- التعديل الأخير بواسطة المشرف:
- المشاهدات: 1,270
- الردود: 10
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
فرسان الهيكل , الحقيقة والأسطورة.
الكنز المفقود.
----------------------------------
"انقذوا قبر المسيح من الكفرة"
" إن أورشليم أرض لا نظير لها في ثمارها، هي فردوس المباهج إن المدينة العظمى القائمة في وسط العالم تستغيث بكم أن هبوا لإنقاذها، فقوموا بهذه الرحلة راغبين متحمسين تتخلصوا من ذنوبكم ، وثقوا بأنكم ستنالون من أجل ذلك مجداً لا يفنى في ملكوت السموات".
في حشود من آلاف الفرنسين المتحمسين في مجمع كليرمونت عام 1095.
الخطبة كانت السبب في إطلاق أطول وأقسى حروب في تاريخ البشرية وأكثرها وحشية وضحايا وخسائر...
الحروب الصليبية.
بعد الخطبة التي وصفها "جوستاف لوبون" المؤرخ الفرنسي الأشهر انها كانت "نوبة حادة من الجنون" انطلقت أول حملة صليبية شارك فيها حوالي 300 ألف شخص وأطلق عليها" حملة الفقراء" لأن أغلب المشاركين فيها كانوا من فقراء أوروبا المزارعين الذين حملوا معهم أسرهم متجهين ناحية المدينة المقدسة ومعهم عدد قليل جدا من الفرسان والمحاربين المحترفين.
لكن في العام 1099 وصل الأوروبيين الصليبيين إلى القدس واحتلوها بالفعل.
وبدأت تتدفق جموع الحجاج المسيحيين إلى القدس المحتلة .
ومع هذا الاحتلال بدأت الهجمات والحروب بين المسلمين أصحاب الأراضي المحتلة وبين الصليبيين المحتلين.بعد عشرين سنة تقريباً من احتلال القدس
بدأ أول ظهور رسمي لأغرب تنظيم في تاريخ البشرية.
فرسان الهيكل.
الجمعية ظلت جمعية خيرية بالفعل حتى احتلال القدس واشتعال الصراع بين الطرفين.
وبالفعل وافق الرجلين على الإقتراح وتم إنشاء التنظيم وقام بلدوين بتجهيز جناح خاص لهم في قصره الملكي في جبل الهيكل واطلقوا على أنفسهم اسم ..
فرسان الهيكل.
البابا اشترط عليهم عدم الزواج وان يهبوا أنفسهم لقتال المسلمين والدفاع عن الأراضي المقدسة.
ومع الوقت شكل فرسان الهيكل كتيبة في الجيوش الصليبية كانت تعتبر بمثابة قوات خاصة وكانت أقوى كتيبة في الجيوش الصليبية كلها.
لكن صلاح الدين جهز جيشه الأهم والأقوى في تاريخ المسلمين في الحروب الصليبية وتفادى كل أخطائه السابقة وواجه الصليبيين عام 1187 في معركة حطين الحاسمة وهزمهم شر هزيمة ، وقتل منهم حوالي 20 ألف جندي، واستعاد القدس بالفعل منهم وكانت هذه تقريباً بداية النهاية لتنظيم فرسان الهيكل.
ورغم هذا انتقل فرسان الهيكل إلى عكا وشاركوا في حصارها عام 1191 مع ريتشارد قلب الأسد وفعلا سقطت المدينة في ايديهم وبعدها حاولوا أن يزحفوا نحو القدس لاستعادتها من المسلمين لكنهم فشلوا في ذلك.
في فرنسا تخلوا تماماً عن نشاطهم العسكري وتوجهوا للأنشطة الاقتصادية والبنكية.
لكن الموضوع ليس كما يبدو، ليس مجرد تنظيم عسكري خسر حربه وانتهى، الموضوع كان أكبر بكثير من هذا .
نجح تنظيم فرسان الهيكل أن يكون تنظيم اقتصادي ضخم جدا يتغلغل في كل أنحاء أوروبا تقريباً حتى أن بعض المؤرخين وصفه أنه كان
"دولة داخل الدولة وكنيسة داخل الكنيسة"
العميل كان يمكن أن يترك نقوده أو متعلقاته في أي فرع من فروع المنظمة ويأخد وثيقة فيها وصف ما تركه بأرقام وكلمات مشفرة ويسترد قيمتها من أي فرع آخر .
نظام مالي حديث ومنظم جداً وكان نواة أضخم مؤسسة اقتصادية في أوربا في هذا الزمن وفيما بعد أصبحت مؤسسات فرسان الهيكل تقدم قروض لدول وممالك في أوروبا .
لكن هذا في المقابل كان سبب في خوف بعض الملوك الأوروبيين على أنظمة حكمهم منهم وكانت بداية القضاء عليهم بشكل مثير جدا.
وقطعة ثياب من الكتان أطلق عليها فيما بعد "كفن تورينو"
اسمه "فيليب الرابع" أو "فيليب العادل" ملك فرنسا, وأقوى ملوك أوربا في هذا الوقت ، كلمته نافذة حتى على بابا روما نفسه .
لكنه كان شبه مفلس ومدان بمبالغ ضخمة لفرسان الهيكل ، فيليب بدأ يخاف من نفوذ المؤسسة الإقتصادي والديني وفي نفس الوقت كان طامعا بشدة في ثرواتهم الضخمة ولهذا فكر في التخلص منهم.
وبالفعل في العام 1307 توجهت قوات فيليب للقبض على فرسان الهيكل في كل أنحاء فرنسا والتهم كانت مفجعة ومفاجأة لكل الأوروبيين...
كفر، هرطقة، عبادة شيطان، زنى بفتيات عذارى، شذوذ جنسي، تآمر مع الأعداء"المسلمين" ،تدنيس الصليب ، إنكار المسيح.
الملك فيليب الرابع
الإتهامات بدأت بشائعات روجها رجال فيليب في كل أنحاء أوربا ضد فرسان الهيكل بكل ما سبق .
لكن لا يوجد أي شيء يثبت أو ينفي الإتهامات وإن كان الأقرب كونها ملفقة من فيليب الرابع للتخلص منهم.
كل من تم القبض عليه من قبل رجال فيليب الرابع تمت محاكمته وكل من أدين كانت عقوبته هي الحرق وهو على قيد الحياة
و مثلما قلنا, فيليب الرابع كان له سيطرة على البابا "كليمنت الخامس " في روما وتحت ضغط منه أصدر البابا مرسوم بحل جماعة فرسان الهيكل عام 1312 بموجب قرار بابوي لا رجعة فيه وللأبد.
وشن حملة ضدهم وأصدر أوامره باعتقالهم وحرقهم أحياء في كل أنحاء أوروبا.
وتم حرق القائد الأعلى للتنظيم جاك دي مولاي ونائبه عام 1314.
وأصبحت الطريق ممهدة تماماً أمام فيليب الرابع للاستيلاء على كنوز فرسان الهيكل الطائلة التى كانت كافية لتسديد كل ديونه وإنعاش الاقتصاد الفرنسي وتمويل حروبه ضد إنجلترا وأكثر من ذلك لكن ...
عندما تم مداهمة مقرات فرسان الهيكل الرئيسية في باريس كان في انتظار فيليب وقواته مفاجأة مذهلة .
البابا كليمنت الخامس
••••••••••••••••••••••••••••••
لا أموال ولا ذهب ولا أثار ولا أي شيء مادي قيم،
ليس إلا بعض رجال فرسان الهيكل.
تكرر الموضوع في المقرات الرئيسية في باريس ولندن وفيينا.
بكل بساطة لا أحد يعلم أين ذهبت الكنوز الهائلة التي كان يملكها فرسان الهيكل؟
ليس هذا فقط ولكن إليكم الأغرب...
التنظيم كان يملك أسطول من السفن قابع في ميناء لاروشيل في فرنسا،
أثناء اقتحام مقرات التنظيم في أوربا اختفى الأسطول.
لا أحد يعرف عدد سفن الأسطول ولكنه أختفى تماما عن وجه الأرض.
تبخر ولم يعرف أحد أي شيء عنه،
وهذه كانت بداية أسطورة غامضة لم يكشف سرها حتى الآن.
أسطورة كنز فرسان الهيكل.
أم كان مزيج من الإثنين.
أم كان مجرد خيال ووهم سيطر على عقول البعض ومنهم الملك فيليب الرابع نفسه .
المهم أن البحث عن الكنز بدء عقب اقتحام مقرات التنظيم ووجودها فارغة.
واحدة من الروايات التى انتشرت عن الكنز تقول أن مجموعة من الفرسان هربوا من مقر باريس قبل القبض عليهم بساعات، وتوجهوا نحو الغرب لقلعة يملكونها في جيزور.
فيما بعد وجدت آثار في القلعة عبارة عن رسوم ورموز غامضة محفورة على الجدران ومنها عربة استخدمت في نقل الآثار التوراتية، بعض الباحثين عن الكنز اعتبر الرموز دليل على وجود الكنز في القلعة.
الرسوم الأغرب فعلا كانت أشكال كأنها تعود للسكان الأصليين في أمريكا الشمالية.
وعلى مدار قرون طويلة ظلت القلعة مصدرًا لأساطير وحكايات خيالية(فيما بعد نتحدث عن الموضوع في مقال اخر )
بالتحديد عام 1929 ،كان هناك شاب فرنسي إسمه "روجيه لموا" مهووس بقصة كنز فرسان الهيكل، كان لديه قناعة تامة أن الكنز موجود في القلعة بالفعل أو على الأقل مفتاح العثور عليه هناك.
روجيه تقدم بطلب بإلحاح لمجلس المدينة لكي يعمل كحارس للقلعة ، وبالفعل وافق المجلس على طلبه.
روجيه لم يضيع الوقت، من بداية عمله في القلعة كان يحرسها بالنهار أثناء زيارة سياح لها وفي الليل يبدأ الحفر أسفلها.
لا أحد يعرف كيف كان روجيه يحدد مكان الحفر ، لكنه وصل ل30 متر أسفل القلعة.
ويبدو أنه وصل بالفعل لكشف،
أرسل للبلدية يخبرهم أنه وجد كنيسة أسفل القلعة فيها كنوز.
لكن البلدية لم تجد إلا حفرة كبيرة مهددة بالانهيار ودفن الموجودين.
وبالتالي تراجع موضوع الحفر وخاصة حينما لم يجدوا آثار واضحة وخوفا من انهيار المكان.
تم طرد روجيه من العمل، لكنه عاد بعدها بفترة يتسلل للقلعة ليلا ويحفر.
بالمناسبة قصة روجيه مع قلعة جيزور استمرت اكتر من 20 سنة،
لكن كان عنده قناعة تامة من وجود كنيسة سرية أسفل القلعة، الغريب أنه بالفعل وجد باب الكنسية بعد كل هذه السنوات لكن....
كانت فارغة تمامًا من أي كنوز.
قلعة جيروز
الكتاب يتحدث عن فرسان الهيكل وبالتحديد عن قلعة جيزور والكنز الغامض.
بعد وقت قصير انتشر الكتاب بشكل كبير جدا في فرنسا، حتى وصل الموضوع للرئيس الفرنسي "شارل ديجول " واهتم به لدرجة أنه كلف وزير الثقافة " أندريه مالرو ".
مالرو كون بعثة من علماء أثار وكلفهم بالبحث في القلعة.
تم إغلاق القلعة والإستعانة بالجيش الفرنسي لكن النتيجة كانت مخيبة للآمال ..
لا يوجد أي أثار ولا كنوز مدفونة في القلعة.
كتاب آخر صدر في بريطانيا الكاتب انجليزي إسمه " كيث لايدر " الكاتب ادعى إن كنز الفرسان مدفون في كنيسة "روسلين" في اسكتلندا وأن هذا الكنز هو غالبا أثر ديني بالغ الأهمية عمره 2000 عام الفرسان وجدوه أسفل جبل الهيكل في القدس
الكاتب ذكر إن الأثر دا غالبا هو...
•••••••••••••••••••••••••••••••••••••
كيث لايدر قال في كتابه أن مجموعة من فرسان الهيكل هربوا من مقر في باريس فجر يوم القبض عليهم، ركبوا 18 سفينة تابعة لهم من ميناء لاروشيل ورحلوا بها إلى اسكتلندا.
الملك "ديفيد الأول" ملك اسكتلندا أهداهم أراضي هناك.
في عام 1314 حدثت خلافات بين البابا كليمنت الخامس بابا روما وبين الملك الجديد لاسكتلندا " روبرت دي بروس بسبب قتله لمنافسه على الحكم داخل الكنيسة، البابا كليمنت أعلن عن فصل دي بروس من الكنيسة الكاثوليكية الرومانية وكرد فعل رحب دي بروس باستمرار وجود فرسان الهيكل في اسكتلندا ورفض تسليمهم للبابا وساعدهم في إخفاء كنوزهم.
لكن بعض المؤرخين نفى إمكانية حدوث الرواية بهذا الشكل ، وقال إنه ليس من المنطقي أن يكون فرسان الهيكل يبحثون أسفل هيكل سليمان في فلسطين عن جثمان السيد المسيح وإلا كانوا بحثوا أسفل كنيسة القيامة التي يعتقدون أنها بنيت فوق قبر المسيح.
بالتحديد إلى كندا.
هناك أسطورة تناقلتها أجيال متعاقبة من السكان الأصليين في كندا تتحدث عن رجال ذوي بشرة بيضاء هبطوا في تلك الأراضي قبل أن يكتشفها كريستوفر كولومبس.
الاسطورة عززها وجود رسوم عند إحدى القبائل على شكل صليب أحمر مرسوم على خلفية بيضاء وطبعا هذا رمز صليب فرسان الهيكل نفسه.
الموضوع حدث بالصدفة في جزيرة إسمها جزيرة البلوط.
بعض السكان المحليين وجدوا في الغابة أشياء مدفونة ظنوها كنز من كنوز القراصنة مدفون هناك.
وعندما بدأوا الحفر في المكان وجودا هيكل خشبي واصلوا الحفر لأعماق أكبر لكنهم وجدوا هيكل خشبي أكبر،
ولم يجدوا أي كنوز، جزيرة البلوط أصلا اسمها مرتبط بحكايات وأساطير خرافية عند السكان المحليين، والنتيجة أنهم شعروا بالخوف وتوقفوا عن الحفر في المكان.
توقف الحفر فترة لكنهم عادوا يحفروا عام 1803 ، وأثناء الحفر كل ثلاثة أمتار يعثروا على هيكل خشبي حتى وصلوا لعمق تقريبا 30 متر وهناك وجدوا حجر غامض عليه نقوش غريبة غير مفهومة، فيما بعد أطلق عليه "حجر التحذير"
هذا الإسم أطلق عليه لأن النقوش التي عليه كانت غالبا تتحدث عن حدود معينة للحفر ، وما حدث انهم واصلوا الحفر ليجدوا أنفسهم محاطين بالمياه.
في اليوم التالي كانت المياه أغرقت الحفرة بارتفاع 18 متر، وتوقف الحفر واختفى حجر التحذير.
إنما كان له نتيجة هامة.
الماء الذي كان في الحفرة كانت ماء مالح،ليس من النهر في الجزيرة، في الحقيقة الماء كان من المحيط الأطلنطي، انطلقوا إلى الشاطئ وهناك بدأ الحفر واكتشفوا شبكة من الممرات في النهاية أدت إلى الحفرة،
فكر الجميع على الفور أن هذه الشبكة تم إقامتها للحفاظ على الحفرة والكنز الذي كان موجود فيها.
لكن الكنز لم يعد موجود، رغم أن الكثير من الباحثين يروا أن كل علامات فرسان الهيكل الأسطوريين موجودة في الحفرة.
في النهاية لم يعثر أحد على كنز فرسان الهيكل.
وظلت القصة تداعب خيالات وعقول البعض حتى الآن.
لم تغفل السينما الموضوع فقد تم إنتاج أفلام " انديانا جونز والفارس الأخير "
وفيلم "شفرة دافنشي" وكذلك أعمال أخرى عن القصة.
تم.
المصادر :
فرسان الهيكل ( شون مارتن )
عربي بوست
تحياتي.
أحمدعبدالرحيم.
التعديل الأخير بواسطة المشرف: