- التعديل الأخير بواسطة المشرف:
- المشاهدات: 1,731
- الردود: 5
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
ما رأيكم اليوم لو تركنا أمريكا وما يحدث فيها وغيرنا وجهتنا تمامًا.
سنتحرك من أقصى الغرب إلى أقصى الشرق ...
بالتحديد سنزور الهند.
من وقت ليس بعيد ،
بالتحديد يوم 1 يوليو عام 2018 ،
في بلدة صغيرة تابعة لمدينة دلهي شمال الهند تعيش عائلة تشونداوات.
عائلة كبيرة تتكون من 11 فرد.
عائلة تشونداوات عائلة محترمة في البلدة وثرية مقارنة بباقي أفرادها ،
عائلة تشونداوات كانوا تجار عصاميين،
بدأت التجارة معهم من بقالة صغيرة على يد الجد في خمسينات القرن الماضي والآن وصلت لتلات متاجر كبيرة .
في هذا اليوم حدث شيء غريب،
الشمس أشرقت وكل أهل المنطقة بدأوا أعمالهم إلا عائلة تشونداوات ،
على غير العادة لم يخرج ولا فرد منهم ولا فتحوا أي متجر من متاجرهم الثلاثة .
الوضع كان غير طبيعي وهذا جعل بعض الناس يفكروا أن يتصلوا بهم .
بالفعل انهالت الإتصالات عليهم لكن لم يرد أي شخص على الهاتف.
جيران العائلة الذين يسكنون في البيت الملاصق لهم ذكروا شيء غريب حدث طوال الليل عندهم .
الأمر دفع واحد من الأشخاص المقربين من بعض أفراد العائلة لأن يحاول يدخل البيت .
طرق الباب
لم يرد أحد.
لكن الغريب أن الباب نفسه لم يكن مغلق .
الرجل دفعه ودخل لصالة البيت الكبير.
فجأة سقط نظره على أغرب وأكثر مشهد مرعب رآه في حياته كلها.
▪︎عشرة من أفراد العائلة ال 11 معلقين في السقف مشنوقين ...
ليس فقط مجرد الشنق هو ما أثار دهشة ورعب الرجل ورجال الشرطة أيضا الذين تم استدعاؤهم فحضروا على الفور .
ال10 أشخاص كانوا معلقين في سقف الصالة مشنوقين بحبال من أعناقهم،
كلهم ميتين.
لاحظ الكل أن كل شخص منهم معصوب العينين بقطعة قماش ومربوط من يديه وقدميه ،
فمه محشو بالقطن ومربوط بشريط لاصق وأذنيه أيضًا.
الشخصية الوحيدة التي لم تكن موجودة معهم مشنوقة هي الجدة العجوز ذات ال 77 عام.
كانت ميتة في غرفتها على الأرض بجوار فراشها.
كلب الأسرة كان مربوط فوق سطح المنزل
الجيران قالوا إن الكلب كان في حالة غريبة ولم يتوقف عن النباح طوال الليل .
تعالوا أعرفكم بسرعة على أفراد العائلة وبعدها نتعرف على سبب المشهد الرهيب الذي رأيناه الآن.
الجد بوبال وزوجته الجدة نارياني كانا مزارعين وفي عام 1989 قررت الأسرة الإنتقال للمدينة القريبة وهناك سكنوا في بيت خاص بهم ،
في الطابق الأرضي منه افتتحوا محل بقالة صغير.
بوبال ونارياني كان لديهم ابن اسمه بهافنيش و معه زوجته ولديهم ابن وبنتين.
وابنة إسمها "بارتبيها " لديها هي أيضًا ابنة وثالث الأبناء هو "لاليت" معه زوجته ولديه ابن.
في المدينة سارت الأمور بشكل جيد فتوسعت التجارة وأصبح لدى الأسرة ثلاثة متاجر بقالة كبيرة.
الأسرة اهتمت بتعليم وتربية الأبناء فكان أفراد الأسرة متعليمن،
سمعتهم طيبة بين الجيران.
كان المشهور عنهم الأمانة في التعامل والإبتعاد عن الغش والإستغلال في تجارتهم وكذلك المسارعة في مساعدة الأصدقاء والأهل حين يحتاج الأمر.
الجد بوبال مات عام 2007 وظل باقي أفراد العائلة كما هم في بيتهم وتجارتهم .
تحريات الشرطة التي حققت في الحادث استبعدت أن يكون حادث قتل جماعي لعدم وجود أي أعداء للأسرة وكذلك ليس من المنطقي أبدًا أن يكون قتل بهذه الطريقة بدافع السرقة ثم أنه لا آثار لإقتحام البيت ولا يوجد أي شيء مسروق منه.
لدرجة أن نساء العائلة كانوا يرتدون حليهم وقت الحادث .
الشرطة أصبحت في حيرة عظيمة، مفتش شرطة منطقة "بوراري" التابعة لمدينة "دلهي " أعتبر القضية تحدي له ولمحققيه لغرابتها.
فرضية الإنتحار طرحت نفسها بشدة على الحادث لكن ...
أيضًا لا توجد أي أسباب للإنتحار ،
العائلة ظروفها المادية ممتازة،
لا توجد أي مشكلة تواجههم من أي نوع.
من أسبوعين فقط أقاموا حفل خطوبة ضخم لإحدى فتياتهم وكانوا سعداء جدًا به.
الشرطة فرغت كاميرات مراقبة كانت موجودة في منازل مجاورة ليلة الحادث لكنها لم ترصد أي مشاكل غير عادي ولا دخول بأي صورة لأشخاص غرباء عن الأسرة.
أصبحت القضية تحدي كبير لذكاء لشرطة لكن ملاحظة لاحظها مفتش الشرطة الذكي.
مفتش الشرطة رأى أن المنظر الغريب لتوزيع الأجساد المشنوقة في الصالة ليس عادي ولا بالصدفة ولكنه أقرب لشجرة "بانيان"
وقتها بدأ المفتش يفكر أن الموضوع يمثل انتحار جماعي.
الطب الشرعي حدد أن سبب الوفاة الكل كانت الشنق فقط.
بمعنى أنه لا يوجد أي اعتداء أو سم أو عنف جسدي غير الشنق.
الكل تم تقييده بأسلاك هاتف بقوة بما فيهم أطفال العائلة،
لم يكن فيه أي إشارات على مقاومة من أي شخص بمعني أن الأمر تم برضا تام من الكل.
الجدة وجدت ميتة بالخنق أيضًا من رقبتها لكن في غرفتها.
بتفتيش البيت أيضًا وجدوا محرقة،
المحرقة شكلها تستخدم في طقوس ما وحولها كان موجود بقايا رماد.
كل شيء يؤكد انها استخدمت الليلة السابقة للحادث.
هذا أكد للمفتش إن الموضوع انتحار ربما لتنفيذ طقوس معينة.
مع استمرار تفتيش البيت بدقة وجدوا 11 مفكرة ورقية تخص كل أفراد الأسرة،
الشرطة وجدتها مخفاة في معبد صغير أقاموه داخل أسوار البيت نفسه ، كان فيها مذكرات لأفراد العائلة.
أغلب المذكرات مكتوبة بخط يد "لاليت " الإبن الأصغر ل "بوبال " رب الأسرة الميت .
وبدأت تتكشف حقائق مذهلة من المذكرات.
أول تاريخ تم ذكره في المذكرات كان عام 2007 ،
نفس عام وفاة الجد وآخر تاريخ كان ليلة 30 يوليو 2018 ليلة الحادث.
قبل ان نكمل القصة ،
أحب أن أوضح لكم نقطة هامة...
الهنود عندهم شيء مقدس إسمه رب الأسرة،
أكبر شخص فيها يكون شخص له مكانة وقيمة كبيرة جدًا في العائلة.
هو الذي يوجهها ويقودها ويعطي أوامره واستشاراته وتعليماته في كل شأن يخص الأسرة.
هذا هو العادي ما بالك بأسرة بوبال الكبيرة التي أنشأها الرجل من الصفر .
كان مزارع بسيط هو زوجته وظل يعمل ويكافح حتى كون الأسرة الكبيرة وكون لهم الثروة والتجارة والمكانة الإجتماعية.
لآخر لحظة في حياته كان كل تفصيلة صغيرة في حياة العائلة تتم برأي وتوجيه بوبال ..
من تجارة إلى تعليم أبناء إلى زواج إلى تربية أطفال إلى سفر إلى كل شيء تمامًا .
لكل هذه الأسباب كان موت بوبال بالنسبة لهم صدمة عنيفة زلزلت كيان الأسرة.
دائما في الظروف المشابهة يقوم أكبر أفراد الأسرة وأكثرهم حكمة وقبول بتولي الأمور بديلًا لرب الأسرة ،
في حالة عائلة بوبال لم يكن الأكبر هو الأكثر حكمة لكنه كان الإبن الأصغر "لاليت " وعمره 45 سنة.
يبدو أن لاليت كان أكثر شخص تأثر بموت والده كما كان الرجل معروف بحكمته ورجاحة عقله فبدأ الرجل يتصدر المشهد في العائلة ويتولى تسيير أمور هم كلها.
لكن كان هناك جانب غريب جدًا وغامض ومخيف في شخصيته.
هذا الجانب بدأ يظهر من وقت بعيد جدًا بالتحديد من عام 1988.
▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎
عام 1988 لاليت تعرض لحادث دراجة وقتها أصيب إصابة عنيفة في رأسه ومن بعدها بدأ يرى أحلام غريبة وأوهام.
وعام 2004 تعرض لحادث خطير ،
عندما كان موجود في متجر خشب بمفرده ، وقتها أغلقت عليه الأبواب والنيران اشتعلت في المتجر.
كان الأمر يبدو كأنه هجوم لقتله محروق لكنه نجا وتم انقاذه بدون أي إصابات جسدية لكن الأمر سبب له أذى نفسي عميق أدى لاحتباس صوته بدون أي سبب عضوي .
لاليت دخل مصحات نفسية للعلاج،
لكن أسرته رفضت أن يستمر الأمر طويلًا وخرج منها دون شفاء.
بعدها عانى من تهيؤات وهلاوس سمعية وبصرية غريبة ،
كان يسمع احيانًا أصوات غامضة ويرى أشياء غير موجودة.
ورغم كل ذلك كان معروف عنه في العائلة القدرة على القيادة وفرض الرأي ولذلك كان الكل يسمع له وينفذ كلامه .
لم يستعيد لاليت صوته إلا بعد وفاة والده بسنة كاملة.
شخصيته الغريبة جدا المزيج من الذكاء والقيادة والذهان الحاد جعلت منه شحص شبه مقدس في عائلته بعد وفاة والده.
أصبحوا يستمعون إليه وينفذون بطريقة عمياء لدرجة أنه جعلهم يتخيلون الهلاوس التي يراها ويسمعها على أنها حقيقة.
لاليت أقنع أسرته أنه على تواصل مباشر بوالده الميت وأن والده يظهر له في أحلامه ويعطيه التعليمات لتسيير شؤون العائلة.
ثم تطور الأمر وأصبح يخبرهم أن روح والده تحل في جسده وتحضر في البيت أيام السبت والأحد والثلاثاء والخميس.
لاليت كان يقيم طقوس خاصة مع العائلة في المنزل ويبدأ بعدها في الحديث بصوت وطريقة والده المتوفي.
كل الأمور كانت مذكورة بتفاصيل دقيقة في مذكرات الأسرة التي وجدتها الشرطة .
كان قد شدد على أفراد أسرته بعدم الكلام مع أي شخص عن طقوسهم وما يفعلون في البيت مهما كانوا يثقون فيه وأن تبقى تلك الأمور سر مطلق بينهم.
الموضوع تجاوز الرؤى وسماع الأصوات بالنسبة للأسرة وانغمست في ممارسات سحر وشعوذة بتوجيه من لاليت.
وكان من ضمن الممارسات الغريبة التي أمرهم بها إنهم يعبدوا شجرة بانيان الشهيرة في الهند (*)
أحد الأسباب التي جعلت الأسرة تثق بشكل مطلق فيه أن التعليمات التي كان يخبرهم بها أدت لزيادة ثروتهم ونشاط في تجارتهم.
ويبدو أن تلك الحالة قد تملكت لاليت بشكل تام حتى أنه أخبرهم أن الجد بوبال سوف يتجسد لهم بنفسه روحه وجسده ويظهر أمامهم وكان المطلوب القيام بطقوس معينة لإتمام هذا التجسد.
الأسرة اقتنعت بكلام لاليت بشكل تام وبدأت تنفيذ الطقوس من يوم 24 يوليو 2018 وكان المقرر ان تنتهي يوم 30 يوليو .
الطقوس كانت تتمثل في الشنق فى الصالة بنفس الطريقة التي وجدتها الشرطة على شكل شجرة بانيان.
الأسرة لم تكن تظن أن الموضوع سوف يكون انتحار لكن لاليت أخبرهم أن الجد بوبال سوف يظهر لهم يوم 30 يوليو بعد تنفيذ الطقوس وينقذهم
كل ليلة العائلة تتدرب على الطقوس حتى اتقنتها تمامًا وتدربوا على كل شيء.
ليلة الحادث الساعة 1 بعد منتصف الليل بدء التنفيذ ،
قامت الأسرة بطقس إسمه "بهاوانا "
قاموا من خلاله بتقديم قرابين من حيوانات صغيرة أحرقوها حتى تفحمت في المحرقة في البيت.
لاليت طلب منهم وضع كوب ماء بجوار مكان شنقهم.
بعدها قام هو وزوجته بتقييد كل فرد من أفراد العائلة وربط يديه وقدميه ووضع القطن والشريط اللاصق على فمه ثم الوقوف فوق الكرسي في الصالة وربط العنق للشنق.
الجدة العجوز لم تستطيع الوقوف على الكرسي ولذلك شنقها لاليت في غرفتها.
لم يتبق إلا هو وزوجته وقد ساعد الإثنين بعضهما على تنفيذ الطقوس بقدر الإمكان.
آخر جملة كتبها لاليت في مذكراته كانت :
" احتفظ بكوب ماء، سوف أظهر وأنقذكم عندما يتغير لون الماء داخل الكوب "
أخبرهم إنهم بمجرد تنفيذ الطقوس الأرض سوف تتزلزل والسماء تنشق وينزل منها الأب بوبال
لينقذهم ولذلك تركوا باب البيت الأمامي بدون إغلاق لدخول الأب.
لكن النتيجة المأساوية كانت موت كل أفراد العائلة في النهاية .
الشرطة قيدت الحادث على أنه انتحار جماعي.
تمت.
تحياتي .
أحمد عبد الرحيم
التعديل الأخير بواسطة المشرف: