اليوم فاز فيه من صدق
لا أرهب الموت إذا الموت طرق
لأروين الرمح من ذوي الحدق
لأهتكن البيض هتكاً والدرق
عسى أرى غداً مقام من صدق
في جنة الخلد وألقى من سبق
ليس المشيب مشيب الرأس واللمم..
ان المشيب مشيب الفكر والهمم..
كم من عجوز فتي الروح ذي أمل...
مازال يرسو به في ذروة القمم...
وكم من فتى عاجز ينتابه كسل...
شاخت عزائمه محدودب القيم...
زياد المنيفي
سيعلم الجمعُ ممن ضمَّ مجلسنا
بأنني خيرُ من تسعى به قدمُ
أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي
وأسمعت كلماتي من به صممُ
أنام ملء جفوني عن شواردها
ويسهرُ الخلق جرّاها ويختصمُ
وجاهلٍ مدّه في جهله ضحكي
حتى أتته يدٌ فرّاسة وفمُ
إذا رأيت نيوب الليث بارزة
فلا تظنّنّ أنّ الليث يبتسمُ
لم يبق عنديَ ما يبتزّه الألمُ
حَسبي من الموحشاتِ الهمُّ والهرَمُ
لم يبقَ عندي كفاءَ الحادثات أسىً
ولا كفاءَ جراحاتٍ تضِّجُ دمُ
وحين تَطغَى على الحرّان جمرتهُ
فالصمتُ أفضلُ ما يُطوَى عليه فمُ
بلوت بنـي الدنيا فلـم أر فيهـم
سوى من غدا والبخل ملء إهابه
فجردت من غمد القناعة صارمـاً
قطعت رجائـي منهم بذبابـه
فلا ذا يرانـي واقفاً فـي طريقـه
ولا ذا يراني قاعداً عنـد بابـه
غنى بلا مال عن النـاس كلـهـم
وليس الغنى إلا عن الشيء لا به
إذا ما ظالـم استحسن الظلم مذهبا
ولج عتوا في قبيـح...