- التعديل الأخير بواسطة المشرف:
- المشاهدات: 1,207
- الردود: 7
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
قصص رعب مترجمة
اللوحة
-كان عمري 25 عام وكان عمرها 23.اللوحة
كنا معًا لمدة ستة أو ثمانية أشهر وهذا يعتمد على فهمك لكلمة "معًا".
كنت أعيش طول الوقت مع عمي لا أدفع مقابل السكن لكن أساعده في الحانة التي يملكها على أطراف المدينة.
أما هي فقد انتقلت إلى براغ منذ ستة أشهر, كانت تعيش في شقة في وسط المدينة مع آخرين
بدت الشقة مناسبة في البداية لكن اتضح فيما بعد أن بعض زملائها غير متزنين.
عندما انفجرت الخلافات بين زملائها ذات ليلة وأدت إلى شجار نتج عنه تكسير وتحطيم زجاج في الشقة كانت تلك إشارة لها بضرورة الخروج من هناك.
التقينا على أطراف المدينة كانت هي أمريكية تتعثر في أوروبا وتتطلع لإكتشاف الأماكن التاريخية القديمة في براغ وكنت أنا متحمسًا للتحدث لغتي الإنجليزية مع تحدث أصل لها وتقديم خدماتي لشخص لا يكون مجرد عجوز غاضب.
كان من المفترض أن تقضي هي ثلاثة أيام في براغ ثم تنتقل إلى بودابست وبعدها السفر عبر البلقان وأخيرًا العودة إلى براغ والعودة إلى الولايات المتحدة منها.
بعد الليلة الأولى التي قضيناها معًا قررت تجاوز بودابست والبقاء في براغ وبعد أسبوع أخبرتني أن رحلة البلقان ليست ذات أهمية كبيرة لها وعندما حان وقت العودة إلى الولايات المتحدة تباطئت في ذلك.
فوتت رحلتها كنا في المطار وعند الكشف الأمنى قبل السفر وجدتها تخبرني أنها قررت البقاء في براغ
بعد أن عدنا معنا أخبرتني أنها لا تريد استعجال الأمور معي.
ذكرت لي بألم أنها بعد انتهاء المرحلة الثانوية لها انتقلت للعيش مع زميلها في المدرسة,
استعجلت في تلك العلاقة ولا تزال أثار الندوب التي نتجت عن تلك العلاقة حية في روحها.
بعد شهرين من الرسائل والصور والمحادثات المتبادلة والمقابلات كنا نناقش فيها تفاصيل علاقتنا ببطء وبكل وضوح بعدها جاء القرار.
انتقلنا للعيش معًا في ربيع عام وكانت تلك هي المرة الأولى التي أرى فيها اللوحة.
لم أهتم كثيرًا بديكور الشقة عندما انتقلنا للعيش فيها للمرة الأولى
كنت سعيدًأ فقط بوجودي معها نت سعيدًا بكوني انسان بالغ في علاقة مستقرة بدأ كل شيء في مساء يوم أحد, شعرت هي بالنعاس ونحن جالسان على كنبة نشاهد فيلم ما , في تلك اللحظة لاحظت وجود اللوحة.
كانت عبارة عن حقل من القمح في ضوء النهار وعلى مسافة بعيدة يوجد كوخ متواضع يقف أمامه أربعة أشخاص, أب وأبنائه الثلاثة يعملون في الحقل , واقفين على أرجلهم الخلفية يعملون بأدوات بشرية لكن لهم هيئة فئران.
لم تكن اللوحة تتناسب على الإطلاق مع باقي اللوحات الحديثة في الشقة كلها.
كل شيء في الشقة تم احضاره حديثًا من " أيكيا" لكن اللوحة الموجودة خلف التلفزيون كانت قديمة وأصلية.
قماش اللوحة, الطلاء الزيتي عليها , تفاصيل الحقل والاشخاص كانت دقيقة لدرجة مذهلة.
ظللت أحدق في اللوحة وتأثرت بها لفترة من الوقت, حاولت أن أفهم ما تعنيه تلك اللوحة أو ماذا أراد ذلك الفنان أن يعبر من خلالها وكيف استطاع أن يمثل مشهد حياة بتلك الطريقة المذهلة.
لكنها كانت نائمة على كتفي, ارتفع صوتها فقمت بادخالها إلى غرفتنا.
كانت اللوحة تلفت انتباهي, عندما أتحرك في الشقة , عندما نكون جالسين في الكنبة نشاهد التلفزيون ونتحدث, كانت عيني تنجرف للتأمل في أسرة الفئران تلك.
عندما أتأمل اللوحة هل أستطيع أن أقول أن أسرة الفئران تكون سعيدة أم أنه يهيئ لي ذلك.
جذبت اللوحة اهتمامي لكنه كان مجرد اهتمام عابر. شغلتين الحياة بشكل أكبر وخاصة مع وجود حبيبتي معي, حصلت على وظيفة جديدة وكانت ضغوط العمل كبيرة.
كما أننى الآن أسكن في وسط المدينة بعيدًا عن الضواحي, حيث الحياة الصاخبة, الحفلات الموسيقية, المتاجر الفمتوحة طول الوقت , كانت تحت نافذتي.
كل ذلك جعلني احب المدينة بطريقة لم أكن اعتقد أنها ممكنة.
يمكنك أن تقول أنني حصلت على زاوية لرؤية براغ مختلفة تمامًأ عن ذي قبل وكانت هي معي طول الوقت في كل حركة.
تحدثنا أكثر من مرة عن الزواج بطريقة رسمية لتسهيل اجراءات الهجرة إلى الولايات المتحدة. الأشهر الستة الأولى التي قضيناها في الشقة كنا في قمة السعادة لكن بعد ذلك بدأت الأمور تتغير.
هناك شيء ما خاطيء يحدث لنا.
يمكن أن يكون ذلك الغداء السيء جدًا الذي يقدموه في العمل الذي كاد يؤدي بي إلى انهيار عصبي.
يمكن أن يكون انتهاء شهر العسل بيننا.
يمكن أن أكون قد شعرت بالملل من براغ كلها.
في كل الأحوال بدأنا ببطء نشعر أننا غرباء عن بعضنا البعض.
لقد حدث هذا منذ عقد من الزمان لذلك عليك أن تعذرني في تذكر التفاصيل بدقة.
أنا أتذكر فقط الموت البطيء لتلك العلاقة.
أما الأغرب أنني أتذكر تلك اللوحة بألم حاد.
حدث ذلك في اول مرة حاولت أن أجري محادثة جدية عن مستقبلنا .في تلك الليلة سألتها الكثير من الأسئلة عن مستقبلنا وتلقيت الكثر من الايماءات الحزينة كإجابات عليها.
كان ذلك بمثابة طعنة هادئة تم توجيها إلى قلبي ببطء. وجدت عيني تتوجه ببطء نحو اللوحة .
أحد الفئران الأطفال الثلاثة لم يكن موجود في اللوحة !
سألتها:
"ألم تكن هناك ثلاثة فئران أطفال في تلك الصورة؟"
تحول وجهها في لحظة من الحزن إلى الدهشة وتساءلت:
"ماذا ؟"
أوضحت لها:
"في تلك اللوحة كان هناك الفأر الأب وثلاثة أطفال, الآن هناك فقط اثنين .
أليس كذلك ؟
لم يكن هذا هو فقط التغيير الوحيد في اللوحة لكن كان هناك تغيير آخر لفت انتباهي وكان شيئًا مخيفًا.
يتبع.
الجزء الثاني
ترجمة :
أحمدعبدالرحيم
التعديل الأخير بواسطة المشرف: