان صديقه العسكري المصري في انتظاره وفور وصوله أقام حفل بمناسبة عودته وكالعادة حضره أصدقائه الألمان والمصريين .
وفي فيلته في القاهرة كان ولفجانج ينفق بلا حساب في اتجاهين..
الاتجاه الأول هو الهدايا الثمينة جدًا التي يقدمها لأصدقائه الألمان الذين يعملون كخبراء في مجالات مختلفة في الحكومة المصرية وخاصة في الصناعات الحربية.
بالمناسبة كان ولفجانج من عشاق الشمبانيا الفرنسية الباهظة الثمن وكان ينفق الكثير من الأموال عليها لكي تكون حاضرة في كل الحفلات التي يقيمها لأصدقائه الألمان والمصريين والتي ينفق عليها ببذخ ولذلك أطلق عليه اسم "
«جاسوس الشمبانيا»
" كما كان يهدي كراتين منها لأصدقائه.
والثاني هو تربية الخيول وشراء أغلى السلالات.
وكانت تربية وتجارة الخيول هي التي تمثل غطاء ومبرر لولفجانج لارتياد نوادي الصفوة في مصر وفي هذه النوادي تعرف على شخصيتين أخريين أكثر أهمية من صديقه العسكري الهام جدًا.
الأول كان المسؤول عن قواعد الصواريخ والمصانع العسكرية وبالتالي هو المسؤول عن المنشآت التي تسعى إسرائيل لمعرفتها واستهدافها أما الآخر فكان ...
الرجل الثاني في الحكومة المصرية وقتها.
ومن خلال هذه العلاقة بالتحديد
استطاع ولفجانج أن يسرب للموساد قرارات رسمية اتخذها النظام المصري قبل حتى أن يعرفها أعضاء الحكومة المصرية أنفسهم.

▪︎علاقات ولفجانج مع كبار الشخصيات العسكرية المصرية والخبراء الألمان نتج عنها حصوله على معلومات مثلت للإسرائيليين قيمة لا حد لها، كان من بين تلك المعلومات معرفة أماكن القواعد العسكرية السرية بالقرب من قناة السويس،
وكذلك المطارات التي تخزن فيها طائرات الميج التي وصلت مصر من الإتحاد السوفيتي و معلومات عن الطيارين ومراكز الاتصالات وحظائر الطائرات.
لكن..
يبدو أن ثقة ولفجانج الزائدة عن الحد قد أوقعته في خطأ جسيم فقد انطلق في مرة لتصوير مواقع عسكرية سرية للجيش المصري في محافظة الإسماعيلية فألقى رجال أمن مصريين القبض عليه هناك،
لكن ولفجانج أنكر معرفته أنها مناطق عسكرية محظورة وأتصل ببعض أصدقائه الهامين في القاهرة وخمنوا ماذا كانت النتيجة....

▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎


▪︎ ولفجانج اتصل بأصدقائه في القاهرة وبالفعل تم الإفراج عنه وعاد إلى بيته.
أرجو أن تتذكروا جيدًا هذه الواقعة ، سوف نعود لها بعد قليل.

▪︎حتى هذا الوقت كان ولفجانج يرسل للموساد كل المعلومات التي تقع تحت يديه في القاهرة من أي مصدر كان ومن ضمنها معلومات عن الألمان العاملين في مصر بشكل عام ،
لكن بعد ذلك جاءه تكليف الموساد الأهم في مهمته والذي سوف يسهم في تغيير هائل في مصر ...

▪︎كما ذكرنا كان الكثير من رجال المخابرات المصرية
يعارضون إعلان مصر عن امتلاكها صواريخ تصل إلى جنوب بيروت وإلى قلب إسرائيل-كما ذكر عبد الناصر .
بالنسبة لهم كان الوقت مبكرًا جدًا لهذا الإعلان وخاصة أن إنتاج تلك الصواريخ بشكل حقيقي لم يكن قد اكتمل بعد،

كما أنه كان هناك مشكلة تقنية خطيرة في آلية التوجيه لم يكن الألمان قد توصلوا لحل لها.
لكنها كانت رغبة عبد الناصر وعبد الحكيم عامر.
كان الأمر بالنسبة لهما بروباجندا هائلة وللأسف تسببت تلك الدعاية في إفساد مشروع عسكري عظيم على مصر.

▪︎جاء التكليف لولفجانج بمعرفة كل ما يمكن معرفته عن العلماء الألمان الذين يعملون في برنامج الصواريخ المصرية .

ولكي تعرف حجم صلات ولفجانج واختراقه بشكل رهيب للمؤسسة العسكرية المصرية فسوف أخبرك أنه خلال أسابيع من التكليف كان ولفجانج يطير إلى باريس حاملًا معه قائمة بأسماء وعناوين ومعلومات إضافية عن أغلب العلماء والخبراء الألمان في القاهرة.
أكمل الموساد في أوربا تلك المعلومات بجمع كل ما يمكن حول عائلات أولئك العلماء في هناك.
بعدها بدأ في تهديد ومهاجمة بعضهم،
في أوروبا تولى الضابط النازي السابق الخطير الذي جنده الموساد في صفه الملقب " الوجه ذو الندبة " مهاجمة البعض وفي مصر بدأ إرسال خطابات تهديد لهم تأتي من أوروبا
وأحيانًا من خلال ولفجانج نفسه .

▪︎أحد هذه الخطابات جاء فيه :
"نكتب إليك كي نخبرك بأن اسمك قد أدرج في القائمة السوداء التي تضم كافة أسماء العلماء الألمان العاملين في مصر، نود منك أن تنظر بعين الإهتمام إلى أمان أسرتك،
زوجتك إليزابيث وطفليك الإثنين نيلس وترودي، من مصلحتك أن تتوقف عن العمل في المصانع الحربية المصرية».
وبالتعاون مع ولفجانج بدأ إرسال الطرود إلى العلماء الألمان في مصر.

كان أول طرد قد تم إرساله إلى العالم " بليز" وعندما فتحت سكرتيره الطرد انفجر في وجهها مما أدى إلى تشوهه.
بعدها مباشرة تم إرسال طرد إلى مصنع حربي في حلوان تحت اسم كتالوجات لقطع غيار من مصنع محركات وكانت النتيجة دامية..
مقتل 5 مهندسين وفنيين مصريين وإصابة 5 آخرين.

▪︎وفي أوروبا بدأ عملاء الموساد في التعامل مع بعض العلماء الذين كانوا في زيارة أو التعامل مع عائلاتهم ،
من تلك العمليات الاعتداء على عالم وزوجته في النمسا واختطاف مهندس من ألمانيا ونقله لإسرائيل،
فيما بعد عُرف أنهم قتلوه هناك عندما رفض التعاون معهم.
لكن علميات الموساد لم تكن كلها ناجحة تمامًا في أوربا .

▪︎على العكس فإن هناك عملية تسببت في ورطة دبلوماسية لإسرائيل عندما قام اثنين من عملاء الموساد باقتحام منزل عالم سويسري كان موجود وقتها في مصر وهددوا أسرته بقتلهم جميعًا لو لم يتوقف ويعود إلى سويسرا.

طلبوا من أخته أن تتصل به في مصر لكنها بطريقة ما عرفت أجهزة الأمن السوسرية بالأمر وتم القبض على العميلين.
بسرعة جدًا وصل الأمر للصحافة وأصبح قضية عامة أدت لتدهور العلاقات بين إسرائيل وكل من سويسرا وألمانيا الغربية التي دخلت على الخط في نفس القضية.

لم يكن أمام بن جوريون وقتها إلا الإعتذار عما حدث وفتح تحقيق اضطر فيه لإقالة رئيس جهاز الموساد لتهدئة الأمور مع الدولتين .

▪︎وفي مصر قام وولفجانج نفسه بإرسال بعض الطرود المفخخة من عناوين في القاهرة لكن يبدو أن عملية واحدة منها قد نجحت بعد أن تنبه الأمن المصري لموضوع الطرود المفخخة.

▪︎ نأتي الآن لآخر جزء في قصة جاسوس الشمبانيا وهو كيفية سقوطه...

وهذا هو اللغز الحقيقي في الموضوع فهناك عدة روايات تتحدث عن كيفية سقوطه في أيدي المخابرات المصرية
تعاولوا نستعرض الروايات المذكورة ومن لديه معلومة أكثر يمكن أن يضيفها في تعليق للفائدة. ..

▪︎أولى تلك الروايات يحتاج أن نعود في المقال إلى الوقت الذي قُبض فيه على ولفجانج في الإسماعيلية ،
ورغم الإفراج عنه فقد أخضعته المخابرات المصرية للمراقبة الدقيقة واكتشفت حقيقته،
بعدها بدأوا في تسريب معلومات مغلوطة أمامه تعمدوا وصولها لإسرائيل وفي الوقت المناسب تم إلقاء القبض عليه وزوجته.

▪︎ورواية أخرى لا تذكر كيف ولا متى عرفت المخابرات سره ولكنه عاد ذات يوم من جولة سياحية قام بها برفقة محافظ مطروح ليجد رجال المخابرات في انتظاره في فيلته وقبل أن ينكر أي شيء اخرجوا له أجهزة الإرسال والاستقبال المخفاة في مكتبه وكذلك متفجرات وضعت في ميزان في حمام فيلته وقد تم ضبطها للإنفجار عند محاولة فتحها لكنهم كانوا قد أبطلوها.

▪︎ليس هذا فقط ولكن أثناء التحقيقات عرضوا عليه سجل لرسائله التي تم إرسالها واستقبالها من الموساد خلال فترة كبيرة ماضية سواء باللاسلكي أو خطابات بالحبر السري.
تذكر تلك الرواية أن التحقيقات قد أظهرت أن بعض الألمان كانوا يشكون فيه من وقت طويل بالفعل ويبدو أنهم أبلغوا الأجهزة الأمنية بتلك الشكوك في وقتها.

▪︎ هناك رواية مخالفة لذلك تمامًا تذكر أنه وأثناء التحضير لزيارة رئيس ألمانيا الشرقية "فالتر أولبريشت" إلى مصر عام 1965 كانت المخابرات السوفيتية قد حذرت مصر من وجود عملاء وجواسيس وسط الألمان الغربيين المقيمين في مصر،
وكإجراء استباقي قامت أجهزة الأمن المصرية بإلقاء القبض على عدد كبير من الألمان حتى تمر الزيارة على خير وبعدها يُفرج عنهم.
كان من ضمن من تم إلقاء القبض عليهم ولفجانج وزوجته ،لكن ما حدث أثناء التحقيق (الصوري ) معه أذهل الضابط المحقق.
ظن ولفجانج أن السلطات المصرية قد عرفت طبيعة مهمته التجسسية في مصر وقد كان مصدر شكوكه تلك بالتحديد زوجته فالتراود عندما تذكر تحذير الموساد له منها وربط تلك الشكوك بزيارة قام بها والديها إلى مصر في نفس التوقيت الذي قُبض عليه فيه فقرر التعاون مع السلطات المصرية لتخفيف الحكم عليه.



▪︎المهم أنه في النهاية اعترف ولفجانج بكونه جاسوس ولكن ليس للموساد وإنما للمخابرات الألمانية.
لكن المخابرات المصرية واجهته بأدلة ورسائل تثبت كونه إسرائيلي وتجسسه لصالح الموساد.
وفي المحكمة كانت الدهشة هذه المرة من قِبَل زوجته التي لم تكن تعلم أنه إسرائيلي ولكن كانت تعرف أنه جاسوس ألماني.
كانت قضية كبرى ومحاكمة عاصفة انتهت يوم 1 أغسطس عام 1965 بالحكم على ولفجانج لوتز بالسجن مدى الحياة مع أشغال شاقة مؤبدة وعلى زوجته بالسجن ثلاث سنوات فقط.
يُذكر أنه رغم معرفة هويته الحقيقية وكل شيء عنه إلا أن القضاء المصري حاكم ولفجانج كألماني وليس كإسرائيلي ولذلك لم يتم إعدامه وكان لذلك هدف.
قضى وولفجانج عامين تقريبٍا في السجن بعدها وقعت نكسة 1967
وبعدها ظهرت فائدة ولفجانج مرة أخرى فقد قامت إسرائيل بمبادلته ب 3000 آلاف أسير مصري لديها.
تمت.
المصادر:
مذكرات رفعت جبريل ثعلب المخابرات المصرية. (المصري اليوم )
أخطر عملاء الموساد في القاهرة( د. سمير محمود قديح)
فولفجانج لوتز - موقع حقائق( مينا منير )
▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎
تحياتى
أحمد عبد الرحيم
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
أعلى