- التعديل الأخير بواسطة المشرف:
- المشاهدات: 1,047
- الردود: 8
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
- تصنيف الجاسوسية
- جاسوسية عربية إسرائيلية
قصص جاسوسية.
عملية غضب الرب.
عملية غضب الرب.
سيناريو : أحمد عبد الرحيم.
للتنويه : الشخصيات والأحداث والتواريخ والأماكن الواردة في السيناريو كلها صحيحة تمامًأ, الحوار هو الشيء الوحيد الذي تم تخيله.
-----------------------------------------------مشهد – 1 –
-المكان: مكتب رئاسة الوزراء الاسرائيلية في تل أبيب.
-الزمان: سبتمبر 1972 .
داخل المكتب, وقفت جولدا مائير رئيسة وزراء اسرائيل في ذلك الوقت لاستقبال ذلك الضيف الذي دخل عليها, كان يبدو عليها الحزن بينما كانت ملامح الرجل الخمسيني حازمة.
-شالوم سيدة مائير.
-شالوم أدون تسيفي (تسيفي زامير رئيس جهاز الموساد في ذلك الوقت)
-عندي سؤال سيدة مائير , أثق في قدرتك الإجابة عليه.
-هل ما حدث في ميونخ منذ أيام كان بسبب غضب الرب على اسرائيل ؟
-بل قل إن الرب سوف يغضب على اسرائيل إن لم تنتقم لخيرة شبابها القتلى هناك.
-بماذا تفكرين يا سيدتي ؟
امتدت يدها إلى ملف امامها يحتوي القليل من الأوراق وقدمته له قائلة:
-لقد فكرت وقررت بالفعل يا سيد تسيفي بعد أن استشرت أقرب مستشاري,فقط ما كان ينقص هو اسم العملية التي سوف تقوم بها اسرائيل انتقامًا لشبابها, لكن الآن بعد حواري معك عرفت ماذا سوف نسمي تلك العملية.
في هذا الملف سوف تجد تفاصيل ما قررته يا سيد تسيفي.
اقرئه بدقة وناقشه مع ضباطك ثم عد إلي لنضع خطة التنفيذ.
كان الرجل تسيفي ينظر إليها – مثل كل اسرائيل وقتها – بانبهار على أنها أقوى امرأة في اسرائيل كلها , إن لم يكن في العالم أجمع.
وجه لها سؤال أخير:
-سؤال فضولي يا سيدة, ماذا قررت أن تطلقي على تلك العملية؟
- سوف أسميها عملية " غضب الرب"
...................................................
بعد أن قامت المقاومة الفلسطينية بعملية ناجحة في قلب ألمانيا في اوائل سبتمبر عام 1972 اغتالت خلالها 11 رياضي اسرائيلي يشاركون في دورة ألعاب ميونخ رغم أن العملية لم تكن تهدف لاغتيالهم لكن لاحتجازهم كرهائن لكن التدخل الأمني الخاطيء أدى إلى مقتل المجموعة,
كانت مهمة فرقة كيدون هي القيام بعمليات اغتيال لأعضاء في المقاومة الفلسطينية في أي مكان يوجودون فيه وخاصة مجموعة " ايلول الأسود" المتهمة بتنفيذ عملية ميونخ وعلى رأسها الرجل الذي أطقلت عليه جولدا مائير بنفسها "الأمير الأحمر" أخطر وأهم رجال المقاومة الفسطينية في ذلك الوقت..
على حسن سلامة.
كلفت جولدا مائير تسيفي زامير رئيس جهاز الموساد بتنفيذ المهمة عن طريق وحدة كيدون والتي يرأسها شبتاي شافيت
قامت الوحدة بالفعل ببعض العمليات الناجحة خلال العام 1972 والنصف الأول من العام 1973 لكن كان لها اخفاقات سببت فضائح في بعض العمليات في لبنان وفي ليبيا ورغم ذلك فقد واصلت الفرقة عملياتها.
كان البحث جاري على قدم وساق عن مكان تواجد علي حسن سلامة الذي لا يعرفون مكانه أي شيء حتى جاءت معلومة هامة.
..............................................
مشهد – 2 -
المكان : مبنى الموساد في تل أبيب.
الزمان : أوائل يونيو عام 1973
اقتحم أحد الضباط مكتب شبتاي شافيت رئيس وحدة كيدون وهويلهث من فرط الحماسة, حتى أنه كان يلتقط انفاسه بصعوبة بينما رفع شبتاي رأسه عن ملف تحت يده ونظر له بصرامة, قال الضابط وهو يلوح بورقة صغيرة في يده:
-سيدي, لقد...لقد عرفنا مكانه.
-مكان من يا رجل؟
-الصيد الثمين الذي نبحث عنه من سنوات طويلة .
-هل تقصد.....؟
-نعم نعم , هو بنفسه الأمير الاحمر,على حسن سلامة.
في غضون دقائق كان شبتاي شافيت يقف مع رئيسه تسيفي زامير أمام جولدا مائير بنفسه وهما يخبراها بوصول معلومة مؤكدة عن مكان اختباء على حسن سلامة.
قطبت مائير حاجبيها بدهشة وهي تقول :
-أوربا ؟! هل قلوت أن الامير يختبأ منا في أوربا.
-نعم , بالتحديد, هناك في بلاد توجد فيها شمس منتصف الليل , النرويج.
صمتت مائير قليلًا ثم سألت:
-هل أنتما متأكدان كم تلك المعلومة ؟
-نعم كل الـتأكيد.
عادت مائير تسأل تسيفي:
-ما مصدر تلك المعلومة يا جنرال؟
-مصدرها موثوق كل الثقة يا سيدة , لا تقلقي, لقد جاءت من أهم عميلة عربية لجهاز الموساد على الإطلاق؟
-هل تعني ...؟ أليست تلك الفتاة في لبنان؟
-نعم هي بالفعل, الأردنية أمينة المفتي )
وهي تعمل في لبنان وتتحرك بحرية هناك بين رجال المقاومة الفسطينية في بيروت.
يمكنك معرفة قصة أمينة المفتى بالتفصيل من هنا
-إذاً فلتكن مشيئة يهوه , جهزوا للعملية على الفور!
......................................
فور ورود معلومة أمينة المفتي
الجاسوسة الخائنة عن وجود علي حسن سلامة في النرويج , قامت وحدة كيدون المسئولة عن الإغتيالات في جهاز الموساد بعمل فريق خاص أطلقت عليه اسم فرق "قيساريا" وكان يتضمن 15 عضو هم أفضل أعضاء الفرقة كلها .
كان الهدف من الفريق هو السفر إلى النرويج لرصد واغتيال علي حسن سلامة , زعيم منظمة ايلول الأسود الفلسطينية.
وبالفعل سافر الفريق إلى النرويج وكان أغلب اعضائه يحملون جوازات سفر بريطانية بعضها حقيقي وبعضها مزور.
وبدأ رصد الرجل والذي فوجيء أفراد الفريق مفاجأة مذهلة من عمله في النرويج الذي طنوا أنه يتخفى خلفه وكذلك من طريقة تحركاته وحياته ورغم ذلك فقد أدى الفريق المهمة بنجاح – من وجهة نظره-
يوم 21 يوليو 1973 أعلنت اسرائيل رسميًا وبكل فخر أنها قضت على علي حسن سلامة الرأس المدبر لعملية ميونخ وبذلك تكون قد قطعت شوطُا كبيرًا في الإنتقام لفريقها الرياضي الذي تم اغتياله.
وكانت تلك أكبر فضيحة حدثت في جهاز الموساد لأنهم ببساطة أصبحوا أضحوكة وموضع سخرية وتندر العالم كله لشهور طويلة بعد العملية.
أما سبب وخلفيات ما حدث في عملية الاغتيال الوهمية فسوف نعرفه في الحلقة التالية من الموضوع.
يتبع.
يمكنك قراءة الجزء الثانى من هنا
تحياتي.
أحمدعبدالرحيم.
التعديل الأخير بواسطة المشرف: