- التعديل الأخير بواسطة المشرف:
- المشاهدات: 792
- الردود: 3
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
تاريخ بني إسرائيل. (يهود الفلاشا)
-------------------------------------
أما عن كلمة ( فلاشا ) فإن لها معاني مختلفة أغلبها تدور حول معاني كونهم غرباء أو مهاجرين أو عبرانيين وعدم كونهم سكان أصليين من أهل الحبشة .
- وأما عن تاريخ وجودهم في الحبشة واصولهم فليس الأمر بذلك الوضوح ،
هناك خمسة فرضيات طرحت عن كيفية وصولهم إلي قلب أفريقيا وهذه الفرضيات هي :
1- تفترض أولي النظريات أن يهود الفلاشا هم من نسل الأسباط العشرة المفقودة من بني إسرائيل بعد تدمير الآشوريين لمملكة إسرائيل القديمة وبخاصة سبط دان بن يعقوب ،
وأنهم رحلوا إلى إثيوبيا بين القرن العاشر قبل الميلاد والقرن الثاني الميلادي.
2- أما الفرضية الثانية فتطرح أنهم من نسل يهود هاجروا من مصر في القرن الثاني الميلادي ثم القرن السابع الميلادي و تزاوجوا مع السكان المحللين الأفارقة وبهذا اكتسب نسلهم البشرة السمراء الأفريقية .
3- ثالث النظريات تقول بأن الفلاشا هم يهود هاجروا من اليمن في القرن الثاني الميلادي، حين نشوب الحرب بين الملك الإثيوبي المسيحي "كالب" وبين الملك العربي الجنوبي اليهودي" هجر " المعروف ب" يوسف ذي نواس" في القرن السادس الميلادي.
4-أما رابع النظريات فتقول أن الفلاشا هم موجات من اليهود فروا خلال فترات مختلفة من التاريخ من مصر و من جنوب الجزيرة العربية بين القرن السابع قبل الميلاد والسادس الميلادي،وتزاوجوا واختلطوا بالسكان المحليين.
5-النظرية الخامسة والأخيرة فتفترض أن الفلاشا هم من نسل سبط أجاوا , إثيوبيين يتحدثون اللهجة الكوشية,
تهودوا و اتخذوا لأنفسهم شكلاً خاصاً باليهودية وذلك في القرن الرابع و الخامس عشر الميلاديين.
- ومن تلك الفرضيات نستنج أن كلمة "الفلاشا" تشير إلي :
- أنهم غرباء عن الحبشة هاجروا إليها من أماكن أخرى.
- وأن وجودهم في هذه البلاد قد ارتبط بعملية غزو أو زحف ضدها وما تبع ذلك من سلب و نهب.
- ارتبطت هذه التسمية بمفاهيم محددة بين أفراد الشعب الحبشي على مر العصور فصار اسم الفلاشا دليلاً على طائفة غريبة عنهم .
بينما كان الاسم الشائع بينهم هو : بيتا إسرائيل .
*
* ثمة معلومة هامة يجب الإشارة إليها وقد ذكرها الرحالة مكسيم رودنسون
والذي تحدث عن شدة تعلق الثقافة الأثيوبية بشكل عام ، بأسفار العهد القديم ( توراة موسي ) على أنها نتيجة محاكاة نصية لهذه الأسفار،
فالملحمة الأثيوبية (مجد النجاشية) تنطلق من زواج الملك سليمان من ملكة سبأ (الحبشية هنا) التي عادت من بيت المقدس بابن آخر في بطنها من سليمان، هو منليك الأول، وإلى منليك هذا أعادت الأسرة الإمبراطورية السليمانية أصلها، هي التي تنسب إليها كل الأباطرة من القرن 13م حتى هيلاسيلاسي .
- بينما ينظر لهم الاثيوبيين المسيحيين والذين يتبعون للكنيسة الأرثوذكسية التي كانت تتبع الكنيسة المصرية حتي العام 1959 ، ينظرون لهم باحتقار ويرون أنهم اقل شأنا منهم حتي أنهم حرموا من أعمال الزراعة وامتلاك الأرض وعملوا بالحدادة وصناعة الفخار التي لا يحبذها الاثيوبيين وأطلقوا عليهم اسم الفلاشا بينما شاع بينهم تسمية ( بيتا إسرائيل ) هم الذين يعتبرون أنفسهم أحفاد بني إسرائيل الحقيقيين الباقيين من سبط دان بن يعقوب ،كانوا يعتقدون بأنهم البقية الباقية من أسباط بني إسرائيل، ولم يعد لها من فرع سواهم ،قبل أن يخرجوا من ديارهم بحثاً عن أرض الميعاد ولكنهم صدموا بوجود جماعات يهودية غيرهم.
تعرض يهود الفلاشا خلال تاريخهم العديد من الكوارث
وكانت أولي الكوارث التي حلت بهم حين فقدوا استقلال مملكتهم الجبلية التي كانوا يتمتعون فيها بحرية تامة وأصبحوا جزءا مرغما من الدولة الإثيوبية .
وكانت الكارثة الأخري حين وصل إليهم أحد المسكتشفين الأوروبيين ثم بدءت حملات التبشير تصل إليهم بمباركة الإمبراطور الأثيوبي المسيحي ، وقتها ضاق القوم ذرعا بكل شيء وأرادوا تنفيذ خروج آخر إلي أرض الميعاد كما خروج موسي من مصر .
-----------------------
- حملوا ما تيسر من متاع لتكرار حكاية قوم موسى. كان ذلك في العام 1862. آلاف منهم لبوا دعوة راهب من بينهم، (آبا ماهاري), إلى هجر الديار.
- ظن الرجل وأوهمهم أنه الماشيح المخلص لهم ، وبالمناسبة فإنهم لا يؤمنون بنبوة عيسي ابن مريم عليه السلام ،بل ينكرون خروج الماشيح المخلص لهم حتي الآن .
اتبع القوم خطوات الرجل وساروا خلفه في طريق الخروج كما فعل قوم موسى من قبل.
ولكن تفشت في قوم( آبا ماهاري) الأوبئة في المسير، واشتد عليهم الجوع والعطش وقطاع الطرق، وغرق قسم كبير منهم وهم يحاولون عبور نهر تاكازي (من ناحية السودان) وكان أن آبا ماهاري قد حاول شق النهر بعصاه كما فعل موسى.
وبعد سنوات قليلة على خروج آبا ماهاري وأنصاره، وصل إلي مدينة قندر أستاذ اللغات الأثيوبية في باريس، جوزيف هاليفي، عام 1867. والذي حاول أن يقنعهم إنه هو أيضا يهودي من الفلاشا ولكنه أبيض البشرة بالطبع استنكر القوم مقولته. أما هو كيهودي دارس ومتخصص في تاريخ اليهود فقد كان كمن وقع علي كنز ؛ يهود يدينون بشريعة موسى منذ قديم الزمان ووعد الرجل بمساعدتهم وعاد الي أوربا لنشر الأمر .
جوزيف هاليفي
لم يصمد كل يهود الفلاشا أمام محاولات التنصير ، بل إن بعضهم قد اعتنق المسيحية بالفعل ،كانت الظروف والمغريات أقوي منهم ، وقد اعتبرهم اليهود كفار ومرتدين وهؤلاء يسمون الفلاشا مورا .
وبعد 40 سنة من رحيل جوزيف هاليفي ،جاء يهودي بولندي يدعي" يعقوب فايتلوفيتش" إلى قندر بعد أن استطاع إقناع البارون الألماني اليهودي الشهير جدا "روتشيلد" بتمويل رحلته.
لكنه عندما قال لهم إنه يهودي مثلهم، اتهموه بالكذب لنشر الإنجيل، وأنه لم يعد من بني إسرائيل سواهم وأنهم حاولوا إيجاد طريق القدس غير مرة، ويبدو أن مكانها احتجب في الغيب.
أعجب بهم فايتلوفتش بشدة واعتبرهم بقايا قبيلة دان ابن يعقوب المختفية من آلاف السنوات وعاد الي أوربا ونشر الخبر ولكن منظمة (الإتحاد اليهودي العالمي) شككت في الأمر وأرسلت (حاييم نعوم) ، الذي أصبح فيما بعد الحاخام الأكبر للدولة العثمانية، إلى قندر.
حاييم ناعوم
وبالفعل عاد الرجل ليقول أنهم ليسوا يهودا ولا من سبط بني إسرائيل .
ولكن فايتلوفتش الصهيوني المتعصب لم يقل حماسه للفلاشا فأقام مدارس لهم في إثيوبيا وإريتريا .
- ظل موقف الكيان الصهيوني في فلسطين في حيرة من أمر الفلاشا لفترة طويلة حتي حدث الحسم في سبعينات القرن الماضي عندما اعتبرت الأمم المتحدة أن الصهيونية حركة عنصرية فقامت جمعيات يهودية أمريكية تحديداً بتمويل حملات لنقل يهود الفلاشا (سمر البشرة ) الي الكيان الصهيوني لدرء تهمة العنصرية عنها .
- من جانبها، اعتبرت الحاخامية الكبرى في القدس بأن "بيتا إسرائيل" جماعة يهودية، معتمدة في ذلك على فتاوى الحاخام المصري داوود رادباز الذي افتي بيهودتيهم فصار بإمكانهم الانتفاع من "قانون العودة".
-عقب حرب 1973 كانت اثيوبيا قد قطعت علاقتها بإسرائيل ، إلا أن انقلابا عسكريا وقع فيها أعقبه حروب أهلية واضطرابات استغلها الموساد الإسرائيلي في تهجير مئات من الفلاشا إلي كيان إسرائيل الإستعماري القائم .
- بعد مجاعة 1984 ونزوح مئات آلاف الأثيوبيين نحو السودان، بمن فيهم الفلاشا، قام الموساد الإسرائيلي بالتنسيق مع حكم العسكري الانقلابي جعفر النميري في السودان والذي قام بالاشتراك مع بعض رجال حكمه في تسهيل نقل الآلاف من يهود الفلاشا عبر شركة طيران بلجيكية ، عرفت هذه العملية بعملية بـ"عملية موسى".
*
جاء العام 1984 ليحمل جفاف ومجاعة تجتاح الأراضي الإثيوبية أدت إلي رحيل عشرات آلاف الاثيوبيين إلي السودان ،ومنهم كان آلاف الفلاشا ،فكر النظام الصهيوني في كيفية نقل هؤلاء إلي إسرائيل ، وكان أن تدخل الموساد والمخابرات المركزية الأمريكية في الموضوع ، لم تكن العملية صغيرة ولا عادية ولكنها تتعلق بنقل آلاف البشر ولذا كان لابد من أن يتم التواصل معه هو مباشرة .. --------------------------------------
رئيس الدولة ،العسكري الذي جاء إلي رأس السلطة في السودان عبر إنقلاب عسكري ..جعفر النميري ، يقال إن الأمر تم عبر وساطة من تاجر السلاح الدولي ورجل الأعمال عدنان خاشقجي ، الذي رتب لقاءا بين النميري وقيادات صهيونية في نيروبي ،ولكل شيء ثمن ..
وافق النميري أن يتم الاتفاق بشرط السرية التامة ووجود المخابرات الأمريكية ومبلغ خمسين مليون دولار تقريباً وهكذا بدء تنفيذ الأمر بواسطة الموساد .
- لم يكن النميري فقط المتورط في العملية ولكن نائب رئيس الدولة عمر الطيب وكذلك مساعد النميري بهاء الدين إدريس وآخرين .
بدءت العملية والتي تم التخطيط لها بدقة شديدة بنقل الفلاشا إلي معسكرات في منطقة( القضارف) علي الحدود السودانية الإثيوبية النائية ومن هناك تم اختيار كل العناصر المشاركة في العملية بدقة حتي سائقي الشاحنات الذين قاموا بنقل الفلاشا إلي مطار الخرطوم الدولي ليلاً تحت جنح الظلام ، هناك كانت توجد طائرات نقل مملوكة لرجل أعمال بلجيكي تقوم بنقل مواد الإغاثة إلي السودان ، وهكذا تم الأمر ، تفرغ الطائرات مواد الإغاثة وليلا تشحن بالفلاشا تحت جنح الظلام .
لم تكن الطائرات تتوجه مباشرة الي مطار تل أبيب ولكنها -لمزيد من التمويه- كانت تتوجه إلي بروكسل ترانزيت ثم تتوجه إلي تل أبيب .
بشكل ما تسربت أنباء عن العملية إلي وكالات الأنباء العالمية و اعترفت إسرائيل في العام 1985بانها نقلت آلاف الفلاشا إلي أراضي فلسطين المحتلة ،وكان تسرب الأخبار قد أحرج موقف الرئيس النميري فطلب أن توقف العملية فوراً .
لم تكن تلك هي العملية الوحيدة التي تمت لنقل يهود الفلاشا ولكن تلاها عملية أخري هي ..
-----------------------------------
- عملية سبأ
في مارس 1985قام نائب الرئيس الأمريكي جورج بوش بزيارة إلي الخرطوم وهناك قابل النميري وناقش معه رغبة الولايات في نقل الفلاشا إلي فلسطين المحتلة وطمنأه أن المخابرات الأمريكية هي من ستتولي الأمر. بعد الإتفاق علي المقابل بالطبع بدأت عملية أخري أشبه بافلام هوليود المخابراتية وجرت علي النحو الآتي:
تم اختيار مطار مهجور شرق السودان يدعي مطار(العزازا)وإعداده جيداً لاستقبال طائرات نقل حربية أمريكية س150 التي سوف تنقل المهاجرين الفلاشا الموجودين في معسكرات قريبة من المكان .
شارك في الأمر من الجانب السوداني العقيد الفاتح محمد أحمد ورجاله بعلم رئيسه النميري بالطبع إلي جانب عملاء ال CIA كما شارك فيها أفراد من هيئة الإغاثة الدولية التابعة للأمم المتحدة تم تجنيدهم .
- كان أفراد الإغاثة يعلنون في المخيمات عن حاجة جهات أجنبية لتشغيل عمالة منهم ويتم اختيارهم وبعدها يتم استخراج جوازات سفر واوراق وتأشيرات لدول أوربية .
كان شرط النميري ألا يتم النقل الي فلسطين المحتلة مباشرة بل إلي دول أوروبية أولا ولكن الطائرات الأمريكية قامت بنقلهم مباشرة الي مطار في صحراء النقب بفلسطين المحتلة وهكذا ضرب بوش باتفاقه مع النميري عرض الحائط ولكن العملية ايضا توقفت عقب تسرب انباء منها الي جهات سودانية وعقب كشفها من قبل صحفي يعمل لصحيفة لوس أنجلوس.
ولم تكن آخر عملية بل تلاها ايضا ...
-------------------------------------
عملية سليمان .
أما هذه فلم تكن عملية سرية كسابقاتها ولكنها تمت في العلن ومباشرة باتفاق بين الزعيم الأثيوبي( منجستو )وبين السلطات الصهيونية ،وبموجب عملية سليمان تم تهجير عشرات آلاف الفلاشا مباشرة من مطار أديس أبابا إلي مطار تل أبيب في العام 1991وكان في استقبالهم (اسحق شامير )رئيس الوزراء الصهيوني .
-------
ولكن التساؤل الآن هو :
هل وجد يهود الفلاشا في الكيان الصهيوني أرض الميعاد بالفعل ؟
انظروا إلي ما يحدث الآن في قلب فلسطين المحتلة وسوف تفهمون .
صدامات بين يهودالفلاشا المهاجرين وسلطات الإحتلال
_________________
المصدر : كيف تم تهجير الفلاشا الي الكيان الصهيوني .
د.حنان اخميس ( وزارة الخارجية الفلسطينية )
موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية ( عبد الوهاب المسيري ) ..
احمدعبدالرحيم.
التعديل الأخير بواسطة المشرف: