- التعديل الأخير بواسطة المشرف:
- المشاهدات: 810
- الردود: 5
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
- تصنيف الجاسوسية
- جاسوسية عربية إسرائيلية
العميل الفرنسي
(إميل دوربيه)
**********************************************************************************
▪︎أخبار بدأت تنتشر في السر بغير قصد أو بقصد تقول أن إسرائيل تستعد لإطلاق مقاتلة نفاثة أطلقوا عليها اسم
" سوبر ميراج "
مواصفات المقاتلة حسب الأخبار المتداولة
كانت هائلة بالفعل ويمكن أن تسبب خلل في ميزان القوى الجوية بين إسرائيل والعرب.
كما أن الشائعات أو الأخبار ربطت موضوع السوبر ميراج بشخص إسمه
"أولشي فايمر " وهذا كان يتم تقديمه على أنه عالم عبقري في صناعة الطيران.
الموضوع كله أقلق السلطات المصرية، وأصبح المطلوب الآن من المخابرات المصرية الإجابة على
السؤال الآتي:
إلى أي درجة وصل الإسرائيليين من تقدم في صناعة السوبر ميراج؟
وهل بالفعل هم بصدد تصميمها أم هذه مجرد حرب أعصاب؟
لم تكن العملية سهلة أبدًا..
ببساطة كان المطلوب شخص يعمل في قلب فلسطين المحتلة، ليس هذا فقط لكن لابد أن يكون أيضا في قلب مصنع "بيديك " المتخصص في صناعة الطائرات والذي من المفترض أن يقوم بتصنيع السوبر ميراج.
وفي المخابرات المصرية وقع الإختيار عليه هو لتنفيذ العملية ...
الفرنسي.
°°°°°°°°
▪︎إسمه إميل دروبيه ( اسم مركب )
والده مصري ووالدته فرنسية .
والده كان من أثرياء ووجهاء مصر،
لسبب ما قرر أن يترك مصر ويسافر لفرنسا،
أقام هناك، قابل والدته، تزوجها وأنجب إميل،
إميل كان شخصية غريبة،
المظهر والتعليم والثقافة فرنسية لكن القلب مصري ،
والده غرس فيه حب مصر من صغره.
في سن ال 16 سنة فجأة مات الأب في فرنسا، وبدأت تظهر أمام إميل ووالدته الفرنسية مشكلة ضخمة...
ثروة والد إميل الكبيرة وميراثه في مصر لن يكون من نصيبه ببساطة لأن الوالد كان متزوج مصرية
ولديه منها 3 أبناء.
▪︎اضطر إميل ووالدته للسفر إلى مصر لخوض معركة قضائية في المحاكم لإثبات حقه في الميراث.
المعركة استغرقت ست سنوات في المحاكم وفي آخرها حصل إميل ووالدته على حقهم في الميراث بالفعل.
خلال هذه السنوات كانت قد تغيرت أشياء كثيرة جدا بالنسبة لإميل نفسه.
كان واضح أن الفتى يحب مصر بالفعل ويبدو أنه جذب انتباه أحد رجال المخابرات المصرية فقام بالتواصل معه .
أو أن إميل نفسه هو من تواصل مع المخابرات المصرية.
هذه الجزئية من حياته مثل الكثير من التفاصيل الأخرى غير معروفة ولم يكشف عنها للآن .
المهم أنه في النهاية أصبح إميل دروبيه عميل للمخابرات المصرية.
▪︎عاد الشاب إلى باريس هذه المرة للحصول على شهادته الجامعية وبعدها بميراثه من والده وبتوجيه ورعاية المخابرات المصرية بدأ إميل نشاط تجاري في التصدير والاستيراد.
وأنشأ شركة تخصصت في أنواع محددة من السلع وخاصة البوتاس المستخرج من البحر الميت
قادته بشكل منطقي وعادي جدا للإقامة في النهاية فى تل أبيب.
وهناك اشترى سيارة فاخرة وبيت في حي راقي في تل أبيب وكان ينفق أمواله بلا حساب على مظهره وشركته.
فترة قصيرة وأصبح الشاب الفرنسي الثري الوسيم حديث تل أبيب وبفضل كرمه الكبير في الإنفاق على من حوله.
كون إميل شبكة من الأصدقاء من التجار ورجال الأعمال والسماسرة أحاطت به دون أن يثير حوله أي شكوك.
حتى هذا الوقت تقريبا لم تكن المخابرات المصرية كلفته بأي مهام أكثر من تثبيت أقدامه في المجتمع الإسرائيلي.
حتى جد موضوع طائرة السوبر ميراج.
▪︎ تقريبًا كانت هذه أول عملية هامة للمخابرات المصرية تكلف بها إميل.
في البداية كان البحث عن شخص يعمل داخل مصنع "بيديك" للطائرات يكون مناسب للتجنيد.
و يبدو أن المخابرات المصرية وجدت بالفعل هذا الشخص.
في يوم دخل إميل مطعم سمك فاخر على البحر لتناول الغداء.
بمجرد دخوله جلس على مائدة، طلب أفخر طعام في المطعم وجلس يتأمل الزبائن الموجودين حتى وقع بصره عليها .
شابة باهرة الجمال تجلس مع عجوز بدين على مائدة قريبة.
لاحظ عليها تصرف غريب.
كانت تأكل بنهم وكأنها لم تأكل من قبل و دون إهتمام بأي شيء حولها.
أنهت طعامها وبدا عليها السعادة وبدأت توزع ابتسامتها على من حولها بمرح حتى وقع بصرها عليه،
نظرت له بإعجاب أكثر من مرة ،
بادلها نفس النظرة ، وأصبح بينهم لغة عيون.
لكنه أنهى طعامه وقام من مكانه لكي يخرج من المطعم.
قبل أن يخرج وزع إكراميات كبيرة على العمال في المطعم وطلب من المدير بصوت مرتفع أن يعد له وجبة عشاء في الثامنة لأن عنده صفقة هامة الآن ويجب أن يذهب.
▪︎في الثامنة عاد إميل إلى المطعم ليجد طعام العشاء جاهز في انتظاره وليجد الفتاة تجلس في مائدة قريبة وكانت أيضا في انتظاره.
لحظات وكانت تجلس على مائدته..
إسمها "ماجي بشنس " ...
في البداية قالت إن العجوز الذي كان معها ظهرا هو عمها لكن يبدو أن الطعام فك عقدة لسانها،
بعد أن أكلت بنفس النهم مع إميل ،
صارحته أن الرجل ليس عمها وأنها من أسرة شديدة الفقر ،حتى إنها لم تشبع من طعام في بيتها أبدا.
عاملة هي في مصنع "بيديك " مرتبها الزهيد الذي تقبضه آخر الشهر لا يكفي أبدا،
تعطي جزء منه لعائلتها مقابل إقامتها والباقي لا يكفي مصروفاتها طوال الشهر ولذا تضطر لمرافقة مثل هذا الرجل .
إميل استمع لها بتركيز وبعد العشاء اصطحبها في نزهة في سيارته الفاخرة في تل أبيب وأخبرها أنه رجل أعمال فرنسي لديه شركة في تل أبيب.
في اليوم التالي وفي موعد الخروج من عملها كان إميل ينتظر ماجي أمام المصنع.
شعرت بسعادة غامرة عندما رأته وانطلقت نحوه بقوة.
▪︎بعدها لم يترك إميل ماجي إطلاقا وأصبح يصطحبها إلى المطاعم الفاخرة ومحلات الثياب والعطور ويحضر لها الهدايا.
شعرت ماجي أن أبواب الحياة تفتحت لها اكثر مما تتخيل بدخول إميل في حياتها وأنها من المستحيل أن تعيش بدونه.
وكان هذا الجزء الأول من الخطة وأنتهى بنجاح كبير .
وبدأ الجزء الثاني ....
▪︎ جاء يوم كانت ماجي تتناول الغداء مع إميل لكنها شعرت أنه يبدو شارد وفي غير طبيعته،
سألته عما به.
أخبرها عن وجود بعض المشاكل المالية في عمله ، يبدو أن الأمور ليست على ما يرام .
ثم أكمل في شرود كأنه يكلم نفسه ..
أن الأمر يحتاج إلى صفقة ضخمة تعيد لشركته مكانتها المادية، لكن الصفقات الوحيدة الكبيرة جدا في هذا البلد هي صفقات السلاح.
وهو ليس لديه أصدقاء في هذا المجال لمساعدته...
حتى هذه اللحظة كان يبدو أنه يكلم نفسه، بينما كانت هي في حالة يرثى لها وقد فكرت للحظة إنها يمكن أن تفقد إميل وتعود لحياة الفقر .
فجأة نظر لها وكأنه وجد ضالته وقال:
انتي تستطيعين مساعدتي يا ماجي.
قالت بدون تفكير:
أي شيء أستطيع تقديمه لك في العالم لن أتردد في ذلك.
حاول أن يظهر أمامها بمظهر المتردد ولكن لا حل أمامه سواها.
أخبرها ان تجارة السلاح تحتاج الى وسطاء وسماسرة يأخذون مطالب مبالغ باهظة وهو في وضعه الحالي لا يملك تلك المبالغ لكن لو استطاعت هي أن تساعده بمعلومات من داخل المصنع عن قطع الغيار التي يحتاجها المصنع والمشكلات التي تعترض صناعة الطيران يشكل عام داخل المصنع وقتها يستطيع التقدم بعرض مناسب ينعش أمورهما المالية .
نظرت له ماجي نظرة ذات مغزى وردت بأنها سوف تفعل أي شيء من أجله وأضافت بهدوء أنها ليست غبية وأنها تفهم ما هو مطلوب منها بالضبط.
وبدأت المرحلة الثالثة والأهم من الخطة..
مرحلة التنفيذ الفعلي.
▪︎بدأت ماجي تحضر لإميل ما يقع تحت يدها من أوراق مراسلات في المصنع ولكنها لم تكن بالأهمية الكافية ولا توضح المعلومات التي تطلبها المخابرات المصرية عن طائرة السوبر ميراج.
هنا جاءت الخطوة الأخيرة في الخطة.
وكانت ماجي مستعدة لها أيضًا وخاصة بعد أن أخبرها إميل عن رغبته في الزواج منها وربط حياته بحياتها.
طلب منها أن يقوم بوضع كاميرا دقيقة جدا في مقبض حقيبة يدها تصور أي أوراق تقابلها وبدون خطورة داخل المصنع.
وافقت على ذلك بالفعل وبدأت الصور والمعلومات تتدفق علي إميل.
▪︎لكن الغريب أن ماجي أتقنت العملية بشدة وأظهرت براعة فيها وبدأت تقوم بها بذكاء وفي المقابل طلبت هي من إميل تأجيل موضوع الزواج لما سوف يقابلهم من مشاكل في فلسطين المحتلة بسبب زواج إسرائيلية من أجنبي حتى انتهاء المهمة وقتها يسافروا إلى باريس ويتزوجها هناك .
وافق إميل على ذلك وأصبح يغدق عليها اكثر وأكثر بالمال وتبدي هي نجاحات أكبر.
بعد بضعة شهور تجمعت المعلومات عند المخابرات المصرية...
المصنع بقدراته تلك لا يمكنه إنتاج الطائرة السوبر ميراج أبدا ولم يبدأ فيها والأمر كله لا يتجاوز أحلام أو دعاية منهم.
إلى هنا وانتهت مهمة ماجي بشنس في مصنع الطائرات،
لكن علاقتها بالمخابرات المصرية لم تنته.
فيبدو أن إميل قد صارحها بعلاقته بمصر ووافقت على الاستمرار في العمل معهم.
قامت المخابرات المصرية بتوليها وتدريبها وظلت تعمل معهم ثلاثة سنوات ولم تطلب من إميل الزواج أبدا بعد ذلك.
أما إميل نفسه فاستمر في العمل وكان من أنجح عملاء المخابرات المصرية في إسرائيل .
ولنا معه لقاء آخر في عملية أخرى إن شاء الله.
تحياتي.
أحمد عبد الرحيم
المصدر:
حرب الجواسيس ( نبيل فاروق )
التعديل الأخير بواسطة المشرف: