- التعديل الأخير بواسطة المشرف:
- المشاهدات: 502
- الردود: 1
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
- تصنيف الجاسوسية
- جاسوسية عربية إسرائيلية
العملية 007. (منير جميل روفا - جاسوس ال ميج 21)
••••••••••••••••••••••••••••••••••••
♤ في العام 1965 صدر آخر افلام سلسلة العميل السري البريطاني الخارق "جيمس بوند" بعنوان "كرة الثلج" بطولة الممثلة البريطاني الرائع " شون كونري " الفيلم يحكي قصة منظمة شريرة تدعى " الطيف " تقوم باختطاف طائرة تحمل رؤوس نووية في منطقة في المحيط الهادي وبالطبع يقوم بوند بانقاذ العالم من الحرب النووية.
الفيلم يعتبر من أعلى افلام السينما الأمريكية في الإيرادات حتى الآن وقد سبب ابهارًا لكل من شاهده في العالم كله في ذلك الوقت.
لكن هناك من آثار الفيلم خياله وألهمه خطة جنونية عرضها على رؤساءه لتنفيذها، كان السبب في ذلك هو...
•••••••••••••••••••••••••
♤ ميج 21..
المعجزة الحربية السوفيتية ذات الإمكانيات المذهلة والتي سببت عند الإعلان عنها أواخر الخمسينات رعبًا لا مثيل عند دول الناتو والولايات المتحدة ثم امتد الرعب والفزع إلى إسرائيل حين قام الإتحاد السوفيتي بتزويد جيوش ثلاثة دول عربية بها هي مصر وسوريا والعراق.
أصبحت المسألة مسألة وجود أو فناء بالنسبة لإسرائيل وبالنسبة للولايات المتحدة والحلفاء في الناتو كانت تلك الطائرة المعجزة شبحُا يهدد سيادتهم ومكانتهم في العالم.
لذا أصبح الحصول على نسخة من الطائرة لدراستها وكشف أسرارها مسألة ذات أولوية قصوى عندهم .
وفي الموساد تم رصد مبلغ مليون دولار لاغواء طيار مصري بالهرب بالميج إلى إسرائيل، واسندت المهمة إلى الجاسوس المصري الأرمني "جان ليون توماس" الذي كان يمتلك شبكة جاسوسية ضخمة في مصر وبعض الدول العربية وصل نشاطها حتى داخل قصر الرئاسة في مصر.
ولكن وبفضل الضابط المصري العظيم "أديب حنا كيرلس" سقطت شبكة جان ليون توماس كلها في يد المخابرات المصرية وكانت صفعة قاسية على وجه الموساد.
♤ بعدها بأربع سنوات وفي العام 1965 القت السلطات السورية القبض على الجاسوس الإسرائيلي إيلي كوهين الذي تغلغل في قلب النظام لدرجة مفزعة وكانت ضربة مؤلمة جدا في قلب الموساد عندما تم إعدامه في ميدان عام في دمشق.
ولكن ذلك لم يثنيهم عن التخطيط للحصول على الطائرة وبطريقة تعتبر انتقاما وإذلالًا للعرب أنفسهم لرد الضربات التي تلقونها من المخابرات المصرية والسورية وأيضا لمعرفة أسرار الميج 21 الشبحية.
♤ توجهت أنظار الموساد إلى مكان آخر كان لهم فيه عشرات الجواسيس وصل بعضهم لدرجة وزراء للأسف في الحكومة هناك،
كان ذلك في العراق...
كان للموساد في تلك السنوات عدة شبكات تجسس في آن واحد
( تقريبا 9 شبكات) تساقطت كلها في وقت واحد في تاريخ لاحق
بسبب خطأ في التواصل بين الجواسيس( في مقال قادم سوف نتناول القصة بالتفصيل إن شاء الله ) .
♤ قام جهاز الموساد برئاسة مائير عاميت الذي تولى رئاسة الجهاز حديثا بوضع خطط لتحقيق نصر ينقذ سمعة اسرائيل وذلك من خلال احداث خرق امني صخم في صفوف الطيارين العرب للتوصل لتجنيد أحدهم للهروب بطائرة الميج 21 إلى إسرائيل.
♤ في الأثناء كان هناك 4 طيارين عراقيين من قادة الميج يلتقون تدريباتهم في الولايات المتحدة وهم:
النقيب الطيار شاكر محمود يوسف ، الملازم أول الطيار حامد الضاحي، النقيب الطيار محمد غلوب،
أما الرابع فكان النقيب الطيار منير روفا.
الآن وبما أن الطيارين موجودين في الولايات المتحدة فقد كان المطلوب التنسيق من أجل تجنيد أحدهم.
في البداية وقع الإختيار على النقيب الطيار شاكر محمود يوسف، وتم الدفع بعميلة المخابرات الأمريكية الفاتنة "كروثر هيلكر" في طريقه فوقع الطيار في شباكها بالفعل وأصبحت بينهما علاقة غرامية حميمة، حتى أنها سافرت إليه في بغداد فور عودته عندما تأكدت أنه لن يستطيع الاستغناء عنها إطلاقا وبينما كان الاثنان في شقة في بغداد يمتلكها الجاسوس العراقي اليهودي الأشهر عزرا ناجي زلخا( سوف يتم تناول قصته فيما بعد ) صارحت كروثر النقيب شاكر بحقيقتها ورغبتها في هروبه بالطائرة بالميج إلى إسرائيل ولكن الرجل رغم كل شيء كان وطني لا يخون بلده، فانقلب العاشق المتيم إلى وحش كاسر وانهال عليها ضربا بعنف ووحشية حتى اقتحم عليه الجاسوس عزرا ناجي- الذي كان يراقب ويسجل اللقاء -الشقة وأطلق عليه الرصاص من مسدسه الكاتم للصوت.
وهكذا مات أول الطيارين الأربعة.
♤ أما الملازم أول حامد ضاحي فقد عرضوا عليه الإقامة والعمل في أمريكا مع المخابرات لقاء مبلغ كبير لكن الرجل ابلغ رؤساءه بالأمر فتم وضع خطة بالتنسيق مع الإستخبارات العسكرية العراقية لنقله إلى العراق على وجه السرعة إلا أن إجراءات السفر الأميركية اخرته ثلاثة أيام، تمكن الموساد اثنائها من قتله في حادث مفتعل مما أدى إلى إنهاء الدورة قبل مدتها بشهر وعودة الطيارين إلى العراق.
♤ أما الطيار الثالث محمد غلوب فقد تم اغتياله من قبل الموساد بالتعاون مع المخابرات الإيرانية السافاك في باريس بعد رميه من القطار.
الآن لم يتبق إلا هو...
••••••••••••••••••••••••••••
♤ منير جميل روفا.
مشاهدة المرفق 31562
عراقي من مواليد عام 1934 ،كانت أسرته قد نزحت ضمن الكثير من العائلات التي هاجرت من جنوب شرق تركيا وشمال غرب إيران من منطقة أورمية إبان الحرب العالميه الأولى هربًا من الصراعات الدينية، استوطنت أسرة روفا الموصل.
في العام 1966 كان الرجل يعمل كطيار في سلاح الجو العراقي برتبة نقيب.
هناك أكثر من رواية متناقضة لكيفية تجنيد الطيار الخائن جميل روفا...
♤ أول تلك الروايات تذكر أنه تم تجنيد الرجل أثناء حضوره حفلة ترفيهية في أحد النوادي وهناك تعرف على سيدة انجليزية تدعى "باربرا" أُعجبت به بشدة، تبين لاحقُا أنها زوجة مدير شركات النفط العراقية المحدودة (IPC) والتي كانت تعتبر قاعدة للمصالح البريطانية في العراق والمنطقة ووكرًا للجواسيس.
تطورت علاقة منير جميل بباربرا بشدة وتجاوزت كونها علاقة غرامية قوية إلى علاقة مصالح، وكما سوف يتضح فقد كان زوج باربرا وكذلك المخابرات البريطانية على علم بعمل العلاقة فقد وجدوا في جميل روفا مصدر هام للحصول على معلومات عن الجيش العراقي.
ولكن زوج باربرا كان يرغب في التخلص منه، فقرر أن يسفره خارج العراق، وطلب منه أن يقدم طلب إجازة للسلطات متعللًا بمرض زوجته وسفرها للعلاج، كما طلب من أسرته أن تسافر إلى الموصل حيث مسقط رأسهم.
وبالفعل فور حصوله على الإجازة قام زوج باربرا باستخراج هوية مزيفة له كعامل على ناقلة نفط في شركة نفط إيران والتي كانت الفرع الثاني لشركة نفط العراق وذراع بريطانيا في إيران أيام الشاه رضا بهلوي والذي كانت علاقته ببريطانيا جيدة.
كان منير روفا يظن أنه مسافر إلى بريطانيا ولكنه وبعد مخدر قوي نام على أثره ساعات استيقظ ليجد نفسه في تل أبيب.
♤ وهناك وفي قلب الموساد طُلِب منه الهروب بالطائرة الميج 21 إلى إسرائيل مقابل تأمين جميع أفراد أسرته وتهريببهم خارج العراق مع مكافأة مالية 50 ألف دولار وراتب شهري له ولأسرته والجنسية الإسرائيلية.
في النهاية وافق الرجل مع تأكيدات الموساد بتأمين سلامته وضمان نجاح العملية كلها.
وعندما عاد إلى العراق بدأ يخطط وينتظر الوقت الملائم لتنفيذ خطة الموساد.
♤ ثمة رواية أخرى تذكر أن تجنيد
الرجل قد تم عن طريق رجل أعمال عراقي عميل للموساد يدعى يوسف شماش، كان على علاقة غرامية بأخت زوجة منير جميل، ومن خلال مقابلات وحوار الرجلين أبدى منير استياءًا وضيقًا من وضعه وأسرته ومن تعامل القيادة العراقيةمعهم كأقليات وعندما حدثه يوسف شماش عن إهتمام جهاز مخابرات غربي بالطائرة الميج ورغبته في الحصول عليها وافق منير على ذلك،وبالفعل قدم طلب إجازة بسبب مرض أخت زوجته ورغبته في سفرها للعلاج في أوربا ورغبته في مرافقتها.
وقد تم اللقاء الأول بين منير جميل ورجال المخابرات في مقهى في أثينا بينما كان مائير عاميت رئيس الموساد بنفسه يجلس على طاولة مجاورة لدراسة الهدف جيدًا وخلال اللقاء كشفوا له أنهم من الموساد وعرضوا عليه صفقة الهروب بالطائرة مقابل ال50 ألف دولار والراتب الثابت وتهريب أسرته فوافق الرجل وفي وقت لاحق قام بزيارة إسرائيل للتعرف على المكان والتنسيق على
هبوط الطائرة.
ذكرت تلك الرواية أيضًا أن المهمة كلها كادت تفشل بسبب تصرف من زوجة منير جميل التي نشرت إعلان عن بيع أثاث منزلها للبيع قبل المغادرة إلى الموصل.
( هذه الرواية بالتحديد صدرت عن وثائق رسمية إسرائيلية منذ وقت قصير )
♤ هناك من له رأي آخر من خبراء الأمن العراقيين ويرى البعض أن الرواية الإسرائيلية كلها كاذبة ومزورة لإظهار الموساد بمظهر جهاز المخابرات الذي لا يقهر، بينما لم يكن له أي دور في العملية سوى تهريب أسرة منير جميل روفا من الموصل إلى إسرائيل.
••••••••••••••••••••••••••
♤ في النهاية وبشكل ما تم تجنيد منير جميل روفا والإتفاق معه على كل خطوات الهروب بالميج 21 إلى إسرائيل.
بدء تنفيذ الخطة المتفق عليها مع منير جميل فتم ترحيل أسرته من بغداد إلى الموصل ومنها إلى المناطق الكردية في الشمال إلى إيران وأخيرُا إلى أوربا في الغالب إلى لندن.
♤ ظل منير روفا في قلق دائم حتى صباح يوم 16 أغسطس عام 1966،كانت الساعة تقريبا 8 صباحًا
عندما صعد الطيار الخائن النقيب منير جميل روفا إلى طائرته الميج ال21 في قاعدة الرشيد في بغداد في طلعة تدريبية عادية ضمن مجموعة أخرى من الطيارين.
كانت تلك هي الفرصة التي لا يمكن أن يفوتها الخائن، وبالفعل انفصل بطائرته عن السرب وطار بعيدا بسرعة قصوى وقبل أن يفهم قائد المهمة ما يحدث ويحاول اللحاق بمنير كان الخائن قد وصل للحدود الأردنية واخترقها فقامت طائرات من سلاح الجو الأردني بمطاردته إلا أن فرق السرعة والقوة بين الميج والطائرات الأخرى جعله يهرب مكملا طريقه نحو إسرائيل
والتي وصلها بالفعل وهبط بالميج بالفعل في مطار حتسور شمال فلسطين المحتلة.
♤ بعد هبوط الطائرة تم عقد مؤتمر صحفي تحدث فيه منير روفا مبررًا دوافعه لخيانة بلده مدعياً بأنهم كانوا يعانون من العنصرية الدينية وانه يشعر بان العراق ليس بلده لذلك طلب اللجوء والهجرة إلى الولايات المتحدة.
يعتبر الموساد تلك العملية من أعظم الإنتصارات التي خققها في تاريخه.
تم إعارة الميج للولايات المتحدة لمدة ثلاثة شهور لكشف كل أسرارها.
♤ بعد فترة التحقت عائلة منير روفا به في إسرائيل وتم منحهم الجنسية والمكافأة المالية وبيت شمال أبيب مع راتب شهري.
يذكر أن زوجة منير روفا لم تكن على علم بخيانته وهروبه إلى إسرائيل لذا كانت على وشك الانهيار العصبي عندما علمت بخبر هروبه وعندما قابلته في تل أبيب ظلت توبخه وتعنفه وتسبه.
لكن روفا وأسرته خاصة الزوجة، لم يتمكنوا من التكيف مع الحياة هناك فغادروا البلاد إلى كندا بعد ثلاث سنوات وهناك رتب له الموساد عملا جديدا كمدير لمحطة وقود، وعاش وأسرته بسرية بالغة وبحالة خوف دائم كما أكد المسؤول عن الاتصال معهم من قبل الموساد. وقال مسؤولو الموساد إن روفا عاش في حالة اكتئاب حتى مات بالسكتة القلبية داخل منزله في أغسطس 1998.
وقد ذكر مائير عاميت نفسه ان منير روفا ظل يشعر بالحزن والخزي طوال حياته وكذلك كانت زوجته التي تعرضت لمقاطعة كل عائلته وأقربائهم.
وكانت تلك هي خاتمة الخائن.
تمت.
المصادر:
الجاسوس الخائن ( فريد الفالوجي)
المجموعة 73 مؤرخين.
دنيا الوطن.
-أحمد عبد الرحيم.
التعديل الأخير بواسطة المشرف: