- التعديل الأخير بواسطة المشرف:
- المشاهدات: 825
- الردود: 4
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
- تصنيف الجاسوسية
- جاسوسية عربية إسرائيلية
قصص جاسوسية..
عملية غضب الرب.
سيناريو : أحمد عبد الرحيم.عملية غضب الرب.
للتنويه : الشخصيات والأحداث والتواريخ والأماكن الواردة في السيناريو كلها صحيحة تمامًأ, الحوار هو الشيء الوحيد الذي تم تخيله.
------------------------------------
مشهد – 3 – المكان : بلدة ليلهامر الصغيرة الهادئة بالقرب من العاصمة النرويجية أوسلو. الزمان :مساء 21 يوليو 1973.
سايرة مازدا بيضاء متوقفة في منطقة هادئة من شارع جانبي بالقرب من محطة الأتوبيس , بداخل السيارة كان يجلس ثلاثة اشخاص يبدو عليهم الغموضو الخطورة وكان يدور بينهم حوارًا أكثر خطورة..
-لكن ألم يلاحظ أحدكم شيء غريب في الهدف؟ كيف يقوم رجل المفترض أنه زعيم أخطر منظمة فلسطينية في العالم والمطلوب الأول لاسرائيل بالعل كجرسون في مقهى في تلك البلدة ؟! ألا يخاطر بهذه الطريقة بأن يتعرف عليه أي عميل للموساد أو عميل للمخابرات الألمانية أو حتى مخابرات أي دولة أخرى صديقة لنا وخاصة أنه – كما قال الزملاء – يعمل غير متنكر ؟ هل هذا منطقي؟!
-هذا هو ما يريده بالفعل يا عزرا, الرجل ثعلب في تفكيره, من المستحيل أن يفكر أي رجل مخابرات في اوربا او اسرائيل أن على حسن سلامة يقيم ويعمل هنا.
-لكن ... أشار الرجل بأصبعه أمام فمه لزميله بأن يصمت ثم أشار إلى شخصان ينزلان من حافلة تتوقف على الطرف الآخر من الشارع.
كانا رجل يحمل ملامح عربية واضحة, طويل وسيم , أسود الشعر بينما كانت المرأة تحمل ملامح أوربية واضحة بتلك البشرة البيضاء الكالحة والشعر الاشقر.
كما كان هناك ملاحظة أخرى , كانت المرأة حامل وكان هذا واضح من بطنها المنتفخة.
الغريب أن الرجل لا يبدو عليه أي حذر أو تنكر أو خوف من أي شيء.
كان عزرا يشعر بريبة من كل شيء في هذه العملية ورغم ذلك لم يرفض التنفيذ أو حتى يناقش أي تفاصيل مع رؤسائه, على الفور , خرجت أخرج الرجلين مسدسيهما ذوي كواتم الصوت من ملابسهما وتوجها نحو الهدف وانطلقت الرصاصات الصامتة تخترق جسد الهدف , رصاصة, عشر رصاصات,
بالتحديد أربع عشرة رصاصة واكثر اخترقت جسد الشاب العربي الذي سقط مضرجًا في دمائه وسط حالة من الذهول من زوجته والعدد القليل من المارة.
......................................................
-بعد دقائق كانت الشرطة النرويجية تملأ المكان, كان الشاب قد فارق الحياة بينما كانت زوجته في حالة انهيار عصبي, تم نقل الجثة إلى المستشفى وعلى الفور بدأت تحقيقات الشرطة الموسعة في تلك الجريمة البشعة وغير المعتادة في البلدة النرويجية الهادئة جدًا.
في البداية كانت الشرطة في حالة من الحيرة من أمرها عن أسباب الحادث.
المغدور كان شاب مغريي يدعى أحمد بوشيخي,
لكن دوافع الجريمة لم تبقى غامضة لوقت طويل, بعد وقت قصير من ارتكاب الجريمة أعلنت اسرائيل رسميُا اغتيال الأمير الأحمر في النرويج,علي حسن سلامة.
المطلوب الأول لها.
في نفس الوقت كانت الشرطة النرويجية قد حددت مكان السيارة المازدا البيضاء التي كان يستقلها القتلة أثناء ارتكاب الحادث.
اتضح لهم أنها سيارة مستأجرة باسم شخصين من خارج البلاد هما " دان إيريت" و " ماريان جلادينيكوف" كان الاثنين من عملاء الموساد والغريب أنهما استأجرا السيارة بأسمائهما الحقيقية مما سهل على الشرطة مهمة القبض عليهما بينما كانا يستقلا سيارة أجرة في طريقهما إلى المطار.
بسرعة ربطت السلطات النرويجية ما أعلنت عنه اسرائيل بكل فخر بشكل رسمي مع تلك الجريمة التي وقعت على اراضيها وبدأت تتكشف أكبر فضيحة لجهاز المخابرات الاسرائيلية في تاريخه كله.
15 عميلُا للموساد توجهوا إلى بلدة ليلهامر الصغيرة من أجل اغتيال علي حسن سلامة ودون أن يتم التدقيق في المعلومة التي وصلتهم ودون مراقبة كافية أو محاولة التعرف على هوية الهدف الحقيقية قام عملاء الموساد باغتيال الشاب المغربي المغدور أحمد بوشيخي والذي كانت كل جريمته أنه عربي ويشبه
– إلى حد ما – الفسطيني علي حسن سلامة.
ورغم ألف علامة استفهام قام عملاء الموساد بتنفيذ المهمة الفضيحة وما تلى ذلك كان فضيحة أكبر للموساد.
عقب عملية الإغتيال ألقت الشرطة النرويجية القبض على مستأجري السيارة الإثنين والذين أرشدا عن أربعة آخرين من رجال الموساد.
فقامت السلطات بالقبض عليهم وقد وجدت بحوزتهم أوراق تثبت تورطهم في التخطيط للجريمة كما أرشدوا عن بعض المنازل الآمنة للموساد في النرويج.
كان رجال الموساد الاربعة موجودون في شقة تابعة لأحد رجال السفارة الاسرائيلية في أوسلو وفيما بعد اعترضت السلطات الإسرائيلية على اقتحام الشرطة لشقة تابعة لدبلوماسي لكن السلطات النرويجية رفضت هذا الاعتراض لكون الشقة تؤي متهمين في ارتكاب جريمة قتل.
ورغم ذلك فقد تمكن مايك هراري قائد فريق الاغتيالات من الهرب والعودة إلى اسرائيل وفيما بعد رفضت اسرائل طلبًا للسلطات النرويجية بتسليمه لمحاكمته هناك.
أثارت القضية فضيحة عالمية لجهاز الموساد ودولة اسرائيل كلها التي خططت لاغتيال جرسون في مقهى على أنه أهم رجال المقاومة الفسطينية في ذلك الوقت كما أثارت ازمة دبلوماسية كبيرة بين اسرائيل والنرويج استمرت توابعها لسنوات طويلة بعد ذلك.
قدمت الساطات النرويجية المتهمين الذين قبضت عليهم للمحاكمة وتم الحكم عليهم بأحكام سجن بين عام وخمسة أعوام.
مثلت تلك القضية فضيحة كبيرة واخفاقا ضخمًا لجهاز الموساد لدرجة ان جولدا مائير أصدرت أوامرها بايقاف عمليات فرقة كيدون في خارج اسرائيل كما ان شبتاي تشافي قدم استقالته لرئيس الموساد.
في العام 1998 اعترفت اسرائيل بمسؤليتها عن مقتل المغربي أحمد بوشيخي ودفعت تعويضا حوالي ربع مليون دولار لأرملته النرويجية وابنته التي كانت جنينا حين تم اغتياله.
كانت تلك احدى علميات الموساد االفاشلة والتي هزت سمعة الموساد وجعلته موضع انتقاد وسخرية من أجهزة الامن في العالم.
تمت.
إلى اللقاء في عملية أخرى من أشهر عمليات الموساد الفاشلة في نفس الوقت تقريبًا .
عملية طرابلس.
تحياتي.
أحمدعبدالرحيم
التعديل الأخير بواسطة المشرف: