- التعديل الأخير بواسطة المشرف:
- المشاهدات: 1,960
- الردود: 2
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
- تصنيف الجاسوسية
- جاسوسية عربية إسرائيلية
الفخ الهندي. (قصة الجاسوس طارق عبد الرازق)
••••••••••••••••••
قصة اليوم رغم أنها لا تحتوي علي الكثير من التفاصيل لكنها هامة جدًا بالفعل .
سوف تؤكد لك أن العداوة بيننا وبينهم مستمرة للأبد لن تنهيها أي اتفاقية سلام أو زيارات دبلوماسية.
سوف تؤكد لك أنهم اذكياء بما يكفي وأنهم يعرفون كيف يخلقوا لأنفسهم ساحات جديدة غير متوقعة للعمل واستراتيجيات مدهشة للإختراق .
سوف تؤكد لك أن آفتنا الأخطر والأهم هي الخيانة والعملاء من الداخل.
ولكنها سوف تؤكد لك أيضًا أننا يقظون بما يكفي لكي نتصدى لهم ولكل من يستطيعون تجنيده.
هيا نبدأ...
••••••••••••••••••••••••••
■ طارق عبد الرزاق،
مصري من القاهرة من مواليد عام 1973، من أسرة فقيرة ، والده كان يعمل حارس عقار
حصل على دبلوم صناعى عام 1991.
طارق كان يهوى رياضة الكونغ فو ولذلك سافر عام 1992 إلى الصين وهناك إلتحق بمعهد لتعليم الكونغ فو .
بعد اتمام دراسته في المعهد عاد إلى مصر وبدأ العمل في نادي رياضي كمدرب كونغ فو ولكن الأمور لم تسر معه على ما يرام فلم يحصل على الدخل المادي الذي كان يطمح اليه.
■ بدأ البحث عن عمل آخر وبالفعل تنقل بين عدة أعمال لكنها أيضًا لم تكن ما يريد حتى انتهى به الأمر وعليه الكثير من الديون .
في النهاية قرر طارق أن يعود إلى الصين مرة أخرى عام 2006 لإيجاد فرصة هناك ولكن يبدو أن الأمور لم تتيسر أمامه ولذا فقد لجأ إلى طريقة رآها الأسهل والأضمن في الحصول على المال السهل دون النظر لأي اعتبارات دينية أو وطنية أو غيرها،
الخيانة ...
■ بدأ الموضوع بالشكل الآتي:
عندما عاد طارق إلى الصين ارتبط بفتاة صينية كان يعرفها منذ زيارته الأولى تزوجها وبما أن أموره المالية لم تكن على ما يرام فقد كانت الفتاة تنفق عليه.
أصبح يعيش في هاجس العــودة لمصر خائب الأمل أو أن تقوم السلطات الصينية بترحليه بعد انتهاء تأشيرته ،
وفي لحظات اليأس وبينما كان يتصفح الإنترنت قابله إعلان مثير باللغة العربية...
" اذا اردت ان تكسب مليون جنيه ادخل الموقع "
دخل طارق الموقع ووجد فيه استمارة تسجيل بيانات ( القصة حسب ما روى هو في الإعترافات أمام النيابة ) الموقع كان تابع للموساد ورغم ذلك سجل بياناته وترك رقم هاتفه في الصين.
■ بعد شهور جاءه اتصال من شخص سأله عن الاستمارة التي أرسلها وبعض المعلومات و أخبره أنه من الموساد ،
لم يصدق طارق في البداية أنه يتحدث إلى ضابط في الموساد ولكن الرجل اقنعه بذلك ثم طلب منه السفر إلى تايلاند.
بالفعل سافر طارق إلى تايلاند وهناك انتظر أسبوعين حتى تلقى إتصال مرة أخرى من ضابط الموساد يطلب منه السفر إلى الهند.
■ لم يكن أمام طارق إلا السفر بالفعل إلى الهند وخاصة أن نقوده التي اقترضها بالأساس من زوجته الصينية كادت أن تنفذ.
فور وصوله إلى الهند تلقى اتصال من ضابط الموساد يطلب منه الذهاب إلى السفارة الإسرائيلية هناك.
وفي السفارة قابل الضابط الذي قدم نفسه له باسم "ايدي موشيه" وبدأ يستجوبه...
سأله عن ظروفه الاجتماعية وعن سبب رغبته في العمل بالموساد وفي نهاية المقابلة أعطاه مبلغ 1500 دولار وطلب منه انتظار مكالمة أخرى منهم .
بعد 40 يوم تلقى طارق المكالمة الثانية من ضابط الموساد تطلب منه العـودة إلى تايلاند.
■ في السفارة الإسرائيلية في تايلاند خضع طارق لإختبار كشف الكذب على مدار ساعات في الصباح وفي المساء تكرر نفس الإختبار .
كما ذكر الخائن طارق كان من ضمن الأسئلة سؤال :
هل تحب مصر ؟
وكانت إجابته:
نعم احبها ولكن ظروفي المادية جعلتني أكرهها.
أثبت الإختبار صدق طارق ورغبته الفعلية في التعاون مع الموساد من أجل المال.
بعد نجاحه للمرة الثانية في اختبار كشف الكذب أخبره ضابط الموساد بقبول طلبه للعمل معهم مقابل راتب شهري 800 دولار ومكافآت سخية في حالة اثبات نجاحه في كل مهمة.
■ بدأ الموساد يدرب طارق على المهمة التي سوف يتم تكليفه بها بالفعل كما أنشأوا له بعض المواقع الإكترونية للتوظيف على الإنترنت كلها مواقع موجهة للشباب العربي وخاصة في سوريا ولبنان ومصر .
أحد المواقع كان تحت واجهة تجارة الزيتون والثاني للحلويات الشرقية والثالث للتسويق العقاري.
كما أنشأ الموساد لطارق موقع للتوظيف عبر النت بعنوان( HR )
كان المطلوب من طارق فتح المواقع يوميًا لتفقد السير الذاتية للمتقدمين للعمل وترشيح من يراه صالحًا للعمل معهم،
■ بالتوازي مع مهمة تجنيد الشباب العربي للعمل لصالح الموساد تم تكليف طارق بمهمة أخرى خطيرة.
كان عليه أن يتواصل مع رجل أعمال فلسطيني مقيم في جنوب أفريقيا معروف لدى الموساد بدعمه للمـقـاومة الفلسطينية ، أعطى ايدي موشيه رقم هاتف الرجل لطارق
على أن يحدثه على أنه رجل أعمال مصري موجود في تايلاند يرغب في التبرع للمـقـاومة الفلسطينية ثم يحاول اقناعه بالحضور إلى تايلاند بنفسه لمقابلته وكانت خطة الموساد أن يحاولون تجنيده للعمل معهم أو تصفيته.
لكن هل نجح طارق في مهمته بالفعل ؟
••••••••••••••••••••••••••
ما المهمة التي كلف بها الموساد طارق في سوريا ؟
وما علاقته بشيعة لبنان ؟
وكيف سقط الجاسوس وما المفاجأة المذهلة التي قدمتها له المخابرات المصرية ؟
•••••••••••••••••••••••••••••••••••••
■ ليلة 6 سبتمبر عام 2007 قام الطيران الجوي الإسرائيلي بغارة مفاجئة على محافظة دير الزور في سوريا واستهدف منشأة في منطقة "كُبر" بعدة صــواريخ بشكل مكثف،
بعدها خرجت الصحف العالمية بتكهنات عن طبيعة المنطقة المستهدفة..
■ لاحقا خرجت تصريحات من الولايات المتحدة تقول أن المنشأة هي مفاعل نووي سوري يتم إقامته بشكل سري بعيد عن كل الأعين وبمساعدة كوريا الشمالية.
السلطات الإسرائيلية التزمت الصمت لكن السلطات السورية صرحت أن المنشأة كانت قاعدة عسكرية مهجورة.
الهجوم الإسرائيلي على منطقة الكُبر وتدميرها تم بنفس طريقة تدمير مفاعل " تموز " النووي العراقي عام 1981.
■ سنة 2011 صرحت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن المنشأة المستهدفة في منطقة الكُبر بنسبة كبيرة جدًا هي مفاعل نووي سوري كان قيد الإنشاء وعام 2012 اعترف الجيش الإسرائيلي بتدمير مفاعل الكُبر وعام 2018 نشر معلومات عن العملية. ومعها صور وفيديو،
رابط الفيديو ...
■ عودة لموضوع الخائن طارق عبد الرزاق، كان من ضمن رجال الموساد الذين التقى بهم وأصبح بينهما صداقة كبيرة ضابط يدعى "أبو فادي" وهو مسؤل عن عملاء الموساد في سوريا،
أبو فادي ضابط شبه معاق مصاب بشظية في ساقه من حرب جنوب لبنان.
عام 2008 اتصل أبو فادي بطارق وطلب مقابلته في جزيرة مكاو التابعة للسيادة الصينية وهناك كلفه طارق بزيارة سوريا تحت غطاء تجارة الزيتون لمقابلة جاسوس سوري أطلق عليه اسم " صالح النجم ".
يبدو أنه شخصية هامة في سوريا وله علاقة بالمفاعل النووي السوري،
يكفي أن نذكر - حسب اعترافات طارق عبد الرازق- أن الموساد أرسل للعميل السوري هاتف محمول لا يتصل ولا يستقبل مكالمة إلا من رقم واحد فقط ،
بالطبع الرقم تابع للموساد والمتصل دائما هو أبو فادي .
المفاجأة أن أبو فادي اتصل هاتفيًا بالمسؤل وأخبره أن له صديق قادم إلى سوريا يعمل في تجارة الزيتون وعليه مساعدته.
الآن وقبل الاستطراد في الموضوع:
من هو صالح النجم؟
صالح النجم هو خبير سوري يعمل في جهاز أمني حساس برتبة عسكرية ( الإستخبارات العـسـكرية السورية )
عام 1994 قام بزيارة فرنسا للعلاج ويبدو أن الموساد كان لديه علم بهوية الرجل وبنقاط ضعفه فقد قام أبو فادي بتجنيده هناك بالطرق التقليدية التي يسقط بها كل الخونة وضعاف النفوس ...
نساء ،
مال ،
وفي حالة صالح النجم أضافوا أيضًا الخمور التي كان يعشقها.
استدرجه عملاء الموساد في باريس وبعدها أقاموا له حفلات صاخبة قدموا له فيها وجبات فاخرة وخمور ونساء.
■ بعد سقوط صالح النجم في مستنقع الخيانة لصالح الموساد وعـدوه بمكآفات سخية تصله داخل سوريا مع استضافة كاملة وتلبية كل الطلبات في أي مكان يسافر إليه في كل أنحاء العالم.
الآن عرفنا من هو صالح النجم وأظن أن هناك شكوك كبيرة أن المعلومات التي وصلت الموساد عن مفاعل الكُبر كانت من خلال صالح النجم نفسه.
طارق عبد الرازق ذكر بالفعل أن كل المعلومات الدقيقة عن مفاعل دير الزور وصلت للموساد عن طريق صالح النجم وأنه حصل على مكافأة ضخمة مقابل المعلومات قدرها مليون ونصف مليون دولار.
■ منذ هذا العام أصبح أبو فادي يرسل إلى صالح النجم سنويًا مكافآت مالية مع شخص مختلف كل مرة.
كان الموساد يعطي أهمية وحساسية قصوى لعميله السوري ويتوخى أقصى درجات الأمان في التعامل معه.
هذه المرة وقع الإختيار على طارق نفسه لزيارة العميل السوري.
أبو فادي أرسل مع طارق بعض الأسئلة باللغة الإنجليزية ومبلغ 20 ألف دولار وطلب منه شراء هدايا لصالح النجم منها خمور وفياجرا واعطاؤه المبلغ.
في مطار دمشق اتصل طارق بالعميل السوري الذي انتظره في ميدان عام في دمشق وتقابلا في مقهي هناك بشكل لا يثير الانتباه .
طارق عبد الرازق ذكر في اعترافاته أنه عاد إلى سوريا مرة أخرى لمقابلة نفس العميل،
هذه المرة كتب له عدة أسئلة عن كيفية دفن النفايات النووية السورية والنفايات الطبية في المستشفيات والنفايات الكيميائية، وذلك بهدف معرفة مدى ما وصلت إليه سوريا من التكنولوجيا.
■ كان طارق يقوم بتسجيل إجابات العميل السوري ويضعها على حاسب آلي مشفر أعطاه له الموساد كما كان طارق يستخدم شريحة اتصال تابعة لهونج كونج استلمها من الموساد أيضًا.
ويبدو أن ثقة الموساد وخاصة إيدي موشيه وأبو فادي في طارق كانت بلا حدود بالفعل فقد أكد طارق في اعترافاته أنه تم إرساله لمقابلة العميل السوري 7 مرات في بعضها قدم له الرجل ملفات ورقية قام بتصويرها وإرسالها بالبريد الإلكتروني المشفر لأبو فادي.
في آخر مرة طلب منه السوري ابلاغ أبو فادي بزيادة المكافأة التي يرسلها له سنويًا وهي مبلغ 20 ألف دولار فهو مبلغ قليل مقارنة بما يقدم لهم من معلومات ووثائق.
■ هناك نقطة في غاية الأهمية لابد من ذكرها..
هناك روايتين عن الهوية الحقيقية لصالح النجم عميل الموساد الأخطر والأهم في سوريا والذي يعتبر أهم عميل لهم في تاريخ الصراع السوري الإسرائيلي بعد العميل الأشهر إيلي كوهين ..
الرواية الأولى تذكر أن صالح النجم كان عقيد في الاستخبارات السورية وكان المسؤول عن الملف النووي السوري .
بينما تذكر الرواية الأخرى أن صالح النجم هو اسم مزيف أطلق على الكيمائي السوري الدكتور " أيمن الهبل " مدير مركز الأبحاث الكيميائية المسمى " 300"
على أي حال فقد قامت السلطات السورية باعدام صالح النجم في اكتوبر عام 2010 .
■ والآن ما علاقة الموساد برئيس تحرير جريدة لبنانية شهيرة ؟
- وكيف سعى الموساد لتجنيد أفراد من الطائفة العلوية السورية المنتمي إليها الرئيس السوري بشار الأسد؟
- لماذا ذهب طارق عبد الرازق بنفسه إلى السفارة المصرية في بكين للإعتراف بتواصل الموساد معه؟
- كيف سعى طارق لتجنيد موظفين في شركات المحمول في مصر ؟
ما زال في الموضوع أسرار أخرى.
•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••
■ كما ذكرنا ، قام طارق عبد الرازق بزيارة سوريا 7 مرات بتكليف من أبو فادي ضابط الموساد لمقابلة الجاسوس السوري الخطير.
كان يستخدم في تلك الزيارات جواز سفر مصري مزور باسم "طاهر حسن"
طارق ذكر أنه في كل مرة يعود فيها من هناك كانوا يستجوبونه في الموساد حول الأحوال في دمشق بالتفصيل ويسألوه عن كيفية التفتيش في مطار دمشق الدولي والأجهزة الإلكترونية المستخدمة فيه، وعن مدى انتشار مقاهي الإنترنت في دمشق.
■ لمدة ثلاث سنوات ظل طارق عبد الرازق يخدم الموساد بكل ما يمكن حتى وصل بالفعل أن يكون من أهم عملاؤهم العرب على الإطلاق، خلال تلك السنوات كان يتنقل بين الصين وتايلاند والهند وهونج كونح ونيبال وغيرها من دول شرق آسيا، وكذلك سوريا كما زار إسرائيل ولكنه لم يزور مصر كما كانت علاقته بأسرته منقطعة تقريبًا فلم يتواصل معهم خلالها حتى جاء شهر يونيو عام 2010 وقتها قرر طارق العــودة إلى مصر.
لكن قبل العــودة بعدة شهور حدث شيء غريب جدًا...
■ طارق توجه بالفعل إلى السفارة المصرية في بكين وهناك اعترف للمسؤولين أن الموساد تواصل معه وحاول تجنيده ولكنه رفض .
عندما قامت السفارة المصرية بإبلاغ السلطات في مصر بالموضوع، وجهت له السلطات المصرية طلبًا بالعــودة إلى مصر على الفور لتسوية الموضوع لكن طارق رفض ذلك.
هذه القضية بالتحديد تحمل ألغاز ليس لها حل وأسئلة لا إجابة لها وأول تلك الأسئلة:
لماذا عاد طارق إلى مصر بعد أن كشف نفسه في السفارة المصرية في الصين؟
من المؤكد أنه كان يتوقع استدعاء وتحقيق من السلطات المصرية فور وصوله؟
■ بعد وصول طارق إلى مطار القاهرة وإلقاء القبض عليه وبعد التحقيق معه، تحدثت صحف إسرائيلية مثل "يدعوت أحرنوت " عن حالة اكتئاب وندم دخل فيها الخائن أدت إلى عودته إلى مصر لتسليم نفسه بالفعل.
لكن السلطات المصرية ذكرت أن ما فعله الخائن بزيارة السفارة المصرية في الصين لم يكن الا مناورة لإبعاد الشكوك عنه بعد ما شك في انكشاف أمره ولذلك لم يستجيب ويعود على الفور وقتها.
ولكن يظل الأمر غامض بالفعل.
■ التحقيقات التي جرت على مدار شهور مع طارق كشفت أسرار رهيبة عن الموساد و شبكات التجسس الخاصة به والعمليات التي قام بها بالفعل،
من هذه المفاجأت الكشف عن شبكات تجسس وعملاء في سوريا ولبنان وخاصة السوري الخائن " صالح النجم " الذي اعدمته السلطات السورية في نفس العام بعد إبلاغ مصر لها.
■ أثناء التحقيقات ذكر طارق أن الموساد هو المسؤل عن قطع كابلات الإنترنت في البحر المتوسط والتي تصل من إيطاليا إلى مصر مما أدى إلى خسائر كبيرة وقتها في الإقتصاد المصري.
■ كما كشف أن الموساد تواصل بالفعل مع رئيس تحرير جريدة الديار اللبنانية وحاول استدراجه إلى تايلاند بحجة إجراء تحقيق صحفي هام هناك لكن الرجل رفض السفر وطلب من محدثه الذي قدم نفسه على أنه رجل أعمال كبير أن يحضر بنفسه إلى لبنان لإجراء الحوار الصحفي .
■ قبل الإستطراد في الحديث عن اعترافات طارق عبد الرازق لابد أن نذكر أن الرجل حاول أن ينكر في البداية مقابلاته لضباط الموساد في شرق آسيا وفي السفارة الإسرائيلية في الهند وهنا كانت المخابرات المصرية جاهزة تمامًا وواجهت الجاسوس بما أذهله وقدمت ادلتها للنيابة وللقضاء ...
أظهرت التحقيقات أن جهاز المخابرات المصرية راقب تحركات ضباط الموساد والتقط لهم صور خلال تنقلاتهم في دول شرق آسيا.
النيابة المصرية واجهت الخائن بصور ضباط الموساد الذين رافقوه ودربوه واتضح أنه لم يكن يعرف أسماؤهم الحقيقية
وعندما قدموا له صورهم تعرف عليهم ، فقامت النيابة على اثر ذلك بابلاغه بأسماء الضباط الإسرائيليين، وأن المخابرات المصرية على علم تام بهم وبأسمائهم.
■ كما أوضحت التحقيقات أن المخابرات المصرية رصدت كذلك جميع الأماكن التى تنقل فيها المتهم، والشقق السرية التى خصصها الموساد للالتقاء به فى دول مكاو ونيبال ولاوس وكمبوديا، وقدمت المخابرات عناوين الأماكن والشقق فى النيابة وكذلك المكاتب التابعة للسفارات الإسرائيلية فى الهند وتايلاند.
■ في اعترافات طارق ذكر أن الموساد أنشأ له موقع للتوظيف طلب فيه أشخاص للعمل من مصر في شبكات الهاتف المحمول وركز على المهندسين والفنيين وخدمة العملاء
واتضح من التحقيقات أن 8 مهندسين مصريين قدموا طلبات عبر الإنترنت للمتهم للعمل فى شركته الوهمية، وعندما عاد المتهم إلى مصر تم القبض عليه، ولم تستدعهم النيابة أو تحقق معهم نظرا لعدم علمهم بموضوع القضية أصلٍا.
■ تحدث الخائن في التحقيقات عن وجود جاسوس مصري لصالح الموساد يعمل في مصر منذ 20 عام وأنه جاسوس محترف يلقب ب " الأستاذ " يبدو أنه شخصية هامة جدًا.
طارق ذكر أن الأستاذ قام بتجنيد عشرات المصريين في الصين للعمل لمصلحة الموساد وأنه قابله شخصيًا هناك .
قصة الجاسوس " الأستاذ " اكدتها صحيفة يدعوت أحرنوت وتحدثت عن احتراق أهم أوراق الموساد في مصر بسقوط طارق عبد الرازق والكشف عن هوية "الأستاذ " الذي يقيم بالفعل خارج البلاد .
لكن المفاجأة التي فجرتها السلطات المصرية هي أنه لا توجد شخصية في مصر بهذا اللقب وأن طارق اختلق القصة كلها للتشتيت وتخفيف الأحكام عليه.
■ الآن نصل إلى أخطر أسرار القضية وليس آخرها ...
أولا في مارس عام 2010 فجأة أعلنت الرئاسة المصرية عن إقالة وزير الري وقتها "محمود أبو زيد " في وقت كان فيه مفاوضات هامة حول موضوع اتفاقيات مياه النيل ومشاكل سد النهضة مع إثيوبيا بالتحديد، لكن بعض الصحف ذكرت أن الأمر ارتبط بسقوط الجاسوس طارق عبد الرزاق الذي تحدث في التحقيقات عن تسجيل مكالمات هاتفية لمسؤولين مصريين كبار منهم وزير الري حول مفاوضات سد النهضة، التسجيلات وصلت رئيس الوزراء الإسرائيلي والذي أخبر بها الرئيس مبارك في لقاء بينهما مما أثار غضب مبارك بشدة وقتها.
الواقعة تثير التساؤل بشدة:
هل بالفعل كان هناك شخصية مصرية هامة جدًا تحمل لقب الأستاذ تمكن من الوصول لدرجة تسجيل مكالمات لوزراء في الحكومة المصرية بواسطة عملاء جندهم؟
أو هل نجح الموساد بالفعل من خلال شركة طارق عبد الرازق الوهمية في تجنيد عملاء في شبكات الهاتف المحمول في مصر ؟
يجب أن نذكر أيضا أن السلطات المصرية وقتها نفت اي علاقة بين إقالة الوزير وبين سقوط الجاسوس.
■ لا شك أن قضية جاسوس "مطلع القرن الحادي والعشرين" كما أطلقت عليه الصحف شغلت الرأي العام العربي كله وخاصة في مصر وسوريا ولبنان وفلسطين وكذلك شغلت الاعلام الإسرائيلي لفترة .
حكم القضاء المصري على الخائن بالسجن المؤبد وهي أقصى عقوبة تقرها القوانين في حالته ،
أثناء المحاكمة كتب طارق خطابا يندم فيه على خيانته وجاء فيه ....
" والدتي العزيزة.. شعب مصر أمتي العظيمة.. أشعر بالندم وأنا أكتب هذا الخطاب على ما ارتكبته من أفعال شنيعة دنستني بالتعامل مع أناس 'الموساد' يكرهون الجميع، ولا يحبون الخير لأمتنا وبلدنا، أرجو منكم أن تسامحوني على كل الأخطاء التي ارتكبتها، العقوبة التي ستوقع عليّ ستطهرني من هذا الدنس.. والدتي العزيزة.. أرجو منك أن تدعي لي بالغفران وتسامحيني.. شعب مصر.. سامحوني على ما ارتكبته من أخطاء تجاه مصر الحبيبة'.
تمت .
المصادر:
بوابة الأهرام.
الشروق.
اليوم السابع.
سكاي نيوز عربية.
إضاءات.
المجد .
المصري اليوم.
موقع مجد
العربية .
تحياتى
أحمد عبد الرحيم
••••••••••••••••••
قصة اليوم رغم أنها لا تحتوي علي الكثير من التفاصيل لكنها هامة جدًا بالفعل .
سوف تؤكد لك أن العداوة بيننا وبينهم مستمرة للأبد لن تنهيها أي اتفاقية سلام أو زيارات دبلوماسية.
سوف تؤكد لك أنهم اذكياء بما يكفي وأنهم يعرفون كيف يخلقوا لأنفسهم ساحات جديدة غير متوقعة للعمل واستراتيجيات مدهشة للإختراق .
سوف تؤكد لك أن آفتنا الأخطر والأهم هي الخيانة والعملاء من الداخل.
ولكنها سوف تؤكد لك أيضًا أننا يقظون بما يكفي لكي نتصدى لهم ولكل من يستطيعون تجنيده.
هيا نبدأ...
••••••••••••••••••••••••••
■ طارق عبد الرزاق،
مصري من القاهرة من مواليد عام 1973، من أسرة فقيرة ، والده كان يعمل حارس عقار
حصل على دبلوم صناعى عام 1991.
طارق كان يهوى رياضة الكونغ فو ولذلك سافر عام 1992 إلى الصين وهناك إلتحق بمعهد لتعليم الكونغ فو .
بعد اتمام دراسته في المعهد عاد إلى مصر وبدأ العمل في نادي رياضي كمدرب كونغ فو ولكن الأمور لم تسر معه على ما يرام فلم يحصل على الدخل المادي الذي كان يطمح اليه.
■ بدأ البحث عن عمل آخر وبالفعل تنقل بين عدة أعمال لكنها أيضًا لم تكن ما يريد حتى انتهى به الأمر وعليه الكثير من الديون .
في النهاية قرر طارق أن يعود إلى الصين مرة أخرى عام 2006 لإيجاد فرصة هناك ولكن يبدو أن الأمور لم تتيسر أمامه ولذا فقد لجأ إلى طريقة رآها الأسهل والأضمن في الحصول على المال السهل دون النظر لأي اعتبارات دينية أو وطنية أو غيرها،
الخيانة ...
■ بدأ الموضوع بالشكل الآتي:
عندما عاد طارق إلى الصين ارتبط بفتاة صينية كان يعرفها منذ زيارته الأولى تزوجها وبما أن أموره المالية لم تكن على ما يرام فقد كانت الفتاة تنفق عليه.
أصبح يعيش في هاجس العــودة لمصر خائب الأمل أو أن تقوم السلطات الصينية بترحليه بعد انتهاء تأشيرته ،
وفي لحظات اليأس وبينما كان يتصفح الإنترنت قابله إعلان مثير باللغة العربية...
" اذا اردت ان تكسب مليون جنيه ادخل الموقع "
دخل طارق الموقع ووجد فيه استمارة تسجيل بيانات ( القصة حسب ما روى هو في الإعترافات أمام النيابة ) الموقع كان تابع للموساد ورغم ذلك سجل بياناته وترك رقم هاتفه في الصين.
■ بعد شهور جاءه اتصال من شخص سأله عن الاستمارة التي أرسلها وبعض المعلومات و أخبره أنه من الموساد ،
لم يصدق طارق في البداية أنه يتحدث إلى ضابط في الموساد ولكن الرجل اقنعه بذلك ثم طلب منه السفر إلى تايلاند.
بالفعل سافر طارق إلى تايلاند وهناك انتظر أسبوعين حتى تلقى إتصال مرة أخرى من ضابط الموساد يطلب منه السفر إلى الهند.
■ لم يكن أمام طارق إلا السفر بالفعل إلى الهند وخاصة أن نقوده التي اقترضها بالأساس من زوجته الصينية كادت أن تنفذ.
فور وصوله إلى الهند تلقى اتصال من ضابط الموساد يطلب منه الذهاب إلى السفارة الإسرائيلية هناك.
وفي السفارة قابل الضابط الذي قدم نفسه له باسم "ايدي موشيه" وبدأ يستجوبه...
سأله عن ظروفه الاجتماعية وعن سبب رغبته في العمل بالموساد وفي نهاية المقابلة أعطاه مبلغ 1500 دولار وطلب منه انتظار مكالمة أخرى منهم .
بعد 40 يوم تلقى طارق المكالمة الثانية من ضابط الموساد تطلب منه العـودة إلى تايلاند.
■ في السفارة الإسرائيلية في تايلاند خضع طارق لإختبار كشف الكذب على مدار ساعات في الصباح وفي المساء تكرر نفس الإختبار .
كما ذكر الخائن طارق كان من ضمن الأسئلة سؤال :
هل تحب مصر ؟
وكانت إجابته:
نعم احبها ولكن ظروفي المادية جعلتني أكرهها.
أثبت الإختبار صدق طارق ورغبته الفعلية في التعاون مع الموساد من أجل المال.
بعد نجاحه للمرة الثانية في اختبار كشف الكذب أخبره ضابط الموساد بقبول طلبه للعمل معهم مقابل راتب شهري 800 دولار ومكافآت سخية في حالة اثبات نجاحه في كل مهمة.
■ بدأ الموساد يدرب طارق على المهمة التي سوف يتم تكليفه بها بالفعل كما أنشأوا له بعض المواقع الإكترونية للتوظيف على الإنترنت كلها مواقع موجهة للشباب العربي وخاصة في سوريا ولبنان ومصر .
أحد المواقع كان تحت واجهة تجارة الزيتون والثاني للحلويات الشرقية والثالث للتسويق العقاري.
كما أنشأ الموساد لطارق موقع للتوظيف عبر النت بعنوان( HR )
كان المطلوب من طارق فتح المواقع يوميًا لتفقد السير الذاتية للمتقدمين للعمل وترشيح من يراه صالحًا للعمل معهم،
■ بالتوازي مع مهمة تجنيد الشباب العربي للعمل لصالح الموساد تم تكليف طارق بمهمة أخرى خطيرة.
كان عليه أن يتواصل مع رجل أعمال فلسطيني مقيم في جنوب أفريقيا معروف لدى الموساد بدعمه للمـقـاومة الفلسطينية ، أعطى ايدي موشيه رقم هاتف الرجل لطارق
على أن يحدثه على أنه رجل أعمال مصري موجود في تايلاند يرغب في التبرع للمـقـاومة الفلسطينية ثم يحاول اقناعه بالحضور إلى تايلاند بنفسه لمقابلته وكانت خطة الموساد أن يحاولون تجنيده للعمل معهم أو تصفيته.
لكن هل نجح طارق في مهمته بالفعل ؟
••••••••••••••••••••••••••
ما المهمة التي كلف بها الموساد طارق في سوريا ؟
وما علاقته بشيعة لبنان ؟
وكيف سقط الجاسوس وما المفاجأة المذهلة التي قدمتها له المخابرات المصرية ؟
•••••••••••••••••••••••••••••••••••••
■ ليلة 6 سبتمبر عام 2007 قام الطيران الجوي الإسرائيلي بغارة مفاجئة على محافظة دير الزور في سوريا واستهدف منشأة في منطقة "كُبر" بعدة صــواريخ بشكل مكثف،
بعدها خرجت الصحف العالمية بتكهنات عن طبيعة المنطقة المستهدفة..
■ لاحقا خرجت تصريحات من الولايات المتحدة تقول أن المنشأة هي مفاعل نووي سوري يتم إقامته بشكل سري بعيد عن كل الأعين وبمساعدة كوريا الشمالية.
السلطات الإسرائيلية التزمت الصمت لكن السلطات السورية صرحت أن المنشأة كانت قاعدة عسكرية مهجورة.
الهجوم الإسرائيلي على منطقة الكُبر وتدميرها تم بنفس طريقة تدمير مفاعل " تموز " النووي العراقي عام 1981.
■ سنة 2011 صرحت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن المنشأة المستهدفة في منطقة الكُبر بنسبة كبيرة جدًا هي مفاعل نووي سوري كان قيد الإنشاء وعام 2012 اعترف الجيش الإسرائيلي بتدمير مفاعل الكُبر وعام 2018 نشر معلومات عن العملية. ومعها صور وفيديو،
رابط الفيديو ...
يجب تسجيل الدخول لمشاهدة الروابط
وكان من الواضح أن خلف العملية خيانة على مستوى عالي جدًا في الداخل السوري.■ عودة لموضوع الخائن طارق عبد الرزاق، كان من ضمن رجال الموساد الذين التقى بهم وأصبح بينهما صداقة كبيرة ضابط يدعى "أبو فادي" وهو مسؤل عن عملاء الموساد في سوريا،
أبو فادي ضابط شبه معاق مصاب بشظية في ساقه من حرب جنوب لبنان.
عام 2008 اتصل أبو فادي بطارق وطلب مقابلته في جزيرة مكاو التابعة للسيادة الصينية وهناك كلفه طارق بزيارة سوريا تحت غطاء تجارة الزيتون لمقابلة جاسوس سوري أطلق عليه اسم " صالح النجم ".
يبدو أنه شخصية هامة في سوريا وله علاقة بالمفاعل النووي السوري،
يكفي أن نذكر - حسب اعترافات طارق عبد الرازق- أن الموساد أرسل للعميل السوري هاتف محمول لا يتصل ولا يستقبل مكالمة إلا من رقم واحد فقط ،
بالطبع الرقم تابع للموساد والمتصل دائما هو أبو فادي .
المفاجأة أن أبو فادي اتصل هاتفيًا بالمسؤل وأخبره أن له صديق قادم إلى سوريا يعمل في تجارة الزيتون وعليه مساعدته.
الآن وقبل الاستطراد في الموضوع:
من هو صالح النجم؟
صالح النجم هو خبير سوري يعمل في جهاز أمني حساس برتبة عسكرية ( الإستخبارات العـسـكرية السورية )
عام 1994 قام بزيارة فرنسا للعلاج ويبدو أن الموساد كان لديه علم بهوية الرجل وبنقاط ضعفه فقد قام أبو فادي بتجنيده هناك بالطرق التقليدية التي يسقط بها كل الخونة وضعاف النفوس ...
نساء ،
مال ،
وفي حالة صالح النجم أضافوا أيضًا الخمور التي كان يعشقها.
استدرجه عملاء الموساد في باريس وبعدها أقاموا له حفلات صاخبة قدموا له فيها وجبات فاخرة وخمور ونساء.
■ بعد سقوط صالح النجم في مستنقع الخيانة لصالح الموساد وعـدوه بمكآفات سخية تصله داخل سوريا مع استضافة كاملة وتلبية كل الطلبات في أي مكان يسافر إليه في كل أنحاء العالم.
الآن عرفنا من هو صالح النجم وأظن أن هناك شكوك كبيرة أن المعلومات التي وصلت الموساد عن مفاعل الكُبر كانت من خلال صالح النجم نفسه.
طارق عبد الرازق ذكر بالفعل أن كل المعلومات الدقيقة عن مفاعل دير الزور وصلت للموساد عن طريق صالح النجم وأنه حصل على مكافأة ضخمة مقابل المعلومات قدرها مليون ونصف مليون دولار.
■ منذ هذا العام أصبح أبو فادي يرسل إلى صالح النجم سنويًا مكافآت مالية مع شخص مختلف كل مرة.
كان الموساد يعطي أهمية وحساسية قصوى لعميله السوري ويتوخى أقصى درجات الأمان في التعامل معه.
هذه المرة وقع الإختيار على طارق نفسه لزيارة العميل السوري.
أبو فادي أرسل مع طارق بعض الأسئلة باللغة الإنجليزية ومبلغ 20 ألف دولار وطلب منه شراء هدايا لصالح النجم منها خمور وفياجرا واعطاؤه المبلغ.
في مطار دمشق اتصل طارق بالعميل السوري الذي انتظره في ميدان عام في دمشق وتقابلا في مقهي هناك بشكل لا يثير الانتباه .
طارق عبد الرازق ذكر في اعترافاته أنه عاد إلى سوريا مرة أخرى لمقابلة نفس العميل،
هذه المرة كتب له عدة أسئلة عن كيفية دفن النفايات النووية السورية والنفايات الطبية في المستشفيات والنفايات الكيميائية، وذلك بهدف معرفة مدى ما وصلت إليه سوريا من التكنولوجيا.
■ كان طارق يقوم بتسجيل إجابات العميل السوري ويضعها على حاسب آلي مشفر أعطاه له الموساد كما كان طارق يستخدم شريحة اتصال تابعة لهونج كونج استلمها من الموساد أيضًا.
ويبدو أن ثقة الموساد وخاصة إيدي موشيه وأبو فادي في طارق كانت بلا حدود بالفعل فقد أكد طارق في اعترافاته أنه تم إرساله لمقابلة العميل السوري 7 مرات في بعضها قدم له الرجل ملفات ورقية قام بتصويرها وإرسالها بالبريد الإلكتروني المشفر لأبو فادي.
في آخر مرة طلب منه السوري ابلاغ أبو فادي بزيادة المكافأة التي يرسلها له سنويًا وهي مبلغ 20 ألف دولار فهو مبلغ قليل مقارنة بما يقدم لهم من معلومات ووثائق.
■ هناك نقطة في غاية الأهمية لابد من ذكرها..
هناك روايتين عن الهوية الحقيقية لصالح النجم عميل الموساد الأخطر والأهم في سوريا والذي يعتبر أهم عميل لهم في تاريخ الصراع السوري الإسرائيلي بعد العميل الأشهر إيلي كوهين ..
الرواية الأولى تذكر أن صالح النجم كان عقيد في الاستخبارات السورية وكان المسؤول عن الملف النووي السوري .
بينما تذكر الرواية الأخرى أن صالح النجم هو اسم مزيف أطلق على الكيمائي السوري الدكتور " أيمن الهبل " مدير مركز الأبحاث الكيميائية المسمى " 300"
على أي حال فقد قامت السلطات السورية باعدام صالح النجم في اكتوبر عام 2010 .
■ والآن ما علاقة الموساد برئيس تحرير جريدة لبنانية شهيرة ؟
- وكيف سعى الموساد لتجنيد أفراد من الطائفة العلوية السورية المنتمي إليها الرئيس السوري بشار الأسد؟
- لماذا ذهب طارق عبد الرازق بنفسه إلى السفارة المصرية في بكين للإعتراف بتواصل الموساد معه؟
- كيف سعى طارق لتجنيد موظفين في شركات المحمول في مصر ؟
ما زال في الموضوع أسرار أخرى.
•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••
■ كما ذكرنا ، قام طارق عبد الرازق بزيارة سوريا 7 مرات بتكليف من أبو فادي ضابط الموساد لمقابلة الجاسوس السوري الخطير.
كان يستخدم في تلك الزيارات جواز سفر مصري مزور باسم "طاهر حسن"
طارق ذكر أنه في كل مرة يعود فيها من هناك كانوا يستجوبونه في الموساد حول الأحوال في دمشق بالتفصيل ويسألوه عن كيفية التفتيش في مطار دمشق الدولي والأجهزة الإلكترونية المستخدمة فيه، وعن مدى انتشار مقاهي الإنترنت في دمشق.
■ لمدة ثلاث سنوات ظل طارق عبد الرازق يخدم الموساد بكل ما يمكن حتى وصل بالفعل أن يكون من أهم عملاؤهم العرب على الإطلاق، خلال تلك السنوات كان يتنقل بين الصين وتايلاند والهند وهونج كونح ونيبال وغيرها من دول شرق آسيا، وكذلك سوريا كما زار إسرائيل ولكنه لم يزور مصر كما كانت علاقته بأسرته منقطعة تقريبًا فلم يتواصل معهم خلالها حتى جاء شهر يونيو عام 2010 وقتها قرر طارق العــودة إلى مصر.
لكن قبل العــودة بعدة شهور حدث شيء غريب جدًا...
■ طارق توجه بالفعل إلى السفارة المصرية في بكين وهناك اعترف للمسؤولين أن الموساد تواصل معه وحاول تجنيده ولكنه رفض .
عندما قامت السفارة المصرية بإبلاغ السلطات في مصر بالموضوع، وجهت له السلطات المصرية طلبًا بالعــودة إلى مصر على الفور لتسوية الموضوع لكن طارق رفض ذلك.
هذه القضية بالتحديد تحمل ألغاز ليس لها حل وأسئلة لا إجابة لها وأول تلك الأسئلة:
لماذا عاد طارق إلى مصر بعد أن كشف نفسه في السفارة المصرية في الصين؟
من المؤكد أنه كان يتوقع استدعاء وتحقيق من السلطات المصرية فور وصوله؟
■ بعد وصول طارق إلى مطار القاهرة وإلقاء القبض عليه وبعد التحقيق معه، تحدثت صحف إسرائيلية مثل "يدعوت أحرنوت " عن حالة اكتئاب وندم دخل فيها الخائن أدت إلى عودته إلى مصر لتسليم نفسه بالفعل.
لكن السلطات المصرية ذكرت أن ما فعله الخائن بزيارة السفارة المصرية في الصين لم يكن الا مناورة لإبعاد الشكوك عنه بعد ما شك في انكشاف أمره ولذلك لم يستجيب ويعود على الفور وقتها.
ولكن يظل الأمر غامض بالفعل.
■ التحقيقات التي جرت على مدار شهور مع طارق كشفت أسرار رهيبة عن الموساد و شبكات التجسس الخاصة به والعمليات التي قام بها بالفعل،
من هذه المفاجأت الكشف عن شبكات تجسس وعملاء في سوريا ولبنان وخاصة السوري الخائن " صالح النجم " الذي اعدمته السلطات السورية في نفس العام بعد إبلاغ مصر لها.
■ أثناء التحقيقات ذكر طارق أن الموساد هو المسؤل عن قطع كابلات الإنترنت في البحر المتوسط والتي تصل من إيطاليا إلى مصر مما أدى إلى خسائر كبيرة وقتها في الإقتصاد المصري.
■ كما كشف أن الموساد تواصل بالفعل مع رئيس تحرير جريدة الديار اللبنانية وحاول استدراجه إلى تايلاند بحجة إجراء تحقيق صحفي هام هناك لكن الرجل رفض السفر وطلب من محدثه الذي قدم نفسه على أنه رجل أعمال كبير أن يحضر بنفسه إلى لبنان لإجراء الحوار الصحفي .
■ قبل الإستطراد في الحديث عن اعترافات طارق عبد الرازق لابد أن نذكر أن الرجل حاول أن ينكر في البداية مقابلاته لضباط الموساد في شرق آسيا وفي السفارة الإسرائيلية في الهند وهنا كانت المخابرات المصرية جاهزة تمامًا وواجهت الجاسوس بما أذهله وقدمت ادلتها للنيابة وللقضاء ...
أظهرت التحقيقات أن جهاز المخابرات المصرية راقب تحركات ضباط الموساد والتقط لهم صور خلال تنقلاتهم في دول شرق آسيا.
النيابة المصرية واجهت الخائن بصور ضباط الموساد الذين رافقوه ودربوه واتضح أنه لم يكن يعرف أسماؤهم الحقيقية
وعندما قدموا له صورهم تعرف عليهم ، فقامت النيابة على اثر ذلك بابلاغه بأسماء الضباط الإسرائيليين، وأن المخابرات المصرية على علم تام بهم وبأسمائهم.
■ كما أوضحت التحقيقات أن المخابرات المصرية رصدت كذلك جميع الأماكن التى تنقل فيها المتهم، والشقق السرية التى خصصها الموساد للالتقاء به فى دول مكاو ونيبال ولاوس وكمبوديا، وقدمت المخابرات عناوين الأماكن والشقق فى النيابة وكذلك المكاتب التابعة للسفارات الإسرائيلية فى الهند وتايلاند.
■ في اعترافات طارق ذكر أن الموساد أنشأ له موقع للتوظيف طلب فيه أشخاص للعمل من مصر في شبكات الهاتف المحمول وركز على المهندسين والفنيين وخدمة العملاء
واتضح من التحقيقات أن 8 مهندسين مصريين قدموا طلبات عبر الإنترنت للمتهم للعمل فى شركته الوهمية، وعندما عاد المتهم إلى مصر تم القبض عليه، ولم تستدعهم النيابة أو تحقق معهم نظرا لعدم علمهم بموضوع القضية أصلٍا.
■ تحدث الخائن في التحقيقات عن وجود جاسوس مصري لصالح الموساد يعمل في مصر منذ 20 عام وأنه جاسوس محترف يلقب ب " الأستاذ " يبدو أنه شخصية هامة جدًا.
طارق ذكر أن الأستاذ قام بتجنيد عشرات المصريين في الصين للعمل لمصلحة الموساد وأنه قابله شخصيًا هناك .
قصة الجاسوس " الأستاذ " اكدتها صحيفة يدعوت أحرنوت وتحدثت عن احتراق أهم أوراق الموساد في مصر بسقوط طارق عبد الرازق والكشف عن هوية "الأستاذ " الذي يقيم بالفعل خارج البلاد .
لكن المفاجأة التي فجرتها السلطات المصرية هي أنه لا توجد شخصية في مصر بهذا اللقب وأن طارق اختلق القصة كلها للتشتيت وتخفيف الأحكام عليه.
■ الآن نصل إلى أخطر أسرار القضية وليس آخرها ...
أولا في مارس عام 2010 فجأة أعلنت الرئاسة المصرية عن إقالة وزير الري وقتها "محمود أبو زيد " في وقت كان فيه مفاوضات هامة حول موضوع اتفاقيات مياه النيل ومشاكل سد النهضة مع إثيوبيا بالتحديد، لكن بعض الصحف ذكرت أن الأمر ارتبط بسقوط الجاسوس طارق عبد الرزاق الذي تحدث في التحقيقات عن تسجيل مكالمات هاتفية لمسؤولين مصريين كبار منهم وزير الري حول مفاوضات سد النهضة، التسجيلات وصلت رئيس الوزراء الإسرائيلي والذي أخبر بها الرئيس مبارك في لقاء بينهما مما أثار غضب مبارك بشدة وقتها.
الواقعة تثير التساؤل بشدة:
هل بالفعل كان هناك شخصية مصرية هامة جدًا تحمل لقب الأستاذ تمكن من الوصول لدرجة تسجيل مكالمات لوزراء في الحكومة المصرية بواسطة عملاء جندهم؟
أو هل نجح الموساد بالفعل من خلال شركة طارق عبد الرازق الوهمية في تجنيد عملاء في شبكات الهاتف المحمول في مصر ؟
يجب أن نذكر أيضا أن السلطات المصرية وقتها نفت اي علاقة بين إقالة الوزير وبين سقوط الجاسوس.
■ لا شك أن قضية جاسوس "مطلع القرن الحادي والعشرين" كما أطلقت عليه الصحف شغلت الرأي العام العربي كله وخاصة في مصر وسوريا ولبنان وفلسطين وكذلك شغلت الاعلام الإسرائيلي لفترة .
حكم القضاء المصري على الخائن بالسجن المؤبد وهي أقصى عقوبة تقرها القوانين في حالته ،
أثناء المحاكمة كتب طارق خطابا يندم فيه على خيانته وجاء فيه ....
" والدتي العزيزة.. شعب مصر أمتي العظيمة.. أشعر بالندم وأنا أكتب هذا الخطاب على ما ارتكبته من أفعال شنيعة دنستني بالتعامل مع أناس 'الموساد' يكرهون الجميع، ولا يحبون الخير لأمتنا وبلدنا، أرجو منكم أن تسامحوني على كل الأخطاء التي ارتكبتها، العقوبة التي ستوقع عليّ ستطهرني من هذا الدنس.. والدتي العزيزة.. أرجو منك أن تدعي لي بالغفران وتسامحيني.. شعب مصر.. سامحوني على ما ارتكبته من أخطاء تجاه مصر الحبيبة'.
تمت .
المصادر:
بوابة الأهرام.
الشروق.
اليوم السابع.
سكاي نيوز عربية.
إضاءات.
المجد .
المصري اليوم.
موقع مجد
العربية .
تحياتى
أحمد عبد الرحيم
المرفقات
التعديل الأخير بواسطة المشرف: