تذكرت حرب الروم لما تطاولت
وإذ نحن في عام كثير نزائله
وإذ نحن في أرض الحجاز وبيننا
مسيرة شهر بينهن بلابله
وإذ أرطبون الروم يحمى بلاده
يحاوله قرم هناك يساجله
فلما رأى الفاروق أزمان فتحها
سما بجنود الله كيما يصاوله
فلما أحسوه وخافوا صواله
أتوه وقالوا أنت ممن بواصله
وألقت إليه الشأم أفلاذ بطنها...
نحنُ بنو المصطفى ذوو غصص
يجرعُها في الأنام كاظمُنا
عظيمةٌ في الأنام محنتنا
أوّلُنا مبتلى وآخرُنا
يفرحُ هذا الورى بعيدهم
ونحنُ أعيادُنا مآتمُنا
والناسُ في الأمن والسرور وما
يأمنُ طول الزمان خائفنا
وما خصّصنا به من الشوف الطا
ئلِ بين الأنام آفتنا
يحكمُ فينا والحكم فيه لنا
جاحدُنا حقّنا وغاصبُنا...