- التعديل الأخير بواسطة المشرف:
- المشاهدات: 864
- الردود: 4
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
- تصنيف الجاسوسية
- جاسوسية عربية إسرائيلية
كيف حال الأب جاك؟
▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎
▪︎خيانة الوطن مستنقع عفن مليء بالقاذورات والموبقات،
من سقط فيه سهل جدًا عليه أن يتخلى عن مبادئه وأخلاقه وقيمه وشرفه وحتى دينه.
اليوم سنتعرف على قصة جاسوس تخلى بالفعل عن كل هذا بسهولة تامة،
قصة الجاسوس صادمة بالفعل وتفاصيلها على قدر ما تثير الحزن والضيق لكنها تعلمنا أن العدو يبقى عدو مهما طال الزمن.
العدو لا يفرق معه اتفاقيات سلام موقعة ولا مباديء ولا أي شيء.
▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎
▪︎في شهر يناير الماضي 2022 خرج من السجن رجل في الأربعينات من عمره.
كان في استقباله مسؤول رسمي من السفارة الكندية في القاهرة،
اصطحبوه من السجن للسفارة،
كانوا معدين أوراقه , أنهوا كل شيئ وسافر إلى كندا مباشرة.
بما إنه يحمل الجنسية الكندية.
اسمه (كان) محمد عصام غنيم حسن العطار.
لو قرأت الإسم و فكرت في شخصية تاريخية سأخبرك بالفعل تفكيرك صحيح.
حفيد الشيخ حسن العطار - رحمه الله - شيخ الأزهر وأستاذ رفاعة الطهطاوي وكتير من علماء وشيوخ الأزهر.
لكن للأسف علاقة غريبة بين محمد وجده،
نفس علاقة النبي نوح عليه السلام وابنه الكافر الذي هلك في الطوفان.
محمد للأسف غرق في طوفان الخيانة وحتى الكفر .
▪︎هيا نعود معا إلى العام 2001 ،
محمد كان طالب في كلية العلوم جامعة الأزهر،
في الفرقة الثالثة لكنه كان شخص غريب .
غير مندمج على الإطلاق مع من حوله ولا مع زملائه في الكلية لسببين..
الإثنين أسباب صادمة ولكنه كان يحاول اخفاؤها بقدر الإمكان
الأول أنه كان
والثاني أنه كان لديه ميول قوية
حاول التأقلم والإندماج على قدر ما يستطيع لكن حدث موقف جعله يحسم أمره ويقرر تمامًا الخروج من مصر كلها.
▪︎استأجر محمد سيارة من مكتب في القاهرة لكنه وقع له حادث كبير والسيارة تدمرت،
طلبوا من أسرته مبلغ كبير لم يمكن توفيره ودخل في قضايا انتهت بالحكم عليه بالسجن لمدة 3 سنوات.
ويبدو أنه أدرك أنه سوف يسجن لا محالة ولذلك قبل الحكم كان قد أعد أوراقه وسافر إلى تركيا.
ولكي تعرف أنه قرر الخيانة من البداية،
محمد لم يسقط في شرك ضباط مخابرات ولا اغراءات من أي نوع،
هو من نفسه فور وصوله أنقرة ذهب للسفارة الكندية يطلب تأشيرة للسفر إلى كندا وذهب للسفارة الإسرائيلية يطلب تأشيرة سفر للذهاب إلى هناك للعمل .
في السفارة الإسرائيلية عاملوه بشكل رسمي في البداية لأن الموقف لم يكن معتاد حتى أنهم طلبوا منه يسافر القاهرة ويطلب تأشيرة العمل من السفارة الإسرائيلية هناك.
لكن في نفس الوقت بدأوا بسرعة مراقبته.
دفعوا أمامه فتاة إسرائيلية صادقته ورسمت له خطوات مستقبله كما يرغب،
يعدها جاء دور ضابط الموساد " دانيال ليفى " الذي تولى أمره.
بعد وقت قصير تأكد دانيال أن محمد شخص خائن بالفعل ومستعد يبيع وطنه في مقابل الحياة خارج مصر وتوفير أموال كافية.
لاختبار ذكائه ودرجة أهميته دانيال اختبره بشكل غريب ،
أعطاه كتب وطلب منه تلخيصها ،
للسخرية الكتب كانت في علم القيم والمبادىء وعرض عليه 300 دولار مقابل كل كتاب يتقن تلخيصه،
بعدما اتم مهمته تأكد ضابط الموساد أنه الشخص الصالح تماما للمهمة التي يريدون منه يقوم بها.
في هذه الفترة محمد كان يؤجر غرفة عند أسرة تركية ساكن معهم،
صاحب الإبن الأكبر في الأسرة وتحدث معه عن رغبته أن يدخل الديانة المسيحية فاصطحبه إلى قس يعرفه في الكنيسة الكاثوليكية في أنقرة.
وبالفعل تحول محمد إلى الديانة المسيحية واختار لنفسه اسم "جوزيف العطار ".
ضابط الموساد بدأ يدرب محمد على مهمة اختراق الأوساط العربية في تركيا،
أعطاه نقود كافية وساعده في الحصول على تأشيرة بشكل رسمي للإقامة في تركيا ووجدوا له عمل في مصنع كرتون هناك.
وبدأ الجاسوس مهمته في تجنيد عرب للعمل ضد أوطانهم.
▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎
▪︎محمد العطار كان يتوجه للملاهي وأماكن تجمعات العرب في أنقرة ،
يجلس معهم ويتبادل معهم الحوارات، يتعرف على مشاكلهم ونقاط ضعفهم ويبلغ بها ضابط الموساد،
محمد كان يكتب في تقاريره عن الأشخاص الذين يقابلهم ويجلس معهم كل شيء ويقدم وجهة نظره في إمكانية تجنيدهم لمصلحة الموساد،
كان يختم تقاريره بجمل من نوعية:.
"هذا يبيع أبوه من أجل دولار "
"هذا يساعد فى تجنيده فتاة جميلة "
" هذا يفعل اى شئ مقابل العمل في مكان بمرتب كبير "
" هذا قرآن يمشي على الأرض لا يمكن الإقتراب منه "
الجاسوس اعترف أنه كتب تقارير عن 9 عرب في أنقرة منهم شاب وزوجته هارب من بلده ومن اضطهاد سياسي وآخر كان شاذ وثالث كان يعاني من الفقر الشديد ومنهم من كان يبحث عن عمل بأي صورة .
المجموعة منهم 3 مصريين.
بعد ما كان يكتب التقرير عن شخص كان يتصل بضابط الموساد " دانيال ليفي " ويقول له :
" الوجبة جاهزة للأكل "
بعدها يتفق معه على المقابلة في فندق وهناك يدخل الحمام ويترك التقرير وخلفه مباشرة يدخل ليفي ياخده.
الجاسوس قال أنه بعد ذلك لو رأى واحد منهم معه فتاة تلازمه أو ظهر عليه علامات الثراء يعرف أن الموساد نجح في تجنيده.
▪︎بعد 6 شهور من مهمته في أنقرة أخبره ليفي ان مهمته انتهت هنا وأنه سيسافر كندا.
لكن الجاسوس فوجيء عندما قابل ليفي أنهم عصبوا عينيه وحقنوه بحقنة مخدرة ووضعوه في سيارة توجهت لجهة غير معلومة.
الموساد عرض الجاسوس العطار على جهاز كشف الكذب ليتأكد إنه فعلًا مخلص لهم وكانت النتيجة إيجابية ،
بعدها سافر إلى مدينة "فان كوفر" في كندا .
ورغم أنه لم يواجه أي مشكلة في إجراءات ولا إقامة ولا أي شيء في كندا حيث كان الموساد قد أعد له كل شيء إلا أنه لم يكن يعرف من الذي سوف يقابله أو يتعامل معه هناك.
كانوا يعرفونه المعلومات بالقدر المطلوب فقط.
بعد وصوله إلى "فان كوفر " نزل الجاسوس يجلس على مقهى, بعد قليل وجد شخص يتقدم منه ويقول له:
" كيف حال الأب جاك؟"
كان هذا هو رجل الموساد وكانت تلك هي كلمة السر بينهم .
إسمه " كمال كوشيا" ضابط موساد من أصل تركي ، هو الذي سيتعامل مع العطار في كندا.
أولًا وجد له عمل في مطعم "ساب أواي " وطلب منه كتابة تقارير عن العرب في فان كوفر.
كان يستلم منه التقارير بنفس طريقة دانيال ليفى في تركيا.
بعدها ترك العمل وعمل في مطعم اسمه " استيك كوين " صاحبه مصري يحمل الجنسية التركية .
العطار أصبح صديق لابن مالك المطعم ، كتب عنه تقارير قدمها للموساد وللأسف تم تجنيده بالفعل .
مهمة العطار الأساسية أصبحت التجسس على اقباط المهجر في كندا،
فبدأ يتردد على الكنائس التى يرتادها مصريين هناك ويقدم تقارير عن بعض القساوسة والمسيحيين المصريين.
بعد فترة طلبوا منه الذهاب إلى مدينة " تورنتوا " في كندا .
وهناك تم التعارف بينه وبين ضابط الموساد الجديد بنفس طريقة كلمة السر.
اسمه "توم جاي جوماي " .
توم طلب من العطار التقديم في معهد للحصول على دبلومة تجارة .
بعد الحصول عليها ألحقوه بالعمل في بنك " CIBC".
هذه المرة لم يكن محمد يذهب إلى المقاهي أو الكنائس للتعرف على المصريين لكنهم كانوا يأتوا إليه في البنك.
من خلال عمله جمع معلومات كثيرة جدًا عن المصريين وقدمها للموساد.
أثناء هذه الفترة كلها كان العطار على تواصل مع الفتاة الإسرائيلية التي قابلها في أنقرة اول مرة وهي التي كانت ترسل له نقود مقابل تقاريره على البريد.
في وقت ما أحس العطار أنه لم يعد في حاجة للعمل مع الموساد،
حصل على الجنسية الكندية واشتغل في بنك شهير وأصبح له مكانة هناك.
وقتها قرر أن يتركهم،
حاول أن يستشعر نبضهم ،
تحدث مع ضباط الموساد جوماي عن الموضوع ،
جوماي كان رده ببرود:
أقل شيء سوف يحدث لك في حالة خيانتنا أو ترك العمل معنا هو إبلاغ السلطات الكندية بتسريبك بيانات عملاء البنك وبيعها لنا مقابل أموال وإبلاغ المخابرات المصرية بتعاونك معنا وكل شيء ثابت بدلائل قاطعة "
التهديد المباشر للعطار جعله يتراجع بسرعة عن قراره ويواصل التعاون معهم.
في هذا الوقت كنا في عام 2007، أقاموا له إحتفال كبير في المعبد اليهودي هناك ورحبوا به بشدة وأخبروه أن المسؤولين في إسرائيل يريدون أن يستضيفوه هناك ويحتفلوا به بأنفسهم.
كان قد مضى على خروجه من مصر عدة سنوات،
طلب منهم أنه يسافر مصر يري أسرته لمدة 3 أيام ويعود إلى لكندا.
▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎
▪︎في مطار القاهرة كانت المخابرات المصرية في انتظاره وتم اقتياده إلى مقرهم وهناك عرضوا عليه صور وتقارير تثبت متابعتهم له من وقت ما كان في أنقرة عام 2002.
وما حدث أن الجاسوس أثناء تعامله مع العرب في أنقرة تقرب من شخص عراقي وحاول معرفة معلومات منه
عن الجالية العراقية في أنقرة.
الرجل كان رجل مخابرات سابق في نظام صدام حسين، شك فيه فذهب للسفارة المصرية في أنقرة وأخبرهم عنه ومن هذا الوقت بدأت متابعة أنشطته.
أسرة محمد لم تعرف بقصته إلا من خلال الصحف وكانت مفاجأة صادمة لهم جميعًا.
طبعا أمام القاضي حاول محمد التبرء من كل ما نسب إليه وقال أنهم في المخابرات ضغطوا عليه للإعتراف لكن النيابة قدمت كل ما لديها من صور وادلة ضد الخائن.
في النهاية تم الحكم عليه بالسجن لمدة 15 عام قضاها كاملة وخرج في يناير الماضي.
رجل اربعيني فاقد شرفه ودينه ووطنه.
تمت .
أحمد عبد الرحيم.
التعديل الأخير بواسطة المشرف: