- التعديل الأخير بواسطة المشرف:
- المشاهدات: 1,030
- الردود: 9
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
- تصنيف الجاسوسية
- جاسوسية عربية إسرائيلية
أشرف مروان
( العميل بابل - ملاك أم شيطان ؟)
****************************************( العميل بابل - ملاك أم شيطان ؟)
▪︎ القاهرة يوم 2 فبراير سنة 1944 ، كان بيت السيد أبو الوفا مروان، ضابط القوات المسلحة المصرية الذي وصل فيما بعد إلى رتبة لواء قبل التقاعد، كان على موعد مع ولادة إبنه..أشرف مروان .
أشرف حصل على بكالوريوس علوم من جامعة القاهرة عام 1965 وأكمل الدراسة في لندن وحصل منها على درجة الدكتوراة عام 1974.
تزوج من إبنة السيدة منى عبد الناصر ابنة الرئيس جمال عبد الناصر وعمل في مكتب سامي شرف مدير مكتب عبد الناصر.
▪︎ بعد وفاة عبد الناصر في سبتمبر عام 1970؛كان أشرف مروان من المقربين من الرئيس السادات وفي مايو 1971 جعله السادات يشغل منصب سكرتير خاص له لشؤون المعلومات ذلك قبل قيام ثورة التصحيح
كما أسماها السادات والذي قام فيها باعتقال مراكز القوى في ضربة واحدة.
اللواء الليثي ناصف قائد الحرس الجمهوري وقتها هو الذي لعب الدور الأكبر في الإعتقالات وتصفية خصوم السادات السياسيين،
وكان أشرف مروان أيضا من أشد المؤيدين والداعمين للسادات فيما قام به.
▪︎بعد ذلك أصبح أشرف مروان عضو في لجنة الإشراف على التطوير وصناعة الأسلحة في مصر وليبيا، وعضو في المجلس الأعلى للمشروعات الطبية في مجال الطاقة النووية عام 1973، ثم سكرتير للرئيس للاتصالات الخارجية في عام 1974.
وفي 29 من يونيو 1974 عين مقرر للجنة العليا للتسليح والتصنيع الحربي. وفي 1975 تم تعيينه رئيس للهيئة العربية للتصنيع، وفي 1987 أصبح سفير بالخارجية ثم اتجه للحياة في لندن، والعمل في الأعمال الحرة.
▪︎كانت كل الأمور تسير عل ما يرام بالنسبة لأشرف مروان حتى عام 2002 .
في هذه السنة صدر كتاب في إسرائيل اسمه
" تاريخ إسرائيل"
كاتبه المؤرخ الإسرائيلي والضابط السابق في جيش الدفاع "أهارون برجمان"
الكتاب كان بمثابة قنبلة نووية انفجرت في مصر وإسرائيل والشرق الأوسط، وفي حياة أشرف مروان نفسه إنتهت للأسف بوفاته.
▪︎برجمان في كتابه تحدث عن عميل مصري مهم جدا - بدون ذكر اسمه- ذهب بنفسه للسفارة الإسرائيلية في لندن عام 1968 وعرض عليهم أن يكون جاسوس للموساد في مصر وبالتحديد في بيت عبد الناصر وفي رئاسة الجمهورية.
وأن هذا العميل طلب في كل مرة يحضر فيها معلومات لإسرائيل مقابل مادي 100 ألف جنيه إسترليني.
وعلى الفور وافق الموساد بدون تردد لأن وجود الرجل الذي أطلق عليه أسماء حركية "الصهر" و "العريس" و "رسول بابل" كان فرصة خيالية لا يمكن تفويتها.
برجمان ذكر أنه من عام 1999 يحاول الإتصال بأشرف مروان لكنه لا يرد عليه،
وعندما صدر الكتاب،كان تعليق أشرف مروان عليه إنه:
" قصة بوليسية سخيفة "
▪︎ورغم ذلك وفي أكتوبر 2003 ذكرت مصادر رسمية إسرائيلية أن أشرف مروان كان جاسوس لإسرائيل على مدار سنوات بدءًا من عام 1969 وأنه قدم معلومات على أعلى درجة من الأهمية والخطورة لإسرائيل.
▪︎الآن ما رأيكم؟!
تعالوا
نتعرف على الرواية الإسرائيلية عن تجنيد أشرف مروان من البداية وبعدها نورد آراء وشهادات شخصيات سياسية هامة في تاريخ مصر المعاصر عن أشرف مروان، وفي النهاية نحكم على كونه جاسوس بالفعل ولا رجل وطنى مخلص.
▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎
▪︎ في عام 2016 صدر كتاب إسرائيلي إسمه " الملاك " بعدها تم ترجمته للعربية ونشره في مصر لدار اسمها "دار تنمية" لكن الناشر تعرض لمحاكمة وعسكرية وصدر ضده حكم بالسجن 5 سنوات بتهمة إفشاء أسرار عسكرية.
فيما بعد تم تحويله لفيلم من إنتاج نتفليكس ،
كاتب الكتاب اسمه "يوري بار-جوزيف "
يروج للرواية الإسرائيلية الرسمية إن أشرف مروان كان جاسوس لإسرائيل.
يوري بار جوزيف حكى قصة بداية تجنيده كالآتي :
منى عبد الناصر قابلت أشرف مروان في نادي هليوبوليس وتعلقت به بشدة ، وعندما تقدم لخطبتها كانت المعلومات التى وصلت عبد الناصر عنه من خلال سامي شرف غير مشجعة على الإطلاق..
شاب طموح بشدة، يبحث عن الحياة المترفة وعن السلطة والنفوذ ،لكن منى عبد الناصر كانت تصر على الإرتباط به وبالفعل تم الزواج.
لكن أشرف مروان وجد أن عبد الناصر لا يثق فيه ويضعه تحت المراقبة طول الوقت من خلال سامي شرف الذي عمل معه مروان في منصب بسيط…
كان عبد الناصر يعامله بحدة لدرجة أن مروان كان يرتبك ويتردد ويتلعثم في الكلام وهو واقف أمام عبد الناصر...
وفي نفس الوقت لم يجد مروان السلطة والترف الذي كان يبحث عنه، لم يكن يملك إلا مرتبه ومرتب زوجته فقط.
كل هذا كان سبب حنق وغيظ عند مروان، فطلب إكمال دراسات عليا في بريطانيا وبالفعل سافر عام 1968 إلى لندن وهناك انبهر بالحياة في أوربا وارتاد ناد للقمار خسر فيه مبلغ واستدان من أحد الأثرياء العرب.
▪︎يكمل مؤلف رواية الملاك بأن الأخبار وصلت عبد الناصر فشعر بغضب شديد وطلب عودة مروان على الفور إلى مصر، ووبخه بشدة وأعاده للعمل تحت قيادة سامي شرف.
مؤلف كتاب الملاك يتوقف لاستعراض الأسباب التى تدفع الشخص للتجسس والخيانة منها :
الأيديولوجيا، المال، الاغواء الجنسي، الغرور، النرجسية وشعور الشخص بعدم تقدير قدراته ومواهبه.
بالنسبة لأشرف كانت دوافعه هي المال والغرور وإحساسه بالإحباط التام بعد ما فكر إن ارتباطه بابنة عبد الناصر سيفتح له كل أبواب الثراء والسلطة ولكنه فوجئ بالعكس تمامًا.
ضباط الموساد الذين جندوا أشرف مروان أدركوا هذا الجانب واستغلوه تمامًا بأنهم أشعروا مروان بأهميته وخطورته لدرجة أنهم قدموه ل" تسفي زامير" رئيس الموساد نفسه.
يوري بار-جوزيف لمح في الكتاب لدور اشرف مروان بالتعاون مع السادات في وفاة عبد الناصر.
هذه كانت الدوافع التي ساقها يوري بار-جوزيف لخيانة أشرف مروان لبلده وتعامله مع الموساد.
▪︎ عودة لكتاب تاريخ إسرائيل الذي ذكر فيه أهارون برجمان أن تقارير أشرف مروان كان يقرأها موشي ديان وجولدا مائير وكبار رجال الموساد، الرجل ذكر بعض الخدمات التي قدمها مروان لإسرائيل ...
▪︎ ومنها أنه سلم الموساد نسخة مكتوبة من حوار جمال عبد الناصر مع القادة السوفيت في 22 من يناير 1970 يطالبهم فيها بقاذفات طائرات بعيدة المدى.
وسلمهم أيضا نسخة من رسالة سرية بعثها السادات إلى الرئيس السوفيتي "ليونيد برجنيڤ" يوم 30 أغسطس 1972 يطالبه فيها بصواريخ بعيدة المدى من طراز "سكود" حتى يتمكن الجيش المصري من تحرير سيناء.
▪︎ برجمان ذكر أن مروان أبلغ الموساد بمعلومات عن الخلية الفلسطينية الفدائية بقيادة "أمين الهندي" التى كانت تنوي تفجير طائرة "العال" في روما ردا على قيام إسرائيل بإسقاط طائرة مدنية ليبية.
لكن المفاجأة الأكبر التى فجرها برجمان أن أشرف مروان في أوائل شهر أكتوبر من عام 1973 طلب مقابلة رئيس الموساد على وجه السرعة وأبلغه أن موعد الهجوم المصري سيكون يوم 6 أكتوبر،
مروان كان غاضب جدا وقتها لأن إسرائيل تتجاهل تحذيراته- على حد قول برجمان.
▪︎بهذا الشكل نحن نري أن اسرائيل تجد مروان عميل لهم نقل لهم أدق أسرار الرئاسة المصرية وأخطر الأخبار مقابل أموال طائلة حصل عليها منهم ، لكن القصة لم تنته بالنسبة لهم بعد...
مر عامان فقط بعد نشر كتاب برجمان وفي عام 2004.
▪︎حتى هذا الوقت كان الكثير جدًا من الإسرائيليين ومنهم رجال مخابرات كبار وسياسيين مقتنعين تمامًا أن أشرف مروان كان جاسوس لإسرائيل قدم لها من الخدمات ما لم يقدمه جاسوس آخر في تاريخها كله ؛
في أكتوبر 2004 أحد رجال المخابرات
الإسرائيلية المراقبين للمحطات التلفزيونية العربية شاهد بث لمحطة مصرية تذيع إحتفالات نصر أكتوبر وفيه الرئيس حسني مبارك يصافح بحرارة ويعانق أشرف مروان، الضابط سجل المقطع وعرضه على المسؤولين بعدها دار نقاش وجدال عن الموضوع.
وفي عام 2005 صحيفة يدعوت أحرنوت اعتبرت أن هذا المقطع:
"سينهي الجدل الدائر منذ 32 عامًا في إسرائيل حول مروان بأنه بطل قومي مصري"
وكتب المحلل: "بعد الآن لا يتبقى أي مكان للشك.. فالرئيس المصري لا يتعامل على هذا النحو مع أكبر خائن عرفته مصر، بل هكذا يتم التعامل مع بطل قومي".
▪︎نرجع بالتاريخ لما بعد عام 1973 ، بعد هزيمة إسرائيل، تم تشكيل لجنة إسمها لجنة "أجرانات" للتحقيق مع القادة الإسرائيليين في أسباب الهزيمة، مؤخرا إسرائيل أفرجت عن هذه التحقيقات ونشرتها مترجمة للعربية جريدة الشرق الأوسط اللندنية .
في شهادة "إيلي زعيرا" رئيس الاستخبارات الحربية الإسرائيلية "أمان" قال :
إن بابل نقل معلومات دقيقة إلى إسرائيل لكي يحظى بثقتها.
ولكن الهدف من تشغيله من قبل المصريين كان في الواقع التضليل، فهو أبلغ عن رسالة السادات إلى بريجنيف فقط لكي يقنع إسرائيل بأن السادات لن يحارب إلا إذا حصل على صواريخ (سكود)، وفي الحقيقة أنه لم يحصل عليها؛ ولذلك سادت القناعة في إسرائيل بأن مصر لن تجرؤ على إعلان الحرب، مما أدى إلى سواد نظرية "الفرضية" المشهورة لدى الاستخبارات العسكرية التي تقول:
"إن مصر لن تحارب إلا إذا تمت الحرب بالإشتراك مع سوريا وبالحصول على طائرات حديثة، وأسلحة أخرى تضمن تفوقا مصريا على سلاح الجو الإسرائيلي".
ويضيف زعيرا: "كيف يمكن لمسؤول مصري رفيع كهذا أن يأتي إلى السفارة الإسرائيلية في لندن في وضح النهار، في الوقت الذي يعرف هو وقادته بأن هذه السفارة مثل غيرها من السفارات الإسرائيلية في الخارج مراقبة من عشرات أجهزة المخابرات في العالم؟
أنصار هذه النظرية ومؤيدي زعيرا من القادة الإسرائيليين قالوا:
"أن ما قامت به المخابرات المصرية بزرع "بابل" كعميل مزدوج هو تكتيك روسي تقليدي يتمثل في "زرع عميل مزدوج يغذونه بـ 95% معلومات دقيقة وفي اللحظة الحاسمة ينقلون عبره معلومات كاذبة".
هؤلاء المسؤولين يرون
" أن الثقة في "بابل" كانت "أكبر هزيمة تحققت لإسرائيل في تاريخها".
هذا بإختصار من ناحية قادة إسرائيليين مهمين، أما بالنسبة للقادة المصريين، تعالوا نري أهم آرائهم...
▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎
▪︎في سنة 1976 الرئيس السادات منح أشرف مروان وسام الجمهورية من الطبقة الأولى، أعلى وسام في مصر تقديرا لجهود الرجل وتكريما له.
▪︎في عام 2007 الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك كان في السلطة عندما مات اشرف مروان، وقتها أقام له جنازة عسكرية حضرها ابنه جمال وكبار القادة المصريين وهذا دليل هام على ثقته في كون أشرف مروان وطني مخلص، وبعد أيام من الجنازة أصدرت رئاسة الجمهورية بيان بتوقيع مبارك نفسه يقول:
"إن أشرف مروان كان وطنيا مخلصا وأدى العديد من الأعمال الوطنية، وأنه لم يحن الوقت للكشف عنه"
▪︎فيما بعد وفي حوار أجرته معه صحيفة الأنباء الكويتية الرئيس مبارك قال:
"شهاده للتاريخ أشرف مروان ليس جاسوسا لإسرائيل والسادات هو من أبرأه أمامي عندما أكد أنه يرسل من خلاله معلومات مضلله لمن تصوروا أنهم جندوه لصالحهم".
مبارك أضاف:
"يقينا السادات كان يعلم بكل لقاءات أشرف مروان بهم في لندن، هو كان مكلف من السادات نفسه، هذه شهادة للتاريخ أنا سمعتها من الرئيس السادات شخصيا".
تعالوا نرى شهادة شخصية أخرى هامة جدا...
اللواء عبد السلام محجوب، نائب رئيس المخابرات السابق ورئيس المجموعة التى كانت مسؤولة عن إعداد أشرف مروان أضاف :
" إن الرئيس السادات هو الذى اختار بنفسه المعلومة التى أغرى بها أشرف مروان الإسرائيليين فى لقاء جرى بين مروان ورجال الموساد.
وهو ما سبق أن ذكرته أن مروان لم يذهب لأول لقاء مع الإسرائيليين بيد خالية، وإنما حمل لهم ملف محضر اجتماع السادات مع القادة السوفييت. وكان السادات يعرف أن الإسرائيليين سيحاولون التأكد بطريقتهم من المعلومات التى حملها مروان، وأنهم تأكدوا من صحة الملف، وبالتالى أعماهم ذلك عن محاولة معرفة كيف يبيع لهم رجل فى موقع أشرف مروان ما يقدمه لهم إلا إذا كان بدافع وطنى"
▪︎اللواء عبد السلام أضاف أن السادات لم يكن يجتمع مع أشرف مروان في مكتبه ولكن في استراحته في القناطر وكان الحوار والاتفاق حول الأسرار التى سيبيعها أشرف مروان لإسرائيل ويقبض سعرها يتم أثناء تمشية السادات مع أشرف مروان.
اللواء محجوب قال :
" مروان لإسرائيل أسرارًا هامة عن الحرب، لكنه لم يبعهم سر اقتحام سور خط بارليف بمضخات المياه، ولم يبعهم سر حائط الصواريخ الذى تصدى لطائرات إسرائيل ومنعها من عبور سماء سيناء، ولم يبعهم خطة إفساد سلاح النابالم الذى يتصدى لقوارب عبور المقاتلين قناة السويس. لقد باع مروان إسرائيل محاضر اجتماعات صحيحة عن اجتماعات القادة المصريين والسوفييت، وأخطر من ذلك باع مروان لإسرائيل أن مصر لن تبدأ حربًا إلا إذا أمدها الاتحاد السوفييتى بالمقاتلات بعيدة المدى، التى كان السادات يكرر أنه بدون هذه الطائرات التى تهدد إسرائيل لن يستطيع أن يبدأ حربًا سماء مصر مفتوحة فيها أمام قاذفات إسرائيل.
لقد اشترت إسرائيل ودفعت الثمن، لكن الذى لم يكن يبيع هو أشرف مروان. كان الذى يبيع جهاز مصرى وطنى على أعلى درجة من الخبرة والحرص، وقد استطاع أن يضلل أكبر جهاز مخابراتى لإسرائيل وأمريكا معا.
ولهذا ركزت إسرائيل جهدها لتشويه أشرف مروان فى الوقت الذى كان أشرف ممثلا لدور خطير أداه بكل وطنية.
ما زال هناك عشرات المواقف والشهادات والقرائن المصرية في صالح أشرف مروان تثبت وطنيته وإخلاصه لمصر .
الآن نصل لآخر الموضوع وهو ...
كيف مات أشرف مروان؟
قبل أن نبدأ في آخر نقطة تعالوا نرى بعض المقولات الهامة جدا في الموضوع...كيف مات أشرف مروان؟
•••••••••••••••••••••••••••
▪︎ “المفاجأة المصرية ببدء الحرب في يوم الغفران كانت تتويجًا لعمل متقن ومتزامن من قبل المخابرات المصرية بتوجيه من الرئيس المصري السادات،
الذي ألبس أمين سره ومن اعتبره ابنًا له، د. أشرف مروان، ثوب الجاسوس الإسرائيلي الفاخر، وأوهم الإسرائيليين أنهم يملكون إيلي كوهين جديدًا، وكان هذا الهدف الأساسي للرئيس المصري”.
صاحب المقولة هو "شمعون مندس"ضابط في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية "أمان " ومؤلف كتاب بعنوان " جهاد السادات "
••••••••••••••••••••••••••
▪︎ أشرف مروان نقل لإسرائيل معلومة تقول أن مصر هتحارب في أبريل 1973
وبالتالي قامت إسرائيل بعمل تعبئة للجيش ونقل قوات إلى سيناء في عملية تكلفت 35 مليون دولار.
••••••••••••••••••••••••
▪︎"فليقولوا ما يريدون. لقد أقدمت جولدا مائير على الانتحار.
لست رجلا خارقا. لقد قمت بكتابة كل خطب السادات وكنا نعمل كفريق واحد مكون من أربعين فرداً هدفنا الأوحد هو إطعام الطعم لإسرائيل بأن مصر ليست قادرة على خوض "
هذا الكلام الذي قاله أشرف مروان لبرجمان في مكالمة هاتفية عام 2003 بعد نشر كتاب تاريخ إسرائيل
▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎
▪︎ يوم 27 يونيو 2007، الساعة 1.30 بعد الظهر ، سقط جسد أشرف مروان من شرفة منزله في لندن من الدور الخامس، سقط جثة هامدة، لكن وفاته لم تضع حد للجدال الذي دار حوله خلال السنوات السابقة على 2007 بالتحديد منذ نشر كتاب "تاريخ إسرائيل" لكاتبه المؤرخ الإسرائيلي والضابط السابق في جيش الدفاع أهارون برجمان والذي أشار لأشرف مروان بالرمز...
▪︎وبدأت سلسلة من التخمينات والإتهامات تلقى في كل اتجاه .
السيدة منى عبد الناصر زوجة أشرف مروان اتهمت الموساد صراحة بقتل زوجها
وقالت في التحقيقات وخلال حوارات أجريت معها فيما بعد ان أشرف في الفترة الأخيرة كان قلق بشدة وكان يفحص الأبواب والأقفال كل ليلة وهذا كان على غير عادته خلال 38 سنة عاشتها معاه ، وعندما سألته أخبرها أن أعداؤه كثيرة وخاصة خلال الأشهر الماضية.
السيدة منى أوضحت نقطة في غاية الأهمية وهي إن النسخة الوحيدة من مذكرات أشرف مروان وتشمل تلات مجلدات كل مجلد مكتوب في 200 صفحة ومعها بعض أشرطة الكاسيت الهامة اختفت تمامًا من مكتبه يوم وفاته.
من المؤكد إن هذه المذكرات كانت ستكشف الكثير من الأسرار عن تورط رؤساء وملوك وحتى أنظمة حكم تعامل معها أشرف مروان خلال اقترابه بشدة من السلطة أيام عبد الناصر والسادات.
ربما كان بعضها أسرار مشينة أو لا يحب البعض أن تكشف على الملأ.
هل كان هذا سبب مقتل أشرف مروان؟
▪︎البعض طرح نظرية الإنتحار وأشار إلى إصابة أشرف بمرض نفسي أو عقلي أدى إلى انتحاره، لكن أسرته نفت تماما هذه الفرضية وأكدت على سلامة عقل ونفسية أشرف مروان وحتى من خلال تصرفاته وتخطيط للمستقبل، لم يكن فيه اي دلالة على مرض الرجل أو شعوره بأي إحباط يدفعه للإنتحار .
▪︎هل من الممكن أن تكون المخابرات الإسرائيلية خلف مقتل الرجل للإنتقام منه؟
فرضية غير مستبعدة أيضا لكن فيه بعض التحفظات...
مثلا إن أمر عمالة أو خداع أشرف مروان لإسرائيل غير محسوم تماما في إسرائيل نفسها لدرجة أن خلاف وصل إلى المحاكم والاتهامات دار في إسرائيل بين عملاء للموساد الذين يؤكدوا على كون أشرف مروان هو " إيلي كوهين" آخر لهم في مصر وان قدم لإسرائيل خدمات لا تقدر، الموساد كان خلف الكتاب الشهير " الملاك" الذي يمجد أشرف مروان، الطرف الآخر للصراع هم عملاء لجهاز "أمان " المتحمسين لفرضية كون أشرف مروان عميل مزدوج خدع الموساد وخدع إسرائيل أكبر خدعة في تاريخها، الصراع دا دخل فيه رؤساء سابقين للموساد ولأمان.
وحتى إذا كان مروان عميل مزدوج لم يكن من مصلحة الموساد اغتياله، وهو الجهاز الحريص دائما على تجنيد الشباب العرب بأي صورة.
ورغم ذلك غير مستبعد فعلا إغتيال الموساد له، ربما لأن مذكراته كانت ستكشف خداعه لهم وقتها ستكون أكبر وأعنف ضربة وهزيمة تاريخهم.
▪︎هل تكون أجهزة الأمن المصرية تورطت وقتها في اغتياله؟
كل البوادر تقول إن الأمر مستبعد وخاصة مع تكريم واعتراف السلطات المصرية بوطنية الرجل
لكن ماهى الفرضيات الأخرى الواردة حول مقتل أشرف مروان؟
وقبل أن نكمل كلام عن تلك الفرضيات تعالوا نري جانب آخر من حياة مروان.....
••••••••••••••••••••••
▪︎أشرف مروان كان يلقب من المقربين من السلطة في مصر أيام السادات ب" الطفل المعجزة "
الرجل وصلت سلطته للتدخل في أدق التفاصيل فيما يخص الرئيس السادات وأسرته وكان شريك لبعض أفراد من أسرة السادات في أعمال تجارية.
▪︎مروان كان على علاقة صداقة وطيدة مع القذافي والملك حسين وسعود الفيصل وكمال أدهم وكذلك كانت علاقته قوية جدا بهنري كيسنجر وزير خارجية أمريكا الأشهر.
أشرف مروان أيضا كان يعمل في تجارة السلاح وتسهيل صفقات الأسلحة بين الأوربيين وبعض الدول العربية والإفريقية ومنها بالطبع مصر..
الرئيس السادات بنفسه قال إن أشرف مروان قدم خدمات ثمينة لمصر في موضوع صفقات الأسلحة.
لكن كان هناك شخصية مصرية أخرى بينها وبين مروان عداوة شديدة وهو محمد الفايد.
الملياردير المصري المقيم في بريطانيا،
العداوة كانت بسبب التنافس على صفقات ضخمة ومنها محلات هارودز الشهيرة التى شتراها الفايد بينما كان مروان يرغب في امتلاكها.
سيمون ريجمان كاتب وصحفي بريطاني شهير اتهم أشرف مروان بالضلوع في إغتيال دودي الفايد ابن محمد الفايد مع الأميرة ديانا في الحادث الشهير لتصفية الحسابات بينهم.
▪︎قبل أن نعود إلى الفرضيات عن إغتيال مروان، هناك موقف غريب جدا لابد من ذكره ...
أحد المتهمين في قضية تنظيم "ثورة مصر" عام 1988 الذي كان يتزعمه ضابط المخابرات السابق " نور الدين " التنظيم كان ضد التطبيع وقام باستهداف أمريكان إسرائيليين في مصر.
عضو التنظيم ذكر إن أعضاء التنظيم يتلقوا رواتب من أشرف مروان نفسه.
▪︎عودة لموضوع تجارة الأسلحة وبالتحديد إلى...
صفقة اليمامة...
أكبر صفقة أسلحة في تاريخ العالم ، عقدت بشكل سري بين بريطانيا والمملكة العربية السعودية عام 1985 وصلت ل 85 مليار دولار ،
لكن فيما بعد تم الكشف عن فضائح رشاوي وفساد ضخمة في الصفقة وتورط شخصيات عربية وبريطانية فيها وتحولت الصفقة إلى فضيحة كبرى نظرت أمام المحاكم البريطانية وتدخل فيها توني بلير رئيس الوزراء البريطاني بنفسه لإيقاف إصدار أحكام ضد وزراء عرب، ومن هذه الشخصيات كان أشرف مروان وتردد انه تم تصفيته بسبب الصفقة دي .
▪︎الآن نصل لآخر الفرضيات وهو الأقوى لأنه ورد على لسان الرئيس الأسبق حسني مبارك بعد خروجه من السلطة في مذكرات نشرتها جريدة روز اليوسف..
الرئيس مبارك قال إن الذي ألقى أشرف مروان من نافذة شقته هم اثنين من عملاء المخابرات الليبية في عهد القذافي بسبب منافسة على صفقات سلاح بين أشرف مروان وأحد أبناء القذافي وتم تحويل الصفقة إلى دولة إفريقية.
يجب تسجيل الدخول لمشاهدة الوسائط
▪︎هناك فرضية تتحدث عن تآمر أكثر من جهاز مخابرات وأكثر من جهة في إغتيال أشرف مروان .الأمر الوحيد شبه المؤكد أن أشرف مروان تم اغتياله وبمعرفة أجهزة الأمن البريطانية،
اى انه من المستحيل ان تتم عميلة مماثلة بدون أن يتمكن جهاز سكوتلانديارد الأشهر من التوصل
إلى أي دلائل على القتلة.
وتبقى القضية ملف غامض.
تحياتي..
أحمد عبد الرحيم
المصادر:
كتاب: أسرار إغتيال أشرف مروان للكاتب محمود فوزي.
جريدة الشرق.
الساعة 25.
المصري اليوم.
الوطن.
اليوم السابع
موقع مصراوي .
الميادين.
روز اليوسف.
الدستور.
سبوتنيك عربي.
ار تي عربي.
فرانس 24
بي بي سي عربي .
•••••••••••••••••••••••••••••••••••
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
